إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (706)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    حكم الإمام إذا قام في التراويح إلى الثالثة ناسياً

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب.

    رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من الإخوة عبد الرحمن جمعة عمارة ومحمد جمعة عمارة و (ع. ف. غ) يسألون عدة أسئلة أولها يقول: صلى إمامنا التراويح، وفي إحدى التسليمات قام للثالثة ولم يتذكر أنه أتى بالثالثة إلا بعد أن اعتدل قائماً, وحينئذ قرر أن يأتي برابعة، وفعلاً أتى بالرابعة ثم تشهد وسجد للسهو، ثم سلم، فما حكم ما فعل؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فالمشروع لمن قام إلى الثالثة في صلاة التراويح أن يرجع ويجلس ويتشهد ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو ثم يسلم بعدما يسجد للسهو سجدتين، وإن أخرهما بعد السلام فلا بأس، والأفضل أن يكون سجود السهو قبل السلام في مثل هذا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل مثنى مثنى)، فهذا نوى ثنتين فيكون مثل الفجر إذا قام إلى الثالثة يجلس يكمل التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء، ثم يسجد للسهو ويسلم، لكن ما دام أنه فعل هذا كان جاهل وكملها أربع وسجد للسهو لا حرج إن شاء الله.

    المقدم: جزاكم الله خيراً، إنما كان الأولى أن يكتفي بالاثنتين ولو اعتدل قائماً.

    الشيخ: الواجب أنه يرجع، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل مثنى مثنى)، فإذا قام إلى الثالثة ناسياً وجب عليه الرجوع في الأصح، حتى يحقق ما نواه من الثنتين، ثم يسجد للسهو ويسلم بعدما يأتي بالتشهد، وهكذا في النهار على الأصح؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى) يعني: ثنتين ثنتين، لكن لو نوى خمساً جميعاً أو سبعاً جميعاً؛ فهذا لا حرج؛ لأنه فعله النبي صلى الله عليه وسلم، أو نواها تسعاً جميعاً وجلس في الثامنة للتشهد الأول ثم قام وأتى بالتاسعة لا بأس، أما أنه يصلي أربع جميع أو ستاً جميع لا، هذا خلاف المشروع، خالف قوله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل مثنى مثنى)، فلا يستثنى من ذلك إلا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم خلاف ذلك، فإنه صلى الله عليه وسلم أوتر بثلاث جميعاً لم يجلس إلا في آخرها، وأوتر بخمس جميعاً لم يجلس إلا في آخرها، وأوتر بسبع جميعاً لم يجلس إلا في آخرها، وفي بعض الأحيان يجلس في السادسة ويتشهد التشهد الأول ثم يقوم للسابعة، وأوتر بتسع جميعاً وجلس في الثامنة وتشهد التشهد الأول ثم قام وأتى بالتاسعة، ولم يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم أنه صلى أربعاً جميعاً في الليل، ولا ستاً جميعاً، ولا ثماناً جميعاً، بل يصلي ثنتين ثنتين عليه الصلاة والسلام، وهو القائل عليه الصلاة والسلام: (صلوا كما رأيتموني أصلي)، وقد رآه الصحابة يصلي ثنتين ثنتين، وقد أمر بذلك قال: (صلاة الليل مثنى مثنى) فإن هذا خبر معناه الأمر، معناه: صلوا مثنى مثنى، وفق الله الجميع.

    1.   

    أذكار بعد الصلاة المشروعة وحكم الزيادة عليها

    السؤال: يسأل إخوتنا من عنيزة فيقولون: إن الإنسان بعد فراغه من الفريضة يقول أذكاراً، فما هي هذه الأذكار؟ وما حكم من نسي شيئاً منها؟ وما حكم من زاد عليها متعمداً؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة أنه كان يقول إذا سلم من الفريضة من الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر يقول: (أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام)، ثبت هذا عنه في حديث ثوبان ، وثبت بعض ذلك من حديث عائشة رضي الله عنها، فالسنة لجميع المصلين -إماماً أو مأموماً أو منفرداً- إذا سلم من الفريضة أن يقول: (أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام)، ثم ينصرف إلى الناس إن كان إماماً، ينصرف إليهم و يعطيهم وجهه.

    وثبت عنه أنه كان يقول بعد هذا يقول صلى الله عليه وسلم بعد هذا: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد)، بعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، كل هذا سنة ما هو بواجب سنة، لو قام ولم يأت بها صلاته صحيحة، لكن هذا هو السنة، ثم يقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة، بعد كل واحدة من الصلوات الخمس، سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة الجميع تسعة وتسعون، ويكمل المائة بقوله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، هذا هو المشروع للرجال والنساء في السفر والحضر، بعد الصلوات الخمس، والسنة رفع الصوت بذلك، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يرفع الصوت بهذا يسمعه من حوله، يسمعه من حول المسجد، يسمع الناس إذا سلموا من الصلاة يسمعون أذكارهم، من كان خارج المسجد يسمعون أذكارهم، يقول ابن عباس : (كان رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم)، وقال ابن عباس : (كنت أعلم إذا انصرفوا من ذلك إذا سمعته) هذا هو السنة، رفع الصوت بذلك رفعاً متوسطاً، يعلم الناس الذين حول المسجد أنهم سلموا من الصلاة، ويتعلم بعضهم من بعض ويتذكر بعضهم من بعض، إذا رفع الصوت تعلم الجاهل وتذكر الناسي.

    ويستحب في المغرب والفجر أن يزيد التهليلات العشر، في الفجر والمغرب خاصة كان النبي صلى الله عليه وسلم يزيد عشر تهليلات، وهي: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير).. عشر مرات، عند السلام من الفجر والمغرب، وبعد قوله: (أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، يأتي بهذه العشر)، مع قوله: (لا حول ولا قوة إلا بالله، ومع قوله: اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد)، ومع قوله: (لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون)، مع هذا كله يأتي بها، بقوله: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير)، عشر مرات بعد المغرب وبعد الفجر، في السفر والحضر، الذكر والمرأة جميعاً.

    ويستحب أيضاً أن يقرأ آية الكرسي بعد كل صلاة، اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ.. [البقرة:255] إلى آخرها، ويستحب أن يقرأ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، والمعوذتين بعد كل صلاة، قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1]، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس:1]، الرجل والمرأة جميعاً؛ لأن الرسول حث عليها عليه الصلاة والسلام، لكن في المغرب والفجر يكرر السور الثلاث ثلاث مرات، في الفجر والمغرب يكررها ثلاث مرات، قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] ثلاث مرات، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1] ثلات مرات، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس:1] ثلاث مرات، هذا هو الأفضل، كله نافلة، من تركه فلا شيء عليه، كل هذه الأذكار مستحبة، من تركها فلا شيء عليه، ولو أتى بأذكار كثيرة بعد ذلك ما يضر، لو ذكر الله كثيراً الحمد لله، آلاف المرات ومئات المرات الحمد لله، لكن السنة أن يلزم هذه، فإذا زاد عليها بعدما يأتي بها زاد عليها في مكانه أو في الطريق أو في بيته أو في أي مكان، كله خير، الذكر كله خير طيب، لكن هذه يخصها، فإذا أحب يزيد بعد ذلك أذكاراً أخرى: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، أو يقول: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، أو يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، كل هذا طيب، وليس له حد، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (الباقيات الصالحات: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم).

    المقدم: جزاكم الله خيراً يذكر جملة معينة من الأذكار لو تكرمتم سماحة الشيخ، فيقول: إذا قلت مثلاً: الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله العظيم وبحمده بكرة وأصيلاً ولله الحمد، إذا زدت مثل هذا الذكر، هل يؤثر، أو لا؟

    الشيخ: لا حرج في هذا، لكن يأتي بالأذكار الشرعية على حدة، ويأتي بما زاد على حدة.

    1.   

    وقت قضاء سنة الفجر

    السؤال: صلاة سنة الفجر إذا فاتت، متى يكون قضاؤها، وكذلك الوتر؟

    الجواب: سنة الفجر إذا فاتت صلاها بعد الفجر في المسجد أو في البيت، وإن أجلها إلى طلوع الشمس وارتفاعها كان أفضل، كل هذا جاءت به السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإن صلاها بعد الصلاة في المسجد أو البيت فلا بأس، وإن أخرها حتى تطلع الشمس وصلاها في المسجد أو في البيت فلا بأس، كله طيب كله جاءت به السنة.

    1.   

    حكم خلع الجورب وعدم المسح عليه عند الوضوء

    السؤال: إذا توضأ الإنسان للصلاة ثم لبس الجورب ثم صلى العصر ثم خلع الجورب وتوضأ لصلاة المغرب، هل فعله هذا صحيح؟

    الجواب: لا حرج عليه، إذا كان لا يرغب ببقائها في رجليه لا بأس لا حرج، إن شاء أبقاها ومسح وإن شاء خلعها، الحمد لله.

    1.   

    حكم رفع الصوت بالذكر عند تشييع الجنازة

    السؤال: من رأس المعرة في الجمهورية العربية السورية رسالة بعثها مستمع يقول السائل رفاعي ، يقول: عندنا عادة يسير مع الجنازة الناس أثناء تشييعها إلى المقبرة، ثم يرددون كلمة: لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، بصوت عال ومرتفع، فهل ورد هذا عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أو أنه بدعة محرمة؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: هذا بدعة ما له أصل، كان السلف إذا كانوا مع الجنائز يغضون أصواتهم، يتأملون حال الموت وما بعد الموت، يتذكر الإنسان هذه الأمور العظيمة، أما رفع الصوت بالأذكار مع الجنازة فلا أصل له، بل هو من البدع، لكن إذا دفن الميت وفرغوا من دفنه يشرع الدعاء له، (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل)، فالسنة الدعاء للميت: اللهم اغفر له اللهم ثبته بالقول الثابت، بعد الفراغ من دفنه، اللهم اغفر له اللهم ثبته بالقول الثابت، اللهم أدخله الجنة ونجه من النار، لا بأس كله طيب، الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت)، فإذا سأل له المغفرة والثبات هذا طيب بعد الدفن، أما رفع الأصوات مع الجنازة أو عند الدفن على طريقة خاصة: لا إله إلا الله محمد رسول الله، هذا ليس له أصل.

    1.   

    حكم مصافحة المرأة الأجنبية

    السؤال: من إرتيريا رسالة بعث بها المستمع إسماعيل علي سليمان ، يسأل عدة أسئلة في أحدها يقول: عندنا عادات كثيرة منها مصافحة الرجال للنساء اللاتي لا يجمعنا بهن صلة قرابة أو محرم، نرجو منكم بيان حكم ذلك جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: لا تجوز مصافحة الرجل الأجنبي للمرأة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إني لا أصافح النساء)، وتقول عائشة رضي الله عنها: (والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط، ما كان يبايعهن إلا بالكلام)، فهذا يدل على أنه صلى الله عليه وسلم ما كان يصافح النساء، فلا تجوز مصافحتهن؛ لأنها فتنة، المصافحة قد تجر إلى فتنة، فلا تجوز إلا إذا كانت محرم: كأخته وعمته وزوجته لا بأس، أما الأجنبية ولو بنت عمه أو زوجة أخيه أو زوجة عمه..، أجنبية ليس له أن يصافحها، إنما يسلم: كيف حالكم؟ كيف أنتم؟ السلام عليكم، وعليكم السلام، كيف أولادكم؟ كلام طيب من دون مصافحة.

    1.   

    حكم الولائم التي تقام في بيت العزاء

    السؤال: يقول: أيضاً من العادات الموجودة عندنا إذا مات إنسان بالغ سواء كان رجل أو امرأة يذبح عليه، ويحتفلون ثلاثة أيام، وكذلك يقرءون القرآن الكريم ويقولون: يلحق هذا صدقة، ويعتبر صدقة للميت، ويقولون: لا نعمل غير مذهبنا سواء كان صدقاً أو غير صدق، فما هو توجيهكم للناس؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: هذا لا يجوز بل هو من البدع ومن عمل الجاهلية ما يصلح، كونه يذبح بعد الموت ويدعو الناس يومين أو ثلاثة أو عشرة، كل هذا لا أصل له، إنما المشروع الدعاء له والترحم عليه والاستغفار له، وإذا صنع جيرانه أو أقاربه طعاماً، وأرسلوه إلى أهل الميت لا بأس؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه لما قتل في مؤتة في الشام، وجاء خبره أمر النبي صلى الله عليه وسلم أهل بيته أن يصنعوا طعاماً لآل جعفر ، وقال: (إنه قد أتاهم ما يشغلهم)، فإذا صنع الجيران طعاماً لهم أو الأقارب لا بأس، أما هم يصنعون طعام ويقيمون وليمة يدعون الناس ويحزنون ثلاثة أيام أو سبعة هذا لا أصل له، هذا من البدع.

    1.   

    حكم التداوي بالدم المسفوح والحروز

    السؤال: إذا مرض واحد يدعون الشيخ يداويه، وهو يعمل حرز، وذلك إذا كان المرض من جنون أو من سحر ويرش عليه الدم المسفوح، هل كان هذا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة؟

    الجواب: هذا منكر أعوذ بالله، رشه بالدم المسفوح هذا منكر نجس لا يجوز هذا، وكذلك عمل الحروز كونه يكتب له حروز يعلقها في رقبته أو في عضده أو في غير ذلك، فهذا كله لا يجوز، الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له)، (من تعلق تميمة فقد أشرك)، المقصود الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا، تعليق الحروز وهي التمائم في أوراق أو في خرق أو في جلود، فيها دعوات أو آيات أو طلاسم، كل هذا لا يجوز، لا يعلق لا في يد المريض ولا في رقبته ولا في غير ذلك؛ لأن الرسول نهى عن هذا عليه الصلاة والسلام، قال صلى الله عليه وسلم: (من تعلق تميمة فلا أتم الله له، من تعلق ودعة فلا ودع الله له)، (من تعلق تميمة فقد أشرك).

    فالواجب على أهل الإسلام ترك هذه الأشياء المنكرة؛ لأن الرسول نهى عنها عليه الصلاة والسلام، وأما صب الدم النجس فهذا منكر ظاهر، والمسفوح هو المراق الذي عند الذبح يخرج من البهيمة عند الذبح، هذا نجس ومحرم، فالواجب على المسلم أن يحذر ما حرم الله عليه، أما إذا قرأ عليه القرآن قرأ عليه الفاتحة.. آية الكرسي ونفث عليه ودعا له هذا طيب، وهكذا لو أخذ له دواء من الأطباء العارفين، وعالجه ببعض الطب بالدواء لا بأس، الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاء)، فالدواء لا بأس به.

    1.   

    كيفية صلاة الجنازة على الميت بعد دفنه

    السؤال: بعد هذا رسالة يقول صاحبها الراسل مقيم في المملكة، يسأل سماحتكم فيقول: كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم حين صلى على المرأة التي كانت تقم المسجد بعد دفنها، فهل وضع القبر بين يديه كما توضع الجنازة؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: نعم، صلى عليها مثلما يصلي على الجنائز، صلى عليها جعلها أمامه، وصلى حذاء وسطها ودعا لها كصلاة الجنازة سواء سواء، الميت يصلى عليه قبل الدفن وبعد الدفن، فإذا ما صلي عليه قبل الدفن؛ صلي عليه بعد الدفن، فالرجل يوقف عند رأسه والمرأة عند وسطها، كما لو كانت بارزة على وجه الأرض، وهكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع الخادمة التي كانت تقم المسجد، صلى على قبرها عليه الصلاة والسلام.

    1.   

    حكم التصدق عن الميت الذي لا يعرف

    السؤال: من المنطقة الشرقية إحدى الأخوات المستمعات رمزت إلى اسمها بالحروف (س. ع) أختنا تسأل عدة أسئلة من بينها سؤال يقول: أريد أن أقسم تمراً على من نعرفهم ومن لا نعرفهم، فهي صدقة عن ميت، وهذا الميت ليس لنا به صلة قرابة، فهل هذا جائز، أم لا؟

    الجواب: المسلم أخو المسلم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل)، والمسلم أخو المسلم ينفعه بالصدقة وينفعه بالدعاء، فإذا تصدق عن أخيه بالنقود أو بطعام أو بملابس؛ فله أجره عند الله عز وجل.

    1.   

    الأمور المشروعة عند ولادة مولود

    السؤال: ما هي الأمور التي يفعلها الإنسان إذا ولد له مولود؟

    الجواب: إذا ولد له مولود يشكر الله ويحمده، ويدعو بالصلاح وأن ينبته الله نباتاً حسناً، ويستحب له أن يسمي يوم السابع، ويختار الاسم الطيب الحسن، ويستحب له أيضاً أن يحلق رأسه إن كان ذكر ويعق عنه ذبيحتين، وإن كان أنثى ذبيحة واحدة، هذا مستحب يوم السابع، وإن سماه في أول يوم فلا بأس، ومما ينبغي للمؤمن عندما يهبه الله الأولاد: أن يهتم بشكر الله وسؤاله أن الله يصلحهم وأن الله ينبتهم نباتاً حسناً؛ لأن الأولاد فتنة، فإذا أنبتهم الله النبات الحسن وأصلح حالهم صاروا نعمة، قال تعالى: إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ [التغابن:15] فهي اختبار وامتحان، فإذا أصلح الله الولد؛ صار نعمة عظيمة سواء كان ذكراً أو أنثى.

    1.   

    حكم العقيقة عن الأنثى

    السؤال: ماذا عن العقيقة بالنسبة للبنت سماحة الشيخ؟

    الجواب: العقيقة سنة عن الجميع، فعن المرأة ذبيحة واحدة من الغنم، تجزئ في الضحية: ثني المعز أو جذع ضأن أو أعلى سناً، تذبح تقسم على الفقراء والجيران، أو يقسم بعضها ويأكل بعضها، أو يطبخه ويدعو إليها من أحب من جيرانه وأقاربه، ليس فيها حد محدود والحمد لله؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحدد في هذا شيئاً، وعن الذكر ثنتين، الأنثى واحدة والذكر ثنتين، ويجزئ فيها ما تجزئ في الضحية: إما جذع ضأن أو ثني معز، هذا هو السنة في العقيقة أن تكون من الغنم، عن الذكر اثنتان وعن الأنثى واحدة، يأكل منها ويطعم ويتصدق.

    المقدم: جزاكم الله خيراً ماذا لو جمع أصدقاءه في البيت مثلاً؟

    الشيخ: كله طيب، إذا جمعهم طيب، وإذا وزع عليهم طيب، وإذا وزع بعضاً وترك بعضاً طيب، الحمد لله.

    1.   

    حكم الختان وبعض أحكامه

    المقدم: ماذا عن الختان سماحة الشيخ؟

    الجواب: الختان مشروع، سنة مؤكدة وليس له حد محدود سواء في السابع أو بعده قبل البلوغ.. هذا هو الأفضل قبل البلوغ؛ لأنه إذا كبر قد يضره الختان، لكن إذا كان في الصغر أسهل وأيسر، وهو مشروع للجميع في حق الرجال والنساء جميعاً، الختان مشروع للجميع؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الفطرة خمس: الختان والاستحداد وقص الشارب وقلم الظفر ونتف الإبط وحلق العانة)، فالختان سنة عند جمهور أهل العلم، وقال بعضهم بالوجوب، قال بعض أهل العلم: إنه يجب، والمشهور عند العلماء أنه سنة مؤكدة في حق الجميع، وقال بعضهم: يجب على الرجل دون المرأة، سنة في حق المرأة وواجب في حق الرجل، والأدلة تقتضي أنه سنة في حق الجميع.

    1.   

    قراءة التشهد كاملاً في كل ركعتين من صلاة التراويح

    السؤال: تسأل أختنا فتقول: هل نقرأ في السنة كالتراويح مثلاً التشهد الأخير فقط، أو نقرأ التشهد الأول والأخير؟

    الجواب: التشهد الأول والأخير جميعاً في كل ركعتين، التراويح والنوافل يقرأ التشهد ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويتعوذ بالله من الأربع: من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ، ويسأل ربه ما تيسر من الدعوات الطيبة، يستعيذ بالله مما أحب.. محل دعاء، التحيات محل دعاء، إذا فرغ من التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم محل دعاء في الفرض والنفل، وإذا دعا فهو أفضل، فيجتهد في الدعاء، كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ويحث الناس على الدعاء، يقول: (ثم ليختر من الدعاء أعجبه إليه فيدعو به)، صل عليه وسلم، هذا سنة مشروعة في الفرائض والنوافل قبل أن يسلم، وفي السجود أيضاً يشرع الدعاء في السجود.

    1.   

    حكم العقيقة عن الأولاد الكبار لمن لم يستطع ذبحها عند ولادتهم

    السؤال: أيضاً أخونا محمد حسين مسلم المالكي من جدة يسأل سماحتكم تكملة لبحث العقيقة فيقول: إذا لم يستطع الإنسان أن يعق عن أولاده أو بناته عند ولادتهم، فهل يقضيها ولو كبروا عندما رزقه الله ووسع عليه؟

    الجواب: نعم يقضيها ولو كبروا، إذا تيسرت يذبحها عن الذكور والإناث والحمد لله.

    المقدم: والحال بالنسبة لأكلها أو تقسيمها..

    الشيخ: مثل لو كان في حال الصغر، مثل لو ذبحها في حال الصغر.

    1.   

    الحث على مجاهدة الشيطان والصبر على ذلك

    السؤال: بعد هذا رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين رمز إلى اسمه بالحروف (ف. م. ع) أخونا له بعض الأسئلة من بينها سؤال يقول فيه: بعض الأوقات يوسوس الشيطان في قلبي وأقرأ المعوذتين وآية الكرسي، لكن لم أستفد، فما هو توجيه سماحتكم؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: تجتهد في التعوذ بالله من الشيطان؛ لأن الشيطان عدو مبين، فلا بد من الجهاد والصبر والقوة، والله يقول سبحانه: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [العنكبوت:69]، ويقول سبحانه: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا [فاطر:6] لا بد من قوة وصبر، لا بد من قوة تستعيذ بالله من الشيطان وأنت قوي، تعلم أن الله جل وعلا هو القادر على دفعه عنك، فتستعيذ بالله من الشيطان وتكرر وأبشر بالخير، وعند النوم تقرأ آية الكرسي، بعد كل صلاة تقرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] والمعوذتين، تقرأ آية الكرسي أيضاً بعد كل صلاة، يكون عندك قوة ونشاط، لا تكن ضعيفاً، عليك بالقوة عند تعوذك من عدو الله الشيطان، والصدق.

    المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.

    سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    الشيخ: نسأل الله ذلك.

    المقدم: اللهم آمين! مستمعي الكرام، كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، شكراً لسماحة الشيخ، وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767964284