أيها الإخوة المستمعون الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وحياكم الله إلى لقاء طيب مبارك من برنامج نور على الدرب.
ضيف اللقاء هو سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.
مع مطلع هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ عبد العزيز فأهلاً ومرحباً يا سماحة الشيخ.
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: وفيكم.
====السؤال: هذا السائل صالح محمد من اليمن يقول في هذا السؤال: ما المقصود في قوله تعالى في سورة يوسفرَوْحِ اللَّهِ [يوسف:87] في الآية رقم السابعة والثمانين جزاكم الله خيراً؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
المعنى: النهي عن اليأس من رحمة الله وإحسانه وجوده، (روح الله) رحمته وإحسانه إلى عباده وإنعامه عليهم جل وعلا، الإنسان منهي عن اليأس يقول جل وعلا في الآية الأخرى: لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ [الزمر:53] فسرها قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ [الزمر:53] في سورة يوسف: وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ [يوسف:87] يعني: من رحمته وإحسانه وفرجه وتيسيره.
الجواب: هذا بدعة، ليس له أصل، ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله ولا الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، ولكن كل واحد يذكر الله ويدعو بينه وبين نفسه، يذكر الله الأذكار الشرعية ويدعو بعد الأذكار بينه وبين نفسه لا بأس، والدعاء قبل السلام أفضل؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لما علم الصحابة التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والتعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال أمرهم أن يسألوا، فقال: (ثم ليختر من الدعاء أعجبه إليه فيدعو، ثم ليختر من المسألة ما شاء) فالإنسان يدعو ربه في آخر الصلاة وإن دعا بعد الذكر بعد السلام فلا بأس.
فالسنة للمؤمن إذا سلم من الصلاة الفريضة أن يقول: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، ثلاث مرات، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل كما قال ثوبان رضي الله عنه: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من الصلاة استغفر ثلاثاً وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام).
وأخبرت عائشة رضي الله عنها: (أنه إذا قال: اللهم أنت السلام انصرف إلى الناس) الإمام إذا كان إماماً، ثم يقول الإمام والمنفرد والجماعة بعد هذا يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، والأفضل أن يكررها ثلاثاً، ثم يقول: (لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد)، كل هذا ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الصلاة قال هذا.
ويستحب أن يزيد في المغرب والفجر عشر مرات: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، مع الذكر المتقدم يزيد في الفجر وفي المغرب هذا الذكر: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات.
ثم بعد هذا يسبح ويكبر ويحمد ثلاثاً وثلاثين مرة، سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة، الجميع تسعة وتسعون ويختم المائة بقوله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير هذا مستحب للرجل والمرأة بعد الفريضة، يعني الفرائض الخمس الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، إذا سلم يقول: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، ربنا هو السلام المسلم لعباده، اسمه السلام ومنه السلام، هو الذي يسلم لعباده، هو الذي يمن بالسلامة للعباد منه جل وعلا، تباركت يا ذا الجلال والإكرام، تباركت: صفة مبالغة ما تصلح إلا لله، تبارك الله ربنا، ما يقال: تباركت يا فلان علينا، لا، هذا وصف لله تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف:54]، تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ [الملك:1].
ثم بعد هذا يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وإن زاد: يحيي ويميت كذلك طيب، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير جاء هذا وهذا، يكررها ثلاثاً بعد الظهر والعصر والعشاء والمغرب والفجر، ويقول بعدها: لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، لا إله إلا الله، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد، ويزيد في المغرب والفجر: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو كل على شيء قدير عشر مرات.
ثم يسبح ويحمد ويكبر ثلاثاً وثلاثين مرة بعد الفرائض الخمس: سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة، هذه تكون تسعة وتسعين، ثم يختم المائة بقوله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ويستحب أن يقول بعد هذا آية الكرسي: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ .. [البقرة:255] ويقرأ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] والمعوذتين أيضاً، هذا مستحب، ويكرر قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] والمعوذتين بعد المغرب وبعد الفجر ثلاث مرات قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1] وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس:1] بعد الفجر والمغرب ثلاث مرات أفضل.
الجواب: هذا بدعة ما يجوز. التلفظ بالنية بدعة، ينوي في قلبه والحمد لله، إذا قام بنية الصلاة كبر وبس، ما يقول: نويت أن أصلي كذا وكذا، ولا نويت أن أطوف، يأتي بالنية إذا قام للصلاة ينوي الظهر يكبر، إذا قام العصر كبر بنية العصر، المغرب كبر بنية المغرب.. وهكذا، بالقلب.
الجواب: لا بأس بقتل الثعالب والقرود إذا آذت، مثلما قال صلى الله عليه وسلم: (خمس من الدواب يقتلن في الحل والحرم: الغراب والحدأة والفأرة والحية والكلب العقور) كل هذه تقتل: الغراب، والحدأة، والفأرة، والعقرب، والكلب العقور. وفي الرواية الأخرى: (الحية)، والسبع العادي فكلها تقتل، فإذا آذاه القرد أو الهر -القط- لا بأس قتله، إذا لم يتيسر السلامة منه بغير قتل، أما إذا خوفه بشيء فلا حاجة إلى قتله.
الجواب: خلق السماوات والأرض كلها في ستة أيام وما بينهما أيضاً، فبدأ بخلق الأرض في يومين، ثم استوى إلى السماء وخلق السماء في يومين، ثم دحا الأرض في أربعة أيام: وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا [النازعات:30-31]، فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ [فصلت:10] فالأرض خلقها في يومين ودحوها في أربعة أيام، دحها بعد الخلق، دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا [النازعات:30-32] فهذه ستة أيام، السماوات والأرض في ستة أيام، أصل السماء في يومين والأرض في يومين ودحو الأرض في أربعة أيام، سبحانه وتعالى، فالله جل وعلا دحاها يعني: أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا [النازعات:31] فخلقها ودحوها في أربعة أيام والسماء في يومين الجميع ستة أيام.
ولهذا قال بعدها: فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا [فصلت:12].
الجواب: طواف الإفاضة ركن لابد منه، الذي تركه يعود، إذا سافر ولم يطف طواف الإفاضة طواف الحج يعود سواء الرجل وإلا المرأة، ما يتم حجه إلا يعود ويطوف، ولو كانت امرأة وأتاها زوجها قبل أن تطوف يكون عليها دم، يذبح في مكة للفقراء مع التوبة، وإن كان زوجها ما طاف كذلك عليه دم أيضاً والتوبة إلى الله.
فطواف الإفاضة ركن بإجماع المسلمين لابد منه، لقوله جل وعلا: ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ [الحج:29] هذا طواف الإفاضة، وقد طاف النبي صلى الله عليه وسلم طواف الإفاضة في يوم العيد وقال: (خذوا عني مناسككم) اللهم صل عليه وسلم.
أما طواف الوداع لو تركه عند الخروج يأثم وعليه دم ويصح الحج، أما طواف الإفاضة طواف الحج هذا لابد منه.
الجواب: إذا كان المحلوف عليه واحداً كفارة واحدة، يعني إذا قال: والله ما أكلم فلان! والله ما أكلم فلان! والله ما أكلم فلان! مرات كثيرة، كفارة واحدة إذا كلمه، أو قال: والله ما آكل هذا الطعام! والله ما آكل هذا الطعام! والله ما.. ولزم علي والله يحلف، ثم هداه الله وكل يمين يكفر واحدة؛ لأنه فعل واحد، أما لو قال: والله ما آكل هذا الطعام! والله ما أكلم فلان! والله ما أسافر! هذه لكل يمين كفارة؛ لأنها أفعالاً متعددة، والله ما أسافر! عليه كفارة، والله ما آكل! وأكل عليه كفارة، والله ما أكلم فلان! وكلمه عليه كفارة؛ لأنها مختلفة.
المقدم: أحسن الله إليكم يا سماحة الشيخ عبد العزيز ، يكثر بعض الناس من كثرة الحلف في أموره كلها؟
الشيخ: ما يجوز، لا يجوز، المسلم ينبغي له أن يحفظ يمينه، الله يقول: وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ [المائدة:89] ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاث لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: أشيمط زانٍ -أشيمط يعني: شيخ شايب- وعائل مستكبر -فقير ومستكبر- ورجل جعل الله بضاعته لا يبيع إلا بيمينه ولا يشتري إلا بيمينه) يعني: يكثر منها، فالواجب الحذر من ذلك؛ لأن ربنا يقول: وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ [المائدة:89] ولأنه إذا أكثر منها هذا من وسائل التساهل بها والحلف على الباطل والكذب.
فالواجب الحذر وألا يتكلم وألا يحلف إلا على شيء بين، يعرف أنه صادقاً فيه، أو يعرف أن حلفه له مصلحة، كأن يقول: والله ما أفعل هذا الشيء! يكرر والله ما أشرب الخمر! والله ما أشرب الخمر! والله ما أعق والدي يأكد على نفسه لا بأس، والله ما أكلم فلاناً صاحب البدعة.. وأشباه ذلك.
الجواب: لا، ليس بصحيح، حور الجنة نساء خلقن في الجنة وللجنة، أما هو يكون من أهل الجنة، الطفل شفيعاً لوالديه إذا كانا مسلمين ويكون من أهل الجنة من جنس بني آدم، مثلما يحصل لبني آدم وغيره، له من أهل الجنة يتنعم في الجنة وله من الحور، هم من أبناء الدنيا.
الجواب: لما أنه كان عليه الصلاة والسلام إذا مسح الأكمه والأبرص عافاه الله، (يبرئ الأكمه والأبرص)، فإذا مسح عليهم أبراهم الله والأعمى كذلك، نعم، لهذا.
وسمي المسيح الدجال؛ لأنه يمسح الأرض، يدور في الأرض.
الجواب: تجصيص القبور لا يجوز والبناء عليها لا يجوز؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم، نهى عن تجصيصها والبناء عليها، ولا يجوز اتخاذ مساجد عليها؛ لأنه وسيلة الشرك، لكن إذا كانت الأرض رديئة غير متماسكة لا بأس أن تضبط بشيء مما يمسكها من ألواح أو خشب أو حجر، شيء يضبط الأرض حتى يوضع فيها الميت.
الجواب: هذا هو السنة نعم، السنة يوجه للقبلة، القبلة قبلة المسلمين أحياءً وأمواتاً، فالمحتضر يوجه إلى القبلة وفي القبر يوضع على جنبه الأيمن إلى جهة القبلة، هذا السنة.
الجواب: نعم، يستحق الهجر، مادام نصحته ويأبى ويتكبر يستحق الهجر، مثلما هجر النبي عليه الصلاة والسلام كعب بن مالك وصاحبيه خمسين ليلة حتى تاب الله عليهم، لكن إن تيسر النصح وأنه ينفع النصح فانصح، وإذا يئست منه ولم ينفع فيه النصح فهو يستحق الهجر، نسأل الله العافية.
الجواب: نعم ما يجوز، ولو أنها عجوز لا يخلو بها، لكل ساقطة لاقطة ما يصلح، الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما) ولم يفرق بين العجوز والشابة، لابد يركب معهم ثالث.
الجواب: إذا رضع الإنسان ابن الخال أو ابن العم أو غيرهم إذا رضع من المرأة رضاعاً تاماً خمس مرات فأكثر في الحولين صار أخاً لأولادها كلهم، الذي قبله والذي بعده، إذا رضع من فاطمة من زينب مثلاً خمس رضعات أو أكثر حال كونه في الحولين قبل أن يفطم يكون أخاً لأولادها جميعاً السابقين واللاحقين، الذي قبله والذي بعده، من زوجها صاحب اللبن أو من أزواج آخرين.
الجواب: ليس لك ذلك، انتظر لعل الله يأتي بأحد يصلي معك، لا تصل وحدك خلف الصف، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة لمنفرد خلف الصف) ولما رأى رجلاً يصلي خلف الصف وحده أمره أن يعيد الصلاة، فأنت تلتمس فرجة أو تنتظر لعله يأتي أحد فإن لم يتيسر صل وحدك والحمد لله.
الجواب: هذا فيه تفصيل: إذا زاد ركوعاً ثانياً متعمداً أو سجوداً ثالثاً متعمداً هذا تبطل صلاته، أما إذا كرر التسبيح قال: سبحان ربي العظيم كثيراً أو سبحان ربي الأعلى هذا طيب ما فيه شيء، أما إذا زاد ركناً ما يشرع تكراره أو واجباً ما يشرع تكراره تبطل الصلاة، التشهد الأول واجب فلو جلس في الثالثة أو في الأولى متعمداً ما هو بجلسة الاستراحة بل يرى جلسة زائدة غير الاستراحة تبطل صلاته، أو زاد ركوعاً أو زاد سجوداً ثالثاً في الركعة أو ركوعاً ثانياً في الركعة ومتعمداً بطلت صلاته.
الجواب: الفرض تعميم الجسم من الجنابة والحيض والنفاس، يعمه بالماء، إذا عم الجسم بالماء بنية الطهارة كفى عن المرأة والرجل، عليه جنابة والمرأة من الحيض والنفاس إذا عمت جسمها بالماء واغتسلت بنية الطهارة كفى، لكن الأفضل أن يبدأ بالوضوء إذا كان جنباً، الوضوء الشرعي ثم يعم بدنه بالماء.
الجواب: ليس عليك شيء، مادام ما فيه شرط إنما هو من نفسه لا شيء؛ لأنك أحسنت إليه، والله جل وعلا يحب من عباده أن يكافئوا بالإحسان، مثلما قال صلى الله عليه وسلم: (من صنع إليكم معروفاً فكافئوه) فإذا أحسن إليك إنسان وأعطيته مكافأة فلا بأس، النبي صلى الله عليه وسلم كان يقترض ويكافئ.
الممنوع الشرط تقول له: ما أسلفك إلا تعطيني زيادة، هذا ما يجوز، أما أقرضته وأحسنت إليه ثم أعطاك هدية لا حرج عليك.
الجواب: الواجب على كل مسلم أن يتوضأ للصلاة عند وجود الماء والقدرة على استعماله، فإن عجز لبعد الماء وعدم وجوده أو لمرض يمنعه من ذلك وجب عليه التيمم بالتراب، يضرب الأرض بيديه ويمسح وجهه وكفيه، هذا هو الواجب، فمن صلى بدون وضوء ولا تيمم صلاته باطلة، لابد من أحد الأمرين، الوضوء عند القدرة وعند وجود الماء والقدرة على استعماله وإذا كان قريباً أمكن نقله يذهب ويتوضأ أو ينقل الماء في سيارته أو في دابته ليشرب ويتوضأ.
أما من عجز عن الماء لمرض يضره الماء أو لعدم وجود الماء ليس معهم إلا ماء قليل لشأن حاجته لأكله وشربه فإنه يتيمم والحمد لله؛ لأن الله يقول: فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا [النساء:43]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الصعيد وضوء المسلم وإن لم يجد الماء عشر سنين) يتيمم من الأرض التي هو فيها يضرب التراب بيديه ويمسح وجهه وكفيه، هذا هو الواجب على كل مسلم.
ومن عجز عن التيمم وعن الماء فهو معذوراً، لو كان إنساناً مربوط في سارية أو عمود ولا يستطيع لا يتيمم ولا يتوضأ صلى على حسب حاله، أو مريضاً لا يستطيع التحرك وليس عنده من يوضئه ولا من يممه صلى على حسب حاله: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286].
الجواب: إذا اضطر إلى ذلك لطلب الرزق فلا حرج عليه في ذلك، وإن تيسر نقلها معه نقلها معه، وإن تيسر أن يرجع إليها بعد ستة أشهر ثم يرجع هذا حسن، كما جاء عن عمر رضي الله عنه أنه وقت للمسافرين من الجنود عن أزواجهم ستة أشهر، فإذا تيسر هذا فهو أحوط وأحسن، وإلا فلا؛ لأن الإنسان قد يضطر إلى العمل ولا يتيسر له الرجوع كل ستة أشهر أو أقل أو أكثر، فإذا كان في طلب الرزق طلب الحلال وليس عنده في بلده ما يحصل به المقصود فإنه معذور، سواء طالت المدة أو قصرت على حسب القدرة، وإذا تيسر له أن ينقل زوجته معه فذلك أكمل وأحوط، وإذا رضيت ببقائها تنتظره ولم تشدد في الموضوع فلا بأس الحق لها، إذا سمحت فلا بأس، وإن طلبت فإنه ينقلها معه إذا تيسر له ذلك أو يأتيها كل ستة أشهر أو ما يقاربها إذا تيسر له ذلك؛ لأن الله يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] وإذا كان يخشى عليها من غيبته عنها فليرجع إليها ولو كل ثلاثة أشهر ليقضي وطره ووطرها وليحافظ على سلامة دينها على حسب قدرته.
المقصود أنه يتقي الله ما استطاع في نقلها معه أو الرجوع إليها بين وقت وآخر حرصاً على سلامة دينها وعفتها، وهو معذور في طلب الرزق والسفر لطلب الرزق. نعم.
المقدم: شكر الله لكم يا سماحة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.
أيها الإخوة والأخوات! أجاب عن أسئلتكم سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.
شكر الله لسماحته على ما بين لنا في هذا اللقاء الطيب المبارك، شكراً لكم أنتم إلى الملتقى إن شاء الله.
في الختام تقبلوا تحيات الزملاء معي في الإذاعة الخارجية الزميل فهد العثمان ، من هندسة الصوت الزميل سعد بن عبد العزيز بن خميس.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر