إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (731)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    حكم صلاة النافلة بعد الفريضة مباشرة

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج: نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء، والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز.

    الشيخ: حياكم الله، وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من إحدى الأخوات المستمعات من المنطقة الشرقية، تقول: (م. م. ن)، أختنا لها بعض الأسئلة، تقول في أحدها: هل تجوز صلاة النافلة بعد الفرض مباشرة؟ أو أنه يستحسن أن أسبح وأهلل، وبعد ذلك أصلي النافلة؟ وجهوني جزاكم الله خيراً.

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فالسنة أن تكون النافلة بعد الذكر، إذا صلى المسلم، أو المسلمة الفريضة، يأتي بالذكر، يقول: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وإن كررها ثلاثاً فهو أفضل، ويقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل، وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد بعد كل فريضة، إلا في المغرب والفجر، يزيد مع هذا زيادة عشر مرات: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيءٍ قدير عشر مرات، زيادة بعد المغرب، وبعد الفجر، وبعد هذا كله يسبح الله، ويحمده، ويكبره ثلاثاً وثلاثين، يقول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة، الجميع تسعة وتسعون، ثم يقول تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، كل هذا مستحب، بعد كل فريضة، ثم يأتي بآية الكرسي، يقرؤها: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255]، هذه آية الكرسي، ثم يقرأ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1]، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس:1]، بعد الظهر، والعصر، والعشاء مرة واحدة، بعد المغرب والفجر ثلاث مرات يقرأ السور الثلاث، ثلاث مرات، بعد المغرب والفجر، كل هذا مستحب، ثم يقوم للإتيان بالراتبة، يصلي الراتبة، سنة المغرب، سنة العشاء، سنة الظهر، بعد هذا كله، أما العصر سنتها قبلها، أربع ركعات قبلها تسليمتين، والفجر سنتها قبلها تسليمة واحدة، ركعتان، وفق الله الجميع.

    1.   

    حكم الأكل باليد اليسرى لمن فقد الخنصر والبنصر من اليمنى

    السؤال: تقول أختنا: إن يدي أصيبت بحرقٍ منذ صغري، وهي يدي اليمنى، مما سبب فقدي لإصبع الخنصر، والبنصر، فما حكمي للأكل بيدي اليسرى؟ جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: تأكلين بالثلاثة: الإبهام، والوسطى، والسبابة، والحمد لله، تأكلين بها، أو بملعقة، ولا تأكلي باليسرى، الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه؛ فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله) وزوال الخنصر والبنصر لا يمنع الأكل، كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل بثلاثة أصابع، فأنت كلي بالثلاث، فإن لم تنفع فبالملعقة.

    1.   

    حكم حديث: (إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني ..)

    السؤال: إحدى الأخوات المستمعات بعثت برسالة تقول: بسم الله الرحمن الرحيم، إلى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إنني من المستمعات الجيدات لبرنامج نور على الدرب، وقد أفادني كثيراً، وجزاكم الله خيراً على إفادتكم للمستمعين، وأطال الله في عمركم، وجعلكم ذخراً للإسلام والمسلمين، ثم تسأل سماحتكم فتقول: سؤالي: ما صحة هذا الحديث: (إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني، وليصل علي، وليقل: ذكر الله بخيرٍ من ذكرني)، ما المقصود بهذا؟ جزاكم الله خيراً؟ وهل يشمل الأذنين معاً؟ أم أذن واحدة؟ جزاكم الله خيراً، وأحسن إليكم؟

    الجواب: هذا الحديث ليس له أصل، إذا طن الأذن، ليس له أصل، ولا يشرع عند طنينها شيء، لا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، ولا ذكر غيره، طنينها شيء عادي ليس له ذكر، ولا يشرع عنده ذكر، وليس لهذا الحديث أصل: (إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني)، المقصود أن هذا الحديث موضوع مكذوب، لا أصل له، وليس هناك ذكر مشروع عند طنين الأذن، وفق الله الجميع.

    1.   

    الرضاع المحرم

    السؤال: والدتي أرضعت ابن خالتي ستة أيام، في كل يومٍ جلسة، وتقول: أخشى أنه لا يشبع في الجلسة الواحدة، هل يكون بتلك الرضعات أخاً لي؟

    الجواب: نعم، إذا كانت الوالدة أرضعته ست مرات، فإنه يكون ابناً لها، ويكون أخاً لك، حتى ولو خمس، لا ينقص عن خمس، الرضاع المحرم خمس فأكثر، لابد من تحقق أن اللبن ذهب إلى جوفه، ولو لم يشبع، إلى جوف الطفل، أو الطفلة، ولو لم يشبع، خمس مرات، كل واحدة منفصلة عن الأخرى، يرضع حتى يصير اللبن إلى جوفه، ثم يقطع، ثم يعود، أو ينتقل إلى الثدي الثاني، إذا تم الخمس مرات؛ صار ابناً للمرضعة، وإذا زاد عن الخمس، فأولى وأولى، ولو لم يشبع في كل رضعة، المهم أن يرضع لبناً يصل إلى جوفه، خمس مراتٍ أو أكثر، في الحولين، حال كونه في الحولين، فيكون ابناً للمرضعة، وأخاً لأولادها، ذكورهم وإناثهم، ويكون أبوها جداً له، وإخوتها أخوالاً، وأخواتها خالات.

    أما إن كان الرضاع ناقص عن خمس، فإنه لا يعتبر، ولا يكون الرضيع ابناً للمرضعة.

    1.   

    حكم الأخذ من أماكن متفرقة من شعر الرأس للتحلل من العمرة

    السؤال: رسالة من أحد الإخوة المستمعين، ضمنها جمعاً من الأسئلة، وكل أسئلته عن الحج، في أحد أسئلته يقول: نويت العمرة متمتعاً بها إلى الحج من الميقات، أبيار علي، وطفت، وسعيت، ولكن لم أقم بتقصير شعر رأسي كله، لكن أخذت منه من أماكن متفرقة، فهل علي إثم؟

    الجواب: هذا مجزي إن شاء الله، عند بعض أهل العلم، ولكن في المستقبل تأخذ منه كله، من الرأس كله، في المستقبل تقص الرأس كله، كما تحلقه كله، هذا هو المشروع، إذا فرغت من الطواف والسعي؛ تقصر عموم الرأس، من أطراف الشعر، أما الذي مضى فنرجو أن يكون كافياً إن شاء الله، ولا دم عليك؛ لأن جمعاً من أهل العلم يرونه يكفي.

    1.   

    حكم رمي جمرة العقبة قبل طلوع الشمس يوم النحر

    السؤال: يقول: نويت الحج في اليوم الثامن من منى، ووقفت بعرفة، وقمت بالمبيت بمزدلفة، ولكن بعد صلاة الفجر تحركنا بالسيارة إلى خارج مزدلفة، وقمنا برمي جمرة العقبة قبل طلوع الشمس، وقمت بحلق شعري، وبعدها تحللت من الإحرام، وانتظرت حتى بعد صلاة العصر، واتجهت للحرم للطواف، فهل علي شيء فيما تقدم؟

    الجواب: ليس عليك شيء، ولا على أصحابك، لكن لو أجلتم الرمي إلى بعد طلوع الشمس، يكون أفضل، وإلا فهو مجزي، والحمد لله، من الليل ليلة النحر وهو مجزي، لكن الأفضل للأقوياء أن يؤجلوا الرمي إلى بعد طلوع الشمس، كما رمى النبي صلى الله عليه وسلم، ومن رمى قبل ذلك؛ أجزأه، ولاسيما الضعفاء من النساء، والشيوخ، والمرضى، كل هذا لا بأس به.

    أما الأقوياء فالأفضل لهم أن يؤجلوا الرمي إلى بعد ارتفاع الشمس، يوم العيد، هذا هو الأفضل، ومن قدمه فلا حرج، إن شاء الله.

    1.   

    وقت الرمي للحاج في أيام التشريق الثلاثة

    السؤال: يقول: في اليوم الثاني عشر قمت برمي الجمرة الصغرى، قبل صلاة الظهر بحوالي خمس، أو عشر دقائق، ثم تابعت بعد ذلك رمي الوسطى، ثم الكبرى، فهل علي شيء؟

    الجواب: لابد أن يكون الرمي بعد الزوال، ولو قبل الصلاة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يرمي في الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر بعد الزوال وقبل الصلاة، فإذا كان رميك صادف بعد الزوال فلا شيء عليك، أما إن كان رميك قبل الزوال، فعليك دم عما مضى، يذبح في مكة للفقراء؛ لأن الواجب أن يكون الرمي بعد الزوال، في اليوم الحادي عشر، والثاني عشر، وهكذا في الثالث عشر لمن لم يتعجل، فمن رمى قبل الزوال فعليه دم يذبح في مكة للفقراء، في الأيام الثلاثة، الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر. نعم.

    المقدم: جزاكم الله خيراً، إذاً ماذا عليه والحال ما ذكر -سماحة الشيخ- يقول: إنه رمى قبل الأذان بخمس، أو عشر دقائق؟

    الشيخ: نحن فصلنا له، إن كان قبل الصلاة وبعد الزوال فلا بأس، وإن كان قبل الزوال فعليه دم، إلا إذا كان في وقت بعيد بعد الزوال، لكن السنوات التي مضت، عليه دم، إذا كان الرمي قبل الزوال، ولو كان قبل الصلاة.

    المقدم: هنا يقول: قبل الصلاة؛ لكن لا أدري هل يقصد الأذان، أو الصلاة.

    الشيخ: هناك تفصيل: إن كان بعد الزوال وقبل الصلاة، فقد وافق السنة، أما إن كان قبل الزوال، فقد خالف السنة، وعليه دم.

    1.   

    كيفية صيام من لم يستطع الهدي

    السؤال: يقول: لم أكن أملك ثمن هدي، فقمت بالصيام، أيام سبعة، وثمانية، وإحدى عشر من ذي الحجة، وبعد رجوعي قمت بصيام سبعة أيام متفرقة، في شهر ذي الحجة ومحرم، فهل علي شيء فيما تقدم؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: لا شيء عليك إذا كنت عاجزاً عن الدم، الحمد لله، لكن الأفضل أن يكون الصيام قبل عرفة-الثلاثة- فإن لم يتيسر، ففي أيام منى -الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر- أما يوم عرفة؛ فالسنة فيه أن تكون مفطراً.

    1.   

    صفة القراءة في صلاة الجنازة

    السؤال: يقول: أنا سر الختم محمد الحسن من المناصير، بالسودان، له سؤال يقول فيه: ما حكم صلاة الجنازة على الميت؟ هل تكون سراً أم جهراً؟ جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: هذا السؤال مجمل: فإن كان مراد السائل القراءة؛ فالقراءة سراً، يقرأ في الجنازة سراً، ويدعو سراً، فإن كان مراده غير ذلك؛ ما فهمناه، صلاة الجنازة كلها سر، يقرأ سراً، يدعو سراً، ولو سمع صوته ممن حوله؛ فلا بأس، لا شيء عليه، والحمد لله، الصحابة سمعوا صوت النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء على الجنازة.

    فالمقصود: أنه لا حرج أن يسمع صوته من حوله، قد يستفيد من حوله، لكن ليس بمشروع الجهر الذي يشوش على من حوله، إنما هو جهر خفيف، بحيث يسمع من حوله للاستفادة، ويتعلم بعض الناس من بعض، وإلا فالسنة في الجنازة ليلاً أو نهاراً: السر بالقراءة، والسر بالدعاء. نعم، لكن الجهر اليسير الذي قد يسمعه من حوله، لا يضر.

    1.   

    حكم سجود من لم يسجد على جبهته

    السؤال: ما حكم من يصلي على أنفه، ولم يمكن جبهته؟ هل تبطل الصلاة؟

    الجواب: نعم، ما تصح الصلاة، ما يصح السجود، إذا تعمد ذلك يكون السجود باطلاً، أما إن كان ناسياً، فيعيد السجدة، يعيد السجدة إن كان مازال في السجدة، يعيدها، وإن كان قد قام، وقرأ، تبطل الركعة، ويأتي بركعة بدلاً منها؛ لأن هذه الركعة بطلت ببطلان السجود، لابد أن يسجد على الجبهة والأنف جميعاً، أما إذا تنبه في الحال؛ فإنه يعيد السجود، يعيد السجود في الحال قبل أن يقوم.

    1.   

    حكم صلاة من في ثوبه دمٌ يسير

    السؤال: ما حكم الصلاة للذي في ثوبه دم بسيط؟ هل تبطل الصلاة إذا كان يعلم بذلك؟

    الجواب: الدم اليسير يعفى عنه، الدم اليسير يعفى عنه، أما إن كان كثيراً عرفاً، فإنه لا يعفى عنه، فإذا صلى وهو يعلم أن في ثوبه أو بدنه دماً كثيراً، فصلاته غير صحيحة.

    أما الدم اليسير يعفى عنه، وهكذا لو كان كثيراً، لكنه نسيه، أو جهله، وصلى، ولم يعلم إلا بعد الصلاة، فصلاته صحيحة، وهكذا لو كان نجاسة أخرى، كبول، أو غيره في ثوب، أو في بعض البدن، نسيه حتى صلى؛ صلاته صحيحة.

    1.   

    حكم أخذ الأب جميع مال ابنه

    السؤال: من المستمع: (ح. ب. أبو سعيد )، رسالة ضمنها جمعاً من الأسئلة، في أحدها يقول: هل يحق للأب أن يأخذ مال ابنه وممتلكاته بحجة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (أنت ومالك لأبيك

    الجواب: نعم، له أن يأخذ من مال ابنه ما شاء، إذا لم يضر ابنه، (أنت ومالك لأبيك)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (إن أطيب ما أكلتم من كسبكم، وإن أولادكم من كسبكم)؛ لكن ليس له أن يضره، بل يجب أن يترك له ما يكفيه، وإن كان له ذرية، وزوجة كذلك، لابد أن يترك له ما يكفيه وزوجته وأولاده؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار)، (لا ضرر ولا ضرار)، فليس له أن يضر ولده.

    أما إذا كان ولده ما عنده أحد، وأخذ ماله وصار ينفق عليه؛ فلا بأس، لكن الأفضل للوالد أن يتعاطى الأمور التي لا تجعل الأولاد يبغضونه، ويكرهونه، ويتمنون زواله، ينبغي له أن يلاحظ خواطرهم، وأن لا يطمع في أموالهم، لكن يأخذ ما يحتاج إليه، يأخذ من أموالهم ما لا يضرهم، فيما يحتاج إليه.

    أما يتعمد ضررهم، فلا يجوز له ذلك، بل لابد أن يدع لهم ما يحتاجون إليه، ولاسيما إذا كان لهم أولاد، لهم زوجة، لابد يترك لهم ما هو كافي، ولا يتسبب في تعطيل أمرهم، وضررهم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار).

    1.   

    حكم حرمان الأب أحد أبنائه من الميراث

    السؤال: هل يحق للأب أن يحرم ابنه من الإرث؟ وإذا كان ذلك غير جائز، فما هو توجيهكم لبعض الآباء؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: ليس له أن يحرم أحداً من الورثة من حقه، وليس له أن يوصي لأحد بزيادة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم)، فليس للأب أن يجور في العطية، ولما أعطى بعض الصحابة بعض أولاده غلاماً، قال له صلى الله عليه وسلم: (أعطيت ولدك كلهم مثل هذا؟ قال: لا، قال: إني لا أشهد على جور) سماه: جوراً.

    فالمقصود؛ أن الواجب على الإنسان أن يعدل في العطية بين أولاده، للذكر مثل حظ الأنثيين، كالإرث، إلا إذا كانوا مرشدين وسمحوا أن يعطى واحداً منهم، أو بعضهم شيئاً زائد فلا بأس، الحق لهم، إذا كانوا مرشدين، ليسوا صغاراً، مرشدين وسمحوا أن يعطى واحد زيادة عليهم، لأسباب رأوها؛ فلا بأس، وليس له أن يوصي أيضاً لأحدهم بالزيادة على إرثه، لقوله عليه الصلاة والسلام: (لا وصية لوارث)، (إن الله قد أعطى كل ذي حقٍ حقه، فلا وصية لوارث)، فليس له أن يوصي لبعض الأولاد بشيء زائد، أو لغيرهم من الورثة، الواجب تركهم على ما قسم الله، (إن الله قد أعطى كل ذي حقٍ حقه، فلا وصية لوارث).

    1.   

    حكم الشراء بالتقسيط ثم البيع بالنقد مع فارق في البيع والشراء

    السؤال: يسأل سماحتكم -شيخ عبد العزيز - عن شخص في حاجة إلى بعض المال، لأمر الزواج مثلاً، ويقول: هل لي أن أشتري سيارة -مثلاً- وأبيعها، وأستفيد بثمنها، مع فارق في البيع والشراء؟ جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: نعم، له أن يشتري السيارة، أو غيرها، ثم يبيعها وينتفع بثمنها في الزواج، يشتريها بأقساط مؤجلة مثلاً، أو لأجلٍ معلوم، ولو قسطاً واحداً، ثم يبيعها ويتزوج، لا بأس بهذا، هذا من المداينة الجائزة، إذا كان البائع قد ملكها، وحازها، ثم باع عليه، لا حرج في ذلك.

    1.   

    حكم عبارة: المغفور له فلان

    السؤال: من جدة، حي النزهة، رسالة بعثت بها إحدى الأخوات المستمعات، رمزت إلى اسمها بالحروف: (ع. ع. س) تسأل سماحتكم عن بعض العبارات، مثلاً: عبارة: المغفور له فلان، هل تجوز؟ أو لا؟

    الجواب: ظاهر الأدلة الشرعية أنها لا تجوز، فإن الله سبحانه وتعالى الذي يعلم الحقائق، فأهل السنة والجماعة يقولون: لا نشهد لمعين بجنةٍ ولا نار، ولا بالمغفرة، إلا من شهد له الله، أو رسوله عليه الصلاة والسلام، ولكن نرجو للمحسن، ونخاف على المسيء، يقال: المؤمنون مغفور لهم، المؤمنون في الجنة، الكفار في النار، أما أن يقال: فلان بن فلان مغفور له، أو في الجنة، لا، إلا من شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم، كالعشرة: الصديق ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وعبد الرحمن بن عوف ، والزبير بن العوام ، طلحة بن عبيد الله ، سعد بن أبي وقاص ، أبي عبيدة بن الجراح ، سعيد بن زيد ، عشرة، شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، رضي الله عنهم، وجماعة آخرين.

    فالمقصود: من شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة؛ نشهد له، وهكذا من شهد له الله أو رسوله بالنار، نشهد له بالنار كـأبي لهب .

    أما نحن فلا نشهد لواحد معين، نقول: فلان بن فلان في الجنة، ولا في النار، لكن نقول: إن كان مؤمناً، ومات على هذا، فهو من أهل الجنة، وإن كان كافراً، ومات على كفره، فهو من أهل النار، نشهد بالعموم.

    1.   

    مدى صحة عبارة (لا حياء في الدين)

    السؤال: يدور على ألسنة الناس الكلمة التالية: لا حياء في الدين؟

    الجواب: هذا صحيح في المعنى، صحيح في الجملة، مثلما قالت المرأة للنبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يستحي من الحق، فهل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت)، فمعنى لا حياء في الدين يعني: لا حياء يمنع السؤال، والتعلم، والتفقه في الدين، الحياء لا يمنع.

    أما إن كان المراد لا حياء في الدين، بالكلية، لا ما هو بصحيح، الرسول عليه السلام قال: (الحياء من الإيمان) فالحياء الذي يردعه عن المعاصي؛ من الإيمان (الحياء من الإيمان)، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا لم تستح فاصنع ما شئت).

    لكن إذا كان المراد: لا حياء في الدين: لا حياء يمنع من التعلم والسؤال؛ فهذا صحيح، الحياء لا يمنع بسؤالك عن دينك، والتفقه في الدين، فالحياء حياءان: حياء يمنع من التفقه في الدين، هذا ممنوع، ليس بحياء، والحياء الثاني: يمنعك من سيئ الأخلاق من المعاصي، فهذا حياء مطلوب، جاء به الدين، كما في الحديث الصحيح: (الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان) فالحياء الذي يمنع من الشر شعبة من الإيمان، فإن الحياء خلق عظيم كريم، يمنع من أعمال الشر، ويحمل على الأفعال الطيبة.

    1.   

    حكم قول بعض الناس: المرحوم فلان

    السؤال: أيضاً مما يقوله الناس: المرحوم فلان؟

    الجواب: مثله، مثل المغفور له، لا يقال: مغفور له، يقال: رحمه الله، غفر الله له. نعم، لا يقال: مرحوم، إلا بدليل عن النبي صلى الله عليه وسلم.

    1.   

    حكم الصلاة خلف إمام يقنت في الفجر

    السؤال: رسالة بعث بها المستمع: عيد علي عبد المقصود الأعرج، أخونا بعث برسالة، وضمنها جمعاً من الأسئلة، في أحدها يقول: مسألة القنوت في الفجر، ألاحظ أن الناس يداومون عليها، فهل تجوز الصلاة خلف من يقنت كل يوم في صلاة الفجر؟ أو نصلي في المنزل؟ جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: لا حرج في الصلاة معهم؛ لأن بعض أهل العلم قال ذلك، وله شبهة، فلا حرج، بل الواجب أن تصلي معهم، ولا تصلي في البيت، يجب أن تصلي مع المسلمين في الفجر، ولو قنت الإمام، لكن الصواب ترك القنوت، الأفضل ترك القنوت؛ لأن الأدلة الشرعية تدل على تركه، إلا في النوازل، إذا نزلت نازلة بالمسلمين، قنتوا بالدعاء على عدوهم، أما القنوت دائماً، فالسنة تركه، لكن لو كان إمامك يقنت؛ لأن بعض أهل العلم يقول ذلك، فلا بأس، صل معهم.

    1.   

    حكم من أصيب بالرعاف بعد الوضوء

    السؤال: رجل توضأ، وذهب إلى المسجد، وهو في الطريق أصيب بالرعاف، فخرج من أنفه الدم، هل ينتقض وضوءه، والحال ما ذكر؟

    الجواب: إذا كان كثيراً، ينبغي له أن يتوضأ خروجاً من خلاف العلماء؛ لأن خروج الدم الكثير فيه خلاف بين أهل العلم، فإذا كان كثيراً؛ فالأحوط له أن يتوضأ بعد ما ييبس، أما إن كان قليلاً فيعفى عنه.

    1.   

    كيفية العمل في المساجد المتقاربة التي يشوش بعضها على بعض

    السؤال: إذا كان هناك مسجدان قريبين من بعضهما، والبعض يشوش على البعض الآخر، فما هو توجيه سماحة الشيخ في هذا الموضوع، إذ لا يبعد المسجد عن أخيه، إلا بما يقرب من خمسين متراً؟

    الجواب: الواجب العناية بعدم التشويش، كل واحد يخفض الصوت -صوت المكبر- حتى لا يشوش أحدهما على الآخر، يسمعون من الداخل، ولا يكون فيه سماع من الخارج، يكون خفيفاً من الخارج، حتى لا يشوش هذا على هذا، ولا هذا على هذا.

    وفي الحقيقة أن هذا القرب غريب، لماذا صار هذا القرب، الواجب أن تكون المساجد متباعدة، بحسب الحاجة، لا تكون متقاربة، يبنى في الحي مسجد، حتى يصلي فيه هذا الحي، أما التقارب هذا لا وجه له، فلعل هذا التقارب له أسباب شرعية ما نعلمها.

    1.   

    حكم ترك صيام التطوع لمن اعتاده

    السؤال: المستمع بهاء أحمد محمد أحمد ، بعث يسأل ويقول: أعرفكم أنني شرعت في صيام ثلاثة أيامٍ من كل شهر، وصيام الإثنين والخميس، إلا أنني أشعر بعض الأحيان بالتعب، فهل أكون آثماً إذا أفطرت؟ جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: لا حرج عليه، الصوم طيب، وإذا أفطرت بعض الأحيان؛ لا حرج والحمد لله الأمر واسع الحمد لله.

    1.   

    فضل قيام الليل وأحكامه

    السؤال: أعرفكم بأنني مداوم -والحمد لله- على صلاة الليل، لكني أرجو أن تعرفوني عن صلاة القيام في الوقت المحدد؟ وكم عدد ركعاتها؟ جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: قيام الليل سنة مؤكدة، ومن عمل الصالحين، وهو دأب الصالحين، وهو من فعله صلى الله عليه وسلم، ومما كان يداوم عليه -عليه الصلاة والسلام- والله يقول في مدح عباد الرحمن، ويثني عليهم، فيقول: وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا [الفرقان:64]، ويقول في صفة المتقين: كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الذاريات:17-18]، والله يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا [المزمل:1-4]، فالسنة قيام الليل، وآخر الليل أفضل من أوله، وإذا لم يتيسر له آخر الليل، أوتر في أول الليل، والوتر سنة مؤكدة، أقله ركعة، أقله ركعة واحدة، وإن أوتر بثلاث، أو بخمس، أو بأكثر؛ فهو أفضل، يسلم من كل ثنتين، هذا هو السنة، يسلم من كل ثنتين، وأفضله إحدى عشر ركعة، أو ثلاث عشر ركعة، فقد كان النبي يوتر بإحدى عشرة، وربما أوتر بثلاث عشرة عليه الصلاة والسلام، هذا هو أفضل الوتر، يسلم من كل ثنتين، ويوتر بواحدة، وإن أوتر بأكثر: أوتر بعشرين، أو بأكثر؛ فلا بأس، الأمر واسع، كله سنة.

    المقدم: جزاكم الله خيراً، وأحسن إليكم.

    سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء، أتوجه لكم بالشكر الجزيل، بعد شكر الله سبحانه وتعالى، على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    الشيخ: نرجو ذلك.

    المقدم: اللهم آمين، مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    شكراً لسماحة الشيخ، وأنتم يا مستمعي الكرام؛ شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767953080