إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (577)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    أيها الإخوة المستمعون الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وحياكم الله إلى لقاء طيب مبارك من برنامج نور على الدرب.

    ضيف اللقاء هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء.

    مع مطلع هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ فأهلاً ومرحباً يا سماحة الشيخ!

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: وفيكم.

    ====

    السؤال: على بركة الله نبدأ هذا اللقاء من السائل من الجزائر يقول في هذا السؤال، السائل رمز لاسمه بـ (ق. ب) يقول: سماحة الشيخ: ما هي الآداب والشروط التي يجب أن تتوفر في الدعاء إلى الله؟ وماذا يجب عليه أن يكون الداعي مأجورين؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فإن الله عز وجل شرع لعباده الدعاء وأمرهم بذلك ووعدهم الإجابة، فقال سبحانه: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]، وقال عز وجل: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186]، والدعاء له شروط من أهمها: حضور القلب، كون الإنسان يدعو بقلب حاضر خاشع لله، يعلم أنه سبحانه مجيب الدعاء وأنه القادر على كل شيء جل وعلا، هذا من أهم شرائط الإجابة، ما يدعو بقلب غافل معرض لا، يقبل على الله بقلبه، يرجو إجابته، يعلم أنه سبحانه هو القادر على كل شيء، وأنه هو الغني الحميد، وأنه الحكيم العليم.

    ومن ذلك: الحذر من أكل الحرام، كون الإنسان يعتني بمأكله ومشربه وملبسه بأن يكون من الحلال، ويبتعد عما حرم الله عليه من الربا وسائر الأكساب المحرمة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى طيب ولا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا [المؤمنون:51]، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ [البقرة:172]، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب! يا رب! ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام؛ فأنى يستجاب لذلك) أخرجه مسلم في صحيحه، وهذا وعيد شديد يدل على أن تعاطي الحرام في المأكل والمشرب والملبس من أعظم أسباب حرمان الإجابة.

    ومن ذلك أيضاً: أن يتحرى أوقات الإجابة، من أسباب الإجابة أن يتحرى أوقات الإجابة في جوف الليل وآخر الليل الثلث الأخير، أو بين الأذان والإقامة، وآخر الصلاة قبل أن يسلم بعدما يقرأ التحيات والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والتعوذ بالله من أربع، يدعو قبل أن يسلم.

    كذلك ما بين أن يجلس الإمام لخطبة الجمعة إلى أن تقضى الصلاة، إذا دعا في هذه الحال في سجوده أو في آخر الصلاة قبل أن يسلم يوم الجمعة، وهكذا آخر ساعة من يوم الجمعة من بعد العصر، كل هذه من أوقات الإجابة، فالمشروع للمؤمن في حال الدعاء أن يقبل على الله بقلب حاضر وأن يجتهد في الإخلاص لله وحسن الظن به جل وعلا، ويلح في الدعاء ويكرر ويسأل الله بأسمائه وصفاته وتوسله جل وعلا بذلك سبحانه وتعالى، مع ملاحظة ما ذكرنا من الحذر من التلبس بالحرام أكلاً أو شرباً أو ملبساً أو غير ذلك، نسأل الله أن يوفق المسلمين جميعاً لما يرضيه، وأن يمنح الجميع الاستقامة على الحق.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088536030

    عدد مرات الحفظ

    777190018