إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (764)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من العراق (نينوى) باعثة الرسالة إحدى المستمعات من هناك تقول: المرسلة أميرة محمد ، محلة أبي تمام، المستمعة أميرة لها جمع من الأسئلة، في أحدها تقول: كيف أستطيع أن أتفقه في القرآن الكريم، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فإن التفقه في القرآن من أعظم العبادات ومن أفضل القربات، ومن أعظم أسباب السعادة في الدنيا والآخرة؛ لأنه كتاب الله فيه الهدى والنور، من اتبعه واستقام على ما فيه؛ فله السعادة والعاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة، ومن حاد عنه هلك، يقول الله عز وجل: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء:9]، ويقول سبحانه: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ [ص:29]، ويقول سبحانه: وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأنعام:155]، والتفكر والتفقه فيه يكون بالتدبر والتعقل، وجمع الآيات بعضها إلى بعض إذا كانت في معنى واحد؛ حتى يفهم القاري مراد الله عز وجل، فإذا كان يتدبر فيما يتعلق بالصلاة درس الكثير من آيات الصلاة وتفقه فيها؛ حتى يفهم المعنى وحتى يعمل به، وهكذا آيات الزكاة.. هكذا آيات الصيام.. الحج.. آيات البيع والربا.. آيات متعلقة بقصص الأنبياء وبالجنة والنار.. إلى غير ذلك، يتدبر ويتعقل ويجمع قلبه حين يقرأ وحين يتدبر.

    ويراجع ما جاء في الأحاديث الصحيحة في معنى الآية من كتاب تفسير ابن كثير رحمه الله أو ابن جرير رحمه الله أو البغوي رحمه الله أو غيرهم من أهل أئمة التفسير حتى يستعين بالأحاديث الصحيحة وبكلام العلم على فهم القرآن العظيم والتفقه فيه.

    ولا يجوز أن ينقل عن القرآن ما لم يتحققه ويطمئن قلبه إلى أنه هو المعنى؛ لأن قوله على الله بغير علم أمره عظيم وخطير ومن أقبح المحرمات.

    فالواجب على المؤمن والمؤمنة عند تدبر القرآن العناية بذلك، والاستكثار من ذلك، والتثبت، والاستعانة بكلام أهل التفسير، وما جاء من الأحاديث في معنى الآية؛ حتى يكون الفقه على أصول مستقيمة ثابتة، وحتى يكون المتفقه بعيداً عن الخطأ والغلط في ذلك، رزقك الله التوفيق، ومن علينا وعليك بالفقه في الدين والثبات عليه.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088532569

    عدد مرات الحفظ

    777170281