إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (709)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب.

    رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين، فأهلاً وسهلاً.

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من الجمهورية العربية السورية دمشق باعثها مستمع من هناك رمز إلى اسمه بالحروف (ع. ع)، أخونا يسأل ثلاثة أسئلة، في أحدها يقول: أريد نبذة عن الدعوة السلفية وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فإن الدعوة السلفية هي الدعوة إلى ما بعث الله به نبيه محمد عليه الصلاة والسلام، هي الدعوة إلى التمسك بالقرآن العظيم والسنة المطهرة، هذه الدعوة السلفية الدعوة إلى السير على المنهج الذي درج عليه الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة ثم المدينة من إبلاغ الدعوة إلى المسلمين وغيرهم.. توجيه الناس إلى الخير.. تعليمهم ما بعث الله به نبيه من توحيد الله، والإخلاص له، والإيمان برسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وترك الإشراك بالله عز وجل، والقيام بما أمر الله به ورسوله، وترك ما نهى الله عنه ورسوله، هذه هي الدعوة السلفية، وعليها درج أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته ساروا على نهجه في الدعوة إلى توحيد الله، وإنكار الشرك، وتوجيه الناس إلى توحيد الله في أقوالهم وأعمالهم، كما أمرهم الله بذلك في قوله عز وجل: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ [البقرة:21]، وفي قوله سبحانه: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا [النساء:36]، وفي قوله سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ [البينة:5].

    فالرسول صلى الله عليه وسلم دعا إلى هذا، وكان المشركون يتعلقون بالقبور والأموات والأصنام والأشجار والأحجار: يدعونها يتمسحون بها يتبركون بها يستشفعون بها يذبحون لها ينذرون لها؛ فنهاهم عن ذلك عليه الصلاة والسلام، وأخبرهم أنها لا تنفع ولا تضر، وأن الواجب إخلاص العبادة لله وحده، وقال: (يا قومي قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا)، فلما فتح الله عليه مكة بعد الهجرة؛ كسر الأصنام، وهدم العزى وكانت شجرة تعبد، وهدم مناة وكانت صخرة تعبد، وهدم اللات وكانت تعبد في الطائف، وهكذا جميع الأصنام كسرها، وبعث إلى القبائل والرؤساء يدعوهم إلى توحيد الله ويأمرهم بترك عبادة الأصنام والأوثان والأولياء والأنبياء والملائكة، العبادة حق الله وحده؛ لأن الله سبحانه يقول: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]، ويقول سبحانه: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل:36]، ومعنى (أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ) وحدوا الله، يعني خصوه بالعبادة هو الذي يدعى يرجى يسأل يسجد له يركع له يذبح له ينذر له، أما القبور فلا يتعلق بها، لا يبنى عليها لا مساجد ولا غيرها، ولا يدعى لها من دون الله، ولا يستغاث بهم، ولا يطلب منهم الشفاعة؛ الشفاعة لله وحده قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا [الزمر:44].

    وقد أنكر الله على المشركين في قوله سبحانه: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ [يونس:18]، فأنكر الله عليهم بقوله: قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [يونس:18]، وقال سبحانه: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ [الزمر:2-3] ثم قال سبحانه وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر:3]، يعني: يزعمون أنهم عبدوهم للتقريب، يقولون: مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر:3]، يعني: ما عبدنا اللات والعزى والأنبياء والملائكة ودعوناهم واستغثنا بهم؛ إلا ليقربونا إلى الله زلفى.

    فأنكر الله عليهم ذلك وأكذبهم، فقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ [الزمر:3]، بين سبحانه أنهم كذبة في قولهم: إنها تقربهم إلى الله زلفى، كفرة في عبادتهم الأصنام والملائكة والأنبياء، فلا يجوز أن يؤتى صاحب القبر ويقول: يا سيدي فلان انصرني، أو أغثني، أو اقض حاجتي، أو اشفع لي، أو أنا في جوارك، كل هذا منكر كل هذا من الشرك الأكبر في حياته لا بأس إذا كان حي تقول: يا فلان اشفع لي، مثل ما كان الصحابة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اشفع لنا يارسول الله ادع الله لنا، كان يستغيث لهم إذا أجدبوا في خطبة الجمعة وفي غيرها، وكان يدعو لهم، لا بأس في حياته، وهكذا يوم القيامة إذا بعثه الله يشفع للناس يوم القيامة، أما بعد موته في البرزخ فلا يدعى لا هو ولا غيره، لا الأنبياء ولا الملائكة ولا الصالحون، لا يدعون مع الله ولا يستغاث بهم، لكن تقول: يا رب اغفر لي، يا رب ارحمني، يا رب أصلح قلبي، يا رب ارزقني، يا رب فرج كربتي، يا رب أصلح أولادي، يا رب انصرني على عدوي، يا رب شفع في نبيك، يا رب اجعلني من أهل شفاعة نبيك عليه الصلاة والسلام، يا رب وفقني لطاعتك واتباع شريعتك، هكذا تقول تسأل ربك، هذا هو الطريق الصحيح هي هذه الطريقة السلفية التي درج عليها الرسول صلى الله عليه وسلم ودرج عليها أصحابه رضي الله عنهم، ثم التابعون بعدهم بإحسان درجوا على هذا، وكان الصحابة ومن بعدهم يدعون إلى هذا الطريق: التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإلى إخلاص العبادة لله وحده، لا يدعى معه ملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا صاحب قبر، ولا جني ولا شجر ولا صنم ولا غير ذلك، العبادة حقاً الله وحده يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ [البقرة:21]، وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]، وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ [البينة:5]، مع الإيمان بأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء، لا نبي بعده أرسله الله إلى الناس كافة الجن والإنس، لابد من هذا الإيمان أن تؤمن بأن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي العربي المكي ثم المدني، هو رسول الله حق عليه الصلاة والسلام، وهو أفضل الخلق، هو سيد ولد آدم، تؤمن بهذا، وتؤمن بأن الله أرسله إلى الناس عامة: الجن والإنس، من أجاب دعوته واتبع ما جاء به؛ فله الجنة، ومن حاد عن سبيله فله النار.

    هو خاتم الأنبياء ليس بعده نبي، من ادعى النبوة بعده كالقاديانية يكون كافراً؛ لأن الله سبحانه يقول: مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ [الأحزاب:40]، عليه الصلاة والسلام، وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه خاتم الأنبياء، يقول: (إني خاتم الأنبياء لا نبي بعدي)، عليه الصلاة والسلام، ثم من تمام الدعوة السلفية: طاعة الله ورسوله، فعل الأوامر وترك النواهي: الصلاة تصلي كما شرع الله.. تزكي كما شرع الله.. تصوم كما شرع الله.. تحج كما شرع الله.. تبر والديك تصل أرحامك تدعو إلى الله بالحلم والهدى، تأمر بالمعروف تنهى عن المنكر بالأسلوب الحسن بالرفق والحكمة، تدع المعاصي: كالزنا والعقوق والربا قطيعة الرحم شرب المسكر.. إلى غير هذا من المعاصي تدعها تحذرها؛ طاعة لله، وتعظيماً لله، واتباعاً لشريعته، ترجو ثوابه وتخشى عقابه، كل هذا داخل في الدعوة السلفية.

    أما الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فهو إمام عالم دعا إلى الله عز وجل دعا إلى هذه الطريقة، كان رحمة الله عليه من بلاد نجد، ثم انتقل إلى العيينة كذلك، وهي بلدة معروفة قرب الدرعية، فتعلم العلم وتفقه في الدين ثم سافر إلى الحرمين وتعلم في مكة والمدينة، ثم شرح الله صدره للدعوة السلفية كان أهل نجد يتعلق بعضهم بالأوثان بالقبور بالأشجار والأحجار كما هو واقع في بلدان كثيرة فشرح الله صدره لحقيقة التوحيد وللدعوة السلفية التي درج عليها الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه فلما انشرح صدره لهذا الأمر، وعرف أدلته، دعا إلى هذا دعا قومه ودعا الناس في نجد إلى توحيد الناس، وكان في نجد قبر لـزيد بن الخطاب أخي عمر رضي الله عنه في الجبيلة قرب الدرعية يدعى ويعبد من دون الله كانت هناك أشجار وأحجار تعبد من دون الله فنهى عن هذا ونهى عن التعلق بالأموات والقبور والأشجار والأحجار، وأخبرهم أن هذا شرك بالله وأن الله بعث نبيه صلى الله عليه وسلم يدعو إلى توحيد الله وينكر هذا الشرك، وأن الصحابة كذلك فدعا إلى الله في نجد في الدرعية أولاً في حريملاء ثم في العينية ثم انتقل إلى الدرعية وساعده محمد بن سعود أمير الدرعية على ذلك، واستمر في الدعوة إلى توحيد الله، والإخلاص له، واتباع النبي صلى الله عليه وسلم، وهدم القباب التي على القبور، وقطع الأشجار التي تعبد من دون الله، وهدم القبة التي على قبر زيد بن الخطاب إلى غير هذا من آثار الشرك، فأعانه الله على ذلك، وأعانه الأمير محمد بن سعود ثم آل سعود بعده جزاهم الله خيراً، ولم يزالوا عوناً للتوحيد إلى يومنا هذا يدعون إلى الله، ويساعدون أهل العلم في الدعوة إلى توحيد الله، وإنكار الشرك، وإقامة الدين.

    هذه دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه، إمام عالم سلفي العقيدة يدعو إلى توحيد الله، وإلى اتباع شريعته، وينهى عن الشرك والبدع والخرافات والمعاصي، مثل ما كان الصحابة يدعون إلى الله، ومثل ما كان الشافعي وأحمد بن حنبل ومالك وغيرهم من أئمة الإسلام يدعون إلى توحيد الله، والإخلاص له، ومثل ما كان شيخ الإسلام ابن تيمية في زمانه في القرن السابع والثامن، و ابن القيم رحمه الله في القرن الثامن، و ابن كثير وأشباههم يدعون إلى الله هو على طريقهم رحمه الله، فهو سلفي إمام يدعو إلى توحيد الله وطاعة الله واتباع شريعته، وأما أعداؤه من القبوريين الذين يرمونه بأنه مبتدع، أو أنه يبغض الأولياء، كل هذا باطل، يكذبون عليه مثل ما كذبوا على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى غيره، فهو يدعو إلى توحيد الله، ويدعو إلى اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، ويدعو إلى الحق والهدى، ويدعو إلى الإخلاص لله، وترك البدع والخرافات التي بلي بها كثير من الناس، فهو إمام مهتد موفق يدعو إلى توحيد الله وطاعته، ويدعو إلى العقيدة السلفية، وهكذا أنصاره من آل سعود ومن العلماء والأخيار، كلهم دعاة إلى الحق.

    وأما تسمية الوهابية فهذا لقبهم به أعداؤهم؛ للتنفير فهم محمدية هو محمد ما هو عبد الوهاب هو، هو محمد بن عبد الوهاب أبوه اسمه عبد الوهاب ، الصواب يقال: محمدية؛ لأنه محمد والنبي محمد عليه الصلاة والسلام، فهو من أتباع محمد عليه الصلاة والسلام، لكن أعداؤه من الجهال، أو الذين قلدوا الجهال أو قلدوا الأعداء سموهم بالوهابية؛ جهلاً أو عناداً وتنفيراً من الحق، فلا ينبغي لعاقل أن يغتر بهذا اللقب الذي يغريهم به الأعداء، ويقولون: إنهم أعداء للدين، أو أنهم أعداء للحق، أو أنهم أهل بدعة كل هذا باطل.

    الوهابية: دعاة للحق دعاة للسلفية دعاة إلى ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وما كان عليه الصحابة، ومن بعدهم من أئمة الإسلام، فالشيخ محمد بن عبد الوهاب وذريته وأتباعه إلى يومنا هذا يدعون إلى توحيد الله، وإلى اتباع شريعته، وينهون عن الشرك بالله، وعن البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان، ومن البدع: البناء على القبور، واتخاذ المساجد عليها؛ لأنها وسيلة للشرك، وإقامة الموالد والاحتفالات بالموالد؛ لأنها وسيلة للشرك، لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، والخير كله في اتباعهم؛ لأن الله يقول جل وعلا: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ [التوبة:100]، الآية، فأتباعهم بإحسان هم الذين ساروا على نهجهم، لم يزيدوا على ذلك ولم ينقصوا، بل ساروا على نهجهم في توحيد الله والإخلاص له واتباع الشريعة وتعظيمها، وترك ما نهى الله عنه من البدع وترك المعاصي، والدعوة إلى توحيد الله، وإلى اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً، هذه طريقة السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، وهذه طريقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وطريقة أتباعه من آل سعود وغيرهم من العلماء الذين ساروا على نهجه.

    وهكذا أتباعهم من العلماء الذين ساروا على نهجه في الهند وفي الشام وفي العراق وفي مصر وفي كل مكان، له أتباع كثيرون في أقطار كثيرة وفي مناطق كثيرة من العالم، عرفوا الحقيقة عرفوا دعوته الطيبة من كتبه ومن كتب أتباعه وأنها دعوة سلفية دعوة إلى توحيد الله واتباع شريعته، واتباع نبيه محمد عليه الصلاة والسلام؛ فنصيحتي لكل مسلم أن يتقي الله وأن يعرف الحق بدليله، لا بالتقليد وقول الجهال واتباع الجهال، ولكن بالدليل، ينظر كتب القوم ينظر ما قرروه في الدرر السنية من كتبهم فتح المجيد، كتاب التوحيد، تيسير العزيز الحميد، إلى غير هذا من كتبهم وردودهم؛ حتى يعرف الحقيقة، يعلم أنهم على الحق والهدى، وأنهم دعاة إلى توحيد الله، وإلى اتباع شريعته، وإلى ترك ما نهى الله عنه ورسوله.

    هذه دعوة الوهابية هذا طريق الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وهذه طريقة أتباعه وأنصاره من علماء نجد وغيرهم من آل سعود وغيرهم، نسأل الله أن يثبت الجميع على الهدى، وأن يصلح قلوب الجميع وعمل الجميع، وأن يهدي الضال حتى يستقيم على الحق، نسأل الله أن يهدي الضالين، وأن يعلم الجاهلين حتى يعرفوا الحق بدليله، ونسأل الله أن يهدي المتعصبين وأصحاب الهوى حتى يدعوا التعصب والهوى، وحتى ينقادوا للحق، ويتبعوا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وينقادوا له بالدليل لا بتقليد الجهلة وتقليد أصحاب الهوى، فالتقليد لأصحاب الهوى والتقليد للجهلة يضر ولا ينفع، فالواجب على طالب العلم أن يأخذ الحق بالدليل، وينظر في كتب القوم الذين يسمع عنهم أشياء تخالف الشرع، ينظر كتبهم حتى يعرف الحقيقة بأدلتها، وحتى يتكلم عن علم وعن بصيرة، لا عن تقليد زيد وعمرو ونحو ذلك، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية، ونسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين جميعاً في كل مكان، نسأل الله أن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يهدينا وإياهم صراطه المستقيم، وأن يمن على جميع المسلمين بالفقه في دين الله والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله محمد عليه الصلاة والسلام، والوقوف عند حدودهما؛ إنه سبحانه وتعالى جواد كريم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088531768

    عدد مرات الحفظ

    777166920