أيها الإخوة والأخوات! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ومرحباً بحضراتكم إلى لقاء مبارك من برنامج نور على الدرب، ضيف اللقاء هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.
مع مطلع هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ، فأهلاً ومرحباً يا سماحة الشيخ.
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
====
السؤال: هذا سائل يقول سماحة الشيخ: كيف يتقي الإنسان السحر قبل وقوعه؟ وما العلاج في ذلك مأجورين؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فإن المشروع لكل مسلم أن يتقي الشر بالتعوذات الشرعية التي شرعها الله لعباده، السحر وغيره، فهو مأمور بالتعوذ بالله ومن ذلك: التعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، ثلاث مرات صباحاً ومساءً، ومن ذلك قوله: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات صباحاً ومساءً، كل هذا من أسباب العافية من كل سوء كما جاءت به الأحاديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، ومن ذلك قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة، وعند النوم، هي من أسباب العافية أيضاً والسلامة، ومن ذلك قراءة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] والمعوذتين صباحاً ومساءً ثلاث مرات من أسباب العافية من كل شر، وقراءة هذه السور الثلاث عند النوم مع النفث في الكفين عند النوم والمسح على الرأس والوجه والصدر، كل هذا من أسباب العافية من كل سوء من السحر وغيره، وهكذا بقية الدعاء: اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة كما في الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: (سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة، فما أعطي أحد خيراً وأفضل من العافية) أو كما قال عليه الصلاة والسلام، اللهم إني أعوذ بك من الشر كله، اللهم إني أعوذ بك من كل داء، أعوذ بك من كل ما يسخطك، أو اللهم إني أعوذ بك من كل ما يضرني، المقصود يتعوذ بالله من كل شر، لكن استعمال التعوذات الشرعية والتي في الشرع يكون أفضل.
الجواب: هذا أيضاً من العلاج، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من تصبح بسبع تمرات من عجوة المدينة لم يضره سحر ولا سم)، وفي لفظ: (مما بين لابتيها) يعني: من تمر المدينة كله، (مما بين لابتيها، لم يضره سحر ولا سم)، ويرجى في بقية التمر كذلك، يرجى أن بقية التمر إذا تصبح بسبع تمرات أن الله ينفعه بذلك أيضاً.
الجواب: من الأدعية الجامعة الواردة قوله صلى الله عليه وسلم: (أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً) هذه من أجمع الدعاء وأصح الدعاء، (أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً) , ومن ذلك: (بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك) كما رقى جبرائيل النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الرقية الأخيرة، ومن ذلك: (اللهم اشفه وعافه، اللهم اشفه وعافه، نسأل الله لك الشفاء والعافية) دعاء.
الجواب: ينفث على نفسه كما نفث النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه، من العلاج التام، النبي صلى الله عليه وسلم كان يرقي نفسه عند النوم عليه الصلاة والسلام، ولما مرض واشتد عليه الأمر وعجز عن ذلك صارت عائشة تأخذ بيديه وترقيه في يديه، وتمسح بيديه وجهه عليه الصلاة والسلام. نعم.
الجواب: شرب ماء زمزم والعسل يستعمله في أكله وفي شرابه، كله من أسباب الشفاء، والحبة السوداء ذكر الأطباء كيفية استعمالها، ذكر ابن القيم في زاد المعاد كيفية استعمالها، أما الشراب زمزم واستعمال العسل هو ميسر والحمد لله في أكله وشربه. نعم.
المقدم: (ماء زمزم لما شرب له) كيف يكون ذلك يا سماحة الشيخ؟
الشيخ: فيه حديث ضعيف، لكن أصح منه قوله صلى الله عليه وسلم: (إنها مباركة، وإنها طعام طعم وشفاء سقم) هكذا جاء الحديث الصحيح، ويروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ماء زمزم لما شرب له) لكن سنده ضعيف.
الجواب: تقول أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها: لم أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته والمرأة زوحها. رواه مسلم في الصحيح، فالنبي صلى الله عليه وسلم رخص في كذب الرجل على امرأته والمرأة على زوجها إذا كان في إصلاح إذا كان لا يضر أحداً، بل ينفع ولا يضر، إذا كذب عليها لمصلحة تتعلق بها وبأهلها أو كذبت عليه لمصلحة تتعلق به أو بأهله لا تضر أحداً هذا طيب لا بأس به، تقول: أهلك يحبونك ويثنون عليك ويحبون لك أن تكون صدوقاً في كلامك وتحبون أنك تحافظ على الصلوات في الجماعة، ويحبون أنك تكون طيب الكلام معهم طيب البشر، ويثنون على خدماتك لهم، حتى تشجعه، طيب، وهو يقول لها كذلك: أني سوف لا أتزوج عليك، وسوف أجتهد فيما ينفعك، وسوف أوصي أهلك بك خيراً، والكلمات التي تنفعها وتسرها.
الجواب: نعم، لا حرج إذا أراد الإنسان أن يحج عن نفسه ويعتمر عن أمه أو أبيه، أو العكس يعتمر عن نفسه ويحج عن أمه وأبيه لا بأس، إذا كانت أمه ميتة أو أبوه ميت أو عاجزين لكبر السن أو لمرض لا يرجى برؤه، وقد حج عن نفسه وقد اعتمر عن نفسه مأجور، هذا من البر والصلة، من البر أن يحج عن أبيه الميت أو العاجز، ومن البر أن يحج عن أمه العاجزة أو الميتة، أو يعتمر عنهما، كل هذا من البر، إذا كانا ميتين أو عاجزين لكبر السن، أو لمرض لا يرجى برؤه، كل هذا رخص فيه النبي صلى الله عليه وسلم. نعم.
الجواب: نعم، إذا كانت عاجزة لها أن توكل زوجها أو غيره، توكل ثقة يرمي عنها إذا كانت ضعيفة لا تستطيع الزحام، أو كبيرة السن لا تسطيع أو عندها أطفال ما تستطيع تتركهم توكل زوجها إذا كان ثقة أو غيره من الثقات يرمي عنها ولا حرج.
الجواب: لا يجوز لأحد أن يسافر قبل الرمي يوم الثاني عشر، التعجل يكون في الثاني عشر، فليس لأحد أن يتعجل قبل الثاني عشر، فإذا رمى الجمرة يوم الثاني عشر له أن يتعجل، يطوف للوداع ثم يسافر، أما أن يتعجل في يوم الحادي عشر لا، أو في صباح الثاني عشر لا، التعجل يكون في اليوم الثاني عشر بعد الرمي بعد الزوال، ثم إذا رمى بعد الزوال يذهب إلى مكة ويطوف طواف الوداع إذا كان طاف طواف الإفاضة يطوف طواف الوداع، ثم يسافر إذا أحب، وإن كان ما طاف طواف الإضافة يطوف طواف الإفاضة طواف الحج ويسافر، يكفيه عن طواف الوداع، إذا كان بعد الرمي في اليوم الثاني عشر أو اليوم الثالث عشر، وإذا طاف طوافين طواف الحج وطواف الوداع كان أكمل وأفضل.
المقدم: أحسن الله إليكم، سماحة الشيخ الذي سافر يوم الحادي عشر ماذا يلزمه؟
الجواب: يلزمه دمان: دم عن ترك الرمي، ودم عن ترك الوداع؛ لأن الوداع ما هو في محله، طاف في غير محل الوداع، ودم ثالث إذا كان ما بات ليلتي إحدى عشر واثني عشر في منى؛ لأن المبيت في منى ليلة إحدى عشرة واثنى عشرة واجب إذا قدر، إذا استطاع أن يبيت في منى وجب عليه في ليلة الحادي عشر والثاني عشر، ويجب عليه أن يرمي الجمار الحادي عشر والثاني عشر، ثم الوداع بعد ذلك، فإذا ترك واحداً من هذا: ما بات ليلتين، أو ما رمى الجمار يوم الثاني عشر، أو وادع قبل رمي الجمار في الثاني عشر، أو خرج ولم يوادع فعليه عن كل واحدة دم، عن طواف الوداع دم إذا تركه، وعن ترك الرمي يوم الثاني عشر دم، وعن ترك المبيت في ليلتي إحدى عشرة واثنى عشرة دم. نعم.
الجواب: إذا دعت الحاجة إلى هذا لا بأس، لقص أمهات المؤمنين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، لما توفي صلى الله عليه وسلم قصصن من رءوسهن خففن منها لكلفة التعب في مشطها وشدها ونحو ذلك، فإذا قصت منه لمصلحة أنه يؤذيها ويضرها فلا حرج، لكن لا تقصه للتشبه بالرجال أو التشبه بالكافرات، لا، إذا قصت من رأسها للمشقة للتعب فلا بأس.
الجواب: للوالد والوالدة تأديب الأطفال إذا رأيا ذلك، ولو كان دون العشر ولو كان دون السابعة، إذا رأى أن يؤدب ولده ذكراً كان أو أنثى لا بأس، لكن بالشيء الذي يناسبه، لا يضره، التأديب الخفيف ينفعه ولا يضره، إذا كان يتعدى على إخوانه الصغار، إذا كان يعبث في البيت عبثاً يؤذي أو ما أشبه ذلك يؤدبه، بالضربات الخفيفة أو بالكلام الشديد الذي يردعه، أو بالضربات الخفيفة، أو منعه من بعض حاجاته التي يريدها حتى يتأديب، من الأم والأب، ومن أخيه الكبير إذا كان ما عنده أب ولا أم، أو من عمه أو من خالته، على حسب حاله، يعني ممن يربيه ويقوم عليه، له أن يؤدبه سواء كان أماً أو أباً أو خالاً أو خالة أو أخاً كبيراً، على حسب الحال، فالذي يربيه ويقوم عليه له أن يؤدبه بالشيء الذي لا يضره، شيء خفيف لكن يحصل به النفع.
الجواب: الأفضل أن تكون محتشمة، هذا هو الأفضل لها، وإلا ساقها ما هو بعورة بالنسبة إلى محرمها أخيها وأبيها وهكذا رأسها ليس بعورة، لكن كونها تحتشم وتستر ساقها ورأسها ولا تبدي إلا الوجه والكفين يكون هذا أفضل وأبعد عن الخطر؛ لأن بعض المحارم قد يكون لا خير فيه، فإذا تسترت واحتشمت في ساقيها وستر رأسها وذراعيها كان ذلك أكمل وأحوط، أبعد عن الشبهة. نعم.
الجواب: الواجب ألا يأخذ من ماله إلا بإذنه، إلا إذا كان قصر في النفقة، إذا كان أبوه هو الذي ينفق عليه وهو عاجز ما عنده شيء وأبوه هو الذي ينفق عليه له أن يأخذ من ماله ما يحتاجه في النفقة من غير إسراف، من طعام أو نقود للكسوة من غير إسراف، إذا كان والده بخيل يقصر فله أن يأخذ ما يكمل النفقة، أما أن يأخذ أموالاً زيادة على هذا لتجارته أو لأسباب أخرى لا، ليس له أن يأخذ لا يأخذ إلا بإذن، لأن أموال الغير محرمة على نفسه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه)، ليس للإنسان أن يأخذ من مال أخيه إلا بحق، ولو زعم أنه سيرده، ولو أنه على سبيل القرض، إلا بإذنه، لكن إذا كان ذلك يتعلق بطعامه وشرابه وكسوته، لأن أباه كان يقصر في سد حاجته فله أن يأخذ بقدر حاجته، في ملبسه ومأكله ومشربه، والزوجة لها أن تأخذ إذا قصر عليها، لها أن تأخذ قدر حاجتها من دون زيادة، والدليل على هذا ما ثبت في الصحيحين عن هند بنت عتبة بن ربيعة زوجة أبي سفيان بن حرب أنها قالت: (يا رسول الله! إن
الجواب: إذا دخلت المرأة الحائض أو النفساء المسجد للضرورة فلا بأس، كأن تخشى على نفسها إذا كانت خارج المسجد للضرورة أو لأسباب أخرى اضطرتها إلى ذلك فلا حرج، أما مسجد المدرسة إذا كان مصلى ليس له حكم المساجد، إذا كان مصلى في المدرسة لها أن تجلس فيه، لأنه ليس لها حكم المساجد، المصلى في المدارس ليس له حكم المساجد، فللحائض والنفساء أن تجلس في المصلى لسماع الخطبة أو سماع الدرس أو الفائدة. نعم.
الجواب: الظاهر أنه لا حرج إن شاء الله؛ لأن هذا من تعظيم المصحف، إذا وجدته في الأرض يخشى أن يطأه الناس، لكن إذا تيسر أن يكون من وراء حائل من وراء خمارها أو طرف ثوبها يكون هذا أحوط، تأخذه بخمار أو بخرقة أخرى بين يديها وبين المصحف هذا أفضل، حتى تضعه في المحل المناسب.
الجواب: التجميل لا بأس به إذا كان شيئاً ما يغير خلقة الله مثل الحناء، مثل الكحل في العين، مثل الليرمة في الشفة وما أشبه ذلك، الشيء المستعمل المعتاد الذي لا حرج فيه ولا نجاسة فيه لا بأس، التجمل بين المرأة وبين زوجها لا بأس بذلك إذا كان ليس فيه محذور، أما إذا كان فيه محذور مثل الوشم، الوشم منهي عنه، الرسول صلى الله عليه وسلم لعن الواشمة والمستوشمة، أو مثل قص الحواجب أو نتف الحواجب هذا منكر، أو استعمال شيء نجس لا يجوز استعماله أو ما أشبهه، أما إذا كان التجمل بشيء مباح مثل الكحل ومثل صبغ الشفة بالليرمة أو أشباه ذلك شيء مباح لا حرج فيه. نعم.
الجواب: لا تكذب، هذا كذب، تبين الواقع ولا حرج والحمد لله، تعتمد على الله ولا يضرها، تعتمد على الله وتقول: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق:3] لا يضرها، تترك الهواجس من عين وما العين، الإنسان يسأل ربه يقول: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق صباحاً ومساءً ثلاث مرات، ولا يضره شيء والحمد لله. نعم.
الجواب: نعم، الصبر على المصائب قربة إلى الله جل وعلا، الله يقول: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [البقرة:155-157]، ويقول سبحانه: وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال:46]، ويقول جل وعلا: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر:10]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمر المؤمن، وإن أمره كله له خير؛ إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له)، فإذا أصاب المرأة أو الرجل هموم أو غموم من دين أو من عداوة أحد أو من عدواة والديه أو من جيرانه وصبر ولم يفعل إلا الخير فله أجر عظيم، وهكذا إذا صبر على الأمراض والأحزان وموت القريب، كل ذلك فيه الخير العظيم والفضل الكبير.
الجواب: تأمره وتستر عليه، إذا رأيته يتعاطى ما حرم الله من خمر أو نحوه تستر عليه، ما تقول: رأيت فلاناً يشرب الخمر، تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، تنصحه وتوصيه بالخير ولا تفضحه عند الناس، إلا إذا هو فضح نفسه، هو الذي يشرب الخمر عند الناس فضح نفسه، من أعلن المعاصي ما له غيبة، هو الذي فضح نفسه، لكن إذا كان يتستر في بيته، ورأيته صادفته لا تكشف ستره، لا تعلن أمره، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة)، لكن تنصحه، تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، ولا تفضحه.
الجواب: السعادة طريقها واضح، من أراد السعادة فعليه بأسبابها، وأسبابها: طاعة الله ورسوله، وصحبة الأخيار، والبعد عن صحبة الأشرار، والصبر على المصائب، والشكر عند النعم، هذه السعادة، أن تكون صبوراً على طاعة الله، صبوراً عن معاصي الله، شكوراً عند النعم، بعيداً عن صحبة الأشرار، قريباً من صحبة الأخيار، مكثراً لذكر الله عز وجل والدعاء، هذه السعادة، من أراد السعادة فعليه بطاعة الله ورسوله، والاستقامة على دين الله، وصحبة الأخيار، والصبر على مر الأقدار، والشكر عند النعم، هذه السعادة في الدنيا والآخرة، الله المستعان.
الجواب: إذا كان الركوب مع السائق في غير سفر، في البلد، فلا بأس، إذا كن ثنتين أو أكثر لا حرج، المحرم الخلوة إذا كان وحدها، أما إذا كانوا ثنتين أو ثلاثاً أو أكثر وليس هناك تهمة فلا حرج في ذلك، أما السفر لا، لا تسافر إلا مع محرم، والواحدة لا تركب مع السائق الأجنبي، ولو في البلد؛ لأن هذه خلوة، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما).
الجواب: نعم، لها أن تجلس مع أخي زوجها وعم زوجها إذا كان معهما ثالث بدون شبهة، أما أن تخلو بعم زوجها أو بأخي زوجها لا، ما يجوز لها الخلوة، الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم)، لا يجوز لها الخلوة، لكن إذا جلست مع أخي زوجها أو عم زوجها بحضرة أبيها بحضرة أمها بحضرة أخواتها لا بأس، المحرم الخلوة. نعم.
الجواب: متى تاب العبد توبة صادقة نصوحاً من جميع سيئاته غفرها الله له، حتى ولو كانت الشرك، إذا تاب توبة صحيحة صادقة نصوحاً بالندم والإقلاع والعزم ألا يعود، وأتبعها بالعمل الصالح فله أجر عظيم، والله يمحو سيئاته ويبدلها حسنات، جل وعلا، قال تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82]، وقال جل وعلا: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [الفرقان:68-70]، مع التوبة يبدل الله سيئاتهم حسنات، إذا تابوا توبة صادقة من الشرك من الزنى من شرب المسكر من العقوق من القتل من غير هذا، إذا تاب توبة صادقة، ندم ندماً صادقاً، وعزم ألا يعود في المعاصي واستقام على طاعة الله ورسوله كفر الله سيئاته، وأبدلها حسنات، سبحانه وتعالى.
المقدم: شكر الله لكم يا سماحة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم، ونفع بكم المسلمين.
أيها الإخوة المستمعون الكرام: أجاب عن أسئلتكم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.
في ختام هذا اللقاء نشكر سماحة الشيخ على تفضله بإجابة السادة المستمعين، وفي الختام تقبلوا تحيات الزملاء من الإذاعة الخارجية: فهد العثمان ، ومن هندسة الصوت: سعد عبد العزيز خميس ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر