أيها الإخوة المستمعون الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذا لقاء طيب مبارك من برنامج نور على لدرب.
ضيف اللقاء هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء، مع مطلع هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ فأهلاً وسهلاً سماحة الشيخ.
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: وفيكم.
====السؤال: هذا السائل حسن إسماعيل من اليمن استعرضنا سؤالاً له في حلقة سابقة، بقي له هذا السؤال يقول: سماحة الشيخ! في اليوم الثالث من موت الميت تقام محاضرة في بيت الميت ويحضرها جمع من الناس، هل هذا العمل جائز أو هو من البدع؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فاعتياد إقامة محاضرة في بيت الميت في اليوم الثالث أو طعام أو شبه ذلك ليس من الشرع في شيء بل هو بدعة، أما إذا كان عارضاً استمعوا يسلمون على أهل الميت ويعزونهم فذكرهم بعض الناس لا بأس شيء عارض، أما اتخاذ هذا عادة وسنة جارية في اليوم الثالث أو الثاني أو الرابع أو الخامس إقامة حفل وموعظة وخطبة أو أكل هذا بدعة، نسأل الله للجميع الهداية.
الجواب: نعم، إذا قلت هذا ثم عدت يكون قد ظهرت منها، عليك كفارة الظهار لا تقربها ولا تمسها حتى تعتق رقبة، فإن عجزت تصوم شهرين متتابعين ستين يوماً، فإن عجزت تطعم ستين مسكيناً، هذه كفارة الظهار، ولا يجوز لك هذا العمل، هذا ما يجوز سماه الله منكراً من القول وزوراً.
فالواجب عليك أن تحذر مثل هذه الأيمان التي فيها المظاهرة وفيها التحريم من زوجتك، لكن متى فعلت هذا قلت: متى فعلت هذا فإن زوجتي كظهر أمي علي تحرم علي يكون ظهاراً، عليك أن تجتنبها وتمتنع منها حتى تكفر كفارة الظهار وهي عتق رقبة، فإن عجزت تصوم شهرين متتابعين؛ ستين يوماً، فإن عجزت تطعم ستين مسكيناً كل مسكين له نصف الصاع كيلو ونصف تقريباً قبل أن تقربها كما نص الله على هذا في كتابه الكريم في سورة المجادلة.
الجواب: إذا كان أعطاك إياه لمصلحة المسجد كتعمير أو فراش أو للفقراء فلا تأخذ منه شيئاً، أما لك أعطاك إياه لك قال: هذه مساعدة مني لك فلا بأس، أما إذا أعطاك إياه لمصلحة المسجد من فراش أو تعمير أو سراج أو غيرها من مصالح المسجد فليس لك أن تأخذ منه شيء بل يصرف في مصالح المسجد، أما إذا أعطاك إياه قال: تصدق به، اصرفه فيما تراه من وجوه الخير فاعمل به في وجوه الخير لا تأخذ منه شيئاً أنت لك بل تصرفه في وجوه الخير التي أشار إليها؛ لأنك وكيل.
الجواب: إذا كانت الصلاة جهرية كالعشاء والفجر والجمعة تسجد إذا مررت بآية سجدة كآخر النجم وآخر العلق تسجد، النبي كان يسجد عليه الصلاة والسلام، تكبر وتسجد ويسجد الناس، أما إذا كانت سرية قرأتها في الظهر أو في العصر فلا تسجد؛ لأنه يشوش على الناس لا يدرون ما الذي أوجب لك ذلك، قد يظنون أنك ساهي.
فالمقصود في السرية لا تسجد إذا قرأت سجدة أما في الجهرية فتسجد.
الجواب: لا، ليست خلوة لكن إذا كنت قد عقدت عليها فهي زوجة، أما إذا كنت ما عقدت عليها فأنت تنظر إليها عند الحاجة، وإذا كنت نظرت إليها واقتنعت بأنها مناسبة فلا حاجة إلى النظر الثاني، يكفي النظر الأول الذي حصل به القناعة والفائدة وعزمت على خطبتها، أما إذا كنت قد تزوجتها فالحمد لله، وإذا كان معك أمها أو أختها أو عمها أو خالها فليست خلوة.
الجواب: إذا دعت الحاجة إلى ذلك لا بأس عند فقد الطبيبة المسلمة يكون طبيب مسلم بدون خلوة لكن من دون تفليج إذا كان مرض في الأسنان أو حاجة إلى قلع، أما التفليج للحسن فلا يجوز، فالرسول صلى الله عليه وسلم لعن المتفلجات للحسن ولعن النامصات ولعن الواشمات والمستوشمات والمتفلجات للحسن يعني: تفلج أسنانها للحسن، أما إذا كان بالسن مرض أو سواد ليزال أو ما أشبه ذلك من الأمراض لا حرج يتولاها الطبيبة المسلمة فإن فقدت فالطبيب المسلم من دون خلوة، يكون معك أخوك أو أبوك أو أمك ونحو ذلك.
الجواب: تركيب الأظفار لا أصل له ولا يجوز تركيب الأظفار بل الواجب والسنة قصها وقلمها في أقل من أربعين، يقول أنس رضي الله عنه: (وقت لنا في قص الشارب وقلم الظفر ونتف الإبط وحلق العانة أن لا ندع هذا أكثر من أربعين ليلة)، وفي اللفظ الآخر: (وقت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم)، فالرجل والمرأة مأموران بقلم الأظفار في أقل من أربعين ليلة، فكيف تجعل لها أظفار! هذا منكر لا وجه له.
الجواب: نعم، المربي والمعلم يجب عليه أن ينصح للمتعلم والمربى يجب أن ينصح له ويوجهه إلى الخير ويتقي الله فيه؛ لأنه أمانة، فالواجب على المربي والمعلم تقوى الله وأن يجتهد في تربية الأولاد والأيتام والأطفال وأن يحسن تعليمهم وأن يتقي الله في ذلك وأن يعلمهم مما علمه الله بالطريقة الشرعية، ومن ذلك تفقيههم في الصلاة وأمرهم بالصلاة إذا بلغوا سبعاً وضربهم عليها إذا بلغوا عشراً، كل هذا مما يجب على الولي، وعلى المعلم أن يوجه الطلبة إلى هذا الخير، وإذا كان لم يؤذن له في الضرب يضربهم وليهم إذا بلغوا عشراً ولم يصلوا.
فالحاصل أن على الولي وعلى المعلم توجيه الطلبة من الرجال والنساء الطالبات والطلبة، وعليه تعليم الجميع وتثقيف الجميع في الدين حتى يتعلموا ما أوجب الله عليهم وما حرم عليهم، الله المستعان.
الجواب: الله جل وعلا بين المعدودات وهي أيام التشريق وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ [البقرة:203]، هذه ثلاثة؛ الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر هذه المعدودات، والمعلومات أيام العشر مع أيام التشريق، وقال جماعة: إنها أيام العشر فقط، وقال آخرون: إنها أيام العشر مع أيام التشريق كلها معلومات يكبر فيها، يكبر المسلمون فيها من أول العشر إلى غروب الشمس من يوم الثالث عشر لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ [الحج:28]، فيذكروا الله في الأيام المعلومات من أول الشهر إلى نهاية اليوم الثاني عشر إلى غروب الشمس يكبروا الله ويذكروه سبحانه فهي أيام عظيمة فاضلة، والثلاثة منها معدودات وهي الأخيرة الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر وهي أيام منى وأيام رمي الجمار.
الجواب: ما أعلم فيه بأساً، الماس من جنس الفضة، فالمحرم الذهب، يحرم على الرجال الذهب ويباح للنساء، أما الماس فلا أعلم فيه شيء والأصل الإباحة كما يباح لبس خاتم الفضة، أما إذا كان الماس يعني أغلى من الذهب وأحب يتورع لا بأس الأصل الجواز؛ لأن التحليل بيد الشرع ليس بيد الناس، والشرع حرم الذهب ولم يحرم الفضة ولم يحرم الحديد، فإذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (التمس ولو خاتماً من حديد)، لو لبس خاتماً من حديد أو من فضة أو من صفر لا بأس، المحرم على الرجل خاتم الذهب، والماس ليس من الذهب لا يسمى ذهباً وإن كان غالياً.
الجواب: الأولى لأولياء الأطفال أن لا يأتوا بهم إلى الصلاة إذا كانوا دون السبع، الأولى أن يبقوا في بيوتهم عند أهليهم، أما إذا كان ابن سنة فأكثر فإنه لا يقطع الصف بل يصف مع الرجال ويعتبر لكن ذلك دون السبع تركه مع أهل البيت أولى وأفضل حتى لا يتأذى به الناس، فلو وجد مع أبيه لا يقطع الصف لا حرج إن شاء الله كاللبنة بين الصفين أو العمود بين الصفين لا يضر .
المقصود أنه إذا كان وجد ودعت الحاجة إليه؛ لأن أباه قد يأتي به؛ لأنه يضر أهله لو بقى عند أهله، كما يروى أن الحسن قد يأتي والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس فيرتحله وهو ساجد، وكما صلى النبي صلى الله عليه وسلم بـأمامة بنت زينب بنته للحاجة والتعليم يعلم الناس مثل هذا لا يضر، فإذا دعت الحاجة إلى مثل هذا وكان أبوه لا يستطيع بقاءه عند أهل البيت أو ما عنده في البيت أحد فيكون معذوراً ويكون مثل حجر بين الصفين أو الكرسي بين الصفين أو ما أشبه ذلك قد تدعو الحاجة إلى هذا الشيء فلا يضر إن شاء الله.
الجواب: حكم القراءة للمأموم أنها واجبة، يجب على المأموم أن يقرأ الفاتحة، هذا الصحيح، وذهب أكثر أهل العلم إلى أنها لا تجب عليه اكتفاء بالإمام، ولكن الصواب أنها تجب عليه في السرية والجهرية لقوله صلى الله عليه وسلم (لعلكم تقرءون خلف إمامكم؟ قلنا: نعم، قال: لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها)، وهو حديث صحيح رواه أحمد وغيره، ولعموم قوله صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)، لكنها في حق المأموم واجبة إذا تركها جاهلاً أو ناسياً أو لم يأت إلا عند ركوع الإمام وركع معه سقطت عنه كما جاء في حديث أبي بكرة الثقفي رضي الله عنه أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو راكع فركع قبل أن يصل إلى الصف ثم دخل في الصف، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم بعد السلام فقال صلى الله عليه وسلم: (زادك الله حرصاً ولا تعود)، ولم يأمره بقضاء الركعة، أما الإمام والمنفرد فهي ركن في حقهما لابد منها، فلو تركها الإمام أو المنفرد القراءة -قراءة الفاتحة- بطلت صلاته، إذا تعمد ذلك، وإن نسيها في ركعة أتى بركعة بدل التي نسيها منها وسجد للسهو، أما المأموم فهي واجبة في حقه لو تركها ناسياً أو جاهلاً صحت صلاته؛ لأنه تابع للإمام.
والجمع بينها وبين النصوص التي فيها الإنصات أنها خاصة والنصوص عامة فيخص منها قراءة الفاتحة.
وأما الإمام فإن سكت بعد الفاتحة فلا بأس وإن واصل القراءة فلا بأس؛ لأنه لم يثبت في هذا نص واضح، جاء في بعض الأحاديث أنه يسكت بعد قول وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7] وجاء في بعضها أنه لا يسكت بعد نهاية القراءة فإن سكت بعد الفاتحة فلا بأس وإن واصل القراءة فلا بأس، الأمر واسع إن شاء الله.
الجواب: فسر بالقمر وفسر بالليل، الغاسق: الليل، إذا أقبل الليل قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1]، الفلق: الصبح مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ [الفلق:2-3] إقبال الليل، هذا هو المشهور، وفسر بالقمر، والأقرب والأظهر والله أعلم أنه إقبال الليل.
الجواب: إذا قرأ الإنسان السجدة يسجد ولو كان على غير طهارة على الصحيح مثل سجود الشكر لا تلزم له الطهارة لعدم الدليل، وهكذا لو سمعها، كان يستمع لقارئ ثم سجد القارئ يسجد معه، إذا سجد القارئ يسجد معه إذا كان يستمع له ولو كان على غير طهارة، ويقول في السجود مثل سجود الصلاة: سبحان ربي الأعلى سبحان ربي الأعلى سبحان ربي الأعلى.. اللهم لك سجدت.. إلى آخره مثل سجود الصلاة الإنسان يدعو فيها مثل ما يدعو في سجود الصلاة الحكم واحد.
الجواب: سنة الراتبة بعد الأذان سنة الظهر قبلها أربع وبعدها ثنتين أو أربع، والفجر بعد طلوع الفجر سنة الراتبة ركعتين، أما المغرب والعشاء سنتهما بعدهما بعد المغرب ركعتين وبعد العشاء ركعتين، وإذا صلى قبل العصر يصليها بعد دخول الوقت أربع ركعات أفضل تسليمتين، إذا أذن المؤذن إذا دخل وقت العصر يصلي أربع ركعات بتسليمتين أفضل، أما صلاتها قبل الوقت فلا ما تمت ما تصير راتبة، إذا صلاها قبل الوقت صلاها قبل العشاء قبل أذان العشاء تكون تبع الصلاة بين المغرب والعشاء، أو صلى قبل الظهر قبل وقت الظهر إذا كان قبل وقوف الشمس تبع صلاة الضحى، وإن كانت عند وقوف الشمس هذا وقت نهي لا يصلى فيه الصلاة العادية إلا ذات الأسباب.
الجواب: ما يكفي لابد من التنبيه إذا وجد من يغتاب ينكر عليه، الإنسان يكرهه بالقلب وينكر على من فعل الغيبة يقول: ترى ما يجوز، اتق الله لا تغتب الناس؛ لأن الله أمر بإنكار المنكر قال جل وعلا: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [آل عمران:104]، قال تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل عمران:110]، قال سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة:71]، فالغيبة منكر، الذي يتكلم في الناس: فلان طويل فلان بخيل فلان كذا فلان كذا، يتكلم فيما يكرهون يتكلم فيهم بما يكرهون هذه الغيبة، كما قال صلى الله عليه وسلم: (الغيبة ذكرك أخاك بما يكره، قيل: يا رسول الله! وإن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته)، فالواجب على المسلم أن يحذر الغيبة، وإذا رأى من يغتاب يقول له: يا أخي! اتق الله ما يجوز لك الغيبة، اترك هذا، لا تغتب الناس، احذر؛ لأن الله يقول: وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا [الحجرات:12].
الجواب: هذا حديث صحيح يوجب الحذر من الكلام السيئ، وفي الحديث الآخر يقول صلى الله عليه وسلم (إن العبد ليتكلم بكلمة من سخط الله ما يتبين فيها)، يعني: ما يثبت فيها (يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه)، فالواجب الحذر وأن يحفظ الإنسان لسانه فلا يتكلم بما لا ينبغي، فقد يتكلم بكلمة خبيثة يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب، يكتب الله له بها سخطه، كأن يدعو إلى فاحشة أو يسب الله أو يسب رسوله أو يسب الدين فيقع في منكر عظيم وردة عظيمة نسأل الله العافية، فالواجب أن يحذر شر لسانه وأن لا يتكلم إلا بالخير كما قال صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)، وقد يتكلم يمزح ولا يتبين ولا يثبت فيقع في شر عظيم كأن يقول: فلان بخيل. هذه غيبة، فلان أحمق.. غيبة، هو يمزح هذه إثمها عظيم، وأشر من هذا وأعظم أن يدعو إلى الفاحشة، يدعو إلى الزنا، يدعو إلى المعاصي أو يسب الله أو يسب الرسول صلى الله عليه وسلم أو يسب الدين فيقع في الردة نعوذ بالله.
الجواب: نعم، يدافعها إذا كانت خفيفة، أما إذا كان شديداً يقطعها، أما إذا كانت خفيفة يمكن المدافعة بدون مشقة ويثبت صلاته فلا بأس كالبول والغائط إذا كان خفيفاً يكمل صلاته، أما إذا كان يشغله في الصلاة يقطعها يخرج الريح والبول والغائط حتى يصلي بقلب حاضر، لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة بحضرة الطعام ولا وهو يدافعه الأخبثان)، وهكذا الريح الشديدة التي تؤذيه يقطع.
الجواب: في سنده نظر ولو صح فالمراد مع التوبة، المراد لو صح المراد مع التوبة استغفاراً مع التوبة والندم والإقلاع، أما استغفاراً بالقول من غير توبة ما يكفي، فلو صح معناه أنه يقول هذا تائباً نادماً مقلعاً من الذنوب عازماً على أن يتركها ويحذرها تكون توبة ولو كانت مثل الجبال يغفرها الله بالتوبة حتى الشرك الذي هو أعظم الذنوب، من تاب إلى الله تاب الله عليه، نسأل الله السلامة.
الجواب: هذا جاء له طرق وبعضها لا بأس به وهو يستحب يدل على أنه يستحب أن تقرأ هذه الآية بعد كل صلاة: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة:255]، وهي أعظم آية في القرآن يستحب أن تقرأ بعد كل صلاة من الصلوات الخمس؛ لأن بعض الطرق صحيح جيد لا بأس به، ومعناه الوعد بالخير وأن هذا من أسباب دخول الجنة إن لم يمنع مانع من وجود كبائر من الذنوب مثلما في الأحاديث الأخرى التي فيها الوعد بالجنة لمن صام عرفة من صام يوم عرفة أو صام يوم العاشوراء أو صام الإثنين والخميس، يعني إن لم يصر على الكبائر، هذا وعد إن لم يقم على الكبائر، أما من أقام على الكبائر ما تغفر له ذنوبه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن إذا اجتنب الكبائر)، والله يقول في كتابه العظيم يخاطب المؤمنين وغيرهم: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا [النساء:31]، فشرط في تكفير السيئات ودخول الجنات اجتناب الكبائر، أما من لم يجتبنها مات وهو مقيم عليها من الزنا أو العقوق للوالدين أو أكل الربا أو قطيعة الرحم أو ما أشبه ذلك فهذا معلق أمره وعلى خطر لا تكن حسناته مكفرة بل هو على خطر حتى يجتنب الكبائر، إذا كانت الصلاة وهي عمود الإسلام لا تكفر إلا باجتناب الكبائر وهكذا صوم رمضان فكيف بغير ذلك؟ يقول صلى الله عليه وسلم: (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن إذا اجتنب الكبائر)، وفي لفظ: (ما لم تغش الكبائر) أخرجه مسلم في الصحيح، فهذا يدل على أن أحاديث الوعد بالمغفرة والرحمة لمن استغفر أو فعل كذا وكذا مشروط باجتناب الكبائر، ونص الآية واضح في ذلك يقول سبحانه: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا [النساء:31]، فالأحاديث التي فيها تكفير السيئات وحط الخطايا لمن فعل كذا أو فعل كذا يعني، ما لم يكن عنده إصرار على كبيرة من الكبائر، فإذا أصر على الكبيرة لم تكفر له الذنوب بذلك العمل، نسأل الله لنا ولجميع المسلمين العافية.
المقدم: اللهم آمين. شكر الله لكم يا سماحة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.
أيها الإخوة والأخوات! أجاب عن أسئلتكم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء، شكر الله لسماحته على ما بين لنا في هذا اللقاء الطيب المبارك، شكراً لكم أنتم إلى الملتقى إن شاء الله.
في الختام تقبلوا تحيات الزملاء معي في الإذاعة الخارجية الزميل فهد العثمان، من هندسة الصوت الزميل سعد بن عبد العزيز بن خميس والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر