إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (637)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    اعتقاد أن هناك طائراً يأكل الأموات بعد دفنهم والرد عليه

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين.

    فأهلا وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة المستمع علي عبده حميد الوائلي من اليمن الشمالي وصاب العالي، أخونا عرضنا بعض أسئلته في حلقة مضت وفي هذه الحلقة يسأل ويقول: هناك بعض الناس يخافون على الميت بعد موته في قبره لمدة أربعين يوماً فقط, ويضعون فوق القبر الأشواك خوفاً من طائر كبير مثل الإنسان وله جناحان كما يقولون يأتي في الليل فيحفر القبر ويستخرج الميت ليأكله, ولا أبالغ حيث أقول: إن هذا الاعتقاد سائد في بعض المناطق, ويدعون أنهم قد رأوا الحيوان عندما مات أحد الأشخاص، هل هذا صحيح وهل في هذا الاعتقاد شيء من الشرك وجهونا جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    هذا الاعتقاد لا أصل له بل هو من الخرافات، وليس هناك طائر ولا غير طائر يقصد القبور لنبش الموتى, ولكنه خرافة من خرافات العامة وأشباه العامة, وقد شرع الله لنا تعميق القبور, أن تعمق ثم يوضع اللبن على الميت على لحد الميت ثم يدفن, وبذلك ينتهي المشكل ولا يضره شيء والحمد لله, وهذه الخرافة لا أساس لها.

    1.   

    حكم حج المسلم من غير موطنه

    السؤال: الرسالة التالية رسالة أحد الإخوة المستمعين يقول: شريف أبو غنيمة مصري يعمل في دولة العراق، يقول: إنني ولله الحمد متزوج ومعي أولاد وأعولهم، وأيضاً الوالد والوالدة تركت لهم ما يكفيهم, وأرغب في الحج وأستطيع, فهل يحق لي الحج من دولة العراق حيث أنني في غربة عن زوجتي وأهلي أكثر من ستة أشهر, وكما شرع لنا الإسلام في حق الزوجة، فهل يحق لي الحج أفيدوني أفادكم الله؟

    الجواب: نعم يجب عليك الحج، إذا كنت لم تحج الفريضة وأنت تستطيع يجب عليك الحج من العراق وغير العراق, وإن كنت متنفلاً كذلك قد أديت الفريضة لا بأس أن تحج من العراق, ليس من اللازم أن يحج الإنسان من بلده, لو كان انتقل من بلده إلى العراق أو إلى المملكة العربية السعودية أو إلى الكويت أو إلى غير ذلك فلا بأس أن يحج من المحل الذي هو فيه, حتى لو انتقل إلى جدة للعمل ما قصد الحج والعمرة انتقل إلى العمل في جدة أو في الطائف ثم جاء وقت الحج حج من جدة والطائف ولا بأس فيكفي أن يحج من جدة ومن ميقات الطائف ولو كان من أهل مصر أو من أهل الشام أو من غيرهما لا حرج في ذلك والحمد لله. نعم.

    المقدم: جزاكم الله خيراً. كونه غائب عن زوجته مدة معينة لا يؤثر هذا سماحة الشيخ؟

    الشيخ: كونه غائب زوجته لا يضر ذلك, لكن ينبغي لك يا أخي أن تحرص على جلبها إليك أو سفرك إليها بين وقت وآخر؛ حرصاً على عفتك وعلى عفتها وعلى السلامة من أسباب الشر؛ إما بجلبها إليك ونقلها إليك أو بالسفر بين وقت وآخر في ستة أشهر أو أقل للعفة التي تنبغي لك ولها، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق والإعانة على الخير.

    1.   

    حكم الوضوء من مياه الآبار

    السؤال: المستمع أحمد نصر السيد من جمهورية مصر العربية ويعمل في دولة العراق أيضاً يقول: إنني أعمل سائقاً وعملي دائماً في الصحراء, وحيث أنه يأتي علي وقت الظهر والعصر ولا يوجد ماء إلا ماء الآبار، وحيث أن ماء الآبار يتغير طعمه إما يكون مالحاً أو مر، هل يجوز الوضوء منه أم أن لي التيمم جزاكم الله خيرا؟

    الجواب: يلزمك الوضوء من ماء الآبار إذا قدرت على ذلك سواء كان حلواً أو مراً أو مالحاً, حتى ماء البحر يجب عليك الوضوء منه إذا كنت في البحر وليس لك التيمم وأنت تجد الماء؛ لأن الله سبحانه يقول: فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا [النساء:43] والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (جعلت تربتها لنا طهوراً إذا لم نجد الماء)، فلو وجد الماء ولو مالحاً ولو ماء البحر وجب عليه الوضوء.

    1.   

    حكم تقديم الحج على الزواج

    السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع أحمد حسوبة أيضاً من جمهورية مصر العربية ويعمل في العراق يقول: عمري الآن اثنان وأربعون سنة ولم أتزوج, وسبق لي أن أديت فريضة الحج لكني سمعت من بعض الناس يقولون: إن الزواج قبل الحج, ما رأيكم هل سقطت عني الفريضة أم لا؟

    الجواب: نعم نعم, فالحج يكون قبل الزواج وبعد الزواج لا حرج, إذا حج المسلم قبل الزواج أو بعد الزواج بعد التكليف بعدما صار بالغاً سقطت عنه الفريضة وإن كان لم يتزوج، نعم . لكن أوصيك بالجد في طلب الزواج؛ لأنك كبير السن الآن, فنوصيك يا أخي وننصحك أن تبادر بالزواج وتحرص على الزواج؛ حرصاً على سلامة دينك وعفة فرجك وعلى تحصيل الذرية, فبادر يا أخي وسارع ولو بالاستدانة والقرض إلى أن يعينك الله على التسديد.

    1.   

    حكم قراءة القرآن على الميت والذبح قبل إخراجه للدفن

    السؤال: المستمع عيسى عبد النبي عبد الرحمن يسأل عن قراءة القرآن على الميت هل هي حلال؟ وهل الذبيحة التي يذبحها أهل الميت قبل طلوعه إلى الدفن يلحقه منها شيء أفيدونا جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: لا أصل للقراءة على الموتى ولا تشرع القراءة على الموتى ولكن يدعى لهم بالمغفرة والرحمة بعد الموت وفي جميع الأحوال الموتى يدعى لهم بالمغفرة, وإذا كانوا مسلمين يدعى لهم بالمغفرة والرحمة عند الموت وقبل الموت وبعد الموت دائماً يدعى له بالمغفرة والرحمة والنجاة من النار ومضاعفة الحسنات وتكفير السيئات والعفو عن الزلات يدعى لهم، أما قراءة القرآن على الموتى أو على القبور هذا لا أصل له في أصح قولي العلماء بل هو من البدع التي لا أصل لها, كذلك الذبيحة عن الميت يوم الموت أو اليوم الرابع أو يوم الأربعين أو يوم السابع, اعتقاد أن هذا مشروع لا أصل لهذا، أما إذا ذبح في أي وقت وتصدق على الفقراء أو تصدق بالدراهم أو بالطعام في أي وقت من غير قصد ولا تعيين يوم معين ولا في يوم موت ولا في غيره بل حسب التيسير هذا لا بأس به, الصدقة عن الموتى مطلوبة فيها خير كثير، أما أن يكون عن قصد وعن الذبيحة يوم الموت أو في اليوم الرابع أو السابع أو العاشر أو على رأس السنة أن هذا مشروع لا ليس لهذا أصل, ولكن يتصدق متى شاء بالمال من الطعام.. بالنقود.. بالملابس .. بالذبيحة يذبحها ويقسمها على الفقراء أو نحو ذلك كل هذا لا بأس به.

    1.   

    حكم تنفيذ وصية الأم بدفنها في غير بلد أهلها

    السؤال: المستمع شعبان محمد عبد المعطي يقول: أنا مواطن عربي ولي سؤال يحيرني دائماً: أنا مسافر منذ سنتين إلى بلد عربي, وقبل سفري قالت لي أمي: إذا مت وأنت موجود في بلدنا أرجو منك أن تدفنني بعيداً عن أهلك، وشاءت الأقدار أنها توفيت وأنا في السفر، فهل يصح عند عودتي من السفر أن أنقلها إلى مكان آخر؟

    الجواب: لا بل ما دامت دفنت في محل بين المسلمين فلا تنقلها, ولو كنت حاضراً لم تلزمك هذه الوصية بل تدفنها في المحل المناسب ولو كان بخلاف وصيتها؛ لأن الوصية التي تخالف شرع الله لا يلزم تنفيذها, فلو كنت حاضراً شرع لك دفنها في المحل المناسب بين المسلمين, وإذا كنت غائباً وقد دفنت في محل بين المسلمين فلا تنقلها, أما إذا كانت دفنت في محل بين الكفار أو في محل غير لائق في طريق الناس قد يطؤها الناس أو في محل عليه خطر من السيل يجرفه فلا بأس أن تنقلها إلى محل مناسب بين المسلمين من باب الإحسان، وفق الله الجميع.

    1.   

    مدى صحة القول بوجود إنسان قبل آدم عليه السلام

    السؤال: المستمع (م. م. ي) من الجمهورية العربية اليمنية لواء الحديدة, بعث يسأل ويقول: سمعت من بعض الناس أنه كان يوجد قبل آدم إنسان بدائي واختفى قبل ظهور آدم، فهل هذا صحيح؟

    الجواب: ليس لهذا أصل بل هذا من الخرافات, ليس قبل آدم إنسان آخر.

    1.   

    الحكم على حديث: (أول ما يحاسب عنه العبد من عمله صلاته ...)

    السؤال: المستمع عبد الباسط شعيب عمر القري -فيما يبدو- بعث يسأل ويقول: قرأت حديثاً لا أدري هل هو صحيح أم لا، الحديث: (أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة صلاته، فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله)، أو كما قال , هل هذا صحيح وجهونا جزاكم الله خيرا؟

    الجواب: نعم نعم، له ألفاظ منها هذا اللفظ يقول صلى الله عليه وسلم: (أول ما يحاسب عنه العبد من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح, وإن فسدت فقد خاب وخسر)، وفي الرواية الأخرى: (فإن قبلت صلاته قبل منه سائر عمله, وإن ردت عليه صلاته رد عليه سائر عمله)، وهذا يؤيد القول الصحيح وهو أن ترك الصلاة كفر أكبر, فمن ترك الصلاة كفر لقوله صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) خرجه مسلم في صحيحه، في أحاديث أخرى تدل على كفر من تعمد ترك الصلاة ولو لم يجحد وجوبها ولو أنه مقر بأنها واجبة, لكن تركه لها يكفي في كفره وخروجه من الإسلام في أصح قولي العلماء، أما إن جحد وجوبها فهو كافر عند الجميع.. عند جميع أهل العلم، والغالب على من تركها وتساهل بها أنه لا يقر بوجوبها, لو كان يقر بوجوبها صحيحاً لما تركها، لكن هذا يدل على ضعف إيمانه بها وضعف اعتقاده بوجوبها أو عدم ذلك.

    1.   

    حكم من يسب الدين

    السؤال: الأخت صالحة محمد رزق الله من ليبيا بعثت برسالة ضمنتها جمعاً من الأسئلة تسأل عن حكم الذي يسب الدين والعياذ بالله, وترجو توجيه النصيحة جزاكم الله خيرا شيخ عبد العزيز ؟

    الجواب: حكم الذي يسب الدين عند أهل العلم أنه كافر, فالذي يسب الإسلام أو يسب الله أو يسب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أو يتنقصه ويعيبه ويطعن فيه أو يسب الجنة أو يقول: إنها غير حقيقة أو ينكر النار ويقول: إنها غير حقيقة, كل هؤلاء كفار عند أهل العلم بإجماع المسلمين, فالذي يسب الرسول ويشتم الرسول أو يقول: إنه ما بلغ الرسالة, أو يقول: إنه يجهل بعض الأمور ما يعرف كل شيء جاهل أو عنده جهل أو مقصر في حق الله أو مقصر في البلاغ أو ما أشبه ذلك من الاستهزاء كله كفر أكبر وردة عن الإسلام نعوذ بالله, أو يسب الله و يتنقص الله أو يقول: إنه يجهل, أو يقول: إنه ظالم, أو يقول: إن شرعه ناقص, أو يقول: إن الإسلام غير صحيح أو إنه دين خرافة أو لا يجوز التزامه أو لا يجوز الدخول فيه أو لا يلزم كل ذلك كفر أكبر نسأل الله العافية.

    والخلاصة أن سب الإسلام أو سب الله أو سب الرسل أو تنقصهم أو الطعن فيهم أو الاستهزاء بهم كله كفر أكبر عند جميع أهل العلم نسأل الله العافية, يوجب القتل.. يوجب على ولي الأمر ولي أمر المسلمين أن يأخذ هذا الشاذ وهذا المتنقص ويقتله على ردته عن الإسلام, أما إذا تاب فتوبته فيها تفصيل بين أنواع الكفر, والساب لله ولرسوله لا يستتاب عند جمع من أهل العلم؛ لعظم جريمته نعوذ بالله بل يقتل حداً, أما أنواع الكفر الأخرى كدعاء الأموات والاستغاثة بالأموات والنذر للأموات وترك الصلاة هؤلاء يستتابون فإن تابوا وإلا قتلوا, نسأل الله العافية.

    1.   

    حكم قراءة المجلات إذا لم تشغل عن قراءة القرآن

    السؤال: تسأل أختنا عن قراءة المجلات هل هي حرام علماً أنني أقضي معظم الوقت في قراءة القرآن الكريم؟

    الجواب: قد أحسنت في قراءة القرآن, فهو كتاب الله فيه الهدى والنور, والعناية بقراءته من أعظم القربات ومن أفضل الطاعات, قال الله تعالى: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء:9]، ويقول سبحانه: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ [فصلت:44]، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (اقرءوا هذا القرآن فإنه يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفاً من القرآن فله حسنة والحسنة بعشرة أمثالها) في أحاديث كثيرة، فلقد أحسنت جداً، أما المجلات ففيها تفصيل؛ المجلات الطيبة الدينية المفيدة يشرع قراءتها والاستفادة منها مثل الكتب, مثل كتب العلم المفيدة: كتب الحديث الشريف, كتب العقيدة الصحيحة, كتب الفقه الإسلامي, أما المجلات الخليعة والصحف الخليعة فلا تجوز قراءتها ولا الاشتغال بها بل يجب أن تحارب وأن يحذر منها لعظم شرها وضررها، أسأل الله أن يوفقك وسائر المسلمين لما فيه رضاه ولما فيه الصلاح والهداية.

    1.   

    حكم كشف المرأة رأسها للطبيب

    السؤال: أنا أشكو من صداع وطلب مني الأطباء أن أعمل صورة على الرأس, أي: كشف بالأشعة، وهذا العمل يتطلب مني الكشف عن شعري وهو حرام ماذا أفعل، أطلب من الشيخ النصيحة؟

    الجواب: إذا دعت الحاجة إلى الكشف على الرأس أو على عضو من البدن للمرض فلا حرج في ذلك, الله يقول سبحانه: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ [الأنعام:119]، فإذا دعت الحاجة إلى كشف الطبيب على يدك أو رجلك أو رأسك أو نحو ذلك فلا حرج في ذلك, وإن كان المرض يسيراً واستغنيت وتركت ذلك لأن المرض يسير وله دواء ميسر فالحمد لله.

    1.   

    حكم تحلي المرأة بالذهب في مكان عملها

    السؤال: هل لبس الذهب للفتاة في العمل أو المدرسة حرام؟

    الجواب: لبس الذهب لا حرج فيه للمرأة إذا كانت بين النساء, أما بين الرجال غير المحارم تستره حتى لا تفتن أحداً.

    1.   

    حكم ترك الصلاة بسبب التعب والانشغال

    السؤال: المستمع يحيى عبد المحسن من مصر بعث برسالة يقول فيها: أنا والحمد لله أصلي منذ أن كان عمري عشر سنين, ولكن تأتي علي أيام أكون فيها إما تعباناً أو مشغول فلا أصلي ولا أقضي, فما الحكم في ذلك أرجو الإفادة جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: الواجب عليك التوبة إلى الله من ذلك والبدار بالصلاة دائماً ولزوم ذلك, وليس لك عذر بالتعب والكسل بل يجب أن تصلي وإن كنت تعبان أو كسلان, عليك أن تبادر بالصلاة وتصليها في وقتها مع المسلمين, وإذا كنت عاجزاً عن الصلاة في المسجد لمرض صليت في البيت ولو على جنبك أو مستلقياً إذا عجزت عن القيام والقعود, أما تركها فلا يجوز لك أبداً ما دمت عاقلاً تستطيع أن تصلي ولو على جنبك أو مستلقياً, وعليك التوبة إلى الله عما سلف والتوبة تجب ما قبلها.

    1.   

    حكم تنظيم النسل

    السؤال: هنا رسالة وصلت إلى البرنامج من ليبيا أيضاً باعثتها الأخت عائشة من الجماهيرية الليبية تقول: إنها امرأة مسلمة تبلغ من العمر تسعة وأربعين عاماً, أؤمن بقضاء الله وقدره، أنجبت ستة أولاد ذهبوا إلى رحمة الله, ولي ستة أولاد أحياء بفضل الله, والحمد لله كان مرضهم يطول مدة عامين أو أكثر، الأطباء لم يعرفوا عنه شيئاً, الآن أفكر في تنظيم النسل, هل يجوز لي هذا أو لا جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: لا تنظمي النسل إذا كنت تستطيعين ولا ضرر عليك فالحمد لله, دعي الأمر على حاله, متى شاء الله الحمل حملت ولا تتعاطي ما يمنع الحمل، أما إذا كان هناك ضرر لعدم القدرة على التربية المشروعة فلا مانع أن تتعاطي بعض الحبوب التي تمنع الحمل في السنة الأولى والثانية؛ حتى تتمكني من الرضاع والتربية المناسبة الشرعية، أما إذا كان لا, ليس هناك حاجة إلى هذا فاتركي الأمر على حاله من غير حاجة إلى التنظيم؛ لأن المزيد من الأولاد فيه خير كثير إذا أصلحهم الله, والرسول صلى الله عليه وسلم أرشد الأمة إلى تكثير النسل قال: (تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة)، والأولاد قد يجعل الله فيهم خيراًَ كثيراً فينفعونك وينفعون أباهم فلا تنظمي النسل إلا من حاجة.

    1.   

    الحث على الصبر والاحتساب عند فقد الأبناء

    السؤال: أيضاً في نهاية رسالتها تسأل سماحة الشيخ وتقول: إنها تبكي بكاءً شديداً على أولادها الستة الذين توفوا وترجو التوجيه؟

    الجواب: ننصحك بأن تصبري وتحتسبي وأن تسألي الله أن يجعلهم شفعاء لك وأن يعوضك عنهم خير الدنيا والآخرة وأن يبارك في الباقين ويصلحهم, ولا تجزعي ولا تكثري البكاء بل عليك الصبر، يقول الله جل وعلا: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [البقرة:155-156]، وقال سبحانه: أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [البقرة:157]، فالصبر هو الواجب وقد يكون لك في ذلك خير كثير وعاقبة حميدة والله أحكم وأعلم سبحانه وتعالى, فاحتسبي واصبري واسألي الله الأجر العظيم وحسن العاقبة وصلاح الموجودين.

    1.   

    المقصود بحديث: (من سن في الإسلام سنة حسنة)

    السؤال: المستمع يوسف عمر يوسف قلوص يسأل ويقول: هل هذا حديث: (من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها، ومن سن سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها)، ما معنى هذا جزاكم الله خيراً إذا كان حديثاً وكيف يكون الابتداع حسناً جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: الحديث صحيح رواه مسلم في صحيحه ومعناه: (من سن في الإسلام سنة حسنة) يعني: أظهرها وأحياها وبينها للناس عند غفلتهم عنها أو جهلهم بها, وليس المقصود الابتداع, الابتداع منهي عنه, الابتداع منكر, الرسول عليه السلام قال في الحديث الصحيح: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، وقال عليه الصلاة والسلام: (كل بدعة ضلالة)، فليس المراد بالحديث البدعة وإنما المراد بالحديث إحياء السنن وإظهارها وبيانها للناس, ويدل على هذا سبب الحديث؛ فإن سبب الحديث أنه خطب الناس عليه الصلاة والسلام ودعاهم إلى الصدقة فجاء بعض الناس بصدقة من الورق.. من الفضة كادت كفه تعجز عنها, فتتابع الناس لما رأوه، فقال عند ذلك عليه الصلاة والسلام: (من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عملها من بعده لا ينقص من أجورهم شيئاً، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عملها من بعده لا ينقص من أوزارهم شيئاً)، فالمقصود بالسنة الحسنة يعني إظهار السنن وإحياؤها والدعوة إليها بالقول والعمل وليس المقصود البدع، نعم بإجماع المسلمين.

    1.   

    حكم الجهر بالقراءة في النوافل

    السؤال: هل يشترط في النوافل أن تكون سرية مع العلم أنني أصلي النوافل الليلية جهراً والنوافل النهارية سراً؟

    الجواب: لا يشترط كونها سرية, يشرع للرجل أن يتنفل جهرة وسراً, وإذا كان سراً في بعض الأحيان كان أكمل في الإخلاص, ولكن ليس ممنوعاً أن يصلي جهراً كما يصلي بعض الرواتب في المسجد كسنة الظهر أو المغرب أو العشاء أو الفجر لا بأس, ولا بأس أن يصلي الضحى في المسجد أيضاً ولا بأس أن يصلي في بيته وعنده من يراه من أهله أو ضيوفه لا بأس، لكن إذا كان في محل خاص بينه وبين ربه في النوافل كان هذا أكمل في الإخلاص, ولا حرج أن يصلي جهرة عند الناس.. لا حرج في ذلك إذا كان قصده الإخلاص وليس قصده الرياء.

    1.   

    حكم ترك البيت الذي تتوالى فيه الحوادث والمصائب

    السؤال: هناك أناس لهم منزل كانوا في خير ثم تعاقبت عليهم الحوادث في هذا المنزل حتى تشاءموا منه وقاموا ببيعه، ومن ضمن تلك الحوادث فتن حصلت لهم وانتحار بعض أفراد الأسرة، هل هذا من التشاؤم، وجهوا الناس جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: ليس هذا من التشاؤم, فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (الشؤم في ثلاث: في البيت والدابة والمرأة)، فقد يكون الشؤم في هذه الثلاث, وفي اللفظ الآخر : (إن كان الشؤم ففي ثلاث..) ثم ذكرها , هذا يدل على أنه قد يقع، قد تكون بعض النساء مشئومة على زوجها, فإذا ظهر منها ما يدل على شؤمها لسوء أخلاقها معه وسوء سيرتها معه أو ترادف الحوادث عليه لما تزوجها من خسارة وكساد في تجارته أو فساد في مزرعته أو تلف في مزرعته تتابع عليه وما أشبه ذلك فلا مانع من طلاقها, وهكذا الدار إذا توالت عليه الحوادث فيها وسوء الأحوال فيها والأمراض عليه وعلى أولاده فلا بأس بالانتقال عنها والاستئجار بغيرها أو بيعها لهذا الحديث الصحيح, وهكذا الدابة من ناقة أو فرس ونحو ذلك إذا لم ير فيها فائدة ورأى منها شراً توالت عليه الحوادث بأسبابها فلا بأس أن يبيعها ويستبدلها لنص الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.

    1.   

    حكم من لم يستطع الوفاء بنذر الصيام لعجزه ومرضه

    السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من الحديدة في الجمهورية العربية اليمنية، باعثها المستمع عبد العزيز محمد قاسم القدسي يسأل ويقول: والدتي نذرت أن تصوم يومين من كل شهر لله سبحانه وتعالى إن اهتدى أخي إلى طريق الحق والصواب, وقد هدى الله أخي إلى طريق الصواب, وبدأت والدتي في صوم ما عليها من نذرها, ولكن المشكلة أن والدتي لا تستطيع الصوم إلا بمشقة؛ لأنها دائماً تشكو من وجع الرأس والصداع, وهي تريد الآن أن تسأل: هل يجوز لها أن تكفر عن نذرها بكفارة اليمين؟ وإذا كان الجواب بنعم, فهل يجوز لها أن تخرج المال بدلاً عن الإطعام أو الكسوة أفيدونا جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: يلزمها الصوم إذا كانت تستطيع لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من نذر أن يطيع الله فليطعه, ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه) ,فعليها الصوم ما دامت تستطيع لهذا الحديث الصحيح, وعليها أن تبتعد عن النذر مستقبلاً, لا تنذر النذر , الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن النذر وقال: (لا تنذروا فإن النذر لا يرد من قدر الله شيئا)، لكن متى نذر الإنسان طاعة فعليه الوفاء, فإذا عجزت عن صوم اليوم من كل شهر أجلت ذلك إلى حسب طاقتها وتصومها بعد ذلك، مثلما تؤجل رمضان إذا عجز الإنسان بالمرض ثم تقضي, هذا هو الأظهر من السنة لقوله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، فإذا أصابها في بعض الشهور مرض وعجزت قضت اليومين في الشهر الآخر والحمد لله, فإذا كبر السن وكبرت سنها وعجزت أطعمت مسكيناً عن يومين صاعاً من كل شهر عن اليومين من البر أو من الرز , كما يطعم من عجز عن صوم رمضان لكبر سنه عن كل يوم مسكيناً, هكذا هذه الناذرة إذا عجزت تطعم عن كل يوم مسكين بعد كبر سنها, أما المرض العارض فلها أن تفطر عند المرض العارض ثم إذا طابت وشفيت قضت في الشهر الآخر.

    1.   

    ما يلزم أصحاب المواشي تجاه زروع الآخرين ومحاصيلهم

    السؤال: المستمع (م. ض. ع) مصري يعمل في المملكة يقول: في أحيان كثيرة يسهو صاحب الماشية عن ماشيته فتدخل في إحدى المزارع وتقوم بإتلاف بعض المحاصيل، فيقوم صاحب المزرعة برفع شكوى لشيخ القرية ضد صاحب الماشية, فيقدر شيخ القرية الأضرار التي أحدثتها الماشية ويكلف صاحبها بدفعه لصاحب المزرعة، هل هذا العمل فيه إثم، أم أن ما يقوم به شيخ القرية صحيح أفيدونا أفادكم الله؟

    الجواب: عمله صحيح, والواجب عليك حفظ ماشيتك عن إيذاء جيرانك لا في الليل ولا في النهار, وقد قضى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا أن على أهل المواشي حفظ مواشيهم بالليل, وعلى أهل المزارع حفظ مزارعهم بالنهار، لكن إذا كان صاحب الماشية قريب من المزارع فإن أهل المزارع لا يستطيعون حفظها، فإذا كانت ماشيتك تتعدى على جيرانك فقد أحسن شيخ القرية فيما فعل, وعليك أن تحفظ مواشيك عن جيرانك حتى لا تؤذيهم, وقد قال عليه الصلاة والسلام: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره)، وفي اللفظ الآخر: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره)، فالواجب عليك أن تصون دوابك عن إيذاء جيرانك وعلى شيخ القرية أن يقوم باللازم عند تساهلك.

    1.   

    حكم وصف من توفيت وهي في الولادة بالشهيدة

    السؤال: المستمع (ح. س. ن) من سوريا بعث برسالة يقول فيها: توفيت زوجتي وهي تلد, وكثير من الناس عندنا يقولون: إنها شهيدة والشهيد إلى الجنة، مع أن زوجتي لا تصلي, هل تعتبر من الشهداء؟

    الجواب: الموت بسبب الولادة شهادة جاء بذلك بعض الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ماتت المرأة بسبب الولادة، لكن التي لا تصلي ليست مسلمة, والشهادة إنما هي للمسلم, فالتي لا تصلي جاء في النص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كافر, قال عليه الصلاة والسلام: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، وهذا هو الأصح من قولي العلماء أن الذي يتعمد ترك الصلاة ولا يصلي لا يعتبر مسلماً سواء كان رجلاً أو امرأة, فلا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين ولا يغسل ولا يكفن؛ لأنه ترك عمود الإسلام نسأل الله العافية.

    المقدم: جزاكم الله خيراً.

    سماحة الشيخ في الختام أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين, وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    الشيخ: نسأل الله ذلك.

    المقدم: مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، شكراً لمتابعتكم وإلى الملتقى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767946444