أيها الإخوة المستمعون الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وحياكم الله إلى لقاء طيب مبارك من برنامج نور على الدرب.
ضيف اللقاء هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء.
مع مطلع هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ فأهلاً ومرحباً يا سماحة الشيخ!
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: وفيكم.
====
السؤال: على بركة الله نبدأ هذا اللقاء من السائل من الجزائر يقول في هذا السؤال، السائل رمز لاسمه بـ (ق. ب) يقول: سماحة الشيخ: ما هي الآداب والشروط التي يجب أن تتوفر في الدعاء إلى الله؟ وماذا يجب عليه أن يكون الداعي مأجورين؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فإن الله عز وجل شرع لعباده الدعاء وأمرهم بذلك ووعدهم الإجابة، فقال سبحانه: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]، وقال عز وجل: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186]، والدعاء له شروط من أهمها: حضور القلب، كون الإنسان يدعو بقلب حاضر خاشع لله، يعلم أنه سبحانه مجيب الدعاء وأنه القادر على كل شيء جل وعلا، هذا من أهم شرائط الإجابة، ما يدعو بقلب غافل معرض لا، يقبل على الله بقلبه، يرجو إجابته، يعلم أنه سبحانه هو القادر على كل شيء، وأنه هو الغني الحميد، وأنه الحكيم العليم.
ومن ذلك: الحذر من أكل الحرام، كون الإنسان يعتني بمأكله ومشربه وملبسه بأن يكون من الحلال، ويبتعد عما حرم الله عليه من الربا وسائر الأكساب المحرمة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى طيب ولا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا [المؤمنون:51]، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ [البقرة:172]، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب! يا رب! ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام؛ فأنى يستجاب لذلك) أخرجه مسلم في صحيحه، وهذا وعيد شديد يدل على أن تعاطي الحرام في المأكل والمشرب والملبس من أعظم أسباب حرمان الإجابة.
ومن ذلك أيضاً: أن يتحرى أوقات الإجابة، من أسباب الإجابة أن يتحرى أوقات الإجابة في جوف الليل وآخر الليل الثلث الأخير، أو بين الأذان والإقامة، وآخر الصلاة قبل أن يسلم بعدما يقرأ التحيات والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والتعوذ بالله من أربع، يدعو قبل أن يسلم.
كذلك ما بين أن يجلس الإمام لخطبة الجمعة إلى أن تقضى الصلاة، إذا دعا في هذه الحال في سجوده أو في آخر الصلاة قبل أن يسلم يوم الجمعة، وهكذا آخر ساعة من يوم الجمعة من بعد العصر، كل هذه من أوقات الإجابة، فالمشروع للمؤمن في حال الدعاء أن يقبل على الله بقلب حاضر وأن يجتهد في الإخلاص لله وحسن الظن به جل وعلا، ويلح في الدعاء ويكرر ويسأل الله بأسمائه وصفاته وتوسله جل وعلا بذلك سبحانه وتعالى، مع ملاحظة ما ذكرنا من الحذر من التلبس بالحرام أكلاً أو شرباً أو ملبساً أو غير ذلك، نسأل الله أن يوفق المسلمين جميعاً لما يرضيه، وأن يمنح الجميع الاستقامة على الحق.
الجواب: ما يفعله بعض الناس من الذهاب إلى قبور الصالحين أو قبر النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ويستغيث هذا من الشرك الأكبر، هذا شرك المشركين، هذا شرك الجاهلية نعوذ بالله، كان أهل الجاهلية يطلبون من الموتى، كانوا يسألون اللات ويتقربون إليه وهو رجل صالح، يزعمون أنه كان يلت السويق للحاج، فمات فعكفوا على قبره، وصاروا يسألونه من دون الله ويستغيثون به، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، وقال صلى الله عليه وسلم: (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد؛ فإني أنهاكم عن ذلك) فالواجب على كل مكلف أن يتقي الله، وأن يراقب الله، وأن يخص الله بالعبادة، فلا يدعو إلا الله ولا يستغيث إلا به ولا يستجير إلا به، هو سبحانه الذي يدعى ويرجى جل وعلا، قال تعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18]، قال سبحانه: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]، قال تعالى: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون:117]، قال تعالى: وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ [يونس:106] يعني: المشركين، فالذي يقصد أصحاب القبور، وإن كانوا صالحين ويسألهم الغوث أو الشفاعة أو غفران الذنوب أو السلامة من شر الأعداء كل هذا شرك بالله شرك أكبر، وهكذا دعاء الجن والاستغاثة بالجن أو بالأصنام والأوثان، كل هذا من الشرك الأكبر نسأل الله العافية، فالواجب الحذر من ذلك، هذا هو دين المشركين، دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات وبالأصنام وبالجن وبالنجوم هذا شرك المشركين، هذا دينهم الباطل، نسأل الله العافية.
الجواب: يشرع للفجر أذانان؛ أذان قبل الصبح وأذان بعد الصبح، لما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن
الجواب: نعم، إذا سقط من الشهر الخامس أو ما بعده: يسمى، ويغسل، ويصلى عليه، ويعق عنه. نعم.
المقدم: إذا مات بعد الولادة بيومين أو مضى عليه شهر أو أكثر.
الشيخ: إذا ولد سقطاً في الخامس أو السادس أو السابع أو مات بعد الوضع بيوم أو يومين كله واحد: يسمى، ويغسل، ويصلى عليه، ويعق عنه. نعم.
المقدم: وما حكم تأخير العقيقة عن اليوم السابع؟
الشيخ: لا حرج في ذلك، لكن السنة يوم السابع، وإذا لم يعق إلا بعد ذلك فلا حرج في ذلك.
الجواب: هذا فيه تفصيل: إن كان في الحج هذا إذا رمى الجمرة شرع له الحلق، ما لهم صلاة أهل منى، صلاتهم رمي الجمار، ما عندهم صلاة، يرمي الجمرة ثم يحلق أفضل، ولو حلق قبل الرمي أجزأ ولا بأس، النبي صلى الله عليه وسلم سئل يوم العيد عمن قدم وأخر فقال: (لا حرج) عليه الصلاة والسلام.
لكن السنة أن يرمي ثم ينحر ثم يحلق أو يقصر والحلق أفضل، ثم الطواف يكون هو الأخير، طواف الإفاضة، لكن لو قدم بعضها على بعض فلا حرج، وليس لهم صلاة يوم العيد، صلاتهم يقوم مقامها رمي الجمار. نعم.
الجواب: الكبش أفضل، الضحية بالغنم أفضل، وإذا ضحى بالبقر أو بالإبل فلا حرج، لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحي بكبشين، وأهدى يوم حجة الوداع مائة من الإبل، فالمقصود أن الضحية بالغنم أفضل، ومن ضحى بالبقرة أو بالإبل -الناقة عن سبعة والبقرة عن سبعة- كله طيب.
الجواب: لا حرج أن يعطى، لقوله جل وعلا: لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ [الممتحنة:8]، فالكافر الذي ليس بيننا وبينه حرب بل هو مستأمن أو معاهد يعطى من الضحية ومن الصدقة.
الجواب: الطلاق فيه تفصيل ونظر، إذا وقع شيء من هذا تراجع المحكمة، محكمة البلد التي فيها المطلق، يراجع المحكمة مع زوجته ووليها حتى ينظر القاضي في ذلك.
الجواب: نعم، هذا من صلة الرحم، المكالمة الهاتفية والمكاتبة بالقلم كلها من الصلة، كونه يكتب إليه إلى أخيه أو عمه أو قريبه يسأله عن صحته وعن حاله أو يكلمه بالهاتف كله من الصلة.
الجواب: الواجب عليك نصيحته وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر لعل الله يهديه بأسبابك، وإذا تيسر أن يكون معك شخص آخر أو اثنان من الأقارب أو الأصدقاء تذهبون جميعاً إليه وتنصحونه وتوجهونه إلى الخير فهذا خير؛ لأنه قد ينتفع بذلك إذا كان معك غيرك ممن يعينك على نصيحته؛ لأن الله يقول: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ [التوبة:71]، فالمؤمنون أولياء، ومن ولايتهم فيما بينهم أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، فلا تهجره بل اجتهد في نصيحته وتوجيهه إلى الخير ولو هجرك، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس الواصل بالمكافي، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها)، فأنت اجتهد في وصله والإحسان إليه ونصيحته وتوجيهه إلى الخير لعل الله يهديه، لعل الله يرده إلى الصواب، ولعل الله يهديه لترك المنكرات، وليكن معك من يعينك على ذلك ويساعدك لعله يقبل منكم جميعاً ولعله يتعظ، فإذا لم تجد الموعظة واستمر على المجاهرة بالمنكرات استحق الهجر، استحق أن يهجر، أما إذا كانت معصية خفية فيما بينه وبين نفسه وأهل بيته داخل وليست معصية ظاهرة فلا تهجره واجتهد في نصيحته وتوجيهه إلى الخير جزاك الله خيراً وأبشر بالخير، وادع له بظهر الغيب أن الله يهديه وأن الله يعيذه من شر نفسه.
الجواب: ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) هكذا ثبت في الصحيحين (خيرهما الذي يبدأ بالسلام) فليس له أن يهجر أخاه فوق ثلاث لا يزوره ولا يكلمه، إلا إذا كان هجره له من أجل إظهاره المعاصي، فمن أظهر المعاصي يستحق الهجر، نسأل الله السلامة.
الجواب: الله أعلم سبحانه وتعالى، لكن نوصيك بالتزوج بالرجل الطيب الصالح ولو أبت أمك، نوصيك بالرجل الصالح تزوجيه ولا تبقي عزباء بعدم الزواج، بل نوصيك بأن تجتهدي في الزواج، ونوصي وليك بذلك، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما الطاعة في المعروف)، وما دامت أمك -هداها الله- رجعت عن رأيها فالحمد لله، المقصود إذا خطب الكفء فبادروا بالزواج، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) نسأل الله لك الزوج الصالح.
المقدم: سماحة الشيخ لعل لكم توجيهاً حول دعاء الآباء على الأبناء في مثل هذه الحالة.
الشيخ: نوصي جميع المسلمين بالحذر من الدعاء على أولادهم، بل الدعاء لهم بالخير، المشروع للوالد والوالدة الدعاء لهم بالخير لا عليهم، يشرع للوالد والوالدة الدعاء لأولادهما بالتوفيق والصلاح، ويدعى للرجل بالزوجة الصالحة والذرية الصالحة، ويدعى للمرأة بالزوج الصالح والذرية الصالحة، هكذا يجب، وهكذا ينبغي للآباء والأمهات والأقارب أن يتعاونوا على البر والتقوى وأن يتناصحوا وأن يدعو كل واحد لأخيه بالخير والصلاح والعاقبة الحميدة.
الجواب: نوصيكم بالرفق بها وسؤال الله لها الهداية والصبر عليها والسماح، وإن حصل منها ما حصل، الواجب على الولد السماح عن والدته والحرص على إرضائها -الذكر والأنثى- الله جل وعلا يقول في حق الوالدين: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [الإسراء:23-24]، ويقول جل وعلا: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [لقمان:14]، فالمشروع للولد -ذكراً كان أو أنثى- الحرص على إرضاء والديه وعلى محبتهما وبرهما والإحسان إليهما وإن أساءا، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس الواصل بالمكافي، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها) هكذا الواصل، قيل: (يا رسول الله! أي العمل أفضل؟ قال: الصلاة على وقتها، قيل: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قيل: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله)، فقدم برهما على الجهاد.
فالوصية للولد -ذكراً كان أو أنثى- الحرص على بر أبيه وأمه والصبر على ما قد يقع من الأذى، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.
الجواب: نعم، سن للأب يشرع له أن يلتمس لها الزوج الصالح ويشير عليها به، كان عمر رضي الله عنه لما تأيمت بنته حفصة عرضها على عثمان وعلى الصديق أبي بكر رجاء أن يتزوجها أحدهما، حتى تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، فعرض المرأة على الرجل الصالح أمر مطلوب، كونه يحب لبنته الخير أو لأخته ويحرص لها على الزوج الصالح فكل هذا مطلوب، ولو خطب لها الرجل الصالح، قال: يا فلان! أنا أعرض عليك بنتي أو أختي، لأنه يحبه في الله من أجل صلاحه، لا بأس، لكن لا يزوجها إلا برضاها.
الجواب: لا يشعر، الميت انقطع عمله، الله جل وعلا يقول: وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ [فاطر:22]، إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى [النمل:80]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، فالميت ما بشعر بأحوال أهله، الله المستعان.
الجواب: التارك للصلاة إن كان قد جحد وجوبها كفر عند جميع أهل العلم ويخلد في النار إذا مات على ذلك، أما إذا كان لا يعلم أنها واجبة ولكن يتساهل ويتركها بعض الأحيان فهذا قد أتى ذنباً عظيماً وكبيرة عظيمة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة)، ولأن الله يقول سبحانه: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى [النساء:142]، فالتثاقل عنها والكسل من صفات المنافقين، لكن إذا تركها جحداً لوجوبها كفر عند الجميع، وصار مخلداً في النار إذا مات على ذلك، أما إذا تركها وهو يعلم أنها واجبة ولكن يتركها تكاسلاً وتهاوناً فهذا عند الأكثرين لا يكفر كفراً أكبر، يكون كفراً أصغر، وذهب جمع من أهل العلم إلى أنه يكفر كفراً أكبر، لقوله صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) فالواجب الحذر من ذلك، نسأل الله العافية والسلامة.
الجواب: لا حرج أن يذبح وهو على جنابة، وهكذا لو ذبحت وهي حائض أو نفساء لا حرج في ذلك، فالصواب لا حرج في ذلك. نعم.
الجواب: هذا ليس له أصل، صلاة الأوابين صلاة الضحى إذا اشتد الضحى، هذه صلاة الأوابين كما جاء في الحديث الصحيح، أما بين المغرب والعشاء فالإنسان يستحب له أن يصلي ما تيسر، لكن الست التي يظنها الناس ليس لها أصل، الراتبة ثنتان، السنة أن يصلي بعد المغرب ثنتين والأفضل في بيته، هذه يقال لها: راتبة، كان النبي يحافظ عليها عليه الصلاة والسلام، وهكذا يصلي ركعتين بعد العشاء، أما كونه يصلي ستاً بعد المغرب أو أكثر فلا بأس يصلي ستاً أو عشراً أو عشرين أو مائة لا حرج يسلم من كل ثنتين؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (صلاة الليل مثنى مثنى)، فمن تطوع بين المغرب والعشاء فصلى ستاً أو ثماناً أو عشراً أو أكثر لا بأس، لكن اعتقاد أن هناك ستاً خاصة ليس عليه دليل صحيح.
الجواب: ليس له أصل هذا، لكن الدعاء، أما قراءته على الموتى ليس له أصل ولا يشرع، يقرأ الإنسان يريد الثواب لنفسه، وأما الموتى يدعو لهم بالمغفرة والرحمة، يتصدق عنهم، يحج عنهم يعتمر؛ هذا يلحقهم ينفعهم، أما قراءة القرآن أو الصلاة هذا ليس له أصل، لا يصلى على الأموات ولا يقرأ لهم القرآن لعدم الدليل، والعبادات توقيفية، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة أنهم كانوا يقرءون للموتى.
المقدم: أحسن الله إليكم! وما أفضل شيء يصل إلى الميت يا شيخ؟
الجواب: الدعاء له والصدقة عنه، هذا ينفعه الله به كثيراً.
الجواب: ليس لكم إقامة الجمعة، بل تصلون ظهراً، إن تيسر لكم الصلاة في الجوامع الموجودة فالحمد لله، وإلا صلوا ظهراً إذا كنتم إنما أقمتم للحراسة لستم مستوطنين في المحل ساكنين في المحل سكن استيطان، إنما إقامتكم مؤقتة للحراسة، فليس عليكم جمعة، عليكم أن تصلوا ظهراً، إلا إذا تيسر لكم الذهاب إلى الجوامع تصلوا فيها ولو بعدت صليتم معهم جمعة، وإذا صبرتم وصليتم في الجوامع فهذا خير لكم عظيم، نسأل الله لنا ولكم العون والتوفيق.
المقدم: إذا كانوا مستمرين في الحراسة لسنوات طويلة يا شيخ؟
الشيخ: ولو، ليس عليهم جمعة إلا إذا استقروا فيها مستوطنين، مقيمين استيطاناً.
المقدم: وما أقل عدد تقام فيه الجمعة يا سماحة الشيخ؟
الشيخ: أصح ما قيل في ذلك ثلاثة إذا كانوا مستوطنين أحرار، في قرية مستوطنين.
المقدم: شكر الله لكم يا سماحة الشيخ! وبارك الله فيكم وفي علمكم، ونفع بكم المسلمين.
أيها الإخوة المستمعون الكرام! أجاب عن أسئلتكم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء.
في ختام هذا اللقاء: نشكر سماحة الشيخ على تفضله بإجابة السادة المستمعين.
وفي الختام: تقبلوا تحيات الزملاء من الإذاعة الخارجية: فهد العثمان ، ومن هندسة الصوت: سعد عبد العزيز خميس ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر