إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (738)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    حكم الحلف بالطلاق وما يترتب عليه

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج (نور على الدرب)، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع محمد بن عبد الغني السقطي المصري أخونا له قضية يقول فيها: أخبركم سماحة الشيخ أنني قد حلفت أن أبقى في مصر حتى أنجب ولداً، وكان ذلكم الحلف بالطلاق إلا أنه حتى الآن لم يأتني ولد، وجهوني جزاكم الله خيراً كيف أتصرف؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فهذا الطلاق يفسر على حالين:

    أحدهما: أن تكون أردت إيقاع الطلاق إن خرجت من مصر قبل أن تنجب، فإن كنت أردت هذا؛ فإنه يقع عليك طلقة إذا خرجت يقع على زوجتك طلقة واحدة، ولك مراجعتها ما دامت في العدة إذا كنت لم تطلقها قبل هذا طلقتين، هذا إذا كنت أردت إيقاع الطلاق إن خرجت قبل أن تنجب.

    الحال الثاني: أن تقصد حث نفسك على البقاء حتى تنجب ولم ترد إيقاع الطلاق وإنما أردت حث نفسك على البقاء حتى تنجب، فهذا يكون حكم اليمين في أصح قولي العلماء، كما اختار ذلك أبو العباس شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وجماعة، وروي عن جماعة من السلف ما يدل على ذلك.

    وهذا القول هو الأصح إذا كنت أردت حث نفسك على البقاء في مصر حتى تنجب ولم ترد إيقاع الطلاق إن خرجت ولم تنجب؛ فإن هذا يكون في حكم اليمين لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى)، وهذا كلام محتمل فالنية تفسره.

    1.   

    حكم الذبح عند قدمي الزوجين في اليوم الثاني من زواجهما

    السؤال: بعد هذا رسالة وصلت إلى البرنامج من اليمن محافظة حضرموت باعثتها إحدى الأخوات تقول: (م. ع. س. باكردر) تسأل وتقول: من عادات أهل قريتنا في اليوم الثاني من الزواج يقومون بتقريب إصبع رجل الزوج مقابلة ومماساً له إصبع رجل المرأة ويذبحون عليها شاة فما حكم ذلك؟

    الجواب: هذا عمل لا أصل له، بل هو باطل والواجب تركه.

    1.   

    حكم الذبح في مكان ولادة المولود

    السؤال: ومن العادات أيضاً: أنهم يذبحون كبشاً في محل المكان الذي يقع عليه المولود عند ولادته، ما حكم الشرع في ذلك؟

    الجواب: كذلك هذا باطل منكر بدعة، يجب تركه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد)، يعني: في ديننا، وهذا لا أصل له في الدين أن يذبح في مكان المولود ذبيحة، ويقول صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، يعني: فهو مردود.

    1.   

    حكم استخدام الأسنان الصناعية

    السؤال: يسأل عن حكم استخدام الأسنان الصناعية ما حكم ذلك جزاكم الله خيراً، ولاسيما إذا كان من أجل الزينة؟

    الجواب: الأسنان الصناعية لا بأس بها إذا كانت من غير الذهب للرجل، أما الرجل فينبغي له ترك الذهب وليتخذ أسناناً من غير الذهب، إلا عند الضرورة كما أقر النبي صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة على اتخاذ أنف من الذهب لما قطع أنفه.

    فالحاصل: أن الأسنان الصناعية لا بأس بها عند الحاجة، أما إذا كانت الأسنان سليمة فلا ينبغي أن تقلع لوضع أسنان للزينة، بل ينبغي أن يحمد الله على نعمته، وأن يبقي أسنانه ولا ينزعها للزينة لإبدالها، أقل أحوال هذا الكراهة، أقل أحواله الكراهة.

    أما إذا كانت الأسنان سقطت، وأراد أن يركب أسناناً بدلاً منها فلا بأس أن يركب أسناناً من المعدن، من المعادن الجائزة إلا الذهب تركه أولى إلا عند الضرورة إليه في حق الرجل.

    المقدم: جزاكم الله خيراً، ما الحكم إذا كانت الأسنان مشوهة سماحة الشيخ؟

    الشيخ: إذا كانت الأسنان مشوهة لا بأس بإزالة التشويه، إذا كانت طويلة أو متقدمة أو متأخرة يعدلها لا بأس.

    1.   

    كيفية إتمام الصلاة لمن أدرك الإمام في قيامه للثالثة من صلاة العصر

    السؤال: بعد هذا رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين المقيمين في المدينة المنورة يقول: إبراهيم عمر نصير سوداني، أخونا يسأل ويقول: أسألكم سماحة الشيخ عن شخص أدرك مع الإمام الركعتين الأخيرتين في صلاة العصر بعد انتهاء التشهد الأوسط وقيام الإمام للركعتين الأخيرتين كيف يكمل صلاته؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.

    الجواب: إذا سلم الإمام فيقوم يأتي بركعتين، وتكون الركعتان الأخيرتان اللتان يقضيهما هما آخر صلاته، وأولها ما أدرك مع الإمام الركعتان اللتان أدركهما مع الإمام هما أول صلاته، فإذا تيسر أن يقرأ مع الفاتحة زيادة إذا كان الإمام أطال الوقوف فهو مشروع؛ لأنهما أول صلاته، والقاعدة أن ما أدرك مع الإمام هو أول صلاته، وما يقضيه هو آخر صلاته، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا)، فالإتمام يكون هو القضاء، فالركعتان اللتان يقضيهما من فاتته الركعتان الأوليان تكونان هما آخر صلاته.

    1.   

    تفسير قول الله تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء)

    السؤال: يسأل سماحتكم فيقول: فسروا لنا قول الحق تبارك وتعالى: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر:28]؟

    الجواب: هذه الآية الكريمة تدل على فضل العلماء، وأنهم أهل الخشية لله، يعني: الخشية الكاملة، وعلى رأسهم الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، هم أئمة العلماء، وهم رءوس العلماء وأئمتهم، وكل عالم بشريعة الله فهو من أتباعهم بإحسان إذا استقام على الطريق، فإنه يخشى الله أكمل من غيره، وكل مؤمن يخشى الله سبحانه وتعالى وكل مؤمنة كذلك، لكن العالم أشد خشية وأكثر خشية؛ لما عنده من العلم بالله وبصفاته وبعذابه وعقابه وبكرامته وإنعامه، فهو أعلم الناس بالله على حسب ما أعطاه الله من العلم، فالعلماء هم ورثة الأنبياء، وهم أكمل الناس خشية لله عز وجل بعد الأنبياء والرسل، وكل مؤمن له نصيبه من خشية الله، وهكذا المؤمنة، لكن العلماء بالله الذين أعطاهم الله العلم والبصيرة في دينه والاستقامة عليه، هم أخشى الناس لله بعد الأنبياء.

    1.   

    حكم من وكلت غيرها بالرمي خوفاً من الزحام

    السؤال: بعد هذا رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين يسأل فيها جمعاً من الأسئلة، يبدو أن باعثة الرسالة إحدى الأخوات المستمعات تقول أم عبادة من المزاحمية، تسأل وتقول: لقد أديت فريضة الحج قبل خمس سنوات ولكني لم أرم إلا في المرة الأولى أي: رميت ليلة العيد قبل الفجر، حيث أننا خرجنا من مزدلفة بعد منتصف الليل خوفاً من الزحام، ثم إنني رميت الحصيات ولا أعلم هل وقعت في الحوض أم طاشت عنه ولم تقع، وكان وقتها الزحام شديداً وكنت في ذلك الوقت جاهلة أنه يجب أن تقع الحصيات في الحوض، وتكمل السؤال لو تكرمتم سماحة الشيخ فتقول: كما أنني لم أرم في اليوم الثاني والثالث، وإنما وكلت أخي للرمي عني وذلك خوفاً من الزحام فقط، كما أنني كنت جاهلة بأنه على المرأة أن ترمي بنفسها ولا توكل إلا لعجزها عن ذلك، أفيدوني ما الذي يجب علي في رميي للحصيات حينما كنت لا أعلم هل كانت تقع في الحوض أم كانت تطيش عنه، وما الذي يجب علي في توكيلي لأخي في الرمي في اليوم الثاني والثالث، هل يجب علي فدو أم ماذا؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: عليك عن جميع ذلك ذبيحة واحدة: عن ترك الرمي في اليوم الثاني والثالث وأنت قادرة، وعن رمي اليوم الأول الذي شككت هل وصلت الحجرات إلى الحوض أم لا، فالمقصود: أن عليك دماً واحداً ذبيحة جذع من الضأن أو ثني من المعز كالضحية يذبح في مكة للفقراء عن ترك هذا الواجب؛ لأنه لابد من العلم بوقوع الحصى في المرمى أو غلبة الظن بذلك.

    المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، أين تذبح هذا الهدي؟

    الشيخ: في مكة، للفقراء.

    المقدم: بارك الله فيكم وأحسن إليكم، إن لم تكن في مكة توكل سماحة الشيخ؟

    الشيخ: نعم، بنفسها أو بوكيلها.

    1.   

    حكم قبول المعلم هدايا الطلاب

    السؤال: تسأل أختنا هل يجوز للمعلمة قبول الهدية من الطالبات؟ وإذا كان لا يجوز لها ذلك فهل يجوز قبولها بعد انتهاء العام الدراسي وتسليم النتائج؟ وإذا كان ذلك أيضاً لا يجوز، فهل يجوز لها قبولها من الطالبات بعد انتهاء مدة تدريسها في تلك المدرسة إذا أرادت الانتقال من هذه المدرسة لمدرسة أخرى؟

    الجواب: الذي ينبغي للمعلمة ترك قبول الهدايا؛ لأنها قد تجرها إلى الحيف، وعدم النصح في حق من لم يهد والزيادة في حق المهدية والغش، فالأحوط للمؤمنة في هذا أن لا تقبل الهدية من الطالبات بالكلية؛ لأن ذلك قد يفضي إلى ما لا تحمد عقباه، والمؤمن يحتاط لدينه ويبتعد عن أسباب الريبة والخطر، أما بعد انتقالها من المدرسة إلى مدرسة أخرى فلا يضر ذلك؛ لأن الريبة قد انتهت حينئذ والخطر مأمون، وهكذا بعد فصلها من العمل إذا أهدوا إليها شيئاً فلا بأس.

    1.   

    حكم بيع السلعة قبل حيازتها

    السؤال: من المستمع عبد الله محمد عبد الله يمني من بيحان مقيم في الرياض صدر رسالته -سماحة الشيخ- بقوله: إنني أحبكم في الله، ثم يسأل سماحتكم فيقول: ما حكم بيع السلعة لزبون وبعدما يوافق على سعرها أأتي بها من محل ثانٍ وأنا متأكد من كسبي، وجهوني جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: أما المحبة في الله فنقول: أحبك الله الذي أحببتنا له، والتحاب في الله من أفضل القربات، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً -يعني: ما عنده أحد- ففاضت عيناه) يعني: خوفاً من الله، كل هؤلاء يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ومنهم المتحابون في الله.

    ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يقول الله يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي)، جعلنا الله وإياكم وسائر إخواننا من المتحابين فيه سبحانه وتعالى.

    أما بيع السلعة قبل أن تشتريها هذا لا يجوز، لا يجوز للإنسان أن يبيع ما ليس عنده، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يحل سلف وبيع ولا بيع ما ليس عندك)، وسأله حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: (يا رسول الله! الرجل يأتيني يريد السلعة وليست عندي، فأبيعها عليه ثم أذهب فأشتريها فقال صلى الله عليه وسلم: لا تبع ما ليس عندك)، فأنت إذا أردت البيع؛ تشتري أول السلعة، فإذا قبضتها وحزتها وصارت عندك، تبيع بعد ذلك، وتقول لمن رغب إليك: اصبر حتى أشتريها، فإذا شريت السلع عندك، وصارت في حوزتك وقبضتها، تبيعها على من شئت.

    1.   

    حكم احتكار السلع وعدم بيعها

    السؤال: يسأل سؤالاً آخر فيقول سماحة الشيخ: ما الحكم إذا كان عندي بضاعة وأخفيتها، هل يجوز ذلك أو لا؟

    الجواب: هذا فيه تفصيل: إن كان شراؤك لها من أجل الإغلاء على الناس والاحتكار، يعني: يضرهم إخفاؤها واحتكارها فلا يجوز لك، الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا يحتكر إلا خاطئ) يعني: إلا آثم، أما إن كان إخفاؤها وعدم بيعها لا يضر الناس؛ فلا بأس أن تدخر سلعاً عندك إلى وقت آخر حتى تبيعها في وقت آخر؛ إذا كان هذا لا يضر الناس.

    1.   

    حكم الجمع بين الصلاتين في المطر

    السؤال: أحد الإخوة المستمعين بعث برسالة يسأل فيها سماحتكم عن أمرين:

    الأمر الأول هو: يقول فيه: عند هطول المطر وخاصة في المساء يؤذن لصلاة المغرب، وبعد تأدية الصلاة تقام صلاة العشاء جمعاً، وذلك رأفة بالمصلين من أجل المطر، هل يجوز ذلك مع أن الوقت تغير عن الماضي وأصبح كل شيء مجهز لدى البعض مثل المواصلات وما أشبه ذلك؟

    الجواب: نعم، رخصة من الله، فإذا جاء وقت المطر لا بأس بالجمع رخصة، يستحب الجمع من أجل رحمة الناس والتيسير عليهم وعدم إلجائهم إلى التأذي بالخروج، ولو لم يجمعوا جاز للإنسان أن يصلي في بيته، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أمر بالصلاة في البيوت عند وجود المطر قال: (صلوا في رحالكم)، فالحاصل أنه إذا صار في وقت مطر أو دحض في الأسواق، وزلق وطين، فإن السنة الجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ومن لم يجمع أو شق عليه الخروج، فله الصلاة في بيته عذر في ترك الجماعة.

    1.   

    حكم الذبح عند دخول البيت الجديد

    السؤال: يسأل فيقول: هل يجوز ذبح شاة أو دجاجة في البيت الجديد قبل النزول فيه؟

    الجواب: إذا كان اعتقاد أنه يدفع الجن أو أشباه ذلك؛ هذا لا يجوز أما إذا ذبح لأهله أو جمع الجيران شكراً لله، وجعل لهم وليمة للجيران؛ فهذا لا بأس به طيب من باب الشكر لله جل وعلا، أما أن يذبح دجاجة أو ذبيحة أخرى عند تأسيسه أو عند انتهائه؛ خوفاً من الجن، أو اعتقاد أنه يدفع الجن أو أنه يحصل به كذا وكذا، هذا من البدع لا يجوز.

    1.   

    التوفيق بين بر الولد بأمه وتأديبه لأخته

    السؤال: المستمع (س. س. ج) من اليمن بعث برسالة يقول فيها: سماحة الشيخ مشكلتي أن أختي تخرج من البيت كل يوم، ولا تبالي وذلك بالذهاب إلى صديقاتها، وأنا أخاف عليها من السوء ولا أستطيع منعها خوفاً من والدتي، ومن قبل كنت أضطر وأمنع أختي من الخروج من البيت بعد أن أتشاجر أنا ووالدتي، ويحصل غضب وخلاف وشجار طويل، وأفقد أعصابي وأضطر إلى التهديد، فماذا أفعل؛ لأني أخاف الله أن يعاقبني بأنني لا أهتم بأهلي ولا بأسرتي وأنا مهمل، وأخاف الله أن يعاقبني بسبب رفع صوتي على والدتي؛ لأني أتشاجر معها أحياناً بسبب ذلك الموضوع؟ وجهوني جزاكم الله خيراً.

    الجواب: لا يجوز لك رفع صوتك على أمك، ولا التشاجر معها، بل يجب أن تخضع لبرها والإحسان إليها وعدم رفع الصوت عليها، يقول الله سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [الإسراء:23-24]، ليس لك أن ترفع صوتك عليهما ولا أن تؤذيهما ولا أن تخاصمهما، بل عليك بالكلام الطيب والأسلوب الحسن، حتى ولو كانا كافرين، كيف بالمسلمين؟! يقول الله في شأن الكافرين: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا [لقمان:15].

    أما أختك فإن كانت تخرج للريبة، تمنعها من دون كلام مع والديك، وأما إذا كانت -بحمد الله- لا ريبة عندها، ولا خطر عليها، فدع عنك الشكوك والأوهام التي توقعك فيما لا ينبغي، ابتعد عن الأوهام القبيحة والشكوك الرديئة، والظن الذي لا وجه له، وأما إذا كان هناك أمر منكر تعرفه من أختك فامنعها، فامنعها بالكلام الطيب والأسلوب الحسن والتعاون مع الوالدين بالأسلوب الحسن.

    1.   

    ما يلزم المرأة إن ملكت خمسة وثمانين جراماً من الذهب

    السؤال: إحدى الأخوات بعثت تسأل سماحتكم فتقول: أملك خمسة وثمانين جراماً من الذهب، ما هو مقدار الزكاة؟ وجهوني حول هذا الموضوع جزاكم الله خيراً.

    الجواب: الزكاة ربع العشر، في أربعين جنيهاً واحد جنيه، فإذا كنت تملكين خمسة وثمانين جراماً؛ فهو في الأصح أقل من النصاب قليلاً، فإن أديت الزكاة عنه احتياطاً؛ لأن بعض أهل العلم يقول: إن الخمسة والثمانين تبلغ النصاب، وقد حررنا هذا فوجدنا النصاب اثنين وتسعين إلا شيئاً يسيراً، اثنين وتسعين غرام، يعني: عشرين مثقال، أحد عشر جنيهاً ونصفاً سعودياً، فإذا بلغ الذهب عندك هذا المقدار أحد عشر جنيهاً سعودياً ونصف؛ فأدي زكاته ربع العشر، يعني: جنيهاً واحداً من أربعين جنيه، ونصف الجنيه من عشرين جنيهاً هذا ربع العشر، أما خمسة وثمانون غراماً فهي فيما حررنا أقل من النصاب، وإن أديت زكاتها احتياطاً فحسن.

    1.   

    كيفية التخلص من الوساوس في الصلاة

    السؤال: تقول أختنا: عندما أقف بين يدي الله سبحانه وتعالى في الصلاة، تخطر في عقلي أفكار وأفكار ووساوس، وأسأل الله يا رب هل صلاتي صحيحة مع هذه الأفكار؟ ما العمل الذي أعمله حتى تبتعد عني هذه الأفكار السوداء؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: عليك أن تجاهدي نفسك في إحضار قلبك بين يدي الله، واستحضار أنك بين يدي الله، وأن الله سبحانه يراقبكِ ويرى مكانك؛ حتى تخشعي لله، وحتى تبتعد عنك الوساوس، فإذا كثرت فتعوذي بالله من الشيطان، انفثي عن يسارك ثلاث مرات، وقولي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاث مرات؛ تزول هذه الوساوس إن شاء الله، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة بذلك، لكن عليك أن تجتهدي في إحضار قلبك بين يدي الله، واستشعار أنكِ بين يدي الله، وأن الله سبحانه يطلع عليك ويرى مكانك، كما في الحديث الصحيح: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، فاستشعري هذه العظمة وهذه الرؤية، وأنه سبحانه يراك ويعلم حالك؛ فاخشعي لله، واحذري الوساوس، وهذا من أسباب سلامتك من الوساوس.

    لكن متى بقيت ولم تزل، فتعوذي بالله من الشيطان ولو في الصلاة، اتفلي عن يسارك ثلاث مرات وقولي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاث مرات ويزول، تزول هذه الوساوس إن شاء الله.

    1.   

    حكم تارك الصلاة والواجب تجاهه

    السؤال: المستمع سعيد بن عبد الحميد أحمد بعث يسأل ويقول: لي صديق تارك للصلاة، وقد قدمت له النصيحة ولم يستجب بل قابل ذلك بالقطيعة بيني وبينه، فما هو توجيهكم لي جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: قد أحسنت فيما فعلت، وأديت الواجب في النصيحة، والواجب أن يهجر هو، فإذا قطعك فأنت تقطعه أيضاً؛ لأنه هو يستحق الهجر، قد هجر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة من الصحابة لما تأخروا عن غزوة تبوك بغير عذر، فالذي يتأخر عن الصلاة ولا يصلي من باب أولى؛ لأن ترك الصلاة كفر أكبر، فالواجب هجره إذا لم يقبل النصيحة، ورفع أمره إلى ولي الأمر إذا كان في بلاد تحكم بالإسلام رفع أمره إلى ولي الأمر حتى يعاقب بما يستحق، وحتى يستتاب فإن تاب وإلا وجب قتله إذا ترك الصلاة؛ لأن الله يقول سبحانه: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ [التوبة:5]، فدل على أن الذي لا يؤدي الصلاة لا يخلى سبيله بل يرفع أمره إلى ولي الأمر، إلى المحكمة، إلى الهيئة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ حتى تنظر في أمره، وأنت قد أديت ما عليك بنصيحته وتوجيهه إلى الخير.

    1.   

    كيفية المسح على الجوارب

    السؤال: يسأل سماحتكم فيقول: ما كيفية المسح على الجوارب؟

    الجواب: المسح على الجوارب مثل الخفين، الخفان من الجلد والجوارب من القطن ونحوه، فيمسح على ظاهرهما، يضع اليمنى على قدم اليمنى، ويده اليسرى على قدمه اليسرى يمسح عليها، إذا مسح رأسه وأذنيه فإنه يمسح الجوربين والخفين، يضع يده اليمنى كفه اليمنى على ظاهر قدمه، ويمسح على قدمه اليمنى ويضع يده اليسرى على قدمه اليسرى ويمسح ويكفي.

    المقدم: جزاكم الله خيراً.

    سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    الشيخ: نرجو ذلك.

    المقدم: اللهم آمين.

    مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، شكراً لسماحة الشيخ.

    وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767979642