إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (634)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين فأهلاً وسهلاً بالشيخ: عبد العزيز .

    الشيخ : حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من المدينة المنورة وباعثتها إحدى الأخوات المستمعات من هناك تقول أم عبير ، أم عبير لها أربعة أسئلة في سؤالها الأول تقول: هل الذبح يندرج تحت باب الصدقة؟ وإذا أردت أن أذبح من أجل التصدق عن الميت هل هذا جائز وجهوني جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فلا شك أن الذبح لله والتقرب إليه بذلك من أفضل الصدقات، ومن أفضل القربات كما قال الله عز وجل: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي يعني: ذبحي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام:162-163]، وقال سبحانه: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:1-2].

    فالتقرب إلى الله بالذبائح فيه خير عظيم، ولهذا شرع الله جل وعلا الضحية، في أيام عيد النحر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يضحي بكبشين أملحين كل سنة عليه الصلاة والسلام، أحدهما عنه وأهل بيته، والثاني عمن وحد الله من أمته عليه الصلاة والسلام.

    فإذا ذبح الإنسان ذبيحة يقصد بها التقرب إلى الله، ونفع الفقراء، أن ينفع الفقراء ويحسن إليهم، فلا بأس بذلك، وكان عليه الصلاة والسلام يذبح في بعض الأحيان الذبيحة ويوزعها بين صديقات زوجته خديجة رضي الله عنها، وهكذا التصدق بالنقود، وبالطعام من التمر أو الأرز أو غير ذلك، أو الملابس كل ذلك قربة وطاعة إذا كان لله وحده سبحانه وتعالى على الوجه الذي شرعه الله جل وعلا.

    أما الذبح من أجل التقرب إلى الموتى كالذبح للبدوي أو للحسين أو للشيخ عبد القادر الجيلاني يقصد التقرب إليهم ليشفعوا له أو ليشفوا مريضه، أو يقضوا حاجته أو يطلبوه المدد ويذبح لهم من أجل ذلك هذا شرك بالله، ولا يجوز، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: (لعن الله من ذبح لغير الله)، فالتقرب بالذبائح للموتى، ليشفعوا للذابح أو ليقضوا حاجته أو ليشفوا مريضه، أو يمدوه بمدد ينفعه أو يحفظوا مزرعته أو بهائمه كل هذا شرك بالله عز وجل، وقد يفعل هذا بعض الجهلة وهذا من الشرك الأكبر، وهكذا الذبح للأصنام وإلى الصور المنحوتة على صور بعض العظماء أو للجن أو للكواكب أو للملائكة يتقرب إليهم كل هذا من الشرك الأكبر، وهكذا دعاؤهم والاستغاثة بهم والنذر لهم كل هذا من الشرك الأكبر نعوذ بالله من ذلك.

    المقدم: جزاكم الله خيراً، تسأل من أجل التصدق عن الميت، هل هذا جائز؟

    الشيخ: إذا ذبح للصدقة لا بأس، إذا ذبح ذبيحة أو إنسان ذبح ذبيحة يتصدق بها عن أبيه أو عن أمه أو عن أخواته، يتقرب بها إلى الله، ويرجو ثوابها لهذا الميت لا بأس بذلك أو للحي كذلك.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088529427

    عدد مرات الحفظ

    777151052