إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (685)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    أيها الإخوة الأعزاء! سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، وأهلاً بكم في هذا اللقاء الجديد مع فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    ====

    السؤال: أيها الإخوة! في حلقتنا اليوم نستعرض أول سؤال ورد من المستمع عبد الوهاب أحمد من العراق - نينوى، يقول في سؤاله الأول: قبل ثلاث سنوات نذرت لوجه الله تعالى نذراً فقلت: علي نذر أن أضع ديناراً عراقياً كل شهر في قبر النبي يونس عليه السلام، مع العلم أن المبالغ التي توضع في القبر تؤخذ، فهل هذا النذر صحيح وجائز وأستمر على تنفيذه أم أتوقف أم أعطيه للفقراء كل شهر؟ وما الحكم إذا توقفت عن وضعه وعدم إعطائه للفقراء؟ وما هي كفارة ذلك؟ أفيدوني أثابكم الله.

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فقد أجمع أهل العلم على أن النذر لا يجوز لغير الله كائناً من كان؛ لأنه عبادة وقربة إلى الله سبحانه وتعالى، والناذر يعظم المنذور له بهذا النذر، والنذر للأموات من الأنبياء وغير الأنبياء شرك أكبر، من نذر أن يقدم دراهم أو دنانير أو أطعمة أو زيتاً.. أو غير ذلك للقبور أو للأصنام أو لغيرها من المعبودات من دون الله يكون نذراً باطلاً ويكون شركاً أكبر، فالواجب عليك في هذا أن تدع هذا العمل لأنه نذر باطل وعليك التوبة إلى الله سبحانه وتعالى، فإن تقديم النذر لقبر النبي يونس مقصوده القربة التقرب إليه بهذا النذر وطلب الزلفى لديه أو طلب شفاعته أو طلب شفاء المرضى أو كذا أو كذا وهذا كله باطل ولا يجوز النذر إلا لله وحده سبحانه وتعالى، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه) خرجه البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها.

    والله يقول سبحانه: وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [البقرة:270].

    فالنذر الشرعي مدح الله الموفين به كالنذر أن تصلي أو تصوم أو تتصدق لله هذا نذر شرعي، قال سبحانه يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا [الإنسان:7] مدح المؤمنين بهذا الوفاء.

    أما النذور التي للقبور والأشجار والأحجار أو للأصنام أو للكواكب أو للجن أو للأنبياء أو الأولياء كلها باطلة كلها نذور باطلة؛ لأنها عبادة والعبادة لله وحده قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ [الإسراء:23]، قال سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ [البينة:5]، قال عز وجل: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]، وقال سبحانه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]، فبادر بالتوبة إلى الله واستغفر الله سبحانه وتعالى واحفظ مالك ولا تقدمه إلا في شيء يرضي الله كالصدقة على الفقراء والمساكين وصلة الرحم وتعمير المساجد ودورات المياه حولها.. ونحو ذلك مما ينفع المسلمين.

    أما النذور للقبور أو للجن أو للأصنام أو الأشجار والأحجار أو للكواكب كلها نذور باطلة لا يجوز تنفيذها بالكلية، وهي قربة لغير الله وعبادة لغير الله وشرك بالله سبحانه وتعالى، رزقنا الله وإياك الهداية والبصيرة ومن علينا وعليك بالتوبة النصوح إنه جل وعلا جواد كريم.

    المقدم: اللهم آمين. بالنسبة لصحة مكان قبر يونس عليه السلام هل هو فعلاً في العراق؟

    الشيخ: أما يونس فلا يعرف قبره، وليس لهذا صحة، بل جميع قبور الأنبياء لا تعرف ما عدا قبر نبينا عليه الصلاة والسلام فإنه معلوم في بيته في المدينة عليه الصلاة والسلام، وهكذا قبر خليل الله إبراهيم معروف في المغارة هناك في الخليل في فلسطين، وأما سواهما فقد بين أهل العلم أنها لا تعلم قبورهم، ومن ادعى أن هذا قبر فلان أو قبر فلان فهو كذب لا أصل له ولا صحة له، ودعوى أن قبر يونس موجود في نينوى وأنه المحل المعين لا أصل له، فينبغي أن يعلم هذا.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088463350

    عدد مرات الحفظ

    776874596