مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج: نور على الدرب.
رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين رمز إلى اسمه بالحرف (س) من الرياض، أخونا عنون رسالته بقوله: الموضوع: تكاليف في أوقات الصلاة، يقول: مع الأذان للصلاة يكلفونني بالمشاوير، ومليت كثيراً من هذه التكاليف في وقت الأذان، وكثير من المرات خرجت عن صوابي وضاق خلقي؛ لأنهم لا يخرجون إلا مع الأذان أو وقت الصلاة، كنت دائماً أشكو لهم هذا، وأبين لهم أن الصلاة لها فضل كبير إذا كانت مع الجماعة، ولا يجوز تأجيلها لغرض من الأغراض التي يمكن تأخيرها، لم يستجيبوا لي، وجهوني ووجهوا أمثال هؤلاء، جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، والواقع أمامي رسالة أخرى -سماحة الشيخ- تعرض نفس الغرض، فتوجيهكم وفقكم الله وجزاكم خيراً؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فلا شك أن الواجب على المسلمين العناية بالصلاة، وأن تؤدى في وقتها من الرجال والنساء جميعاً؛ لأنها عمود الإسلام، وأعظم الأركان بعد الشهادتين، ولأنها أول شيء يحاسب عليه العبد يوم القيامة، فإن صلحت له الصلاة؛ صلح له بقية عمله، وإن ردت عليه صلاته؛ رد عليه بقية عمله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فالواجب على أهل البيت وعلى الموظفين في أي دائرة: أن يتقوا الله في ذلك، وأن يتعاونوا على أداء الصلاة في وقتها في الجماعة، وأن يجيبوا المؤذن، وأن لا يشغل بعضهم بعض بأشياء تعوقهم عن الصلاة في الجماعة، أو عن الصلاة في وقتها، هذا يعم الرجال والنساء، الواجب على أهل البيت أن يجتهدوا في أداء الصلاة في وقتها والحرص على ذلك، وعلى الرجال أن يصلوها في الجماعة، إذا سمعوا النداء بادروا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر، قيل لـ
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم: (أنه جاءه رجل أعمى فقال: يا رسول الله! ليس لي قائد يقودني للمسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب)، خرجه مسلم في الصحيح.
فإذا كان أعمى ليس له قائد، يقال له: أجب، يصلي في الجماعة في المسجد، فكيف بغيره من الناس؟! فالواجب على جميع الرجال المستطيعين أن يصلوا في المسجد، وأن يجيبوا المؤذن، وأن يخرجوا من بيوتهم ومنازلهم ودوائرهم إلى المساجد، إلا من عذره الله؛ كالمريض فالمريض، يصلي على حسب حاله: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16].
يقول ابن مسعود رضي الله عنه -الصحابي الجليل-: (لقد رأيتنا وما يتخلف عنها -يعني: الصلاة في الجماعة- إلا منافق معلوم النفاق أو مريض)، فلا يجوز لمدير الدائرة أو رئيس الدائرة، أو صاحب البيت أن يشغل أولاده، أو الموظفين بأعمال تمنعهم من صلاة الجماعة، تعوقهم عن الصلاة في الجماعة، بل يجب أن يكونوا متعاونين على المبادرة في أداء الصلاة في الجماعة، وعلى تأجيل الأشغال الأخرى التي قد تعوق إلى ما بعد الصلاة، أو تقديمها قبل الصلاة بوقت، أما أن يشغل الموظفون بها وقت الصلاة، حتى يتخلفوا عن صلاة الجماعة؛ فهذا منكر عظيم، فالواجب تركه والحذر منه، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، ما على العامل أو السائق أو الخادم إذا جوبه بمثل هذه القضية سماحة الشيخ! هل تنصحونه بأن ينتقل إلى جهة أخرى تمكنه من تأدية صلاة الجماعة؟
الشيخ: الواجب على السائق والعامل وكل موظف: أن يقدم حق الله، يصلي في الجماعة يوقف السيارة ويصلي في الجماعة والحمد لله، والعامل يوقف العمل ويصلي مع المسلمين، أوقات الصلاة مستثناة، ما هي داخلة في العمل، إلا إذا كان حارساً يصلي في محل حراسته؛ ولا يهمل محله، أو مريض فهو معذور، أو معه في السيارة ما يخشى عليه؛ فلا بأس أن يؤديه إلى جهته، ويحرص مستقبلاً على أن يحتاط لهذا الأمر في جميع الأوقات.
المقدم: جزاكم الله خيراً، ومن كان عمله في الإمكان أن يؤجل ذلك العمل إلى ما بعد الصلاة، كيف تنصحونه؟
الشيخ: يجب عليه أن يؤجل، وإذا كانت الجهة المسئولة لا تمكنه؛ ينتقل إلى جهة أخرى، يستقيل ويطلب جهة أخرى، والله يسهل أمره، يقول سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا [الطلاق:2]، ويقول عز وجل: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4]، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (إنما الطاعة في المعروف).
فالرئاسة التي تمنعه من صلاة الجماعة، أو الإدارة، أو رئيس العمل أو ما أشبه ذلك، لا يجوز له أن يطيعه في ذلك.
الجواب: يقول الله سبحانه: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يجني الجاني إلا على نفسه)، فلا تطلقها من أجل أبيها، ما دامت مستقيمة فالحمد لله، الزمها وأحسن إليها، وعاملها بما ينبغي من المعاملة الطيبة: (خياركم خياركم لنسائهم)، فعليك بالخلق الطيب والمعاملة الحسنة مع زوجتك، أما أبوها فعليك أن تدعو له بالهداية، أدع الله له بالهداية، وانصحه كثيراً أنت ومن معك من إخوانك الطيبين، تذهبون إليه.. تنصحونه؛ لأن أداء الصلاة أمر مفترض، والصلاة ركن من أركان الإسلام، بل هي عمود الإسلام، فعليك أنت وإخوانك الطيبون أن تنصحوه وتوجهوه إلى الخير، وأن تلاحظوه دائماً، ولعل الله يهديه على أيديكم، فإن أبى فيستحق الهجر؛ يهجر.. لا تدعوه لوليمة، ولا تجب لدعوته إن دعاك حتى يتوب، لكن مهما استطعت أن تنصح أنت وإخوانك الطيبون من جيرانه وأقاربه؛ فاحرصوا، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه)، وأنتم تستطيعون -بحمد الله- باللسان؛ فأنكروا عليه باللسان، وأشيروا عليه، وانصحوه، وكرروا عليه؛ لعل الله يجعل الهداية على أيديكم.
الجواب: الملابس من الأمور العادية، يجوز للإنسان أن يلبس ما شاء مما أباح الله من القطن والصوف والكتان، والحرير إذا كانت امرأة تلبس الحرير أيضاً بخلاف الرجل، لكن ليس له أن يتشبه بأعداء الله في لباسه، وليس للمرأة أن تتشبه بالرجل، وليس للرجل أن يتشبه بالمرأة في اللباس ولا في غيره، فالتشبه بأعداء الله في اللباس وغيره لا يجوز، وتشبه المرأة بالرجل والرجل بالمرأة أيضاً لا يجوز، لا في الكلام ولا في المشي ولا في اللباس، وليس للرجل أن يلبس لباساً محرماً؛ كالحرير، أو الإسبال بحيث ينزل بشته أو بنطلونه أو سراويله أو إزاره عن الكعب، هذا لا يجوز للرجل؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار)، وقوله عليه الصلاة والسلام: (ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل إزاره، والمنان فيما أعطى، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب)، خرجه مسلم في الصحيح.
فجعل المسبل إزاره من هؤلاء الثلاثة المتوعدين؛ فيجب الحذر، أما المرأة فلها أن ترخي ثيابها حتى تستر قدميها شبراً إلى ذراع، وأما الرجل لا، عليه أن تكون ثيابه إلى الكعب، لا تنزل عن الكعبين، سواء كانت الثياب قمصاً أو سراويل سراويلات أو أزراً أو بشتاً أو غير ذلك، عليه أن يتقي الله وأن يحذر الإسبال، وإذا كان عن تكبر صار الإثم أعظم، إذا كان عن تكبر صار الإثم أكبر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة)، نسأل الله السلامة والعافية. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً، متى يكون الإسبال -سماحة الشيخ- من الكبائر كما يسأل صاحب هذه الرسالة؟
الشيخ: هو من الكبائر مطلقاً؛ لهذا الحديث الصحيح: (ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار)، توعده بالنار، وأخبر أنه: (لا يكلمهم ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم)، ذكر منهم المسبل، هذا من الكبائر، وإذا كان عن كبر صار أشد.
الجواب: الجن هم الثقل الثاني من المخلوقات مثل الإنس، يقول الله سبحانه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]، الجن: هم جنس من المخلوقات خلقهم الله لعبادته كالإنس، والشياطين: المردة منهم، الشيطان وذرية المردة، وهكذا شياطين الإنس مثل ذلك، الشياطين يكونوا من الجن ويكونوا من الإنس، فالشيطان الإنسي والشيطان الجني داخل في الشياطين، كما قال تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ [الأنعام:112].
فالمقصود: أن الشياطين يكونوا من الجن والإنس، وهم المردة المتعدون لحدود الله يقال لهم: شياطين، والشيطان الذي هو أبو الجن، هو رأسهم، وهكذا من تمرد من ذريته وتعدى الحدود؛ هو شيطان، ومن استقام على أمر الله؛ فليس من الشياطين، بل من المؤمنين، كما قال تعالى في الجن: وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا [الجن:11]، وقال أيضاً عن الجن: وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا * وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا [الجن:14-15]، فهو فيهم المسلم والكافر.. فيهم المبتدع والسني.. فيهم الرافضي والسني.. فيهم الشيوعي.. فيهم المعتزلي والجهمي مثلما في الإنس. نعم، نسأل الله العافية.
الجواب: جميع المساجد التي فيها القبور لا يصلى فيها، والصلاة فيها باطلة، وإذا كان المسجد هو القديم ثم دفن فيه صاحبه؛ ينبش المدفون، ينبش وينقل رفاته إلى المقبرة العامة، ويصلى في المسجد، أما إن كان القبر هو القديم، ثم بني عليه المسجد؛ فالمسجد يهدم، يهدم ويزال؛ لأنه أسس على ضلالة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، يقول صلى الله عليه وسلم: (قاتل الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، وفي اللفظ الآخر: (لعن الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد؛ فإني أنهاكم عن ذلك)، وقالت له أم سلمة وأم حبيبة لما هاجرتا إلى الحبشة: (إنهما رأتا كنيسة في الحبشة فيها تصاوير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً، وصوروا فيه تلك الصور، ثم قال: أولئك شرار الخلق عند الله)، فأخبر أنهم شرار الخلق؛ بأسباب بنائهم على القبور، واتخاذهم التصاوير عليها، نسأل الله العافية.
فالمقصود: أن الواجب عدم البناء على القبور، لا قباب ولا مساجد.. ولا غير ذلك، يجب أن تكون مكشوفة ليس عليها بناء، كما كانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في البقيع، تكون مكشوفة، ولا يزاد عليها غير ترابها، تكون مرفوعة قدر شبر تقريباً؛ حتى يعرف أنها قبور، ولا يصلى بينها، ولا إليها، ولا يبنى عليها قباب ولا حجر ولا مساجد، ولا تستر، كل هذا منكر، وكله من وسائل الشرك، كل هذا من وسائل الشرك، فالواجب الحذر من ذلك، وكل مسجد فيه قبر لا يصلى فيه، لكن إن كان القبر هو الجديد ينبش يوضع في المقابر ويصلى في المسجد، فإن كان القبور هي القديمة ثم بني عليها المسجد؛ فالمسجد يهدم ولا يصلى فيه.
المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، هذا السلك الذي يذكره ويقول: إن المسجد محاط بسلك، هل ينفع ويؤثر أو لا تأثير له؟
الشيخ: هذا السلك يزال ويقطع، يزال إذا كان مقصود به تعظيم الميت، أو الإشارة إلى قبره.. أو ما أشبه ذلك؛ يزال، المقصود ما له حاجة، ولا له سبب يوجب السلك، فيجب إزالة السلك الذي يعتقدون فيه.
الجواب: إذا كان كشف شعورهن عند رجل أجنبي فهذا حرام منكر، وأما إن كان في بيوتهن وعند النساء فلا حرج، ليس الرأس عورة عند النساء، إذا كشفت رأسها عند أمها وأخواتها أو النساء الأخريات ما فيه شيء، أو عند زوجها كله لا بأس به، المقصود: ليس لها كشف رأسها ولا بدنها، شيئاً من بدنها عند الرجل الأجنبي، وهكذا لبس القصير، ليس لها أن تلبس القصير عند رجل أجنبي، أما عند النساء فالأمر أسهل، لكن كون المرأة تكون محتشمة تكون كريمة وجيدة، تلبس اللباس الحسن، ولا نتبذل بكشف شعرها عند الناس، يكون أفضل حتى يقتدى بها.. تكون كريمة وجيدة يقتدى بها، وإلا فكشف الرأس عند النساء أو في البيت إذا كانت وحدها، لا حرج في ذلك، كذلك إذا كان قميصها تحت الركبة فوق الكعب في بيتها وعند زوجها؛ لا يضر، أو عند النساء، لكن كونها تعتاد الثوب الكامل والقميص الحسن، أي: الساتر؛ يكون هذا أفضل، حتى يقتدى بها، وحتى لا تتساهل في ذلك عند سائق أو خادم أو غيرهما.
الجواب: إذا كان الرضاع شرعياً خمس مرات أو أكثر في حال كونه طفلاً لم يفطم قبل الحولين؛ فإنه يكون عماً لك، يكون أخاً لأبيك ومحرماً لك؛ لأنها أرضعته الجدة أم أبيك، فيكون عماً لك وعماً لأولاد أبيك كلهم، إذا كان الرضاع خمس رضعات أو أكثر، في الحولين قبل أن يفطم، أما إن كان الرضاع أقل، أو بعد فطامه؛ فلا عبرة به ولا يؤثر، ولا يكون عماً لك.
الجواب: هذا كلام باطل، عملاً لا أصل له هذه من خرافات العامة، فماء الميت الذي يغسل به يراق مثل المياه الأخرى في الحمام وغيره، لا شيء فيه، يغسل في الحمام أو في غير الحمام، ولا يحفر له ولا تنقض البلاط، كل هذا غلط، كل هذا إضاعة المال بالباطل.
الجواب: إذا مات الطفل ولم يختن؛ فلا حاجة إلى ختانه، ولا يجب ختانه ولا يشرع بعد موته، والحمد لله، نعم، سنة فات محلها.
الجواب: إذا كان الموضوع ليس فيه ريبة ولا خلوة؛ فلا مانع أن تقدم لهم الضيافة وهي متسترة متحفظة في وجهها ويديها وبدنها، تقدم لهم وتقول لهم: خذوا عندكم القهوة عندكم كذا، تقهووا وافعلوا كذا.. وكلوا.. تقدم لهم الطعام وهم يأخذونه والحمد لله، أما إذا كان واحداً فلا تخلو به، تعتذر تقول: ليس عندي أحد، واعذرني يا أخي! وكذلك إذا كان هناك ريبة تخشى ريبة؛ تعتذر إليهم ولو كانوا أكثر من واحد، إذا كانت تخشى أن تتهم بالشر؛ فتعتذر إليهم، وتقول: اعذروني؛ صاحب البيت ليس بحاضر، إن شاء الله تراجعونه في وقت كذا وفي وقت كذا، أما إذا كان طوفاً معروفاً عندهم، وليس فيه تهمة ولا شر، تقدم لهم ما ينبغي من الضيافة، مع التستر والتحفظ، والكلام الطيب والحمد لله.
الجواب: نوجهها بأن تصبر، وتواصل الصلة بالكلام الطيب والفعل الطيب، والمال إذا تيسر ذلك، ولا تقطع، إذا قطعت لا تقطعها هي بنت أخيها، فعليها أن تجتهد في صلتها والدعاء لها بالتوفيق والهداية، واستعمال الكلام الطيب، وتستعين بمن تشاء من قريباتها حتى ترضى عنها عمتها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (ليس الواصل بالمكافي، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها)، هذا الواصل، ومن عقيدة أهل السنة والجماعة أن تصل من قطعك، هذا هو السنة، فإذا قطعت وقطع؛ استمرت القطيعة، لكن أنت إذا قطعك أخوك أو عمك أو عمتك أو غيرهما من أقاربك؛ لا تقطع أنت، افعل المعروف بالكلام الطيب والفعل الطيب حسب طاقتك، واستعن على ذلك بمن تشاء من الأخيار والطيبين؛ حتى تعود الصلة وتعود المحبة.
الجواب: نعم، هذه هي السنة، للرجل والمرأة أن يقرأ في سنة الفجر بهاتين السورتين بعد الفاتحة، في الأولى: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1] بعد الفاتحة، وفي الثانية: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] بعد الفاتحة، للرجل والمرأة، والسنة أن تؤدى في البيت للرجل، وإن أداها في المسجد فلا بأس، وإن قرأ فيهما أيضاً آية البقرة: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا [البقرة:136] .. الآية، بعد الفاتحة، وفي الثانية آية آل عمران: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ [آل عمران:64]، فذلك سنة أيضاً، النبي فعل هذا وهذا عليه الصلاة والسلام، تارة يقرأ السورتين، وهما قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1]، وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، وتارة يقرأ الآيتين: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا [البقرة:136]، في الأولى يعني: بعد الفاتحة، وفي الثانية: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ [آل عمران:64]، بعد الفاتحة، كله سنة، وإن قرأ بغير ذلك فلا حرج، والحمد لله، لكن كونه يقرأ هاتين الآيتين أو هاتين السورتين، هذا هو الأفضل؛ تأسياً بالنبي.
الجواب: نعم، وهذا هو الأفضل، في الثلاث الأخيرة يقرأ بسبح في الأولى: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1]، وفي الثانية: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1]، وفي الثالثة: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1].
والأفضل يسلم من الثنتين ثم يفرد واحدة، وإن جمع الثلاث سردها كلها سرداً ولم يجلس إلا في الأخيرة، فكل ذلك سنة، لكن الأفضل أن يسلم من الثنتين ثم يوتر بواحدة.
المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.
سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل -بعد شكر الله سبحانه وتعالى- على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: نرجو ذلك.
المقدم: مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
شكراً لسماحته، وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر