أيها الإخوة المستمعون الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وحياكم الله إلى لقاء طيب مبارك من برنامج (نور على الدرب).
ضيف اللقاء هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، مع مطلع هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ عبد العزيز فأهلاً ومرحباً سماحة الشيخ.
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
====السؤال: هذا سائل من جمهورية مصر العربية يقول: ما هو مذهب أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات؟ وما الفرق -يا سماحة الشيخ- بين الأسماء والصفات؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فمذهب أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته: هو إثباتها، وإمرارها كما جاءت، على الوجه اللائق بالله سبحانه وتعالى، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، عملاً بقوله سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11]، وقوله سبحانه: وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف:180]، فقد سمى نفسه بأسماء، ووصف نفسه بصفات؛ فالواجب إثباتها، وإمرارها كما جاءت: كالرحيم والعزيز والقدير والسميع والبصير والرءوف والغفور والعليم.. إلى غير ذلك، يجب إثباتها لله على الوجه اللائق بالله، من غير تحريف للفظها، ولا تعطيل لمعناها، ولا تكييف، ما يقول كيفيتها كذا، ولا كيفيتها كذا، ولا أنها مثل كذا.. مثل كذا، قال الله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11]، وقال رجل لـمالك رحمه الله -الإمام مالك بن أنس رحمه الله- قال له رجل: يا أبا عبد الله! الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5]، كيف استوى؟ فقال له رحمه الله: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عن ذلك بدعة.
وهكذا جاء هذا المعنى عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ مالك ، وجاء معناه عن أم سلمة رضي الله عنها، معنى الاستواء معلوم، يعني: معروف معناه: أنه العلو فوق العرش، هذا الاستواء، كما قال تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5]، وقال سبحانه: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ [الأعراف:54]، في سبعة مواضع من القرآن، صرح فيها سبحانه بأنه استوى على العرش، يعني: ارتفع عليه، وعلا عليه جل وعلا، استواءً يليق بجلاله، لا يشابه الخلق في استوائهم، ولا يكيف، ما يقال: كيفيته كذا، كيفيته كذا، بل يقال: الله أعلم بالكيفية، فالاستواء حق ومعلوم، وهو العلو فوق العرش، أما الكيفية فلا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى.
وهكذا قال جميع أهل السنة من الصحابة ومن بعدهم، كلهم يقولون هذا المعنى: الاستواء.. الرحمة.. العلم.. القدرة، كلها معلومة، أما الكيف غير معلوم، والإيمان بهذا واجب؛ نؤمن بأن الله سميع، عليم، حكيم، رءوف، رحيم، قدير، سميع، بصير، لطيف.. إلى غير ذلك من أسمائه، ولكن لا نكيفها، بل نقول: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11]، معناها حق.
فالرحمن: هذا اسم، والرحيم: صفة، العليم: اسم، والعلم: صفة، القدير: اسم، والقدرة: صفة، هذا هو الفرق بينهما، فتقول: اللهم إني أسألك بقدرتك، أسألك بعلمك كذا وكذا، هذه صفة، اللهم إني أسألك بأنك العليم بأنك الرحمن، توسل بالأسماء، كما قال تعالى: وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف:180].
فالصفة هي المعنى، والاسم: هو اللفظ المشتمل على الذات والمعنى، يقال له: اسم، أما المعنى فقط يقال له: وصف، الرحمن هذا يسمى علم اسم؛ لأنه دال على الذات وعلى الصفة وهي الرحمة، العليم: اسم؛ لأنه دال على الذات وعلى العلم، السميع: اسم؛ لأنه دال على الذات وعلى السمع، البصير: اسم؛ دال على الذات والبصر، هذه يقال لها: أسماء، أما الصفات: فالعلم صفة، الرحمة صفة، القدرة صفة، السمع صفة.. وهكذا، يجب إمرار الجميع كما جاءت، وإثباتها لله -كما قال أهل السنة والجماعة - على الوجه اللائق بالله سبحانه، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، صفات الله تليق به، لا يشابه خلقه في شيء من صفاته جل وعلا، كما قال سبحانه: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:4]، فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ [النحل:74]، وقال سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11]، سبحانه وتعالى.
الجواب: التوسل كما ذكر ابن القيم وغيره رحمة الله عليه، التوسل أقسام ثلاثة:
توسل هو الشرك الأكبر: كدعاء الأموات، والاستغاثة بالأموات، والذبح لهم والنذر لهم، هذا هو الشرك الأكبر، يقول المشركون: مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر:3].. هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ [يونس:18]، يتوسلون بدعائهم، واستغاثتهم بهم، وهذا هو الشرك الأكبر.
التوسل الثاني: التوسل بذواتهم، تقول: اللهم إني أسألك بذات فلان، أسألك بنبيك فلان، اللهم إني أسالك بعبادك الصالحين، اللهم إني أسألك بمحمد.. بموسى، هذا توسل ممنوع بدعة؛ لأنه وسيلة للغلو والشرك.
التوسل الثالث: الجائز المشروع، وهو التوسل بأسماء الله وصفاته.. التوسل بأعمالك الصالحة.. بإيمانك، هذا التوسل المشروع، مثل ما قال الله جل وعلا: وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف:180]، ومثلما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الله بأسمائه وصفاته، هذا يقال له: التوسل المشروع، ومثلما في الحديث: (أعوذ بعزتك أن تضلني).
فالتوسل بصفات الله أمر مشروع: أسألك برحمتك.. أسألك بعلمك.. أسألك بإحسانك.. أسألك بقدرتك أن تغفر لي، ولما سأله عثمان بن أبي العاص واشتكى إليه مرضاً، قال: (ضع يدك على ما تشتكي، وقل: أعوذ بالله بعزته وقدرته من شر ما أجد وأحاذر)، فتوسل بعزة الله وقدرته من شر ما يجد ويحاذر، استعاذ بذلك، ومنه: اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك، وبك منك، لا أحصي ثناء عليك.
أما التوسل بالإيمان والأعمال الصالحة، والتقوى لله؛ فهذا هو التوسل الشرعي، فالتوسل بصفات الله، وبأسماء الله، وبإيمانك وتقواك، هذا التوسل الشرعي، أما التوسل بالذوات ذات فلان وذات فلان، أو جاه فلان، أو حق فلان؛ فهذا توسل بدعي، فلا يتوسل بجاه فلان، ولا بحق فلان، ولا بالنبي فلان، ولا بذات فلان؛ هذا توسل بدعي، أما التوسل بعلم الله.. بطاعة الله.. باتباعك لشرع الله، هذا كله لا بأس به، توسل بصفات الله، وتوسل بأسماء الله وصفاته: وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف:180].
ومنه: التوسل بالأعمال الصالحة، كأن تقول: اللهم إني أسألك بإيماني بك، بتوكلي عليك، بثقتي بك، ببري لوالدي، بأداء الأمانة، وما أشبه ذلك، هذا توسل شرعي، ومنه حديث أصحاب الغار الذين انطبقت عليهم الصخرة؛ فقالوا فيما بينهم: لن ينجيكم من هذا البلاء إلا أن تسألوا الله بصالح أعمالكم، فسألوا الله بصالح أعمالهم، فقال أحدهم: (اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً، فنأى بي طلب الشجر ذات ليلة؛ فلم أرح عليهما إلا وقد ناما، فوقفت على رءوسهما والقدح في يدي؛ أنتظر استيقاظهما، ولم أستحسن استيقاظهما حتى برق الصبح، فلما استيقظا شربا غبوقهما، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك؛ فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة شيئاً لا يستطيعون الخروج منه. وقال الآخر: اللهم إنه كانت لي ابنة عم كنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء، وإني راودتها عن نفسها فأبت، فألمت بها سنة -يعني: حاجة شديدة- فجاءت إليه تقول: يا ابن عم! أعني، فقال: لا حتى تمكنيني من نفسك، فطاوعته من أجل حاجتها، فلما جلس بين رجليها، قالت له: يا عبد الله! اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، قال: فقمت عنها خوفاً منك! وهي أحب الناس إلي، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة بعض الشيء، لكنهم لا يستطيعون الخروج، ثم قال الثالث: اللهم إني استأجرت أجراء، فأعطيت كل أجير حقه، إلا واحداً ترك أجره، فنميته له، وثمرته له، حتى صار منه إبل وبقر وغنم وعبيد، فجاء إلي بعد ذلك وقال: يا عبد الله! أعطني أجري، فقلت له: كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والعبيد، قال: يا عبد الله! لا تستهزئ بي، قلت: إني لا أستهزئ بك، إنه من أجرك نميته له، فخذه فاستاقه كله، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك، فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة حتى خرجوا
الجواب: ما في مانع، التجميل الجائز تمشط رءوسهم تعلمهم كيف يمشطون، كيف يغتسلون لا بأس، تعلمهم الأشياء المباحة الطيبة لا بأس.
الجواب: أنتم بالخيار، إن أكلتموه فلا بأس، وإن رميتموه في محل طيب تأكله الدواب والطيور؛ فلا بأس، يجعل في مكان طيب، في محل طيب نظيف؛ حتى تأكله الطيور أو القطط، أو في الخارج تأكله الكلاب وغيرها في محل طيب.
هل هذا يعني: أن غسل مقدمة الرأس ثلاث حثيات دون غسل باقي الشعر من الخلف يا سماحة الشيخ؟
الجواب: المعنى أنها لا تنقض، ما يلزمها النقض، أن تحثي على رأسها ثلاث حثيات، وتسيل الماء على الجدائل تعمها بالماء الجدائل، ولا يلزمها النقض، إذا عمته بثلاث حثيات، فإن الغالب أن هذا الماء يصل إلى الجوف -جوف الشعر- ثم تفيض الماء على بقية جسدها؛ فتطهر بإذن الله -والحمد لله- ولكن النقض في الحيض كما جاء في رواية أخرى: (أنه أمر بعض الحيض أن ينقضن شعرهن)، نقضه أولى في الحيض وأكمل، وإن لم تنقض فلا بأس، كما في حديث أم سلمة، أما في الجنابة فلا حاجة إلى النقض، تفيض الماء على رأسها وعلى بدنها، والحمد لله، الرجل والمرأة.
الجواب: السنة أن يشير بالسبابة -يقيم السبابة من أول الجلوس في التحيات، التشهد الأول والأخير، أما التحريك فالسنة أن يكون عند الدعاء، عند: اللهم صلّ .. اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم .. عند الدعاء، يحركها قليلاً عند الدعاء، أما كونها قائمة هذا من حين يجلس تكون قائمة إشارة إلى التوحيد، ويعقد إبهامه مع الوسطى، ويقبض الخنصر والبنصر، أو يقبض أصابعه كلها ويشير بالسبابة هذا سنة، لكن التحريك يكون عند الدعاء.
الجواب: ليس له أن يوافقهم، وعليه أن يشترط ذهابه إلى الصلاة في المسجد، ولا يجوز له طاعتهم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما الطاعة في المعروف)، هكذا يقول صلى الله عليه وسلم: (إنما الطاعة في المعروف)، فعليه أن يبين لهم أنه لا بد من الذهاب إلى المسجد، والصلاة مع الجماعة، سواء كان العمل حكومياً، أو غير ذلك، يعلم أن الصلاة لا بد منها في الجماعة.
الجواب: هذه القراءة وهذا الرفع بدعة لا أصل لها، ولا يجوز فعل ذلك؛ لعدم الدليل، الرسول عليه السلام يقول: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، ويقول: (كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)، ولم يكن يفعل هذا هو ولا أصحابه رضي الله عنهم.
أما المأتم ففيه تفصيل: إن كان مجيئهم للتعزية فقط، فلا بأس، أما كونه للطعام يصنعون لهم طعاماً ويجتمعون عنده لا؛ هذا لا يجوز، يقول جرير بن عبد الله البجلي: كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت، وصنعة الطعام بعد الدفن من النياحة، أما إذا زاروهم للتعزية فقط، سلموا عليهم وعزوهم، ولو شربوا قهوة أو شاي ما يخالف، أما يحط مأتم أهل الميت يصنعون طعاماً للناس، هذا لا يجوز.
الجواب: عليك أن تصلي معهم وتتم، تصلي معهم وتكمل الصلاة أربعاً إذا كانوا ظهراً أو عصراً أو عشاء، ولا تنتظر، تصلي مع الجماعة والحمد لله.
الجواب: العمرة واجبة مرة في العمر، والحج الواجب مرة في العمر، لكن يشرع للمؤمن أن يكرر العمرة والحج، فإذا تيسر أن يعتمر في رمضان كل سنة هذا خير عظيم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (عمرة في رمضان تعدل حجة أو قال: حجة معي)، عليه الصلاة والسلام، ويقول عليه الصلاة والسلام: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحج المبرور ثواب إلا الجنة)، فإذا تابع الحج والعمرة، وتيسر له ذلك فهذا خير عظيم، أما الواجب مرة في العمر، عمرة واحدة، وحجة واحدة. نعم.
المقدم: سماحة الشيخ! إذا كرر العمرة مثلاً في رمضان أكثر من مرة؟
الشيخ: لا حرج، لا حرج إن شاء الله، لكن الاكتفاء بمرة لعله أحوط وأحسن، حتى لا يتعب الناس، حتى لا يضيق على الناس، يحصل منه زحمة، مرة تكفي والحمد لله، هذا هو الأحوط والأحسن والأفضل؛ حتى لا يشق على الناس، ولا يسبب الزحام هو وغيره.
الجواب: إذا كان له سكوت تقرأ في حال السكوت، وإن كان ما له سكوت تقرأ ولو هو يقرأ، تقرأ الفاتحة ثم تنصت، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لعلكم تقرءون خلف إمامكم؟ قلنا: نعم، قال: لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب؛ فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها).
فهذا الحديث الصحيح يدل على أن المأموم يقرأ الفاتحة، وينصت بعدها في الجهرية، وإذا كان للإمام سكتة بعد الفاتحة؛ قرأت الفاتحة في حال السكوت، أما إن كان ماله سكتة؛ تقرأ وإن كان يقرأ، تقرأ الفاتحة ثم تنصت، وإذا كان في السرية: في الظهر، والعصر، تقرأ الزيادة مع الفاتحة في الأولى والثانية، تقرأ ما تيسر.
قال الله تعالى: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأعراف:204]، يتضح لنا من الآية الكريمة وجوب الإنصات عند سماع آيات القرآن، ولكن ما الحكم إذا سمع شخص قارئاً للقرآن، ولم ينصت، بل يستمر في حديثه مع الشخص الثاني، هل يجوز له ذلك؟
الجواب: لا يجوز له ذلك، ما دام عنده القارئ ينصت وإلا يقوم، لا يخوض عند القارئ؛ لأن الله يقول: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا [الأعراف:204]، والرسول صلى الله عليه وسلم قال في حق الإمام: (إذا قرأ فأنصتوا)، من باب تعظيم القرآن والتأدب مع القرآن أن الحاضرين إذا سمعوه ينصتون، وإلا فليقوموا.
الجواب: يسلم عليها بالكلام، هذه ما تسمى عمة، تسمى بنت عم، هذه ما هي محرماً له، أجنبية، يسلم عليها بالكلام فقط، لا يصافحها ولا يقبل رأسها، أما العمة فهي أخت الأب العمة هي أخت الأب، وأخت الجد يقال لها: عمة، أخت أبيه أو أخت جده، هذه محرم، له أن يصافحها، ويقبل بين عينيها ورأسها.
أما بنت العم وبنت الخال ليست محرماً له، فليس له مصافحتها، ولا تقبيل رأسها، وليس لها أن تكشف له؛ لأنها أجنبية بنت عمه وبنت خاله.
الجواب: الواجب عليها أن تعتني بهذا، وأن تحضر الدرس؛ حتى يستفيد الطلبة والطالبات إن كانت معلمة يستفيد منها الطالبات، وإن كان معلماً كذلك، الواجب العناية بالتحضير ومراجعة الدرس، ومراجعة ما قد يشكل، ومراجعة الدليل الذي فيه؛ حتى يعرف صحته من الأحاديث، يعتني ولا يتساهل في هذا الأمر؛ حتى يستفيد منه الطلبة والطالبات.
الجواب: لا يشرع لهن أذان ولا إقامة، هذا من خصائص الرجال، الأذان والإقامة من خصائص الرجال، تصلي بدون أذان وبدون إقامة، والحمد لله.
الجواب: الموالاة في الصلاة أن يصليها كما شرع الله، فيركع كما شرع الله، ويرفع ويعتدل كما شرع الله، ويسجد كما شرع الله، ويعتدل ويطمئن ويجلس بين السجدتين كما شرع الله، ويطمئن ولا يعجل، هذه يقال لها: الطمأنينة، يقال لها: الطمأنينة والخشوع في الصلاة، تسميتها موالاة تسمية غير ظاهرة، أما إن كان المقصود الموالاة بين الصلاتين، هذا شيء آخر، الموالاة بينهما: أن كل صلاة تصلى في وقتها، إلا إذا جمع بين الظهر والعصر، أو بين المغرب والعشاء؛ والى بينهما، صلى هذه بعد هذه، أما في الصلاة الواحدة فالمعنى أنه يصلي أركانها، يأتي بأركانها في محلها مع الطمأنينة، ويسمى هذا خشوع وطمأنينة، يركد في قراءته، وإذا ركع ركد واطمأن حتى يرجع كل فقار إلى مكانه، وإذا رفع اطمأن واعتدل حتى يرجع كل فقار إلى مكانه، وإذا سجد سجد واطمأن حتى يرجع كل فقار إلى مكانه، وإذا جلس بين السجدتين اعتدل واطمأن حتى يرجع كل فقار إلى مكانه؛ هذه طمأنينة، هذا الخشوع لا بد منه.
السؤال: نختم هذا اللقاء بهذا السؤال سماحة الشيخ، يقول السائل: هل يقضي الصلاة من تركها عمداً إذا وفقه الله للتوبة، سواء كان ما تركه وقتاً واحداً أو أكثر؟
الجواب: التوبة تجب ما قبلها، ليس عليه قضاء، والتوبة تجب ما قبلها، والحمد لله. نعم.
المقدم: شكر الله لكم يا سماحة الشيخ، وبارك الله فيكم، وفي علمكم، ونفع بكم المسلمين.
أيها الإخوة المستمعون الكرام! أجاب عن أسئلتكم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء.
في ختام هذا اللقاء نشكر سماحة الشيخ على تفضله بإجابة السادة المستمعين، وفي الختام تقبلوا تحيات الزملاء: من الإذاعة الخارجية فهد العثمان ، ومن هندسة الصوت سعد عبد العزيز خميس، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر