إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (746)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    أثر كثرة العطاس على صحة الصلاة

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج: نور على الدرب. رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: نعود في بداية هذه الحلقة إلى رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع (ع. ط. غ) يقول: إذا لاحظت أن إنساناً كثيراً ما يغلبه العطاس أثناء الصلاة فماذا أقول له؟ وهل يؤثر ذلك على صلاته, جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فالعطاس لا يضر المصلي وليس باختياره، والله جل وعلا يقول: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286]، وإذا كنت تظن أنه يتساهل في ذلك فانصحه بعد الصلاة لا يتساهل، ولكن في الغالب أن هذا الأمر ليس باختيار الإنسان ولا يظن فيه التساهل.

    1.   

    حكم التثاؤب والنعاس أثناء الصلاة

    السؤال: يقول: يكثر علي التثاؤب والنعاس أثناء الصلاة، فكيف توجهونني أثابكم الله؟

    الجواب: نوجهك بأن تجتهد في أن تدخل الصلاة وأنت نشيط، إذا كنت كسلان توضأ وضوءاً ولو تجديداً ولو كنت على طهارة تتوضأ للنشاط وتحضر في قلبك أنك بين يدي الله، وأنك في عبادة عظيمة وهي عمود الإسلام، وهي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين حتى تنشط وتقوى في هذا العمل ويذهب عنك النعاس والكسل، فإن الإنسان إذا استحضر أنه في أمر عظيم وأنه بين يدي العظيم سبحانه وتعالى كان هذا مما يقويه وينشطه ويبعده من الكسل.

    1.   

    حكم من تأخر في أداء الصلاة بسبب النسيان أو النوم

    السؤال: إذا تأخر الإنسان عن الصلاة بسبب السهو أو النوم فهل يكون آثماً؟

    الجواب: إذا كان لم يتعمد أسباب ذلك فلا شيء عليه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس في النوم تفريط إنما التفريط في اليقظة)، أن يؤخر الرجل الصلاة إلى أن يخرج وقتها أو إلى وقت التي بعدها، والله يقول سبحانه: رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286]، فقال الله: (قد فعلت) فإذا نام الإنسان النوم المعتاد وغلبه النوم أو شغل له شاغل ونسي فلا شيء عليه، فقد نسي النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نسي الصحابة، وقد نام النبي صلى الله عليه وسلم حتى ضربته الشمس مع الصحابة كل ذلك وقع، وابن آدم محل نسيان ومحل جهل كما قال صلى الله عليه وسلم: (إنما أنا بشر أنسى كما تنسون).

    فالحاصل أن الإنسان يبتعد عن أسباب النوم فيبكر بالنوم حتى يقوم الفجر، يبكر ولا يسهر ويضع الساعة التي تعينه على ذلك على وقت مناسب للصلاة، أو كان عنده أهل عندهم انتباه يأمرهم بأن يوقظوه، يفعل الأسباب حتى لا ينام عن فريضة الله جل وعلا، أما النسيان فقد يغلبه وليس باختياره.

    1.   

    الأسباب المعينة على تجنب الشيطان ووساوسه

    السؤال: يقول: أرجو من سماحة الشيخ أن يتفضل بتوجيهي إلى الأقوال والأفعال التي تساعد المسلم على اجتناب الشيطان ووسوسته، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: ننصح كل مسلم أن يبتعد عن أسباب استيلاء الشيطان عليه، وذلك بالغفلة عن ذكر الله وتعاطي المعاصي، ومجالسة الأشرار.. كل هذه من أسباب استيلاء الشيطان وغلبته عليه فليحرص على الإكثار من ذكر الله فإن الذكر يطرد الشيطان، وبه تطمئن القلوب، يقول الله عز وجل: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ [الزخرف:36]، فإذا أكثر من ذكر الله ابتعد عنه الشيطان، وهكذا المعاصي تسبب قرب الشيطان وقسوة القلب، والعقوبات، ومن أعظم العقوبات أن ينسى ذكر الله، وأن تغلب عليه الوساوس حتى لا يضبط عمله، وهكذا صحبة الأشرار فإنها تضره ضرراً عظيماً وتنسيه ما عليه من الحقوق، وتباعده من طاعة الله ورسوله فيجب الحذر من ذلك.

    ومن أسباب السلامة: الضراعة إلى الله ودعاؤه جل وعلا أن يعينك وأن يصلح قلبك وأن يمنحك التوفيق لذكره والقيام بحقه على الوجه الذي يرضيه، فهو القائل سبحانه: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]، فاضرع إلى الله وأكثر من دعائه سبحانه وتعالى أن يعينك وأن يمنحك التوفيق، ويعيذك من الشيطان ونزغاته ووساوسه.

    1.   

    الواجب على من وجد مالاً في منزله ولم يتأكد من كونه ماله أو مال غيره

    السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج بتوقيع إحدى الأخوات المستمعات تقول المرسلة أم المهند من جدة، أم المهند تقول في رسالتها: فتاة عندها مال لزوجة أخيها ولكنها أرجعت هذا المال وبعد ذلك شكت في ذلك، وبعد حين وجدت مالاً في مكان فيه بعض حاجياتها الخاصة بها، فلم تعرف هل هذا المال خاص بوالدتها التي دائماً تضع المال في أي مكان أم أنه خاص بزوجة أخيها، علماً بأنها سألت زوجة أخيها فقالت لها: إنك أرجعتيه لي، وقالت مرة أخرى: وحتى لو كان معك فلا بأس فنحن أختان، علماً بأنها لا تعرف مقدار المال المؤتمن لديها من زوجة الأخ، سؤالي: هل تعطي المال لزوجة أخيها أم لوالدتها أم تتصدق به؟ علماً بأن الوالدة قالت: يجوز أن يكون المال لي، أفتونا جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: هذا المال إذا كانت والدتها ترى أنه مالها تعطيه والدتها، فإن كانت هي تظن أنه مالها وأنها قد تضع في هذا المكان شيئاً من مالها من مرتبها من كسبها فهو مالها، الأفضل أنه مالها، فإذا كان ليس لها مال بالكلية، وأن زوجة أخيها أخبرتها أن حقها وصلها فهذا يكون لأمها، ما دامت أمها تضع عندها بعض الشيء فهو لأمها، أما إذا كانت هي قد تضع مالاً لنفسها في هذا المكان فإنه مالها، الأفضل أنه مالها.

    1.   

    حكم الزيادة على سبع حصيات في رمي الجمرات

    السؤال: تقول: حجت فتاة في سنة من السنوات وبعد ذلك وعند رمي الجمرات كانت تعتقد أنه لابد من رمي الجمرات في نفس الحجر الواقف وليس في الحوض أو الصحن، ولوجود الزحمة لا ترى الجمرة فكانت ترمي حجراً زائداً في جميع المواقع الثلاث، فيكون حاصل الجمرات ثمان جمرات في كل موقع، هل رميها الحجر الزائد الذي يعد في ترتيبه الثامن يترتب عليه شيء، أم أن ما فعلته صحيح؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: إذا كان رميها الأحجار قد وقع في الحوض كفى سواء أصاب الشاخص أو ما أصاب الشاخص، أما الحجر الزائد فلا يضرها لكن ليس لها تعمده إلا من حاجة كأن تشك هل رمت سبعاً أم أقل فلا بأس أن ترمي ثامن تاسع حتى تتيقن أنها رمت السبع، أما مع العلم بأنها رمت سبعاً فلا حاجة إلى الزيادة ولا وجه له ولكن من الواجب رمي الشاخص، المقصود رمي الحوض فإذا كانت تعلم، قد غلب على ظنها أن الحجر وقع في الحوض كفى والحمد لله. نعم.

    المقدم: جزاكم الله خيراً. هل يترتب عليها كفارة أو شيء إذا ما رمت بثمان؟

    الجواب: إذا كانت رمت سبعاً كفى والثامن لا حاجة إليه، فإذا كان يغلب على ظنها أن السابعة وصلت الحوض كفى والحمد لله وليس عليها شيء، أما إذا كانت شاكة ما تدري فعليها دم يذبح في مكة للفقراء؛ لأن الشاك لم يؤد الواجب.

    1.   

    مشروعية الجمع والقصر للمسافر

    السؤال: الأخوان محمد أحمد فلاته و خالد آدم إدريس بعثا يسألان ويقولان: نحن من سكان مكة المكرمة خرجنا في رحلة ترفيهية تبعد عن مكة بمقدار مائة كيلو وحان موعد الصلاة، فهل يجوز لنا أن نقصر ونجمع، أم نقصر فقط جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: المشروع لكم -إذا كان الواقع ما ذكرتم- القصر، يعني هذا سفر السنة صلاة ثنتين أما الجمع فأنتم مخيرون إن جمعتم فلا بأس وإن تركتم الجمع فهو أفضل إذا كنتم مستقرين لا مشقة عليكم من ترك الجمع فهو أفضل؛ لأن الرسول صلى لله عليه وسلم في منى في حجة الوداع لم يجمع لكونه نازلاً في منى فلم يجمع عليه الصلاة والسلام لكن إذا جمع المسافر فلا حرج إلا أن الترك أفضل إذا كان مستريحاً مستقراً.

    1.   

    حكم تحدث الخاطب إلى المخطوبة

    السؤال: المستمع محمد علي حسن بعث برسالة وضمنها سؤالاً واحداً يقول فيه: هل يحق أن أكلم مخطوبتي أو أن أتحدث معها؟ وما هي نصيحتكم لكل مخطوبين؟

    الجواب: نعم، لا حرج في التحدث مع المخطوبة من طريق الهاتف أو من طريق المباشرة عند وجود محرمها أو غيره على وجه ليس فيه تهمة وليس فيه خلوة إذا كان الحديث في مصلحة الزواج لا بأس في ذلك، أما إذا كان الحديث قد يجر إلى منكر أو إلى فاحشة فلا يجوز، لكن إذا كان في مصلحة الزواج وليس فيه خلوة بل من بعيد بالهاتف أو بحضور أبيها أو أخيها أو أمها أو نحو ذلك فلا حرج في ذلك.

    1.   

    جواز زواج الرجل ممن رضعت من والدته رضعة واحدة

    السؤال: يقول: أنا شاب ارتبطت مع فتاة وخطبتها، ولكن بعد الخطبة سمعت والدتي تقول: إنها أختك من الرضاعة، فقلت لها: كم رضعة قمت بإرضاعها؟ قالت: مرة واحدة, فهل يحق لي الزواج وكيف أتصرف، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: إذا كانت أمك لم ترضعها إلا رضعة واحدة فإنها لا تكون أختاً لك ولا حرج من زواجها؛ لأن الرضعة الواحدة لا تحرم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تحرم الرضعة ولا الرضعتان)، الرضاع الذي يحصل به التحريم لابد أن يكون خمس رضعات، فإذا كانت أمك تقول: إنها لم ترضعها إلا واحدة فإنها لا تكون أختاً لك، ولا حرج عليك في التزوج بها.

    1.   

    صفة سجود الشكر

    السؤال: من القصيم رسالة بعثت بها إحدى الأخوات المستمعات تقول أم فهد ، أم فهد تسأل عن سجود الشكر كيف يكون وما هي مشروعيته، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: سجود الشكر مثل سجود الصلاة سجدة واحدة، يقول فيها ما يقول في سجود الصلاة: سبحان ربي الأعلى.. سبحان ربي الأعلى يحمد الله ويثني عليه على النعمة التي حصلت، يدعوه جل وعلا ويشكره، هذا سجود الشكر كون الإنسان بشر بأن الله جل وعلا رزقه ولداً أو بشر بأن أمه شفيت من مرضها أو أباه، أو بشر بأن المسلمين فتح الله عليهم ونصروا على عدوهم فإنه يشرع له السجود شكراً لله، ولو كان على غير طهارة ويقول في السجود مثلما يقول في سجود الصلاة: سبحان ربي الأعلى سبحان ربي الأعلى ويقول: اللهم اغفر لي اللهم ارزقني الشكر على نعمتك، الحمد لله على هذه النعمة.. ونحو ذلك.

    1.   

    كراهية الجري إلى الصلاة

    السؤال: المستمع (ع. ف. غ) يسأل ويقول: هل الركض إلى الصلاة جائز؟

    الجواب: ما ينبغي، مكروه الركض النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أتيتم الصلاة فأتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا)، لا ينبغي الركض ولا العجلة بل يمشي وعليه السكينة.

    1.   

    معنى الإسلام

    السؤال: يسأل ويقول: ما معنى الإسلام أثابكم؟

    الجواب: الإسلام: هو الاستسلام لله والخضوع له بفعل أوامره وترك نواهيه، هذا هو الإسلام إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ [آل عمران:19]، الإسلام يعني: الانقياد والذل لله بتوحيده والإخلاص له، وطاعة أوامره وترك نواهيه، هذا هو الإسلام، ومن ذلك: أداء الصلاة.. أداء الزكاة.. صوم رمضان.. حج البيت.. بر الوالدين.. صلة الرحم.. ترك المعاصي كلها داخلة في الإسلام، وسمي دين الله إسلاماً؛ لأنه ذل لله وانقياد لطاعته وترك لمعصيته فلهذا قيل له: الإسلام، يقال: أسلم فلان لفلان يعني: ذل له وانقاد لأوامره، فالإسلام: هو الانقياد لأوامر الله والطاعة لأوامر الله عن خشوع وعن ذل وعن انكسار وعن رغبة فيما عند الله مرضاة له سبحانه وتعالى.

    1.   

    حكم قراءة القرآن في الأماكن المخيفة

    السؤال: يقول: هل تجب علينا قراءة شيء من القرآن إذا أردنا الذهاب في الليل إلى مكان في الصحراء أو الوديان أو الجبال؟

    الجواب: لا تجب عليكم القراءة لكن يشرع لكم أن تقولوا: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات؛ لأن هذا من أسباب الوقاية، وإذا قرأتم فالقرآن كله خير لكن لا يجب، من قرأ فلا بأس القرآن طيب وهو من ذكر الله عز وجل، ولكن مع هذا يقول: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، ثلاث مرات، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، كل هذا من أسباب السلامة والحفظ.

    1.   

    حكم دخول المسجد لأجل صلاة تحية المسجد

    السؤال: يقول: هل يجوز أن يصلي المسلم ركعتين تحية المسجد ثم يذهب إلى مسجد آخر ويصلي فيه ركعتين تحية كذلك؟

    الجواب: إذا كان المقصود الذهاب إلى المسجد للتحية هذا غير مشروع، أما إذا كان قصد المسجد لحضور حلقات العلم ليجلس فيه الصلاة ليجلس فيه يقرأ القرآن يصلي تحية المسجد، أما أنه يذهب إلى المساجد يصلي ركعتين فقط هذا غير مشروع.

    1.   

    حكم من لا يصوم رمضان رغم أدائه للصلاة

    السؤال: ما حكم الإسلام في الذي يصلي ولا يصوم؟

    الجواب: حكمه أنه عاصي يجب أن يتوب إلى الله، وإذا علم به ولاة الأمور وجب أن يؤدب ويضرب حتى يتأدب ولا يعود.

    1.   

    شروط الصلاة

    السؤال: ماذا يجب على المسلم أن يوفره لصحة الصلاة؟ وكيف يكون حال المسلم في الصلاة؟

    الجواب: يجب عليه أن يتوضأ إذا كان على غير طهارة، وأن يعد المصلى إذا كان ما عنده أرض طيبة طاهرة يعد مصلى حصير.. سجادة من القطن أو غيره حتى يصلي عليها إذا كان ما عنده محل طاهر يعد السترة التي تستر عورته مثل قميص.. إزار ورداء يعد الشيء الواجب عليه في الصلاة، ويستحب له أن يعد سترة يجعلها أمامه، إذا كان ما عند جدار يلتمس كرسياً أو حربة يركزها أمامه، سنة الصلاة إلى السترة.

    1.   

    حكم قول: (صدق الله العظيم) عند الانتهاء من قراءة القرآن

    السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين رمز لاسمه بالحروف (ص. ع. ط) له جمع من الأسئلة يقول في أحدها: قول القارئ عند انتهائه من القرآن (صدق الله العظيم) بشكل دائماً جهراً، هل هذا من السنة، وهل له أصل في دين الله، أم هو بدعة على هذا الوصف والتقييد أفتونا مأجورين، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: هذا العمل لا نعلم له أصلاً وإن اعتاده الناس لكن لا نعلم في الشريعة ما يدل عليه ولا نعلمه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم فتركه أولى وبعض أهل العلم يستدل بقوله تعالى: قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ [آل عمران:95]، ولكن لا دليل في الآية، فالآية أمر بها من أمر للمناسبة التي تقتضي ذلك، أما كونه بعد القراءة يقول: (صدق الله العظيم) دائماً وعادة هذا لا أصل له، لكن إذا فعله لأسباب مثل جعل حيث في عظمة القرآن أو في عظمة الآية فقال: صدق الله العظيم ما أعظم هذا القرآن ما أعظم بيانه ما أعظم تيسيره عند المناسبات لا بأس، أما أن يعتاد كلما قرأ آيات وانتهى أو سورة قال: (صدق الله العظيم) فهذا لا نعلم له أصلاً والمشروع ترك ذلك.

    1.   

    حكم قضاء السنن القبلية

    السؤال: يقول: هل يمكن قضاء السنة القبلية بعد الصلاة إن فاتتنا قبلها بسبب التأخر مثلاً؟

    الجواب: نعم، إذا فاتته السنة القبلية سنة الظهر فالسنة يصليها بعد الظهر، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه فاتته سنة الظهر القبلية في بعض الأوقات فصلاها بعد الظهر عليه الصلاة والسلام صلى ستاً أربعاً السنة القبلية وثنتين السنة البعدية.

    المقصود أنه إذا فاتته جاء والإمام قد أقام الصلاة إذا فرغ من الصلاة يصلي أربعاً السنة القبلية ثم يصلي ثنتين السنة البعدية، هذا هو الأفضل.

    1.   

    عموم رسالة النبي عليه الصلاة والسلام إلى الجن والإنس

    السؤال: يقول: أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الجن والإنس كافة، والسؤال: هل كان هذا شأن ما قبله من الرسل عليهم السلام؟ أم أن محمداًَ صلى الله عليه وسلم كان أول رسول إلى هؤلاء الخلق -الجن- وجهونا جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: كان الأنبياء والرسل الماضون كل واحد يرسل إلى قومه، والجن لهم نذر، الرسل يرسل لهم نذر ينذرونهم من قومهم من جماعتهم، أما رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم فقد أرسل للجميع؛ للجن والإنس هذه خاصة له عليه الصلاة والسلام لم يبعث رسول إلى الجن والإنس جميعاً إلا محمد عليه الصلاة والسلام؛ لأن كل رسول يبعث إلى قومه من جن وإنس قومه في جهته أو مكانه من جن وإنس هو مبعوث إليهم وإن كان لا يعرف تفاصيل الجن ولا أسماء الجن لكن هو مبعوث إليهم عليهم أن يسمعوا له ويطيعوا وينتفعوا برسالته ويعملوا بها إذا كانوا من قومهم من بلده من قومه الذين بعث إليهم فإنهم يلزمهم أن يتبعوا هذا الرسول؛ لأنه أرسل إلى قومه.

    1.   

    حكم التساهل في أداء الرواتب والنوافل

    السؤال: يسأل يقول: ما هو رأي سماحتكم في الشخص الذي لا يحافظ على السنن ولا يصليها في كثير من الأحيان؟

    الجواب: إذا كان يؤدي الواجبات ويدع المحرمات فالحمد لله هو بر ومؤمن وفاته فضل المسارعة إلى الخيرات والمندوبات، فاته فضل المسابقة، فيكون من أصحاب اليمين وليس من السابقين حتى يكون عنده نشاط في المندوبات والمسارعة إلى الخيرات.

    1.   

    تعريف الراتبة والنافلة والسنة المؤكدة

    السؤال: يقول: ما هو الفرق بين الألفاظ التالية: راتبة، نافلة، مؤكدة ؟

    الجواب: الراتبة: التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أو فعل ما يدل على أنها راتبة يداوم عليها صلى الله عليه وسلم مثل سنة الظهر والمغرب والعشاء والفجر، هذه يقال لها: رواتب؛ سنة الجمعة ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم راتب عليها عليه الصلاة والسلام وواظب عليها.

    والنافلة: هي التي غير الفريضة تطلق على كل عبادة غير واجبة؛ الصوم والصلاة والصدقات ونحو ذلك يقال لها: نافلة؛ كل عبادة غير واجبة يقال لها نافلة، كسنة الضحى والرواتب التي مع الصلوات، سنة الوتر، صوم الإثنين والخميس صوم ست من شوال هذه يقال لها نوافل الصدقة بالمال غير الواجبة يقال لها نافلة.

    أما المؤكدة: فهي السنة المؤكدة التي ليست مطلقة بل مؤكدة مثل الرواتب سنة مؤكدة، الوتر سنة مؤكدة، صلاة الضحى سنة مؤكدة.

    1.   

    الحث على تنزيه المساجد من البدع والمحدثات

    السؤال: يقول: أرجو أن توجهوا المسلمين كيما يخلو مساجدهم من البدع؛ لأنني قرأت أن كثيراً من المساجد لا تخلو من البدع، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: الواجب على المسلمين أن يطهروا مساجدهم من كل ما حرم الله من بدع أو معاصي، ومن البدع بناء المساجد على القبور، دفن الميت في المسجد، التلفظ بالنية: نويت أن أصلي كذا وكذا، هذه من البدع التي يجب تنزيه المساجد عنها، ولا يجوز أن يصلى في المقبرة ولا في مسجد بني على قبر بل يجب هدمه؛ لأنه منكر وبدعة ومن وسائل الشرك.

    1.   

    الحكم على حديث: (اغتربوا تضووا)

    السؤال: يقول: قرأت قولاً يقول: (اغتربوا تبغوا)، هل هو حديث صحيح؟ وهل هناك أحاديث أخرى حول هذا الموضوع، نرجو توضيح السنة الصحيحة في مسألة اختيار الزوجة؟

    الجواب: ليس لهذا أصل بل كونه يتزوج من أقاربه أفضل والنبي تزوج من أقاربه عليه الصلاة والسلام، أما قول بعض الفقهاء أنه يتزوج أجنبية هذا لا أصل له بل هو مخير إن شاء تزوج قريبة كبنت عمه وخاله وإن شاء تزوج البعيدة لا حرج في ذلك، وأما قول من قال: إن الأجنبية أنجب وأفضل فهذا لا أصل له ولا دليل عليه بل إذا تيسرت قريبة طيبة فهي أولى لما في هذا من صلة الرحم، أما إذا كانت الأجنبية أدين وأكثر خيراً فالأجنبية أفضل.

    المقصود أنه يتحرى المرأة الصالحة قريبة أو غير قريبة لقوله صلى الله عليه وسلم: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)، فالمؤمن يلتمس ذات الدين الطيبة وإن كانت من غير أقاربه، والزوجة كذلك تلتمس الزوج الصالح وتسأل عنه وإن كان من غير أقاربها.

    المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.

    سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    الشيخ: نسأل الله ذلك.

    المقدم: مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    شكراً لسماحته، وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن متابعتكم وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    768263651