مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
هذه حلقه جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب. رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم. نعم.
المقدم: حياكم الله.
====السؤال: نعود في بداية هذه الحلقة إلى رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع عبد الله يحيى الأخ عبد الله عرضنا بعض أسئلة له في حلقة مضت وفي هذه الحلقة بقي له جمع آخر، يسأل في أحد أسئلته ويقول: أديت فريضة الحج وقررت أن أصوم يوم عرفة في ذلك الحج، أنكر علي كثير من الناس ما فعلت، وجهوني جزاكم الله خيراً، وهل يلزمني الآن شيء جزاكم الله خيراً؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فالسنة للحاج عدم صوم عرفة، وإذا كان عليه صيام يصوم قبل ذلك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وقف يوم حجة الوداع مفطراً، وبعثت إليه أم الفضل قدحاً من اللبن فشرب والناس ينظرون حتى يعلموا أنه مفطر، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم (أنه نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة) فالسنة للحجيج أن لا يصوموا يوم عرفة، وأنت في المستقبل إن شاء الله لا تصم عرفة وأنت حاج، أما الماضي فلا شيء عليك والحمد لله.
الجواب : الواجب عليك نصيحتهم وإنكار المنكر، هذا منكر عظيم هذا والصلاة منكر عظيم؛ لأن الصلاة عمود الإسلام وهي الركن الأعظم من أركان الإسلام الخمسة بعد الشهادتين، فيقول فيها النبي صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، الصلاة أمرها عظيم، فالواجب نصيحتهم والإنكار عليهم، فإن استجابوا فالحمد لله وإلا فلا تجالسهم، لكن لا مانع من تكرار النصيحة إذا طمعت في هدايتهم تكرر النصيحة مع عدم اتخاذهم أصحاباً وجلساء لكن تكرر النصيحة والدعوة إلى الله لعل الله يهديهم بأسبابك.
الجواب: إذا كنت أنت تصلي وهي لا تصلي فالواجب في أصح قولي العلماء تجديد النكاح، يجدد النكاح بولي وشاهدين ومهر جديد، إذا كنت تصلي وهي لا تصلي أو العكس أنت لا تصلي وهي تصلي؛ فإن الواجب تجديد العقد؛ لأن ترك الصلاة كفر أكبر في أصح قولي العلماء. فالواجب أن يجدد النكاح، تطلب من وليها أن يعقد لك عقداً جديداً بعدما تابت ورجعت إلى الله فتجدد النكاح بمهر جديد ولو قليل، ولو بمهر قليل، بحضرة شاهدين ولو في البيت من غير حاجة إلى محكمة ولا حاجة إلى مأذون في البيت في بيتكم أو في بيت صهرك أو في بيت أحد إخوانك يجدد النكاح بحضرة شاهدين إذا رغبت فيك ورغبت فيها بمهر جديد ولو قليلاً والحمد لله.
الجواب: الرسول صلى الله عليه وسلم علمها أصحابه وهي: (التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله) نعيدها، ولعلك تكتبها.
المقدم: يبدو أنه لا يقرأ ولا يكتب.
الشيخ: (التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله) هذا في التشهد الأول والثاني، في الجلوس الأول بعد الثانية وفي الثالثة في المغرب وفي الرابعة في الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ثم تقول بعدها في التشهد الأخير في الثالثة من المغرب والرابعة من الظهر والعصر والعشاء وفي صلاة الفجر والجمعة والعيدين والاستسقاء تقول بعد هذا: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد) وإذا فعلت هذا أيضاً في التشهد الأول فهو أيضاً مشروع ومستحب، يعني في التشهد الذي بعد الثانية في الظهر والعصر والمغرب والعشاء إذا صليت على النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكر فهو طيب ومشروع لعموم الأحاديث في ذلك، فإن الصحابة سألوا النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: (يا رسول الله! أمرنا الله أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك؟ يعني في قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56] -اللهم صل عليه وسلم- سألوه؛ قالوا: يا رسول الله! كيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد)، هذه الصيغة أكمل الصيغ التي وردت وأتمها، وقد وردت في ألفاظ أخرى أخصر من هذا وكلها صحيحة إذا أتى بواحد منها المؤمن أو المؤمنة كفى، ومنها: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد). هذه صيغة.
صيغة ثالثة: (اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد).
الصيغة الرابعة: (اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد).
إذا أتى المؤمن أو المؤمنة بواحدة من هذه الصيغات الصحيحة كله طيب وأكملها الأولى، أكملها وأتمها الأولى، (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد) في التشهد الأول والثاني لكن في الثاني يتعين عند جمع من أهل العلم، الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الثاني في التشهد الأخير متعينة عند جمع من أهل العلم.
فينبغي أن لا تدعها وأن تحافظ عليها، ثم تقول بعد هذا كله في التشهد الأخير الذي بعده السلام تقول بعد ذلك: (اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ).
نعيده: (اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال) في آخر الصلاة قبل السلام، ويستحب الزيادة على هذا: (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)؛ لأن الرسول أوصى بذلك عليه الصلاة والسلام (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) قبل السلام، دعاء آخر قبل السلام: (اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم) نعيدها: (اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم).
النبي صلى الله عليه وسلم أوصى أبا بكر بهذا الدعاء وأوصى معاذاً بالدعاء الذي قبله (اللهم أعني على ذكرك..) وهي وصية للجميع -لجميع المسلمين- وصيته لواحد وصية للجميع عليه الصلاة والسلام، وكلها سنة ليست واجبة.
الجواب: ليس بجائز إنما تقرأ يس عند المحتضر قبل أن يموت، أما على قبره لا تقرأ يس ولا غيرها ولكن يدعى له بعد الدفن وعند الزيارة يدعى له بالمغفرة والرحمة والنجاة من النار، أما أن يقرأ على الميت على قبره يس أو غيرها هذا غير مشروع.
الجواب: إذا كنت تعلم أنهم فقراء أو يرى البعض عندك أنهم فقراء فلا بأس وإلا فوزعها على ناس تعرف أنهم فقراء.
الجواب: الواجب أن تكون المقبرة خاصة بالمسلمين، وإذا عرف أن الرجل لا يصلي يدفن في محل آخر غير مقبرة المسلمين، هذا هو الأرجح، في محل بعيد وإن ووسي في أرض ميتة حتى لا يعرف فلا بأس، مثل الكافر المعروف النصراني واليهودي والشيوعي يدفنوا في محل بعيد عن مقبرة المسلمين، في أرض ميتة بعيدة وتواسى عليهم الأرض حتى لا تعرف قبورهم ويستراح منهم حتى لا يتأذى الناس وجيفهم. وقال جمع من أهل العلم: إنه إذا كان لا يصلي ولكنه يقر بأنها واجبة وفريضة أنه لا يكفر بذلك وأنه يدفن مع المسلمين، هذا قاله جماعة من أهل العلم وذكره بعض أهل العلم أنه قول الأكثرين، فإذا دفنوه مع المسلمين بفتوى أحد من العلماء فلا بأس، وإلا فالأصوب والأصح أن تارك الصلاة كافر كفراً أكبر، هذا هو الأصح، لقول النبي صلى الله عليه وسلم (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) ولقوله صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، ولما سئل عليه الصلاة والسلام عن الأئمة الذين يخرج عليهم لأنهم أتوا كفراً بواحاً، قال في حقهم: (لا تخرجوا عليهم -معناه- ما أقاموا فيكم الصلاة) لما سألوه: (هل نقاتلهم قال: لا. ما أقاموا فيكم الصلاة) فدل على أن ترك الصلاة من الكفر البواح نسأل الله العافية.
فنسأل الله لجميع المسلمين ولجميع الضالين والكافرين التوفيق للتوبة، نسأل الله أن يمن عليهم بالتوبة النصوح.
الجواب: إذا حلفت عليها لمصلحة شرعية فلا بأس إذا كان أهلها يعلمونها الشر وينشزونها عليك فلا بأس وإلا فاسمح لها وكفر عن يمينك، إذا كنت حلفت كفر عن يمينك كفارة.. إطعام عشرة مساكين من الفقراء كل واحد يعطى نصف الصاع من التمر أو الرز أو الحنطة أو غيره من قوت البلد ومقداره كيلو ونصف أو كسوة؛ قميص يعطى كل واحد كسوة عن اليمين عشرة.
الجواب: ينصح ويوجه إلى الخير، ينصح بعدم الحلف بالطلاق، يحلف بالله، لا يطلق، يترك الطلاق عنه، عليكم أن توصوه بالخير وترشدوه إلى الخير حتى لا يعتاد الطلاق، إذا كان ولابد يحلف بالله يقول: والله ما تفعل كذا، والله لا أفعل كذا، ويترك الطلاق؛ لأن الطلاق قد يترتب عليه وقوعه والتفريق بينه وبين أهله، فينبغي له الحذر من استعمال الطلاق حتى لا يندم.
الجواب: قد وسع الله لها فلها أن تؤخر الصوم إلى شعبان، لها أن تؤخر الصوم إلى الشتاء.. إلى شعبان.. إلى رجب.. السنة كلها بحمد الله فيها سعة، كانت عائشة رضي الله عنها لا تقضي إلا في شعبان؛ لأسباب تتعلق بالرسول صلى الله عليه وسلم وحاجته إليها.
المقصود أن الأمر فيه سعة لكن لا تصوم الست قبل القضاء، إن قدرت تبدأ بالقضاء وإلا فلا شيء عليها، لا تبدأ بالست، بدل ما تصوم الست تصوم ست من القضاء والحمد لله. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً إذا كان ما أفطرته من رمضان كثيراً وهي تود أن تجمع بين القضاء وبين صيام الست فكيف تصوم؟
الجواب: ولو، تبدأ بالقضاء ولا عليها ست، تبدأ بالقضاء ولو استغرق الشهر كله، والحمد لله.
المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم. إذاً حينئذ تكفيها النية سماحة الشيخ؟
الشيخ: لها الأجر إن شاء الله.
المقدم: اللهم آمين.
الشيخ: إذا كان منعها من ذلك القضاء لها الأجر إن شاء الله.
إذا شق عليها القضاء في شوال.
الجواب: إذا صليت مع الجماعة من أول الصلاة فنسيت مثل: سبحان ربي الأعلى، أو نسيت سبحان ربي العظيم في الركوع، أو رب اغفر لي، بين السجدتين فإنه ليس عليك سجود سهو يتحمله الإمام والحمد لله، أو نسيت الفاتحة يتحمله الإمام والحمد لله.
الجواب: الجزاء: عقوبة ما فعل الإنسان جزاءه أو ثوابه، يقال: ثواب من فعل الصدقة الأجر عند الله والحسنات.. ثواب من فعل الصوم الأجر.. ثواب من كان يصلي الأجر عند الله وهو موعود بالجنة.. ثواب من أعطاك مالاً أو أهداك مالاً أن تكافئه بالمال، هذا هو الجزاء.
أما الإجزاء: معناه الصحة، يقال: أجزأت الصلاة يعني: صحت.. أجزأ الصوم؛ صح الصوم، أجزأ الكلام حصل به الكفاية.
الجواب: نوجهه بأن يصلي بالناس ويحسن صوته والحمد لله، ويجاهد نفسه في عدم الرياء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) يعني: يحسن صوته به، (ومر النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة على
الجواب: تنويها عما فعلت من النذر والحمد لله سواء صمتها متفرقة أو متبعة إذا كنت لم تقصد المتابعة وأنك تصومها جميعاً متتابعةً فإنها تجزئ عنك إذا نويت عن نذرك كلما ملأت بطنك.. كلما شبعت فصم، وإذا لم تملأ بطنك فليس عليك صيام، سواء أكلت دون الملء فليس عليك صيام.
الشيخ: أعد.
المقدم: يقول: بحكم ظروف العمل والحياة الاقتصادية والظروف الصعبة نغيب عن زوجاتنا سنة وسنتين وأكثر، كيف توجهوننا جزاكم الله خيراً؟
الجواب: لا حرج في ذلك عند الضرورة، إذا كانت الضرورة تدعو إلى ذلك فلا حرج في ذلك؛ لأن طلب الرزق الحلال أمر مطلوب وقد لا يتيسر للإنسان أن تكون المدة قليلة، فإذا اضطر إلى مدة طويلة فلا حرج في ذلك ولاسيما إذا رضيت الزوجة وسمحت، أما إذا لم ترض فينبغي أن تحملها معك أن تكون معك في سفرك؛ لأن ذلك أحصن لفرجك ولفرجها وأبرأ للذمة وأحسن في العاقبة إن شاء الله، وإلا فقدر أياماً أو شهوراً تصطلحان عليها أنت والمرأة تغيبها ثم ترجع في طلب الرزق وحاول لذلك حسب الطاقة.
والله يقول: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا [الطلاق:2] ، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4] ويقول سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] حاول أن تتفق معها على مدة معلومة تغيبها لطلب الرزق أو حاول أنك تحملها معك أو حاول سماحها إذا كنت لا تخشى عليها الفتنة ولا على نفسك.
الجواب: هذا لا يجوز، الحلف بالحرام منكر، كما قال الله في الظهار: وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا [المجادلة:2] والله أنكر على نبيه صلى الله عليه وسلم قال: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ [التحريم:1] فلا يجوز للمسلم أن يحرم ما أحل الله له ولا يقول: علي الحرام ما أفعل كذا.. علي الحرام لأفعلن كذا.. علي الحرام ما أسافر.. علي الحرام ما أكلم فلان.. كل هذا لا يجوز، فإذا دعت الحاجة يحلف، يقول: والله ما أفعل كذا، يحلف إذا دعت الحاجة، أما التحريم فلا لا يجوز، وعليه كفارة اليمين إذا حلف بالحرام أنه ما يفعل هذا الشيء وفعله عليه كفارة يمين، أو قال: عليه الحرام ليفعلنه.. ولم يفعله هذه كفارة يمين، كفارة التحريم كفارة اليمين.
الجواب: للزوج أن يكذب عليها ولها أن تكذب عليه فيما بينهما أو في مصالحهما إذا كان الكذب لا يضر أحداً غيرهما إنما يختص بهما فله أن يكذب عليها ويقول: سوف أشتري كذا وسوف أحضر لك كذا حتى يسكتها ويرضيها، ولها أن تقول ذلك: سوف أفعل معك، وسوف لا أخالفك، وسوف لا أذهب إلى البيت الفلاني، حتى يهدأ غضبه ولو كانت كاذبة لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها قالت رضي الله عنها: (لم أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته والمرأة زوجها) وذلك فيه مصالح حتى تهدأ الحال بينهما وحتى يزول الغضب منه أو منها بالأوعاد التي فيها كذب لا يضر أحداً من الناس، وهذا مجرب ونافع ولا حرج فيه والحمد لله، ولها أن تأخذ من ماله بغير علمه حاجتها من دون إسراف ولا تبذير، إذا كان حاجة فلها أن تأخذ حاجتها من ماله من طعام أو نقود أو ملابس من غير علمه لكن في غير إسراف ولا تبذير؛ لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن هند بنت عتبة قالت: (يا رسول الله! إن
بالمعروف، يعني: من غير إسراف ولا تبذير حسب المعتاد، حسب الحاجة.
المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.
سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: نرجو ذلك.
المقدم: مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
شكراً لسماحته، وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن متابعتكم وإلى الملتقى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر