إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (632)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم : بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب.

    رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين فأهلاً وسهلاً بالشيخ: عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة المستمعة (ع. م) من المرز -ليبيا- أختنا عرضنا بعض أسئلتها في حلقة مضت وفي هذه الحلقة تسأل سؤالاً طويلاً جداً عن الحجاب وعن أم الصبيان -لعلها تقصد الحجاب من أم الصبيان- وتقول: إنها قرأت كلاماً طويلاً عن أم الصبيان مروي عن سليمان عليه السلام وترجو من سماحة الشيخ التوجيه وهل لهذه المسميات تأثير على الإنسان جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: بسم الله الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فهذه الأشياء التي يقولها الناس عن أم الصبيان كلها لا أصل لها ولا تعتبر وإنما هي من خرافات العامة، ويزعمون أنها جنية مع الصبيان، وهذا كله لا أصل له، وهكذا ما ينسبونه إلى سليمان كله لا أساس له ولا يعتمد عليه، وكل إنسان معه ملك وشيطان كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، كل إنسان معه قرين ليس خاصاً بزيد ولا بعمرو، فمن أطاع الله واستقام على أمره كفاه الله شر شيطانه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لما قيل له: وأنت يا رسول الله معك شيطان؟ قال: نعم، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم)، أما أم الصبيان فلا أساس لها ولا صحة لهذا الخبر ولهذا القول، ولا يجوز اتخاذ الحجاب من أجلها، يعني كأن يضع الإنسان على ولده أو على بنته كتاباً يكتب فيه كذا وكذا، تعوذاً بالله من أم الصبيان أو طلاسم أو أسماء شياطين أو ملوك الشياطين، أو غير ذلك لا يجوز اتخاذ ذلك، ولا تعليقها على الصبية ولا على الصبي، كل هذا منكر، لأن (الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن التمائم) وهي الحجب، وقال: (من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له)، وقال: (إن الرقى والتمائم والتولة من الشرك).

    فالتمائم هي ما يعلق على الأولاد ذكورهم وإناثهم أو على المرضى لدفع المرض أو لدفع الجن تسمى تميمة وتسمى حجاب، قد يكون من طلاسم وقد يكون من أسماء شياطين، قد يكون من حروف مقطعة لا يعرف معناها، قد يكون من آيات معها غيرها، فلا يجوز اتخاذ هذه الحجب لا مع الصبي ولا مع الصبية ولا مع المريض، ولكن يقرأ عليه , الرقى جائزة، والرقى الممنوعة هي التي برقى مجهولة أو برقى فيها منكر.

    أما الرقى بالقرآن العظيم وبالدعوات الطيبة فهي مشروعة كان النبي صلى الله عليه وسلم يرقي أمته، وقد رقاه جبرائيل عليه الصلاة والسلام، وقال: (لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً)، كون الصبي يقرأ عليه إذا أصابه مرض أو الصبية يقرأ عليه أبوه أو أمه أو غيرهما بالفاتحة, بآية الكرسي، قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] المعوذتين بغير ذلك ويدعون له بالعافية أو على المرضى يقرأ عليهم ويدعى لهم بالعافية أو على اللديغ كما قرأ الصحابة على اللديغ فعافاه الله كل هذا لا بأس به، وهذا مشروع.

    أما أن يقرأ عليه برقى شيطانية، لا يعرف معناها، أو بأسماء شياطين أو بدعوات مجهولة هذا لا يجوز، وكذلك الحجب التي يسمونها الحروز، وتسمى الجوامع ولها أسماء، هذه لا يجوز تعليقها، وقال النبي صلى الله عليه وسلم (نهى عن تعليق التمائم) وقال: (من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا أودع الله له)، ويروى عن حذيفة رضي الله عنه أنه رأى رجلاً بيده خيط من الحمى فقطعه، يعني: خيط علقه في يده لدفع الحمى، فقطعه وتلا قوله تعالى: وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ [يوسف:106].

    وثبت عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: (وجد في يد إنسان حلقة من صفر، فقال: ما هذا؟ قال: من الواهنة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنا- لا تزيدك إلا وهنا إلا ضعفا- فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبداً)، وهذا وعيد فيه التحذير من تعليق الحجب والحلقات وأشباه ذلك مما يعلقه الجهلة أو الخيوط تعلق على المريض أو على غيره، كل ذلك ممنوع، ولا يجوز تعليقه من أجل ما يدعونه أنه أم الصبيان ولا غير ذلك، ولكن الإنسان يتحرز بما شرع الله، الله شرع لنا تعوذات ، فإذا أصبح الإنسان وقرأ آية الكرسي بعد فريضة الفجر، وقرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] والمعوذتين ثلاث مرات، هذا من التعوذات الشرعية، وهكذا إذا قال: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق -ثلاث مرات-)، صباحاً ومساء، فهذا من التعوذات الشرعية، هكذا: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم -ثلاث مرات- لم يضره شيء)، كما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، يقولها صباحاً ومساء، هكذا: (أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة)، يقولها، كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ بها الحسن والحسين ، فإذا استعملها الإنسان، هذه تعوذات شرعية، وهكذا لو قال: (أعيذ نفسي وذريتي وأهل بيتي بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة)، (بسم الله، أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه ومن شر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون)، هذا أيضاً جاء، هكذا: (أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن)، هذا أيضاً جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تعوذ به عندما هجم عليه بعض الشياطين، فأعاذه الله من شرهم، فهذه تعوذات شرعية ينبغي للمؤمن أن يفعلها في صباحه ومسائه وعند نومه، وهكذا قراءة: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] والمعوذتين بعد كل صلاة هي من التعوذات الشرعية مع آية الكرسي، ولكنها تكرر بعد الفجر والمغرب ثلاث مرات، قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] والمعوذتين تكرر ثلاث مرات بعد الفجر وبعد المغرب، وتقال عند النوم ثلاث مرات، كل هذا جاءت به السنة، وهذه حروز شرعية ليس فيها تعليق بشيء، ولكنه يقولها المؤمن والله جل وعلا ينفعه بها ويحفظه بها من الشر الكثير، من شر الدنيا والآخرة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088531029

    عدد مرات الحفظ

    777161121