إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (752)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج: نور على الدرب.

    رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين رمز إلى اسمه بالحرف (س) من الرياض، أخونا عنون رسالته بقوله: الموضوع: تكاليف في أوقات الصلاة، يقول: مع الأذان للصلاة يكلفونني بالمشاوير، ومليت كثيراً من هذه التكاليف في وقت الأذان، وكثير من المرات خرجت عن صوابي وضاق خلقي؛ لأنهم لا يخرجون إلا مع الأذان أو وقت الصلاة، كنت دائماً أشكو لهم هذا، وأبين لهم أن الصلاة لها فضل كبير إذا كانت مع الجماعة، ولا يجوز تأجيلها لغرض من الأغراض التي يمكن تأخيرها، لم يستجيبوا لي، وجهوني ووجهوا أمثال هؤلاء، جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، والواقع أمامي رسالة أخرى -سماحة الشيخ- تعرض نفس الغرض، فتوجيهكم وفقكم الله وجزاكم خيراً؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فلا شك أن الواجب على المسلمين العناية بالصلاة، وأن تؤدى في وقتها من الرجال والنساء جميعاً؛ لأنها عمود الإسلام، وأعظم الأركان بعد الشهادتين، ولأنها أول شيء يحاسب عليه العبد يوم القيامة، فإن صلحت له الصلاة؛ صلح له بقية عمله، وإن ردت عليه صلاته؛ رد عليه بقية عمله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    فالواجب على أهل البيت وعلى الموظفين في أي دائرة: أن يتقوا الله في ذلك، وأن يتعاونوا على أداء الصلاة في وقتها في الجماعة، وأن يجيبوا المؤذن، وأن لا يشغل بعضهم بعض بأشياء تعوقهم عن الصلاة في الجماعة، أو عن الصلاة في وقتها، هذا يعم الرجال والنساء، الواجب على أهل البيت أن يجتهدوا في أداء الصلاة في وقتها والحرص على ذلك، وعلى الرجال أن يصلوها في الجماعة، إذا سمعوا النداء بادروا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر، قيل لـابن عباس رضي الله عنه: ما هو العذر؟ قال: خوف أو مرض).

    وثبت عنه صلى الله عليه وسلم: (أنه جاءه رجل أعمى فقال: يا رسول الله! ليس لي قائد يقودني للمسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب)، خرجه مسلم في الصحيح.

    فإذا كان أعمى ليس له قائد، يقال له: أجب، يصلي في الجماعة في المسجد، فكيف بغيره من الناس؟! فالواجب على جميع الرجال المستطيعين أن يصلوا في المسجد، وأن يجيبوا المؤذن، وأن يخرجوا من بيوتهم ومنازلهم ودوائرهم إلى المساجد، إلا من عذره الله؛ كالمريض فالمريض، يصلي على حسب حاله: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16].

    يقول ابن مسعود رضي الله عنه -الصحابي الجليل-: (لقد رأيتنا وما يتخلف عنها -يعني: الصلاة في الجماعة- إلا منافق معلوم النفاق أو مريض)، فلا يجوز لمدير الدائرة أو رئيس الدائرة، أو صاحب البيت أن يشغل أولاده، أو الموظفين بأعمال تمنعهم من صلاة الجماعة، تعوقهم عن الصلاة في الجماعة، بل يجب أن يكونوا متعاونين على المبادرة في أداء الصلاة في الجماعة، وعلى تأجيل الأشغال الأخرى التي قد تعوق إلى ما بعد الصلاة، أو تقديمها قبل الصلاة بوقت، أما أن يشغل الموظفون بها وقت الصلاة، حتى يتخلفوا عن صلاة الجماعة؛ فهذا منكر عظيم، فالواجب تركه والحذر منه، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية.

    المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، ما على العامل أو السائق أو الخادم إذا جوبه بمثل هذه القضية سماحة الشيخ! هل تنصحونه بأن ينتقل إلى جهة أخرى تمكنه من تأدية صلاة الجماعة؟

    الشيخ: الواجب على السائق والعامل وكل موظف: أن يقدم حق الله، يصلي في الجماعة يوقف السيارة ويصلي في الجماعة والحمد لله، والعامل يوقف العمل ويصلي مع المسلمين، أوقات الصلاة مستثناة، ما هي داخلة في العمل، إلا إذا كان حارساً يصلي في محل حراسته؛ ولا يهمل محله، أو مريض فهو معذور، أو معه في السيارة ما يخشى عليه؛ فلا بأس أن يؤديه إلى جهته، ويحرص مستقبلاً على أن يحتاط لهذا الأمر في جميع الأوقات.

    المقدم: جزاكم الله خيراً، ومن كان عمله في الإمكان أن يؤجل ذلك العمل إلى ما بعد الصلاة، كيف تنصحونه؟

    الشيخ: يجب عليه أن يؤجل، وإذا كانت الجهة المسئولة لا تمكنه؛ ينتقل إلى جهة أخرى، يستقيل ويطلب جهة أخرى، والله يسهل أمره، يقول سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا [الطلاق:2]، ويقول عز وجل: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4]، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (إنما الطاعة في المعروف).

    فالرئاسة التي تمنعه من صلاة الجماعة، أو الإدارة، أو رئيس العمل أو ما أشبه ذلك، لا يجوز له أن يطيعه في ذلك.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088548508

    عدد مرات الحفظ

    777264986