مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب. رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====السؤال: مع مطلع هذه الحلقة نعود إلى رسالة وصلت إلينا من البويعية باعثها سوداني مقيم من هناك يقول: أخوكم (ف. ع. ص) أخونا عرضنا بعض أسئلة له في حلقة مضت، وفي هذه الحلقة يسأل سماحتكم فيقول: جرى بيني وبين أحد الإخوة نقاش على النحو التالي إذ سألته عن وجود الله تعالى فقال: إن الله لا يتصف بالزمان ولا المكان، فاستدليت له بقول الله عز وجل: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5]، فقال: إنك كافر! إن الله ليس في السماء. ما حكم التكفير؟ وما حكم من يعتقد مثل هذه العقيدة؟ وكيف نصحح معتقد الناس؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذا الرجل الذي قال لك هذا الكلام وأن الله سبحانه ليس فوق العرش هو الكافر هو الضال المضل؛ لأنه كذب الله وكذب رسوله عليه الصلاة والسلام، فالله يقول جل وعلا: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5]، ويقول سبحانه: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ [الأعراف:54]، قال هذا سبحانه في سبعة مواضع من القرآن، وأخبر سبحانه أنه في السماء قال: أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ [الملك:16]، ولما جاء رجل بجارية إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يعتقها قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (أين الله؟ قالت: في السماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة)، فالذي يقول: إن الله ليس في السماء أو ليس فوق العرش كافر ضال جهمي خبيث، فالله يوصف بأنه في السماء وأنه فوق العرش فوق جميع الخلق سبحانه وتعالى كما أخبر عن نفسه جل وعلا، فعليك أن تخبر من سألك عن هذا فتقول له: إن الله فوق العرش فوق جميع الخلق قد استوى على العرش استواء يليق بجلاله سبحانه وتعالى، لا يشابه خلقه في شيء من صفاته جل وعلا.
الجواب: نعم، ننصح الجميع بقراءة القرآن، هو أصدق كتاب وأعظم كتاب وأنفع كتاب، وهو كلام الله عز وجل، ننصح جميع المسلمين من الرجال والنساء في كل مكان أن يعتنوا بالقرآن وأن يكثروا من تلاوته بالتدبر والتعقل، وإذا تيسر حفظه فهو نعمة عظيمة، يقول الله عز وجل: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ [ص:29]، ويقول سبحانه: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء:9] يعني: للطريقة التي هي أشد الطرق وأقومها وأهداها، ويقول سبحانه: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ [فصلت:44]، ويقول سبحانه: وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ [النحل:89]، فالقرآن العظيم هو أصل كل خير وهو الصراط المستقيم، وهو الذي يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام، فالواجب على أهل الإسلام أن يعتنوا به ويتدبروه ويتعقلوه، وأن يوضحوا للناس معانيه، على العلماء أن يوضحوا للناس معانيه حتى يتفقهوا في ذلك وحتى يستقيموا على ذلك، كما ننصح أيضاً العلماء وطلبة العلم بقراءة التفاسير المأمونة الطيبة كتفسير ابن جرير وتفسير ابن كثير و البغوي وأشباهها حتى يعلموا الناس الخير وحتى يرشدوهم إلى ما قد يخفى عليهم من كتاب الله، فطالب العلم إذا أشكل عليه شيء من القرآن يراجع كتب التفسير المعتمدة حتى يستفيد، وإذا كان عامياً يسأل أهل العلم الذين عنده أو في بلاد أخرى بالمكاتبة أو من طريق الهاتف -التليفون- يسألهم عما أشكل عليه، فالقرآن هو الهادي إلى الصراط المستقيم، هو أصدق الكتب وأنفعها وأعظمها وهو كتاب الله عز وجل، فالواجب تدبره وتعقله والعمل بما فيه، ثم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فيها الهدى والنور، فيها بيان ما في كتاب الله، فيها الدعوة إلى كل خير، فالرسول صلى الله عليه وسلم هو المبين عن الله والدال على كل خير عليه الصلاة والسلام، فعلى المسلمين الاعتصام بكتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم والدعوة إليهما، والتبشير بهما وبيان معانيهما، على العلماء أن يبينوا ذلك وأن يوضحوا للعامة ما يجب عليهم وما يخفى عليهم حتى يكون الجميع على بصيرة، ومن ذلك كتب أهل السنة والجماعة تفيد وتعين مثل كتب السلف الصالح؛ البخاري ومسلم وسنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وسنن الدارمي ومسند أحمد كتب مفيدة يعلمها العلماء ويستفيد العلماء منها وهكذا كتب أهل السنة بعدهم مثل شيخ الإسلام ابن تيمية ابن القيم ابن كثير ؛ لأن كتبهم مفيدة عظيمة جيدة، ومثل كتب أئمة الدعوة في نجد في القرن الثاني عشر الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه من العلماء الذين دعوا إلى الله ونشروا التوحيد ونشروا السنة في وقت الغربة في القرن الثاني عشر وما بعده، كتبهم عظيمة ومفيدة، ومنها كتاب التوحيد وفتح المجيد، ومنها الدرر السنية التي جمع فيها فتاواهم، كلها مفيدة وعظيمة، ومنها شرح كتاب التوحيد للشيخ سليمان بن عبد الله أيضاً، ومنها مجموعة التوحيد فيها فوائد عظيمة، ومنها ردود للمشايخ مثل رد الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن والشيخ عبد الرحمن بن حسن والشيخ سليمان بن سمحان ، وكتب أخرى كلها جيدة ومفيدة. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، إذاً تنصحون المسلم والحال ما ذكر أن يجعل جزءاً من دخله الشهري كيما يشتري الكتب النافعة التي تفيده في عقيدته وثقافته الدينية؟
الشيخ: نعم، نوصي كل طالب علم وكل مؤمن بالعناية بالقرآن والإكثار من تلاوته في الليل والنهار بالتدبر والتعقل، وسؤال أهل العلم عما أشكل عليه، وحفظ ما تيسر من كتاب الله، كما نوصيه أيضاً بشراء الكتب الطيبة التي ذكرنا بعضها حتى يستفيد منها طالب العلم تكون في مكتبته إذا كان طالب علم.
الجواب: ترك التقبيل أفضل، ليس من عادة السلف التقبيل، ترك التقبيل أفضل، السلام والتحية والمصافحة، والمرأة مع المرأة أو مع محارمها، والرجل مع الرجل أو مع محارمه من النساء المصافحة كافية، وإن قبلت المرأة رأس أبيها فلا بأس طيب، كانت فاطمة إذا دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قبلته وأخذت بيده عليه الصلاة والسلام، وهو كذلك، أما اعتياد تقبيل أيدي الناس للتعظيم أو لأنه كبير في السن أو لأنه عالم ترك هذا أفضل.
الجواب: دعاء الاستفتاح ليس بواجب، سنة، وليس عليك شيء والصلاة صحيحة والحمد لله، لكن احرصي على ذكره، تحفظيه وإذا دخلت في الصلاة وكبرت التكبيرة الأولى فأت بالاستفتاح، وأقصره: (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك) هذا استفتاح مختصر عظيم ويكفي: (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك) بعد الأولى بعد التكبيرة الأولى في الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، وفي النوافل، إذا كبر الرجل أو المرأة التكبيرة الأولى قال هذا: (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك)، ومن حفظ استفتاحاً آخر من الاستفتاحات الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأتى به فحسن لكن هذا الاستفتاح مختصر وسهل على عامة الناس، وهو ثابت من حديث أبي سعيد ومن حديث عائشة ، وكان عمر رضي الله عنه يعلمه الناس لاختصاره وفضله: (سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك)، وهناك استفتاحات صحيحة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا حفظها المؤمن وأتى بشيء منها فهو مشروع.
الجواب: عليكم أن تنصحوه حتى يتوب إلى الله من عقوق والديه، فإن حق الوالدين عظيم، فالواجب عليه أن يبرهما ويحسن إليهما ولو ضرباه ولو سباه، حقهما عظيم حتى ولو كانا كافرين (وصاحبهما معروفاً) كما قال الله تعالى في الكافرين: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا [لقمان:15]، فليس له أن يسبهما ولا أن يعقهما، لكن ليس له أن يطيعهما في معصية، ليس للمخلوق طاعة في معصية الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الطاعة في المعروف، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، وإذا كان لا يصلي فالذي لا يصلي كافر، لا تزوروه بل اهجروه حتى يتوب إلى الله عز وجل، فهو يستحق الهجر لعقوقه، وإذا كان يترك الصلاة فترك الصلاة أعظم وأكبر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، فهذا يستحق أن يهجر ويرفع أمره إلى ولي الأمر حتى يعاقب حتى يستتاب حتى يستقيم على الصلاة، فإن لم يستقم وثبت عند الحاكم أنه لا يبالي بالصلاة وأنه يتركها فالحاكم ينظر في أمره فيما يستحق من قتل وغيره.
فالمقصود أن الواجب على أقارب هذا الرجل الذي لا يصلي أن يهجروه إذا لم يقبل النصيحة ولم يتب إلى الله عز وجل، وإذا رفعوا أمره إلى ولي الأمر حتى يقام عليه ما يجب فهو مناسب أيضاً إذا ثبت عليه ذلك بالبينة الشرعية.
الجواب: المشروع استماع القرآن والإنصات، فإذا كنت مشغولة عنه ولا تستمعين فأغلقيه حتى تستمعي له، إذا حصل فرصة فافتحي واستمعي، وإذا لم يحصل فرصة فأغلقي، هذا هو الأفضل للمؤمن والمؤمنة، أما كونه يعبث عند القرآن ويتكلم بالفضول والقرآن بين أيديهم لا، لكن إذا كان تسمعينه ولا في خوض ولا لغط تسمعين وقد يفوتك فيه بعض الشيء لبعض المشاغل لا يضر لا بأس بذلك، لكن كونه يكون عنده الخوض والكلام والقارئ يقرأ لا ما ينبغي هذا، الله يقول سبحانه: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا [الأعراف:204]، فإما أن تنصتوا وتستفيدوا وإلا فأغلقوه، لكن إذا كان الشغل ما فيه لغط ولا كلام إنما شغل مع سكوت وتستمعين وقد يفوتك بعض الشيء فهذا لا بأس أن تسمعي له ما تيسر لك وإذا فاتك شيء فلا يضرك. نعم.
المقدم: جزاك الله خيراً. إذاً كونها تعمل في مطبخها أو في بيتها وليس عندها أحداً يتكلم وهي تستمع إلى إذاعة القرآن الكريم.
الشيخ: هذا طيب.
الجواب: إذا كانت لا تعلم فليس عليها شيء، لكن الاحتياط أن تصوم؛ لأن الظاهر أنه مات بأسبابها، إما أن تكون نامت عليه أو أنه شرغ باللبن؛ لأنها نامت والثدي في فمه، فالأظهر والله أعلم أنه مات بأسبابها، فإذا احتاطت.. إذا احتطت أيها الأخت في الله وأعتقت رقبة.. يوجد رقاب تعتق في بعض أفريقيا تكتبي لنا ونشتري لك، يوجد رقاب تعتق بقيمة عشرة آلاف تقريباً، وإذا صمت واحتطت لدينك فهو أفضل وأحوط؛ لأن الظاهر من هذا الواقع أنك السبب، ولا يضرك قطع الدورة، الدورة إذا جاءت أفطري، وإذا ذهبت بادري بالصوم من حين تغتسلين تصومي اليوم الذي يليه تكملين ستين يوماً، صيام ستين يوماً والأيام التي تخللتها بالدورة لا تضر، لكن لابد تكملين ستين يوم متتابعة صوماً بإسقاط أيام الدورة منها وعدم احتسابها.
الجواب: الوصية يراعى فيها كلام الموصي وتوجيهاته، فإن كان قال: تصرف في أعمال البر تصرف في وجوه البر: صدقة على الفقراء، تعمير المساجد، شراء حاجات للمساجد، وأشباه ذلك كإصلاح دورات المياه، مساعدات للمجاهدين، وغير هذا من وجوه الخير، فإن كان قال في وصيته: تصرف في تعمير المساجد، تعمر به المساجد، وإن قال في أقاربه الفقراء، تصرف في أقاربه الفقراء، فهو ينظر فيما قال ويعمل بوصيته.
الجواب: الواجب الوضوء على الطالب، لا يمس القرآن إلا وهو على وضوء؛ لأن الرسول أمر بهذا عليه الصلاة والسلام، وكتب إلى أهل اليمن: (ألا يمس القرآن إلا طاهر)، وأفتى الصحابة بهذا رضي الله عنهم، وهو الذي عليه عامة العلماء وأكثرهم، لابد من وضوء، سواء كان في الدراسة أو في غير الدراسة، لا يمسه إلا بوضوء. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً، ما هي نصيحتكم للمدرسين حينئذ سماحة الشيخ؟
الشيخ: المدرسون يعلمون الطلبة ويوجهون الطلبة حتى يستفيدوا ويتعلموا ويتأدبوا بالآداب الشرعية.
المقدم: بارك الله فيكم، ومن بينها إذا جاءت حصة القرآن عليه أن يسألهم..
الشيخ: نعم، يأمرهم بالوضوء. نعم، إذا كان يقرأ من المصحف، أما إن كان حفظ فلا بأس.
الجواب: نوصيك أن تحافظ عليها وأن تجتهد في دراستها وأن تحفظ البقية حسب طاقتك؛ لأن حفظ القرآن نعمة عظيمة وفائدة كبيرة، فنوصيك أن تجتهد في حفظ الذي معك ودراسته والإكثار من تلاوته حتى لا يضيع وحتى لا تنساه، ونوصيك أيضاً بالمزيد من حفظ بقية الكتاب العزيز.
الجواب: الطيب مشروع، أن يتطيب الإنسان، هذا أمر مشروع فينبغي إذا أراد التطيب أن يتطيب بالطيب.. بخور وأنواع الطيب الطيبة مثل العود مثل الورد والعنبر وأشباه ذلك للرجل والمرأة جميعاً، لكن المرأة إذا أرادت الخروج للسوق لا تتطيب، أو للمسجد لا تتطيب، لكن في بيتها عند زوجها.
وأما أيش؟
المقدم: لعلها تقصد الكحل سماحة الشيخ.
الشيخ: أما الكحول فيها تفصيل: إن كان قصدها بالكحول الشيء الذي فيه مسكر فلا يجوز، وإن كان قصدها التكحل فهذا مستحب، الكحل للعينين بالإثمد طيب.
وكذلك الصابون لا بأس به، دلك الرأس أو البدن بالصابون لا بأس به للرجل والمرأة جميعاً، إلا إذا كان الإنسان محرماً فلا يمس الطيب وهو في الإحرام حتى يحل من إحرامه، والصابون إذا كان ممسك فتركه أولى للمحرم، وهو ليس بطيب لكن لو تركه لأن فيه رائحة الطيب فحسن، ولو استعمله فلا حرج.
المقدم: جزاكم الله خيراً. وسواءً كان ذلك في رمضان أو في غير رمضان؟
الشيخ: في رمضان وفي غيره.
الجواب: لا حرج في ذلك، لكن لا يبلع شيئاً سواء الرجل أو المرأة، ينظف فمه وأسنانه وما يبلع شيئاً بل يمجه.
الجواب: إذا بلغ الذهب النصاب أو الفضة النصاب ففيه الزكاة على الراجح من أقوال العلماء، فيه خلاف بين أهل العلم منهم من رأى فيه الزكاة، ومنهم من رأى عدم الزكاة، والصحيح الذي نفتي به أنه يزكى إذا بلغ النصاب سواء كان أسورة أو قلائد أو غير ذلك إذا بلغ النصاب ذهب أو فضة يزكى، في الألف خمسة وعشرين ربع العشر؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى على امرأة أسورة فقال: (أتعطين زكاة هذا؟ قالت: لا. قال: أيسرك أن يسورك الله بهما يوم القيامة بسوارين من نار، فألقتهما وقالت: هما لله ورسوله)، وكانت أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها تلبس أوضاحاً من ذهب، فقالت: (يا رسول الله! أكنز هذا؟ فقال: ما بلغ أن يزكى فزكي فليس بكنز) ولم يقل لها: الحلي ما فيه زكاة، قال: ما بلغ النصاب يزكى، فإذا ما زكي فهو كنز؛ ولأنه يعذب به صاحبه.
فالمقصود أن الراجح أن الحلي من الذهب والفضة إذا بلغت النصاب وحال عليها الحول ففيها الزكاة، والنصاب عشرون مثقالاً من الذهب، أحد عشر جنيه ونصف سعودي، ومن الفضة: مائة وأربعون مثقالاً، يعني ستة وخمسين ريال فضة وما يعادلها.
الجواب: لا يلزمه ذلك، إنما يتوضأ إذا كان محدثاً، لقوله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ [المائدة:6] الآية، المراد إذا كانوا محدثين، يعني: إذا كنتم محدثين، هذا المراد عند أهل العلم في أصح أقوالهم رحمة الله عليهم، أما إذا كان على وضوء فإنه يصلي بوضوئه الصلاتين والأكثر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بالوضوء الواحد الصلوات العديدة عليه الصلاة والسلام.
الجواب: مثل الخفين، المسح عليهما جائز في أصح قولي العلماء، إذا كانا ساترين للقدمين لا يرى منهما بياض القدم ولا سواده ساترة فإنه يمسح عليها كما يسمح على الخف من الجلد، ويمسح عليهما يوم وليلة بعد الحدث كما جاءت به السنة عن النبي عليه الصلاة والسلام.
الجواب: أهل البادية ليس عليهم صلاة جمعة ولا عيد، لكن يصلون الظهر بسنتها والمغرب والعشاء بسنتها والفجر بسنتها، ويستحب لهم أن يصلوا قبل العصر أربع ركعات الحكم، لكن الجمعة لا تجب عليهم، إنما تجب على أهل القرى والأمصار، وهكذا صلاة العيد.
المقدم: جزاكم الله خيراً.
يسأل سماحتكم عن السنن المؤكدة أيضاً؟
الشيخ: هذه تعم الجميع؛ سنة الضحى، والتهجد بالليل، وسنة الاستخارة، كل هذه تعم الجميع البادية والحاضرة.
الجواب: لا حرج، الحمد لله، إذا كان على وضوء فالحمد لله يكفيكم الوضوء، أما إذا كان ما هو على وضوء يلزمه الوضوء ولو كان برد يسخن الماء الحمد لله يسخن الماء ويتوضأ. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً. إذا كان بعيداً عن وسائل التسخين سماحة الشيخ؟
الشيخ: إذا كان عليه خطر ويضره الماء يتيمم، إذا كان برد ولا عنده شيء مما يسخن به الماء ويضره الماء يتيمم والحمد لله؛ عذر.
الجواب: نوصيك وجميع المسلمين المستمعين لهذا البرنامج نوصي الجميع بتقوى الله والاستقامة على دينه والتفقه في الدين، والتواصي بالحق، والتعاون على البر والتقوى، هذا الذي نوصي به الجميع، تقوى الله في كل وقت وفي كل حين بأداء حقه وترك معصيته والتعاون مع إخوانه على البر والتقوى، والتواصي بالحق والصبر عليه، والإكثار من قراءة القرآن والإكثار من ذكر الله والاستغفار والتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير، والضراعة إلى الله ودعائه بطلب الثبات على الحق والعافية من مضلات الفتن. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.
سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه إليكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: نرجو ذلك.
المقدم: مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، شكراً لسماحة الشيخ، وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر