مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين رمز إلى اسمه بالحروف (ح. ن. س. ن) أخونا له جمع من الأسئلة من بينها سؤال عن السنن الرواتب، فمثلاً: هل تجزئ السنة الراتبة عن تحية المسجد جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فالسنن الرواتب المحفوظة في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام اثنتا عشرة ركعة أربع قبل الظهر تسليمتان، ثنتان بعد الظهر، ثنتان بعد المغرب، ثنتان بعد العشاء ثنتان قبل صلاة الصبح، هذه السنن الرواتب كان النبي يحافظ عليها عليه الصلاة والسلام يصلي تسليمتين قبل الظهر، وتسليمة واحدة بعد الظهر، وتسليمة واحدة بعد المغرب، وتسليمة واحدة بعد العشاء، وتسليمة واحدة قبل صلاة الصبح، وقال عليه الصلاة والسلام: (رحم الله امرأً صلى أربعاً قبل العصر) فيستحب أن يصلي قبلها أربع العصر لكنها ليست راتبة، وكذلك يصلي بين الأذانين ركعتين بعد أذان المغرب وأذان العشاء بين الأذان والإقامة لقوله صلى الله عليه وسلم: (بين كل أذانين صلاة بين كل أذانين صلاة) يعني الأذان والإقامة، فهذه مستحبة وليست راتبة، بعد أذان المغرب وبعد أذان العشاء يصلي ركعتين وإن صلى تحية المسجد حصل بها المطلوب، فإذا صلى ركعتين إذا دخل المسجد حصل بها المطلوب، وهكذا السنن الرواتب إذا صلى سنة الظهر في المسجد حصل بها المطلوب، وهكذا سنة الفجر إذا صلاها في المسجد حصل بها المطلوب وكفت عن تحية المسجد.
الجواب: الصدقة الجارية يعني المستمرة التي تبقى بعد موت الشخص وتستمر حسب التيسير، قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، فإذا سبل بيتاً مثلاً تصرف أجرته في أعمال الخير، في الصدقة على الفقراء، في مساعدة طلبة العلم، في الحج، في العمرة، في الأضاحي، كل هذه صدقة جارية، أو سبل أرضاً تدفع الأجار وتصرف الأجرة في أعمال الخير، أو دكاناً يعني حانوتاً يؤجر تصرف أجرته في أعمال الخير كل هذه صدقة جارية، وهكذا لو جعل في بيته شيئاً معلوماً، قال: في بيتي كل سنة مائة ريال أو ألف ريال يتصدق به على الفقراء يبقى في البيت والورثة، وهكذا من صار إليه البيت ولو بالشراء يخرج هذه الصدقة الجارية.
وأما العلم النافع معناه تعليم الطلبة تعليم الناس العلم، الطلبة الذين يخلفهم ينتفع بتعليمهم الناس يكون له أجر في تعليم الناس وانتفاعهم بالعلم هم أيضاً، انتفاعهم بالعلم وكذلك نفعهم للناس بالعلم بالإفتاء والتعليم والتذكير ونحو ذلك يكون له أجر في ذلك لهم أجر وله أجر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) فهو له أجر التعليم والدلالة ولهم أجرهم هم أيضاً بالتعليم والدلالة على الخير وفضل الله واسع.
هكذا لو خلف مؤلفات نافعة هو من تعليم العلم أيضاً، الأئمة الذي خلفوا كتباً نافعة أجرهم باقي مثل البخاري مسلم أبي داود الترمذي النسائي وغيرهم لهم أجر هذه الكتب النافعة التي خلفوها رحمة الله عليهم، وهكذا كل مسلم يخلف كتاباً نافعاً مفيداً ينفع الناس له أجره.
كذلك إذا كان عنده مكتبة فيها كتب نافعة مفيدة وجعلها في المكتبات العامة النافعة، أو وقف عليها شيئاً من ماله وكل عليها من يلاحظها ويعتني بها ويفتحها للناس يكون له أجر ذلك.
الجواب: نعم تكون محسناً إذا بلغته، تقول سمعت في برنامج نور على الدرب كذا وكذا، وإذا بينت له المفتي يكون أحسن، تقول لفلان: سمعت فلان نور على الدرب سئل عن هذا فقال كذا وكذا، بعد التأكد والضبط لئلا تقول على أصحاب البرنامج ما لم يقولوا، يعني لابد أن تكون ضابطاً للشيء حافظاً له، متيقناً له، تنقله لمن سألك، تقول: سمعت فلان قال كذا وكذا.
الجواب: ليلة القدر ليلة عظيمة، بين الله شرفها سبحانه في كتابه العظيم، حيث قال عز وجل: لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر:3]، وقال سبحانه في سورة الدخان: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [الدخان:3-4]، هي ليلة عظيمة، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها تكون في العشر الأواخر من رمضان، وكان يعتني بها صلى الله عليه وسلم، وكان يقوم العشر الأواخر من رمضان يتحرى هذه الليلة ويقول: (التمسوها في العشر الأواخر والتمسوها في كل وتر) يعني الأوتار أرجى وأحرى، إحدى وعشرين، ثلاث وعشرين، خمس وعشرين، سبع وعشرين، تسع وعشرين، مع أنها تلتمس في الليالي كلها، لكنها في الأوتار أحرى، وأحراها ليلة سبع وعشرين، والسنة للمسلمين رجالاً ونساء أن يتحروها في العشر كلها، وأن يجتهدوا في قيام هذه الليالي بالصلاة والقراءة والدعاء تأسياً بالنبي عليه الصلاة والسلام وطلباً لهذه الليلة، والله يقول فيها سبحانه: لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر:3] يعني العمل فيها والاجتهاد فيها بالأعمال الصالحات أفضل من العمل في ألف شهر مما سواها، وهذا فضل عظيم.
المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، هل هي للناس كلهم أم لأشخاص دون أشخاص؟
الشيخ: للناس كلهم من تقبل الله منه ووفقه للعمل فيها حصل له هذا الأجر، سواء كان عربياً أو عجمياً، حضرياً أو بدوياً، رجلاً أو امرأة في أي مكان من الأرض، إذا اجتهد في هذه الليالي وهو مسلم ويرغب في الخير، اجتهد وعمل الصالحات فالله يعطيه أجره سبحانه وتعالى.
المقدم: جزاكم الله خيراً، كيف يعرف المرء أنه أصاب ليلة القدر؟
الشيخ: أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها تطلع الشمس في صباحها لا شعاع لها، وكان أبي بن كعب رضي الله عنه الصحابي الجليل قد راقب ذلك سنوات كثيرة فرآها تطلع صباح يوم سبع وعشرين ليس لها شعاع، وكان يحلف على أنها ليلة سبع وعشرين بسبب هذه العلامة، ولكن الصواب أنها قد تكون في غيرها، قد تكون عدة سنوات في ليلة سبع وعشرين، وقد تكون في سنوات أخرى في إحدى وعشرين أو في ثلاث وعشرين أو في خمس وعشرين أو في غيرها، فالاحتياط والحزم والاجتهاد في الليالي كلها.
الجواب: الدعاء سنة ومستحب ليس واجباً للمؤذن بعد فراغه من الأذان ولغيره، فالمؤذن بعد الفراغ يقول: اللهم صل وسلم على رسول الله، أو اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، ثم يقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد.
وهكذا كل مسلم سمع الأذان يقول هذا، وهكذا كل مسلمة يستحب أن يقول هذا، من سمع الأذان من رجل أو امرأة يجيب المؤذن يقول مثل قول المؤذن إلا عند الحيعلة فيقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، عند حي على الصلاة حي على الفلاح يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، أما البقية فيقول مثله، إذا قال الله أكبر يقول الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله يقول أشهد أن لا إله إلا الله وهكذا، ثم بعد الفراغ يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة) رواه البخاري في صحيحه، زاد البيهقي في آخره: (إنك لا تخلف الميعاد) بإسناد حسن، وفي الحديث الآخر: قال بعض الناس: يا رسول الله! إن المؤذنين يفضلونا قال: (قل مثل قولهم ثم سل تعطه)، وفي اللفظ الآخر قال: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول، ثم صلوا علي فإنه من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، فأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة) هذا فضل عظيم.
فيستحب للمؤمن والمؤمنة إذا سمع المؤذن أن يجيب المؤذن مثل قول المؤذن سواء سواء إلا عند قول حي على الصلاة حي على الفلاح يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم بعد الفراغ يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم صل وسلم على رسول الله، أو اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، أي نوع من أنواع الصلاة الإبراهيمية تكفي، ثم يقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته. والأفضل أن يزيد (إنك لا تخلف الميعاد)، هذا هو الأفضل، وهو سنة وليس بواجب.
الجواب: نعم، السنة أن تستعيذ بالله من الشيطان ولو كنت في الصلاة، فإذا غلب عليك الوسواس فاستعذ بالله، قل: أعوذ بالله من الشيطان، والأفضل أن تنفث عن يسارك ثلاث مرات، تقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وأنت تلتفت يسيراً عن يسارك وتنفث عن يسارك وتقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، هكذا علم النبي صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة لما اشتدت عليه الوسوسة أمره أن ينفث عن يساره ثلاث مرات ويقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الصحابي وهو عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه: (ففعلت هذا فأذهب الله عني ما أجد).
الجواب: سقطت لا حرج، إذا نسيتها سقطت والحمد لله ولا شيء عليك إذا نسيت التسمية في الوضوء سقطت والحمد لله، نعم، وإن ذكرت في الأثناء سم عند غسل اليدين وعند مسح الرأس سم الله كله طيب.
الجواب: هذا لا أصل له ليس لهذا أصل، ولكن إذا تصدقتم بها على الفقراء والمحاويج أو بالدراهم أو بالطعام عن الميت ينفعه، أما اعتياد هذا في المسجد على صيغة خاصة ما له أصل، لكن يستحب الصدقة عن الميت بالدراهم أو باللحم أو بالملابس أو بالطعام يتحرون به الفقراء يتحروا الفقراء تدفعون لهم ما تيسر.
الجواب: سجود الشكر مثل سجود الصلاة، وهكذا سجود التلاوة مثل سجود الصلاة، كما تقول في سجود الصلاة: سبحان ربي الأعلى سبحان ربي الأعلى وتدعو هكذا في سجود التلاوة وسجود الشكر، تحمد الله في سجود الشكر على ما أنعم به عليك، تقول: الحمد لله على ما أنعم به علي من نعمة كذا، والشكر لله، تقول: سبحان ربي الأعلى، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، مثلما تفعل في سجود الصلاة، ولكن مع هذا في الشكر تزيد، تحمد الله، تثني عليه تشكره على ما أعطاك من النعم.
الجواب: صلاة الاستخارة مثل بقية الصلوات.
يستحب للمسلم إذا أراد أن يستخير أن يصلي ركعتين مثل بقية الصلوات، يقرأ فيها بالفاتحة وما تيسر مع الفاتحة ثم يركع إلى آخره مثل بقية الصلوات، ثم بعد الفراغ يرفع يديه ويسأل ربه أن يختار له ما هو الأفضل، يسأل ربه أنه يختار له ما هو الأفضل والأنفع له من كذا وكذا يبين حاجته، حاجته التي يريد إن كان زواج اللهم اشرح صدري للزواج من فلانة إن كان خيراً، وإن كان سفر اللهم اشرح صدري للسفر إلى بلد كذا إن كان خيراً لي، وإن كان يحفظ الدعاء الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم يقوله، النبي صلى الله عليه وسلم علم المستخير الدعاء يقول: (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -ويسميه زواج أو سفر أو معاملة يسمي به- اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فيسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه وقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به)، هذا الدعاء المشروع عن النبي صلى الله عليه وسلم المحفوظ، إذا كنت تحفظه تقوله، وإلا تدعو بما تيسر، تقول: اللهم اشرح صدري لهذا السفر أو لهذا الزواج إن كان خيراً، اللهم اشرح صدري لمعاملة فلان أو زيارة فلان إن كنت تشك في فائدتها ومصلحتها وما أشبه ذلك، تسمي حاجتك وتسأل ربك أنه يشرح صدرك لما هو الأصلح والأحسن والأنفع.
الجواب: المسبوق ما أدرك مع الإمام هو أول صلاته في أصح قولي العلماء، المسبوق ما أدركه مع الإمام هو أول صلاته وما يقضيه هو آخرها، فإذا أدرك ركعة واحدة من الظهر أو العصر أو المغرب أو العشاء أو الفجر يقرأ الفاتحة وما تيسر معها، ثم إذا قام يقضي يقرأ الفاتحة وما تيسر معها؛ لأن الثانية في أول صلاته، ثم في الثالثة والرابعة يقتصر على الفاتحة تكفيه الفاتحة، وإذا أدرك مع الإمام ثنتين قرأ فيهما ما تيسر إن أمكنه ويركع إذا ركع تكفيه الفاتحة، وإذا قام يقضي يقضي بالفاتحة فقط في الثنتين، لأن السنة في الثالثة والرابعة الاقتصار على الفاتحة كما في حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في الثالثة والرابعة بفاتحة الكتاب عليه الصلاة والسلام، وإن قرأ في الثالثة والرابعة في الظهر بعض الأحيان بزيادة على الفاتحة فحسن، لأنه جاء ما يدل على هذا من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عند مسلم، لكن الأغلب يكون بالفاتحة فقط في الثالثة والرابعة في الظهر وغيرها.
الجواب: إذا نعس وبقي في جلوسه حتى ركع الإمام يقوم ويركع مع الإمام فإن سبقه الإمام يركع ثم يلحق الإمام ويسجد معه يركع ثم يرفع ويعتدل ثم يلحق الإمام ويجزئه، هذا إذا كان نعاساً ما أزال الشعور وعنده بعض اليقظة والانتباه لكن لم ينتبه للتكبير ولم يستغرق في النوم، أما إذا استغرق في النوم تبطل صلاته يعني يستأنفها من أولها؛ لأن النوم ينقض الوضوء إذا استغرق فيه، أما إذا كان نعاس نوم خفيف ما استغرق يتابع الإمام وتسقط عنه الفاتحة لأنه في هذه الحالة لم يتعمد تركها بل أخذه النوم.
الجواب: لا حرج صحيح إن شاء الله، لكن لو أن كل واحد قضى بنفسه يكون أحسن لا حاجة إلى إمامه، لو أن كل واحد قضى لنفسه كفى، ففي غزوة تبوك لما تأخر النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأيام عن صلاة الفجر قدم الصحابة عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه فصلى بهم صلاة الفجر، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم و عبد الرحمن في الثانية، فأراد أن يتأخر فأشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يبقى فكمل عبد الرحمن بهم وصلى النبي صلى الله عليه وسلم معهم الركعة الثانية هو و المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، فلما سلم عبد الرحمن قام النبي وقضى و المغيرة قضى كل واحد قضى لنفسه ما ائتم المغيرة بالنبي صلى الله عليه وسلم، بل كل واحد قضى لنفسه فهذا هو الأفضل تأسياً به عليه الصلاة والسلام، لكن لو أن أحد المسبوقين ائتم بصاحبه أو جماعة ائتموا بواحد منهم فلا حرج إن شاء الله.
الجواب: لا حرج في ذلك.
الجواب: الصوفية أقسام، وهم في الأغلب مبتدعة، عندهم أوراد وعبادات يأتون بها ليس عليها دليل شرعي، ومنهم ابن عربي فإنه صوفي مبتدع ملحد، وهو المعروف محيي الدين بن عربي ، وهو صاحب وحدة الوجود وله كتب فيها شر كثير، فنحذركم من أصحابه وأتباعه لأنهم منحرفون عن الهدى وليسوا بمسلمين، وهكذا جميع الصوفية الذين يتظاهرون بعبادات ما شرعها الله أو أذكار ما شرعها الله مثل: الله.. الله.. الله، هو.. هو.. هو، هذه أذكار ما شرعها الله، المشروع لا إله إلا الله، سبحان الله والحمد لله، أما هو هو، الله الله الله الله هذا ما هو مشروع، وهكذا ما يفعلون من الأغاني التي يرقصون عندها مثل ما يفعل بعضهم أغاني مع الرقص وضرب آلات اللهو، أو ضرب سنته أو صحن أو غير ذلك أو جعد أو غير ذلك كل هذه لا أصل لها كلها من البدع.والضابط أن كل إنسان يتعبد بغير ما شرعه الله يسمى مبتدع فاحذروه، وعليكم بأتباع الرسول صلى الله عليه وسلم من أهل السنة والجماعة الذين يسيرون على نهج النبي صلى الله عليه وسلم وعلى ما كان عليه في أعماله عليه الصلاة والسلام، يصلون كما يصلي، ويصومون كما يصوم، يحجون كما يحج من دون إحداث بدعة، فأنتم تحروا أهل السنة واسألوا عنهم وتعلموا منهم، وعلامتهم أنهم يتحرون ما قاله الله ورسوله، ويتحرون سيرة الصحابة وما درجوا عليه ويحذرون البدع.
المقدم: جزاكم الله خيراً.
سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: آمين.. نسأل الله ذلك.
المقدم: اللهم! آمين.
مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
شكراً لسماحة الشيخ وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى..
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر