إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (681)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم.

    أيها الإخوة المستمعون الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ومرحباً بكم في هذا اللقاء الجديد الذي يسرنا أن يكون معنا فيه فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ليتولى مشكوراً الإجابة على أسئلتكم في هذه الحلقة.

    ====

    السؤال: هذه رسالة من السائل علي محمد ياسين من اليمن - تعز، يقول: أنا شاب أقيم في المملكة العربية السعودية بحثاً عن الرزق الحلال، ومشكلتي هو والدي فهو سيئ التعامل معنا منذ صغري، فقد تركني عند والدتي وهجرنا من كل شيء، إلى أن كبرت وهو لا يعرفني وأنا لا أعرفه نتيجة هجره لنا، ثم بعد أن كبرت سافرت إلى المملكة للعمل وكنت أبعث نقوداً بقصد التزوج بها، ولكنه كان يأخذها ويقول لمن أريد التزوج منهم ابني متوفى، ثم أرسلت النقود مرة أخرى إلى أهل مخطوبتي، ولكنه حينما علم بذلك رفع عليهم دعوى بقصد أخذ ما دفعته لهم من مال بحجة أنني متوفى، وبعد ذلك رجعت إلى بلدي لأبحث معه هذا الوضع السيئ ولكنه استقبلني أسوأ استقبال، وهددني بكل سوء إن أنا رفضت إعطاءه ما جمعته من مال مما جعلني أفر منه ومن معاملته وأقطع صلته، فما هي نصيحتكم لهذا الأب؟ وبماذا ترشدوني؟ أفيدوني بارك الله فيكم.

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فلا ريب أن حق الوالد عظيم، وبره واجب، وننصحك بأن تعامله بالتي هي أحسن، وتلتمس الزواج في جهة أخرى من بنات اليمن الموجودات في المملكة أو في اليمن الشمالي، وتحسن إليه إذا كان فقيراً بما يتيسر، إذا كان فقيراً تحسن إليه بما يسر الله لك، وتخاطبه بالتي هي أحسن، لأن البر بالوالدين أمره عظيم، والله سبحانه يقول: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [الإسراء:23]، والنبي صلى الله عليه وسلم لما سئل: (أي العمل أفضل؟ قال: الصلاة على وقتها، قيل: ثم أي يا رسول الله؟ قال: بر الوالدين، قيل: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله)، فجعل بر الوالدين مقدم على الجهاد في سبيل الله، فبرهما عظيم وأمر لازم، فنوصيك بالإحسان إليه ومخاطبته بالتي هي أحسن والدعاء له بالهداية والتوفيق وحسن الخاتمة، وتترك الخطبة من الناس الذين حوله لعلك تجد امرأة أخرى في جهة أخرى، والنساء كثير، في اليمن الشمالي في المملكة العربية السعودية حتى لا يحصل بينك وبين أبيك ما لا تحمد عقباه، وإن تيسر أن الذين خطبت منهم يتوجهون بها إلى المملكة وتزوج هنا في المملكة بها فهذا خير كبير وفيه مصلحة لك وراحة من المشاقة لأبيك. نسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق.

    وبكل حال نوصيك بالرفق بوالدك والإحسان إليه والتماس الطريق الصالحة التي تمكنك من الزواج من دون مشقة بينك وبين أبيك، سواء بالبنت التي خطبتها أو بغيرها. نسأل الله لك التيسير والتسهيل.

    المقدم: لكن فعل والده بأن ادعى وفاة ابنه طمعاً في الحصول على المال؟

    الشيخ: هذا منكر، كلام والده غلط، كونه كذب عليه وكونه يمنعه من الزواج هذا ظلم من والده غلط، لكن الوالد يتحمل يتحمل ولو جرى منه هذا الغلط وهذا المنكر، لابد من التحمل.

    المقدم: إنما هو مخطئ في عمله هذا.

    الشيخ: مخطئ لا شك.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088520953

    عدد مرات الحفظ

    777094128