إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (717)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب.

    رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: نعود مع مطلع هذه الحلقة إلى رسالة وصلت إلينا من أحد الإخوة المستمعين آثر فيها عدم ذكر اسمه، أخونا عرضنا جزءاً من أسئلته في حلقة مضت، وفي هذه الحلقة له جمع آخر من الأسئلة فيسأل سماحتكم شيخ عبد العزيز ويقول: هل صحيح أن ثواب العمرة أو الحجة تصل إلى الميت وترفع درجاته في الجنة جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فإن الحج عن الميت والعمرة عن الميت من أفضل القربات، وينتفع بها الميت المسلم كثيراً، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك مرات كثيرة فقال للسائل: (حج عن أبيك)، وللسائلة: (حجي عن أبيك)، والآخر: (عن أمك)، وسأله آخر قال: إني لبيت عن شبرمة قال: (من شبرمة ؟ قال: أخ لي أو قريب لي. قال: حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة).

    فالناس أقسام منهم من قد حج الفريضة وأدى العمرة الفريضة هذا إذا حج عنه يكون نافلة، وإذا اعتمر عنه يكون نافلة، حج عنه أخوه أو أبوه أو قريب له أو أخ من إخوانه في الله كل ذلك طيب وهكذا العمرة، وإذا كان ما أدى الحج ولا أدى العمرة فإن الذي يحج عنه يكون قد أدى عنه الفريضة، وهكذا العمرة يكون قد أدى عنه عمرة الفريضة، وهو على كل حال مأجور والميت مأجور كلاهما مأجور، هذا عن عمله الطيب وإحسانه إلى أخيه مأجور والميت مأجور بذلك، وهكذا الصدقة وهكذا الدعاء إذا تصدق عن أخيه يؤجر هو والميت جميعاً، وهكذا إذا دعا لأخيه الميت يؤجر هو وينتفع الميت بالدعاء.

    المقدم: جزاكم الله خيراً، إذاً الأعمال الصالحة تنفع الميت وترفع درجاته في الجنة كما يقول؟

    الشيخ: الأعمال الصالحة التي شرع الله فعلها عن الميت، من حج أو عمرة أو قضاء دين أو دعاء أو صدقة عنه.

    المقدم: جزاكم الله خيراً، إذاً هناك أعمال لا يصح أن يعملها الإنسان؟

    الشيخ: عن الميت مثل الصلاة عنه أو القراءة عنه لم يرد في الشرع ما يدل على شرعيتها، أو الصيام عنه تطوع.

    المقدم: جزاكم الله خيراً، الواقع يا سماحة الشيخ أن الناس يخلطون بين هذا وذاك لعلها مناسبة أن تتفضلوا بتوجيه المسلمين في ذلك.

    الشيخ: الذي ثبت عندنا بالشرع أن الميت ينتفع بالحج عنه، وبالعمرة عنه، وبالصدقة عنه، وبالدعاء والاستغفار له، وبقضاء دينه، وهكذا إذا كان عليه صوم فريضة من رمضان أو كفارة أو نذر يصام عنه.

    أما كونه يصام عنه تطوع أو يصلى عنه أو يطاف عنه فليس عليه دليل فيما نعلم، وهكذا كونه يقرأ عنه القرآن ليس عليه دليل، وإن كان بعض العلماء يرى ذلك وأنه ينتفع بقراءة القرآن عنه لكن ليس عليه دليل، والقربات بابها التوقيف، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).

    ولا نعلم في الشريعة ما يدل على أنه يشرع للمؤمن أن يصلي عن فلان أو يصوم عن فلان تطوع، أو يقرأ عنه، أو يطوف عنه، أو يذكر الله عنه، إنما الثابت يكون الحج تام -يحج عنه حج تام- أو عمرة تامة، أو يتصدق عنه بالمال، أو يدعو له ويستغفر له أو يقضي دينه كل هذا ثابت.

    المقدم: بارك الله فيكم وأحسن إليكم.

    سماحة الشيخ أيضاً لعله من المهم أن تتفضلوا ببيان ما هو توقيفي وغير توقيفي حتى لا يخلط الناس بين هذين الأمرين.

    الشيخ: التوقيفي العبادات ما يتعلق بالقربات والطاعات، لا يشرع منها إلا ما جاء به الشرع، وأما من غير التوقيفي فهو ما يتعلق بأمور الدنيا والمعاملات فهذه لا بأس بها، يتعامل الناس فيما ينفعهم بشرط ألا يخالف الشرع.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088531250

    عدد مرات الحفظ

    777164160