إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (602)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    حكم السجود على بعض الأعضاء السبعة

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====

    السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع (ح. م. م) الشائع أخونا سؤاله مطول بعض الشيء ملخصه: أنه لاحظ أن كثيراً من الناس لا يسجدون على الأعضاء السبعة كاملة ويرجو من سماحة الشيخ تنبيههم جزاكم الله خيراً.

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فالواجب على كل مسلم ومسلمة السجود على الأعضاء السبعة وهي: الوجه والجبهة والأنف والكفان والركبتان وأطراف القدمين، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أمرت أن أسجد على سبعة أعظم، على الجبهة -وأشار بيده إلى أنفه- والكفين والركبتين وأطراف القدمين) فالواجب على جميع المسلمين من الذكور والإناث أن يعنوا بهذا وأن يحرصوا على ذلك، وهذا السجود على هذه الأعضاء فرض ركن لابد منه فلا يجوز التساهل في ذلك بل يجب على المصلي ذكراً كان أو أنثى أن يسجد على هذه السبعة في الفرض والنفل جميعاً، وإذا تركها عمداً بطلت صلاته، وإن تركها سهواً فإن أمكنه أن يأتي بها في الحال أتى بها في الحال، وإن لم يذكرها إلا بعدما قام إلى الركعة الأخرى أتى بركعة بدالها بعد ذلك، إذا كمل يأتي بركعة بدل ما ترك من الأعضاء، وتقوم الركعة الثانية مقام التي قبلها التي ترك منها العضو أو العضوين.

    والحاصل أنه لابد من السجود على هذه الأعضاء السبعة ولا يجوز تركها ولا ترك شيء منها لا في الفرض ولا في النفل.

    ويسجد للسهو أيضاً إذا كان تركها سهواً بأن يرفع يده ولا سجد عليها، أو إحدى رجليه لم يسجد عليها ساهياً ثم تذكر بعد ذلك بعدما اشتغل بالركعة التي بعدها فإنه يأتي بركعة بدلاً منها ويسجد للسهو سجدتين قبل أن يسلم ثم يسلم.

    1.   

    حكم من حلف بالطلاق جاهلاً وقوعه

    السؤال: من المدينة النبوية هذه رسالة بعث بها المستمع (ع. ر. ص) أخونا يقول: أول ما تزوجت كنت جاهلاً تماماً بأن الطلاق إنما يقع بكلمة، وكنت عندما أختلف مع زوجتي أحلف عليها بالطلاق، وعندما علمت أن الطلاق يقع بالكلمة توقفت تماماً عن ذلك، والحمد لله رزقت بالأولاد وأصبحت من طلاب العلم -أي: علم الدين- وعندما أتذكر ما مضى من حلفان أحزن حزناً شديداً مع أنني وزوجتي وأولادي بخير والحمد لله رب العالمين، وتراودني الشكوك وأخاف من الله سبحانه وتعالى وأخاف أن يكون اجتماعي مع زوجتي على طريقة غير صحيحة، أرجو توجيهي جزاكم الله خيراً.

    الجواب: عليك أن تراجع المحكمة في بلدك وأن تشرح لها الواقع وهي تفتيك إن شاء الله بما يلزم، أو تكتب إلينا كتاباً تشرح فيه الواقع ونحن نحيلك إلى القاضي لتحضر مع المرأة ووليها وتشرح للقاضي ما وقع، وبعد ذلك تكون الفتوى إن شاء الله، وفيما يراه القاضي الخير والبركة إن شاء الله.

    1.   

    حكم قتل القاتل دون الرجوع إلى ولاة الأمر

    السؤال: من جمهورية مصر العربية أسيوط هذه رسالة بعث بها أحد الإخوة المستمعين من هناك يقول: عصام عبد التواب محمد ، أخونا عصام يقول: نحن الشباب تناقشنا في مسألة من مسائل القصاص وهي: ما الحكم لو قتل شخص وكان مع المقتول أخوه وتمكن من القاتل فقتله في نفس اللحظة هل عليه وزر؟ وهل بهذا يكون قد اقتص لأخيه؟ وهل هذا يندرج تحت قول الله تعالى: وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:179]؟

    الجواب: لا يجوز لأخي المقتول أن يبادر بقتل القاتل بل يجب التريث والتصبر وعدم العجلة حتى ينظر في أسباب القتل وحتى يجتمع الورثة على طلب القصاص أو العفو ولا يجوز له العجلة في هذه الأمور؛ لأنه قد يكون هناك أسباب تمنع من القصاص.

    فالواجب على من وقع عليه مثل هذا أن لا يعجل وأن يرفع الأمر إلى ولاة الأمور حتى ينظر في القصاص على الوجه الشرعي، وأما العجلة فقد يقع بسببها فيما حرم الله عليه.

    القصاص بيد الورثة، إذا اجتمع رأيهم على القصاص وصار القاتل يستحق ذلك، أما إذا كان هناك موانع لابد أن ينظر فيها الحاكم الشرعي، والقصاص ينفذه الحاكم الشرعي، بواسطة ولاة الأمور.

    1.   

    مدى تأثير الرضاع من الحليب الصناعي

    السؤال: المستمع عبد الله الحربي جدة- العزيزية بعث يسأل ويقول: قامت والدتنا بتربية طفل وكان عمره حين التربية سبعة أيام وأرضعته رضاعة صناعية أي: على الحليب الصناعي ولم يكن باستطاعتها إرضاعه إرضاعاً طبيعياً لعدم وجود الحليب يومئذ، هل يجوز للبنات؛ بنات المرأة المذكورة أن يقابلنه وقد بلغ من العمر ثمان عشرة سنة؟ أو هل تجوز مصافحته ولو كان بحضور الأهل جميعاً؟ نرجو التوجيه جزاكم الله خيراً.

    الجواب: التربية لا تجعل المربى محرماً للمرأة ولا لبناتها، ولكن لهم أجر ذلك، لهم أجر الإحسان وفعل المعروف، ولكن لا يكون هذا المربى محرماً للمربية ولا لبناتها ولا لأخواتها، فهو أجنبي، وعليهن التحجب عنه، ولا يصافحنه ولكن يسلمن عليه بالسلام الشرعي، يبدأنه بالسلام وإذا بدأ ردين عليه السلام وسألنه عن حاله، لا بأس بهذا كله هذا أمر مطلوب معه ومع غيره.

    أما كونه يعتبر محرماً بهذه التربية فلا ليس محرماً بهذه التربية، بل هو كسائر الأجانب له أن يتزوج المربية، وله أن يتزوج من بناتها إذا لم يكن بينهما رضاع ولا قرابة، وأما كونها ربته على الحليب الصناعي لا من ثديها فهذا لا يجعله ولداً لها ولكنها محسنة ولها أجر إحسانها، ولكن لا يكون بهذا ولداً لها ولا محرماً لبناتها ولا أخواتها ولا أمها بل هو أجنبي.

    1.   

    معنى حديث: ( إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى ...)

    السؤال: هذه رسالة بعثها أحد الإخوة المستمعين يقول المرسل المستمع (أ. علي) أخونا له جمع من الأسئلة يسأل سؤاله الأول ويقول: أريد شرح هذا الحديث: عن السائب بن يزيد أن معاوية قال: (إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تتكلم أو تخرج، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بذلك أن لا نصلي صلاة بصلاة حتى نتكلم أو نخرج

    الجواب: معناه على ظاهره، المؤمن إذا سلم من صلاة الجمعة أو غيرها من الفرائض ليس له أن يصلها بصلاة حتى يتكلم أو يخرج من المسجد والتكلم يكون بما يسر الله من الأذكار المشروعة من: أستغفر الله ثلاثاً، اللهم أنت السلام ومنك السلام، أو لا إله إلا الله، أو سبحان الله.. أو ما أشبه ذلك مما يتضح معه انفصاله من الصلاة وأنه فصل منها بالكلية حتى لا يظن أن هذه الصلاة تبعاً للصلاة وأنها موصولة بها.

    والمقصود من هذا تمييز هذه من هذه، فإذا سلم من الجمعة لا يصلها بالنافلة لئلا يعتقد هو أو غيره أنها مربوطة بها وأنها لازمة لها، وهكذا الصلوات الأخرى كالظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر لابد من الفصل بكلام من ذكر أو غيره من الكلام، أو خروجه من المسجد حتى لا يعلم أنها مربوطة بما قبلها.

    المقدم: جزاكم الله خيراً. يسأل أخونا ويقول: هل هذا دليل للذين يسلمون على بعض بعد انتهاء الصلاة؟

    الشيخ: لا، السلام شيء آخر، يكفي في ذلك إذا قال: أستغفر الله ثلاثاً، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، أو قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. إلى آخره، أو قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، أو كلم أحداً من الناس يكون بهذا قد فصل، أما كونه يسلم بعضهم على بعض هذا شيء آخر حتى ولو بعد الأذكار وبعد كل شيء إذا سلم على أخيه ما فيه شيء.

    1.   

    حكم متابعة الإمام في الركوع قبل إتمام قراءة الفاتحة

    السؤال: ما حكم قراءة الفاتحة في صلاة الجماعة في الركعة الثالثة والرابعة بالنسبة للمأموم إذا لم يعط الإمام المجال للمأموم بتكملة الفاتحة؟

    الجواب: الواجب على المأموم أن يبادر من حين يقف يقرأ الفاتحة في الثالثة والرابعة كما يقرؤها في الأولى والثانية ولا يتساهل، يقرؤها قراءة متصلة حتى لا تفوته، فإذا كبر الإمام ولم يكملها كملها إذا كان الباقي قليلاً، كالآية والآيتين ثم ركع، فإن خاف أن يفوته الركوع ركع وسقط عنه بقية الفاتحة؛ لأنه مأموم، مثلما لو جاء والإمام راكع ركع معه وسقطت عنه الفاتحة كما في حديث أبي بكرة الثقفي رضي الله عنه أنه جاء والنبي صلى الله عليه وسلم راكع فركع دون الصف ثم دخل في الصف وكمل الصلاة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (زادك الله حرصاً ولا تعد) ولم يأمره بقضاء الركعة، فالمأموم أسهل من الإمام والمنفرد، إذا أدرك الفاتحة قرأها وإن فاتته لكونه لم يأت إلا والإمام راكع أو عند الركوع أو كان الإمام سريع القراءة فركع قبل أن يتمها ولم يتيسر له تمامها أجزأه ذلك والحمد لله، هذا هو الصواب.

    1.   

    كيفية جلسة التشهد في الصلاة الثنائية

    السؤال: يسأل أخونا ويقول: هل السنة في الصلاة الثنائية الافتراش أو التورك؟

    الجواب: السنة فيها الافتراش كالتشهد الأول هذا هو الأفضل، والتورك يكون في التشهد الأخير من الرباعية والثلاثية في المغرب والعشاء والظهر والعصر، كما جاء ذلك صريحاً في حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه، فالسنة للمؤمن في صلاته أن يفترش بين السجدتين وفي التشهد الأول ويتورك في التشهد الأخير.

    1.   

    حكم الصيام على المريض العاجز عنه

    السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من المنطقة الشرقية، باعث الرسالة إحدى الأخوات المستمعات تقول أم بدر (م. غ. أ) تقول: إنها امرأة مريضة بقرحة في المعدة من حوالي خمس سنوات صامت منها سنتين ولكنها متقطعة، وبقي لها ثلاث سنوات، والسنتان اللتان صامتهما في أيام منقطعة وجدت أنها متعبة صحياً، وترجو من سماحة الشيخ التوجيه جزاكم الله خيراً.

    الجواب: أسأل الله للسائلة الشفاء والعافية، وأن يجمع الله لها بين الأجر والعافية، ولا حرج عليها في ترك الصيام حتى تشفى؛ لأن الله سبحانه يقول: وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:185]، فإذا كان يشق عليها الصوم لهذه السنوات الباقية فإنها تؤخر حتى تشفى وحتى يقرر الطبيب المختص أنه لا يضرها الصوم، وهي بحمد الله معذورة لا تكلف نفسها، يقول الله سبحانه: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286]، ويقول سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، نسأل الله لنا ولها الشفاء.

    1.   

    حكم النياحة والبكاء على الميت

    السؤال: من السودان الشمالية هذه رسالة بعثت بها أخت من هناك فيما يبدو تقول: (س. م. أ) أختنا لها جمع من الأسئلة فتسأل في سؤالها الأول وتقول: إني قلت لأهلي إذا توفيت لا تبكوا علي ولا تذيعوا بالميكرفون، وأنا أخاف أن يفعلوا ذلك، ما هو توجيهكم لهم جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: الواجب على المسلمين في هذه الأمور الصبر والاحتساب وعدم النياحة، وعدم شق الثوب ولطم الخد ونحو ذلك، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لطم الخدود أو شق الجيوب أو دعا بدعوى الجاهلية)، ويقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (أربع في أمتي من أمور الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة) يعني: النياحة على الميت، وقال صلى الله عليه وسلم: (النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب) نسأل الله السلامة، وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: (أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة)، الحالقة: التي تحلق شعرها عند المصيبة أو تنتفه، والشاقة: هي التي تشق ثوبها عند المصيبة، التي ترفع صوتها هذه الصالقة ترفع صوتها عند المصيبة، والحالقة: تحلق شعرها عند المصيبة، والشاقة تشق ثوبها عند المصيبة، كل هذا لا يجوز، كل هذا من الجزع، ولا يجوز للمرأة ولا غيرها فعل ذلك.

    والواجب على أهلك أن يقبلوا هذه الوصية وأن يحذروا النياحة عليك؛ لأن النياحة تضر الميت، كما في الحديث الصحيح: (الميت يعذب في قبره بما نيح عليه) فلا ينبغي لهم بل لا يجوز لهم النياحة على موتاهم، والنياحة: رفع الصوت، أما البكاء بدمع العين فلا يضر، البكاء بدمع العين وحزن القلب هذا لا حرج فيه وإنما الممنوع رفع الصوت بالصياح.

    1.   

    حكم ترك الدراسة بغير رضا الوالدين

    السؤال: أختنا تقول: تركت الدراسة ووالدتي غير راضية هل أكون آثمة؟

    الجواب: الدراسة فيها خير عظيم وفائدة كبيرة، والواجب على المسلم والمسلمة التعلم والتفقه في الدين؛ لأنه يجب على المسلم أن يتفقه في دينه وأن يتعلم ما لا يسعه جهله، ومن أسباب السعادة التفقه في الدين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) متفق على صحته، فمن علامات الخير والسعادة التفقه في دين الله، التفقه في الإسلام في أحكام الشريعة حتى يعرف المؤمن والمؤمنة ما يجب عليه ما يحرم عليه، وحتى يعبد الله على بصيرة، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة).

    فالواجب عليك التعلم والتفقه في الدين إذا تيسر ذلك في مدارس إسلامية طيبة أمينة، وإذا أكدت عليك أمك كان هذا مما يوجب مزيد العناية والحرص على التفقه في الدين؛ لأنها تريد لك الخير والمصلحة العاجلة والآجلة، فلا ينبغي منك أن تعصيها في ذلك إلا إذا كانت المدرسة فيها اختلاط أو فيها أمور أخرى تضرك في دينك فلا حرج عليك إذا تركت الدراسة ولو لم ترض أمك؛ لأن الرسول عليه السلام يقول: (إنما الطاعة في المعروف) (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، نسأل الله أن يمنحك التوفيق.

    1.   

    حكم سؤر الحيوانات

    السؤال: تسأل أختنا وتقول: أسألكم عن سؤر البهائم هل لنا أن نتوضأ منه أو لا؟

    الجواب: البهائم مختلفة وتتنوع، منها سؤر الإبل والغنم والبقر وغيرها مما يؤكل لحمه، هذا لا بأس به.

    المقدم: سؤر الطاهر منها؟

    الجواب: سؤر الطاهر كالإبل والبقر والغنم والظباء والجواميس وأشباه ذلك لا بأس بها؛ لأنها طاهرة، أما سؤر الكلب فلا، يجب إراقته ولا يتوضأ منه؛ لأنه نجس وقد أمرنا بغسل الإناء منه سبع مرات إحداهن بالتراب وهي الأولى، وأما سؤر الحمار والبغل الصواب أنه لا حرج فيه؛ لأنه تعم به البلوى وإن كان محرماً لكن تعمه البلوى وهكذا الهرة، القط سؤره لا بأس به، وأما سؤر الحيوانات الأخرى كالأسود والنمور والذئاب فيما تمر عليه من الحيضان ومجامع الناس الماء في البر فلا يضر ذلك والحمد لله.

    1.   

    وجوب قضاء الصوم عند القدرة

    السؤال: تقول أختنا: في شهر رمضان لم أستطع أن أكمل الصيام لوضع الحمل ثم انتابتني حالة صحية بعد ذلك لم أستطع معها القضاء، ما هو توجيهكم؟

    الجواب: عليك القضاء عند القدرة والحمد لله، يقول الله سبحانه: وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:185]، والحبلى معذورة إذا شق عليها الصوم تفطر، وهكذا المرضعة ثم تقضي بعد ذلك في الوقت الذي تستطيع، والحمد لله فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16].

    1.   

    درجة حديث: (ركعتان بسواك خير من سبعين ركعة بدون سواك)

    السؤال: أحد الإخوة المستمعين يسأل عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ركعتان بسواك خير من سبعين ركعة بدون سواك

    الجواب: السواك سنة وقربة وطاعة في ابتداء الصلاة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (السواك مطهرة للفم مرضاة للرب) خرجه النسائي بإسناد صحيح عن عائشة رضي الله عنها، ويقول عليه الصلاة والسلام: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء) في اللفظ الآخر: (لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة) وهو سنة وقربة، أما حديث: (صلاة بالسواك أفضل من سبعين صلاة بغير سواك) هذا حديث ضعيف عند أهل العلم ليس بصحيح.

    1.   

    حكم الاجتماع لصلاة الليل في ليلة معينة

    السؤال: يسأل أخونا ويقول: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تخصيص ليلة أو يوم بعبادة خاصة، ونحن الشباب نريد أن نجتمع ليلة الجمعة أو ليلة من ليالي الأسبوع فنحييها بقيام الليل لا اعتقاداً بسنية هذا العمل بل لتشجيع الشباب على قيام الليل، فما حكم الصلاة؟

    الجواب: لا حرج في ذلك لكن لا تخصوا ليلة، تارة ليلة الجمعة، وتارة ليلة الخميس حسب التيسير ومتى تيسر ذلك، أما تخصيص ليلة فلا يجوز؛ لأنه بدعة، فخصوص ليلة الجمعة الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن تخصيصها بالقيام كما نهى عن تخصيص نهارها بالصيام، ولكن إذا صادف أحدكم زيارة إخوانه أو زاروه وصلوا جميعاً لا بأس، مثلما فعل النبي صلى الله عليه وسلم لما زار عتبان صلى بهم ركعتين، ولما زار أنس صلى بهم ركعتين، وهكذا سلمان لما زار أبا الدرداء صلى معه في الليل لا بأس، أما تخصيص ليلة تجتمعون فيها للصلاة هذا لا أصل له، إنما لا مانع من الصلاة عند الاجتماع إذا اجتمعتم من غير تحديد وقت معين يدوم فلا بأس، إذا زار أحدكم أخاه أو اجتمعتم في مجلس من غير أن يكون ذلك معتاداً ثم صلى أحدكم بالحاضرين للتعليم هذا كله لا بأس به.

    1.   

    حكم أكل اللحوم المستوردة

    السؤال: اللحوم المستوردة كيف توجهوننا بخصوصها يا شيخ عبد العزيز ؟ السؤال لأخينا صاحب الرسالة السابقة.

    الجواب: اللحوم المستوردة إن كانت من بلاد المجوس والوثنين، أو من بلاد الشوعيين أو البوذيين أو أشباههم من الكفرة هذه لا تحل؛ لأن ذبيحتهم حرام، أما إذا كانت من بلاد النصارى واليهود فإنها تحل؛ لأن الله أباح لنا طعامهم وهو ذبائحهم، لكن بسبب أن كثيراً من المجازر في أوروبا وأمريكا لا يهتمون بالذبح الشرعي وربما ذبحوا بالخنق أو بالصرع أو بالصعق أو بغير ذلك هذا يوجب للإنسان التوقف وأخذ الحيطة، فإذا تيسر له أن يستغني عن ذلك بالذبح الشرعي أو بالتماس المجازر المعروفة التي تذبح ذبحاً شرعياً ويكتفي بها فهذا هو الذي ينبغي له، عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه)، لكن لا تحرم ذبيحة أهل الكتاب إذا لم يعلم شيئاً؛ لأن الأصل حلها لكن من باب الحيطة لوجود المجازر الكثيرة التي لا تبالي بالذبح الشرعي إذا احتاط في ذلك واشترى من المجازر المعروفة أو ذبح لنفسه يكون هذا هو الأحوط عملاً بالحديث المتقدم: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك).

    1.   

    حكم السترة بين يدي المصلي

    السؤال: رسالة من إحدى الأخوات المستمعات تقول في نهايتها: أختكم في الله تسأل هذا السؤال: هل السترة ضرورية في الصلاة، وهل السجادة تجزئ عنها؟

    الجواب: السترة سنة مؤكدة في الصلاة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة وليدن منها) مثل حائط أو عمود أو سارية أو كرسي أو ما أشبه ذلك، وقد جاء في الحديث الآخر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يقطع صلاة المرء المسلم إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل المرأة والحمار والكلب الأسود) والمؤخرة تقارب ذراع أو ذراع إلا قليل، فإذا جعل بينهم شيئاً منصوباً من كرسي أو عصا أو شبه ذلك كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل كانت تنصب أمامه العنزة وهي عصا ليست طويلة فيها حربة، فإذا فعل مثل ذلك المؤمن صارت سترة له أو كرسي قدامه أو وسائد رفيعة.. أو ما أشبه ذلك ولكن ليست بواجبة إنما هي سنة، فلو صلى بدون سترة صحت صلاته ولا حرج.

    1.   

    حكم ضرب الطفلة المريضة للتأديب

    السؤال: أختنا تقول: لنا أخت مريضة بعض الشيء وأحياناً نضربها ضرباً خفيفاً لكننا نتألم نفسياً، هل علينا في ذلك شيء؟

    الجواب: الواجب عليكم رحمة حالها وعدم فعل ما يزيد مرضها، وإذا كانت لا تتحمل الضرب ما يجوز لكم الضرب، أما إذا كان المرض خفيفاً وهي تخطئ، تعمل أشياء تستحق عليها التأديب الخفيف فلا بأس، لكن يجب أن تراعوا حالها، إن كان الضرب يضرها فلا تضربوها ولا تزيدوها شراً.

    أما إن كانت لا يضرها ذلك الضرب الذي تفعلونه معها؛ لأن مرضها خفيف والحاجة ماسة إلى تأديبها حتى ترتدع عما لا ينبغي فلا حرج في ذلك.

    المقدم: جزاكم الله خيراً، سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    الشيخ: نرجو ذلك، الله المستعان.

    المقدم: مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    شكراً لمتابعتكم وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767975220