إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (552)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    حكم قراءة: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) عند الانتهاء من خطبة الجمعة

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    أيها الإخوة والأخوات! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذا لقاء طيب مبارك من برنامج نور على الدرب، ضيف اللقاء هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.

    مع مطلع هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ عبد العزيز أهلاً ومرحباً سماحة الشيخ.

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    ====السؤال: هذه السائلة دعاء (م.م) من جمهورية مصر العربية تقول: قرأت حديثاً بأن قول الإمام عند الانتهاء من خطبة الجمعة: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ [النحل:90] إلى آخر الآية، هذا بدعة، فهل هذا صحيح؟ وإن كان كذلك فكيف يقع هذا من أئمة المساجد؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الخطبة -خطبة الجمعة- بعض الآيات عليه الصلاة والسلام، وهذه الآية: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى [النحل:90] من أجمع الآيات، فلهذا كان الكثير من الخطباء يقرؤها في الخطبة، فقراءتها من أفضل القربات؛ لأنها آية جامعة للأمر بالخير والنهي عن الشر: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل:90] ، فهي آية عظيمة جامعة من جوامع الكلم، فلا بأس بقراءتها في الخطب.

    1.   

    مدى ثبوت قول: ( اختلاف العلماء والأئمة رحمة)

    السؤال: تقول السائلة: هل ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه قال فيما معناه: (بأن اختلاف العلماء والأئمة رحمة)؟ أفتونا في ذلك مأجورين.

    الجواب: لم يأت هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم إنما هذا من كلام بعض السلف: أن اختلاف الصحابة رحمة، والصواب أن الاختلاف ابتلاء وامتحان، والرحمة في الجماعة والاتفاق، ولكن الله سبحانه يبتلي عباده بخلاف حتى يتبين الراغب بالحق والحريص على التفقه في الدين ومعرفة الدليل، قال جل وعلا: وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ [هود:118-119] فجعل الرحمة للمجتمعين، قال تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا [آل عمران:103].

    الاختلاف ابتلاء وامتحان، والاجتماع على الحق والتعاون على البر والتقوى من الرحمة، وفق الله الجميع.

    1.   

    تفسير قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ..)

    السؤال: هذا السائل سليمان من الأردن يقول: أستفسر عن الآية الكريمة في قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا [النساء:97]؟.

    الجواب: هذه الآية فيمن تخلف عن الهجرة بغير عذر شرعي، الله جل وعلا عتب عليهم ذلك، فالواجب على من كان بين المشركين ولا يظهر دينه أن يهاجر، ولا يجوز له التأخر عن الهجرة، سماهم (ظالمي أنفسهم) يعني بترك الهجرة؛ لأن ترك الهجرة مع القدرة معصية، فالواجب على من كان بين المشركين أن يهاجر وينتقل إلى بلاد المسلمين إذا قدر لهذه الآية الكريمة، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين) ، ويروى عنه عليه السلام أنه قال: (من جامع المشرك وسكن معه فهو مثله) ، فالواجب على من كان بين المشركين أن ينتقل وأن يهاجر إذا استطاع ذلك، إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا * فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا [النساء:98-99] من عجز فلا حرج عليه، لكن من قدر أن ينتقل من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام وجب عليه أن يهاجر وصار بقاؤه بين المشركين ظلماً لنفسه ومعصية يستحق عليها العقوبة، ولهذا توعدهم بالنار.

    1.   

    مدى ثبوت القول بعدم الخلود في الجنة والنار عن ابن تيمية

    السؤال: يقول في سؤاله الثاني: هل يوجد كتاب لـابن تيمية رحمه الله يقول فيه: بأن الجنة والنار لا خلود فيهن؟

    الجواب: ابن تيمية وغيره من السلف كلهم يقولون: إن أهل الكفر مخلدون في النار، وأهل الإيمان مخلدون في الجنة، هذا بإجماع أهل السنة والجماعة أن أهل الجنة مخلدون أبد الآباد، لا موت فيها ولا فناء بل هي دائمة وأهلها دائمون.

    وذهب بعض السلف إلى أن النار لها نهاية، وأنها بعد مضي الأحقاب لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا [النبأ:23] لها نهاية تفنى ولكنه قول ضعيف ساقط مردود، والذي عليه جمهور أهل السنة والجماعة أن النار باقية ومستمرة لا تفنى أبداً وأهلها كذلك من الكفرة معذبون فيها دائماً نسأل الله العافية، كما قال الله جل وعلا في كتابه العظيم في سورة البقرة: كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ [البقرة:167] ، وقال عز وجل: يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ [المائدة:37]، قال تعالى: لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا [النبأ:23] ، إلى أن قال: فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا [النبأ:30]، يعني: أحقاب، كلما مضى أحقاب جاء بعدها أحقاب.

    وقال تعالى: كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا [الإسراء:97]، فهي مستمرة نسأل الله العافية وأهلها كذلك مقيمون فيها أبداً وهم الكفار، أما عصاة الموحدين لهم أمد إذا دخلوها يخرجون منها بعدما يطهرون، العصاة منهم من يعفى عنه ولا يدخلها، ومنهم من يدخلها وإذا طهر أخرجه الله منها وصار إلى الجنة، ولا يبقى في النار ويخلد فيها أبد الآباد إلا الكفار الذين ماتوا على الكفر بالله، نسأل الله العافية.

    1.   

    علامات الساعة الكبرى

    السؤال: السائل الذي رمز لاسمه محمد جردان يقول في هذا السؤال: ما هي علامات الساعة الصغرى التي تبقت؟

    الجواب: يقال: علاماتها الكبرى ما هي بالصغرى، علاماتها الكبرى بقي عشر آيات: خروج المهدي ، وخروج الدجال ، ونزول عيسى ابن مريم، وخروج ليأجوج ومأجوج، وهدم الكعبة، ورفع القرآن، وآية الدخان، وخروج الدابة، وطلوع الشمس من مغربها، وآخر الآيات نار تحشر الناس إلى محشرهم، هذه الآيات التي بقيت نسأل الله السلامة، وآخرها طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، بعدها لا يقبل عمل من إنسان، إذا جدد عمل لا يقبل: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ [الأنعام:158]، إذا طلعت الشمس من مغربها الإيمان الجديد لا يقبل، والإسلام الجديد لا يقبل، وبعدها الآية الأخيرة وهي حشر الناس، خروج النار من المشرق تحشرهم إلى محشرهم، تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا، حتى يصلوا إلى محل محشرهم الذي تقوم فيه الساعة.

    1.   

    حكم القول ببطلان الوضوء بملامسة الأجنبية

    السؤال: هل ملامسة النساء الأجنبيات يبطل الوضوء؟

    الجواب: الله يقول: أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ [المائدة:6] اختلف العلماء فيها، قال بعضهم: المراد بالملامسة المس باليد عن شهوة، فهذا ينقض الوضوء مع الزوجة ومع غيرها، والصواب أن الملامسة: الجماع، وأن قوله تعالى: أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ يعني: جامعتم النساء، أما اللمس بدون جماع لا يبطل الوضوء، هذا الصحيح، سواء عن شهوة أو عن غير شهوة لا يبطل الوضوء لا مع الزوجة ولا مع غيرها إذا لم يخرج شيء، أما إذا خرج مذي أو مني بطل، لكن إذا لم يخرج شيء إنما هو مجرد مس ولو بشهوة الصحيح أنه لا ينقض الوضوء؛ لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه كان ربما قبل بعض نسائه ثم صلى ولم يتوضأ) ، والتقبيل يكون عن شهوة وعن تلذذ، فكونه يقبل بعض نسائه ثم يصلي ولا يتوضأ يدل على أن المس لا ينقض الوضوء، وأن المراد بالملامسة الجماع.

    1.   

    أسباب السلامة من الآثام والمعاصي

    السؤال: في آخر أسئلة هذا السائل يقول سماحة الشيخ: كيف يستطيع الإنسان أن يصلح من قلبه، وذلك من الآثام والمعاصي؟

    الجواب: يسأل ربه التوفيق ويجاهد نفسه، الله يقول: وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ [العنكبوت:6]، ويقول سبحانه: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [العنكبوت:69]، فعليه أن يجاهد نفسه لله حتى يصونها عما حرم الله عليه، وعليه أن يسأل ربه التوفيق والإعانة، ويكثر من ذكر الله، ويبتعد عن جلساء السوء، فهذه من أسباب السلامة، كونه يخاف الله ويراقبه، ويتذكر أن المعاصي تسبب غضبه وتسبب عذابه، ويجتهد في سؤاله والضراعة في أن يحفظه وأن يصونه عما حرم الله عليه، ويكثر من قراءة القرآن والتدبر لمعانيه، ويجتهد في مصاحبة الأخيار ومجالستهم والبعد عن صحبة الأشرار، هذه من أسباب السلامة والعافية.

    1.   

    كيفية لباس الرجل في الصلاة

    السؤال: يقول هذا السائل: كيف يكون لباس الرجل في الصلاة سماحة الشيخ؟

    الجواب: اللباس المعتاد، قميص أو إزار ورداء، كله كافٍ، يستر عورته؛ ما بين السرة إلى الركبة عورة الرجل، ويكون على كتفيه رداء لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقيه منه شيء) ، فإذا جعل رداء على عاتقيه وصلى في الإزار أو في السراويل كفى صحت صلاته، وإذا لبس ما هو أجمل كالقميص الزيادة، كونه أكمل وأفضل، وهكذا لبس العمامة؛ لأن الله يقول: يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ [الأعراف:31]، يعني: عند كل صلاة، فإذا لبس غترته- يعني: عمامته- وقميصاً وصلى في ذلك فهذا حسن، ويكفي في ذلك الإزار والرداء، أو القميص يكفي ولو كان مكشوف الرأس.

    المقدم: يا شيخ عبد العزيز ! قد يقصد هذا السائل لبس البنطلونات بالنسبة للعمال في المساجد أيضاً؟

    الشيخ: لابد أن يكون لباساً ساتراً، ما بين السرة والركبة، والبنطلون إذا كان ما فيه تشبه بالكفرة، إذا كان من لباس المسلمين وستر ما بين السرة والركبة أجزأ مع ستر المنكبين أو أحدهما بالرداء.

    1.   

    حكم مس شريط القرآن للمحدث

    السؤال: هذا سائل يقول في هذا السؤال: هل حكم شريط القرآن كحكم المصحف في اللمس أو في المس؟

    الجواب: لا، ليس له حكم المصحف، الشريط غير المصحف، الشريط فيه القرآن وفيه العلم لا، ليس له حكم المصحف.

    1.   

    وجوب تعليم المرأة أمور دينها

    السؤال: في آخر أسئلة هذا السائل يقول: سماحة الشيخ! كيف يكون للرجل المسئولية تجاه أسرته بتعليم أولاده التعاليم الإسلامية؟ وإذا كانت المرأة جاهلة بالدين هل يجوز له أن يضع اللوم عليها في التربية؟

    الجواب: الواجب عليه أن يعلمها ما تجهل، عليه وعلى أبيها وعلى أخيها أن يعلمها ويبصرها ما تجهل، وعليها أن تتعلم، وأن تحضر مجالس العلم حتى تستفيد وهي متحجبة إذا دعت الحاجة إلى ذلك، تسمع القرآن من نور على الدرب والتعليم في نور على الدرب، فيه علم عظيم نور على الدرب، فيه تعليم وفيه سؤالات مفيدة من جماعة من العلماء، فيه محاضرات وندوات طيبة، وعلى زوجها أن يعلمها إذا كان عنده علم، وهكذا أبوها وأخوها وعمها وخالها يعلمونها وهي تسمع في مجالس العلم تسمع من إذاعة القرآن ما يكون فيها من الخير العظيم، وإذا ذهبت إلى المسجد بإذن زوجها وسمعت العلم إذا كان فيه محاضرات فيه ندوات وهي متحجبة أو تسمع خطبة الجمعة كل هذا خير عظيم.

    1.   

    حكم تصرف الزوج في مال زوجته

    السؤال: هل للرجل الحق في التصرف بمال زوجته مثل الذهب والمجوهرات برغبتها أو بغير رغبتها؟

    الجواب: ليس للزوج التصرف في مالها إلا بإذنها؛ لأنها رشيدة فإذا كانت غير رشيدة، فوليها الذي يتصرف؛ أبوها أو وكيل أو وكيل أبيها، أما الزوج لا، ليس له أن يتصرف، مالها لها، أما حديث: (ليس للمرأة عطية إلا من زوجها) فهو حديث ضعيف. ليس لها التصرف في ماله هو، أما مالها فلها التصرف في مالها، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من خطبة العيد أتى النساء ووعظهن وذكرهن وأمرهن بالصدقة، وكن يعطين الصدقات ولم يأمرهن بمشاورة أزواجهن، كان يأخذ منهن الصدقات ويتقبلها بلال ، فدل على أن لهن التصرف في أموالهن إذا كن رشيدات، وليس له منعها من ذلك، وليس له التصرف في مالها بغير إذنها، وفي الصحيح أن ميمونة قالت: (يا رسول الله! أشعرت أني أعتقت فلانة، قال: أما إنك لو أعطيتها أخوالك لكان أعظم لأجرك) ، ولم يقل لها: ليش تصدقت بها ما شاورتيني؟ قال: إني أعتقتها، فلم يقل: ليش ما شاورتيني؟ دل على أن لها التصرف في مالها، إلا أنه قال: (لو أنك وهبتها لأخوالك لكان أعظم لأجرك).

    1.   

    حكم رفع الصوت بقول: لا إله إلا الله عند السير بالجنازة وقراءة سورة (يس) أثناء الدفن

    السؤال: هذا سائل للبرنامج يقول عبد الله أحمد من اليمن: من المعتاد عندنا بأن الناس إذا حملوا الجنازة إلى المقبرة يقومون بذكر لا إله إلا الله مكرراً وبالصوت الجماعي، وعندما يصلون إلى المقبرة يقرءون سورة يس بصوت جماعي، وجهونا حول هذا العمل من حيث الإجازة جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: رفعهم الصوت عند حملهم الجنازة بصوت جماعي هذا بدعة ما له أصل، المشروع عند حمل الجنازة أن الإنسان يتذكر هذا المصير، يتذكر الآخرة والموت، ويكون عنده تذكر وخوف وحذر، أما قولهم: (وحدوه) أو (لا إله إلا الله) بصوت مرتفع، هذا بدعة ما له أصل.

    وهكذا قراءة يس عند القبر بدعة لا أصل لها؛ لأنها تقرأ يس عند المحتضر قبل أن يموت في بيته أو في أي مكان، أما أنها تقرأ في المقابر أو عند الدفن فهذا بدعة لا أصل له.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ)

    السؤال: يسأل عن الآية الكريمة: إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ [القمر:31]؟

    الجواب: هؤلاء أصحاب ثمود، عذبوا، لما عصوا وخالفوا وعقروا الناقة أرسل الله الصيحة، فكانوا كهشيم المحتظر نعوذ بالله، هذا جزاؤهم في الدنيا غير جزاؤهم في الآخرة والعذاب في الآخرة، نسأل الله العافية.

    1.   

    حكم من استيقظ قبل طلوع الشمس بقليل وهو جنب ولم يصل الفجر

    السؤال: إذا احتلم شخص وأصبح جنباً ولم يستيقظ من النوم إلا وقد أوشكت الشمس على الطلوع، فهل يصلي وهو جنب لخوفه من ذهاب الوقت أم يغتسل ثم يؤدي الصلاة؟

    الجواب: إذا استيقظ الإنسان وهو جنب يبدأ بالغسل ولا يصلي وهو جنب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من نام عن الصلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك)، هذا وقتها يغتسل ثم يصلي، وليس له الصلاة وهو على الجنابة، سواء قام عند طلوع الشمس أو بعد طلوع الشمس، أو بعد العصر وهو نائم عن العصر، يغتسل ثم يصلي.

    1.   

    وسائل تعين على تثبيت الإيمان واليقين

    السؤال: هذا سائل للبرنامج السائلة (هـ .أ) الرياض رمزت لاسمها بهذا الرمز تقول: ما هي الأعمال والأقوال التي تعين على تثبيت الإيمان واليقين والتي تبعد القلب عن القسوة وعدم الطمأنينة والخشوع؟ حيث أنني في بعض الأحيان أحس بلين وخشوع في القلب، وأحياناً أحس بعكس ذلك وجهوني سماحة الشيخ.

    الجواب: المشروع للمؤمن والمؤمنة الإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن، وسؤال الله التوفيق والهداية وصلاح القلب، هذه التي تعين على صلاح القلوب وعلى عمارتها بذكر الله وخشوعها وسلامتها من الوساوس، فالإكثار من ذكر الله، ومن قراءة القرآن بالتدبر، وتذكر عظمة الله وأنه سبحانه يحب من عباده أن يسألوه وأن يذكروه وأن يخافوه ويرجوه، هكذا المؤمن والمؤمنة، يستحضر عظمة الله وأنه سبحانه هو الحكيم العليم، المستحق لأن يعبد وأن يعظم ويذكر فيكثر من ذكر الله، ومن قراءة القرآن، ومن الدعاء، يقول: اللهم أصلح قلبي، اللهم ارحمني، اللهم وفقني لما يرضيك، اللهم اهدني سواء السبيل، يجتهد في الدعاء مع ذكر الله، مع استحضار عظمة الله والخوف من الله عز وجل، وصحبة الأخيار يحرص عليه، وصحبة الطيبين والطيبات، المرأة تحرص على صحبة الطيبات، والرجل يحرص على صحبة الطيبين الذين يعينونه على الخير.

    1.   

    نصيحة للآباء الذين يرفضون الخطاب لبناتهم لأسباب واهية

    السؤال: وصلتنا هذه الرسالة سماحة الشيخ من سائلات رمزن لاسمهن بهذا الرمز بنات (ع.ز) يقلن في هذه الرسالة: سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: نحن أخوات من مدينة سراة عبيدة في المنطقة الجنوبية نسكن في الرياض، خريجات من الجامعة، تقدم لنا العديد من الخطاب لكن أبانا هداه الله يرفض كل من يتقدم إلينا وذلك لأسباب سخيفة وواهية، فمنها: بأنه ليس من نفس أهل المدينة، أي أنه من مدينة أخرى، نرجو من سماحة الشيخ حفظه الله النصح لهذا الأب ودلالته إلى الصواب مأجورين.

    الجواب: الواجب على أولياء النساء أن يتقوا الله سواء كان أباً أو عماً أو أخاً أو ولداً الواجب أن يتقوا الله وأن يزوجوا النساء إذا خطبهن الأكفاء ولا يحبسوهن لا لطمع ولا لوظيفة، ولا لكون الرجل ليس من بلدهم، إذا جاء الكفء ولو كان من بلد أخرى، ولو كان من قبيلة أخرى، يقول الله جل وعلا: وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [النور:32]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) ، ما قال: بشرط أن يكون من الجماعة أو من الحمولة، لا، ما هو بلزوم، ولو من قرية أخرى ولو من قبيلة أخرى، المهم أن يكون صالحاً طيباً.

    فالواجب على أولياء النساء أن يتقوا الله وأن يسارعوا في تزويج مولياتهم من بنات أو أخوات أو بنات أخ أو غير ذلك، وأن يحذروا حبسهن وعضلهن لطمع في رواتبهن أو لأسباب أخرى، فالواجب الحرص على تزويجهن بالرجل الطيب والحذر من عضلهن وظلمهن.

    1.   

    حكم رقص المرأة بين النساء

    السؤال: هذه السائلة أم فارس من أبها تقول: سماحة الشيخ! هل يجوز للمرأة أن ترقص بين النساء في الأفراح، وإذا كان ذلك على آلة مباحة وكانت المرأة متسترة، أي: غير مبدية لمفاتنها، وهي في مكان لا يراها فيها الرجال؟

    الجواب: لا أعلم بأساً في الرقص بين النساء مع التستر الواجب، لا أعلم بأساً، إذا كان ما هناك منكر، لا اختلاط ولا آلات ملاهي، أما الدف فهو مباح للنساء في الأعراس.

    1.   

    حكم إخراج الزكاة في مال اليتيم

    السؤال: السائلة الأخت أم عوض القحطاني تقول: سماحة الشيخ! أنا امرأة أرملة وعندي سبعة من الأيتام، وأعيش في بيت متواضع ولي دخل أقتات منه أنا وأولادي، وقد حصلت على عشرة آلاف ريال زكاة من أهل الخير، وقد احتفظت بها للزمن، أي: لمستقبل أطفالي، وكانت مدة هذا الاحتفاظ بهذه الفلوس ما يقارب من سنتين، فهل تجب فيها زكاة مع أننا فقراء؟

    الجواب: نعم تجب فيها الزكاة في كل ألف خمسة وعشرون، ربع العشر، سواء لك أو للأولاد، أو لكما جميعاً، هكذا أوجب الله، قال تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ [البقرة:43]، وأموال الأيتام تؤدى زكاتها، فعلى ولي اليتيم أن يؤدي الزكاة عن يتيمه.

    1.   

    حكم منع الرجل زوجته من زيارة بيت والدها

    السؤال: السائل الذي رمز لاسمه بـ (ع. ع) من جمهورية مصر العربية له مجموعة من الأسئلة يقول في هذا السؤال: هل منع زوجتي عن زيارة بيت والدها يعتبر قطعاً لصلة الرحم؟

    الجواب: منعها لا يجوز، لابد من تنظيم لزيارة لا تضرك ولا يحصل بها قطيعة، الواجب تمكينها من زيارة أبيها وإخوتها لصلة الرحم، إلا إذا كانت الزيارة يترتب عليها فساد إذا كان في بيت أبيها شر أو أبوها ليس بطيب زيارتها له تضرها أو يدعوها إلى منكر فلا بأس أن تمنعها، أما إذا كان أبوها طيباً وسليماً ولا يترتب على زيارتها ما يضرك ولا يضرها فلا تمنعها؛ لأن منعها من قطيعة الرحم ومن العقوق، فلا ينبغي منك منعها، والمرأة عليها أن تصل أرحامها، وعليك أنت أن تمكنها من ذلك، فبقاؤها لديك وخدمتها لك حسب العرف، ومن عرف المسلمين أن المرأة تزور أباها وتزور أمها وتزور أقاربها، فليس لك أن تمنعها إلا إذا كانت الزيارة فيها شر، تضرها في دينها أو تضرك فلا بأس أن تمنعها إذا كان أبوها فاسقاً تضرها زيارته أو تضرك زيارته أو أخوها أو عمها، فإذا كان في الزيارة شر عليك أو شر عليها لا بأس أن تمنع.

    1.   

    مدى وجود صلاة قبل الإسلام

    السؤال: هل هناك صلاة قبل الإسلام، وما هي سماحة الشيخ؟

    الجواب: لا أعرف عن الجاهلية شيء من صلاتهم، الأنبياء لهم صلاة، جاءوا بالصلاة، الصلاة جاء بها الأنبياء لكن كون الجاهلية يصلون صلاة لا أعرف شيئاً عن صلاتهم، أما الأنبياء جاءوا بالصلوات، جاء بها إبراهيم وجاء بها إسماعيل وجاء بها غيرهم من الأنبياء.

    1.   

    حكم الحلف بحق القرآن

    السؤال: في يوم الجمعة يقول: قبل صعود الخطيب للمنبر صليت ركعتين وقمت بمسك المصحف الشريف وقلت: بحق هذا القرآن لا أشرب السجائر والدخان مرة ثانية طول عمري، فإذا شربت مثل الشيشة هل أكون قد وقعت في اليمين وهل علي كفارة؟

    الجواب: لا يجوز لك أن تحلف بحق القرآن حق القرآن تعظيمه، وتعظيمه من أعمالك، لكن أن تقول بالله، أو بكلام الله تحلف بالله أو بكلامه وصفاته لا بأس، أما بحق القرآن، حق القرآن عليك أن تعظمه وأن تعمل به وهذا من عملك، وعملك مخلوق، فلا تقسم بالمخلوقات لكن تقسم بنفس القرآن، بالله بكلام الله بعلم الله بعزة الله، تقسم بالله أو بصفاته لا بأس، وعليك أن تجتنب الدخان وسائر المحرمات، عليك أن تحذر الدخان والشيشة والخمر وجميع المخدرات المسكرة وإن لم تحلف، وإن لم تقسم، يجب عليك أن تجتنبها وتحذرها؛ لأنها منكرة ومحرمة، فالواجب عليك الحذر منها وتركها مطلقاً ولو لم تحلف.

    1.   

    حكم تنفيذ وصية من أمر بالذبح وتقسيمه أثناء الدفن

    السؤال: السائل حسن إسماعيل من اليمن يقول: إذا مات الرجل وأوصى قبل موته أن يذبحوا رأساً من الغنم أو أكثر أثناء الدفن وتقسم على الحاضرين، فهل أكلها جائز؟

    الجواب: هذه بدعة لا تنفذ، هذه وصية بدعة ليس لهم تنفيذها.

    المقدم: شكراً لكم يا سماحة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.

    أيها الإخوة والأخوات! أجاب عن أسئلتكم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.

    شكر الله لسماحته على ما بين لنا في هذا اللقاء الطيب المبارك، شكراً لكم أنتم، إلى الملتقى إن شاء الله.

    في الختام تقبلوا تحيات الزملاء معي في الإذاعة الخارجية الزميل فهد العثمان ، من هندسة الصوت الزميل سعد بن عبد العزيز بن خميس والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    768246283