أيها الإخوة المستمعون الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا لقاء طيب مبارك يجمعنا بسماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز .
مع مطلع هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ، فأهلاً ومرحباً سماحة الشيخ.
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: وفيكم.
====السؤال: هذا سائل الذي رمز لاسمه بأخوكم (م. خ) يقول: سماحة الشيخ! ما هي الشروط التي يجب أن تتوفر في الداعية إذا أراد أن يدعو إلى الله عز وجل؟ وهل يدعو الإنسان بأقل قدر من العلم أم يجب أن يتعلم بعض العلوم الشرعية؟ وما هي هذه العلوم سماحة الشيخ مأجورين؟
الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فإن الداعي إلى الله لابد أن يكون على بصيرة؛ لأن الله يقول جل وعلا: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ [يوسف:108]، لابد أن يكون عنده علم، لابد أن يكون عنده علم من القرآن العظيم والسنة المطهرة، فإذا كان عنده علم وبصيرة من الأدلة القرآنية والأدلة الحديثية عن الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يدعو إلى الله حسب علمه، سواء كان متخرج من كليات الشريعة أو كليات الدعوة أو كليات الحديث أو كليات في القرآن أو درس في المساجد على العلماء.
فالمقصود: إذا كان عنده علم بالقرآن والسنة فإنه يدعو إلى الله ويعلم الناس دينهم ويرشدهم إلى توحيد الله وعبادته، ويعلمهم ما أوجب الله عليهم ويحذرهم ما حرم الله عليهم، ويرغب ويرهب كما شرع الله، وإذا كان ما عنده علم فليس له الكلام فيما لا يعلم، لكن الإنسان إذا كان عنده علم في بعض الأشياء دعا إليها، مثلما يدعو المؤمن إخوانه إلى الصلاة وإن كان عامي؛ لأن الصلاة معلومة، يدعوهم إلى الصلاة والمحافظة عليها في الجماعة، يدعوهم إلى بر الوالدين، هذا شيء معروف، يدعوهم إلى أداء الزكاة هذا شيء معروف، يدعوهم إلى صيام رمضان هذا شيء معروف، حتى ولو العامي يجتهد مع أهله ومع إخوانه في العناية بهذه الأمور، كذلك يحذر من الزنا.. من الريبة.. من الربا.. من عقوق الوالدين.. من شرب الخمر، هذه أمور معلومة، لكن الأشياء التي قد تخفى تحتاج إلى علم فلا يتكلم فيها إلا صاحب العلم، أما الأمور الواضحة المعروفة من الدين بالضرورة هذه يتكلم فيها العالم وغير العالم، فالإنسان في أهل بيته ومع جيرانه ينصحهم في الأمور الظاهرة، تحذيرهم مما حرم الله، الحث على أداء الصلاة في الجماعة.. الحث على بر الوالدين في صلة الرحم، هذه أمور معلومة بحمد الله، لكن ليس للداعي إلى الله أن يتكلم فيما لا يعلم بل يجب أن يتحرى ما دل عليه القرآن والسنة حتى يكون في دعوته على بصيرة، كما قال الله سبحانه: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ [يوسف:108]، والله يقول جل وعلا: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [الأعراف:33]، فجعل القول عليه بغير علم في القمة فوق الشرك لعظم خطره، وأخبر سبحانه أن الشيطان يأمر بذلك، فقال عن الشيطان: إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [البقرة:169]، فالشيطان يدعو الناس إلى الكلام بغير علم والدعوة بالجهل، وهذا منكر عظيم، بل الداعي إلى الله يجب أن يتثبت ويجب أن يتعلم حتى يكون على بينة وعلى بصيرة مما يدعو إليه وفيما ينهى عنه، لكن الأمور الظاهرة المعروفة من الدين بالضرورة فهذه يدعو إليها العالم وغير العالم مثلما تقدم، كالتحذير من الزنا.. التحذير من العقوق.. التحذير من قطيعة الرحم.. التحذير من الربا هذا أمر معلوم، كذلك يدعو إلى الصلاة في الجماعة .. يدعو إخوانه وجيرانه وأهل بيته، يحذرهم من الغيبة والنميمة، كل هذه أمور معروفة.
الشيخ: هذا لا يجوز، ليس لها أن توكل، إنما الولي هو الذي يتولى ذلك، ولكن تستأذن، فإذا أذنت زوجها وليها، لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا نكاح إلا بولي)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (البكر تستأذن وإذنها سكوتها والأيم تستأمر)، فالأيم: وهي التي قد تزوجت تستأمر وتأذن نطقاً، والبكر يكفي سكوتها ولكن لا يزوج كلاً منهما إلا الولي؛ الأب، ثم الجد، ثم الابن، ثم ابن الابن وإن نزل، ثم الأقارب حسب الميراث كالأخ الشقيق، ثم الأخ لأب، ثم ابن الأخ الشقيق، ثم ابن الأخ لأب.. وهكذا، وليس للمرأة أن تزوج نفسها ولا أن توكل من يزوجها، بل الواجب أن يتولى هذا الولي سواء في ليلة الزفاف أو قبل ذلك، لابد أن يتولى النكاح الولي، فيقول: زوجتك، ويقول الزوج: قبلت، بحضرة شاهدين بعد رضاء البنت أو الأخت لابد أن تكون راضية، نطقاً إن كانت ثيب أو بالسكوت إن كانت بكراً، هذا هو الواجب وهذا هو المشروع الذي عليه جمهور أهل العلم.
الجواب: ليس لهذا أصل لا عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة، هذا باطل.
الجواب: هذا حديث صحيح، دخل النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم في بيته بيت زينب وهو يقول صلى الله عليه وسلم: (ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا؛ وحلق بين إصبعيه، قالت له
الشيخ: الإكثار من الذكر مطلوب في كل وقت ولاسيما في الصباح والمساء، التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والاستغفار والدعاء صباحاً ومساء هذا مشروع، الله جل وعلا مدح عباده في هذا قال سبحانه: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ [ق:39]، قال: فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ [الروم:17]، فالإنسان مأمور بهذا أن يكثر من ذكر الله بكرة وعشياً، وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة الحث على هذا والترغيب في هذا، لكن العدد الوارد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قال حين يمسي وحين يصبح: سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)، يعني: إذا تجنب الكبائر كما في الأحاديث الأخرى، فيستحب أن يقول الإنسان صباح ومساء: سبحان الله وبحمده أو سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة صباح ومساء، كذلك يذكر الله مائة مرة كل يوم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتب الله له مائة حسنة ومحا عنه مائة سيئة، وكان في حرز من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من عمله)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل )، فيشرع للمؤمن والمؤمنة الإكثار من ذكر الله ومن التسبيح والتهليل والدعاء، وينبغي أن يؤتى بهذا الذكر مائة مرة كل يوم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة، وإذا أكثر من ذلك مئات المرات فهو على خير، وهكذا سبحان الله وبحمده مائة مرة صباح ومساء، وإذا أكثر من ذلك فكله خير، لكن إذا أتى بمائة فيها الحديث المذكور، وإذا سبح كثيراً وذكر الله كثيراً في أوقاته في ليله ونهاره كله خير، يقول الله جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [الأحزاب:41-42]، ويقول جل وعلا: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ إلى أن قال سبحانه: وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [الأحزاب:35]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (كلمتان خفيفات على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم)، وقال عليه الصلاة والسلام: (أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر), وقال عليه الصلاة والسلام: (الباقيات الصالحات: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله)، وجاءه أعرابي فقال: (يا رسول الله! علمني شيء ينفعني. قال: قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله رب العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم، فقال الأعرابي: يا رسول الله! هذا لربي، فما لي؟ قال: قل: اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني)، رواه مسلم في الصحيح.
الشيخ: إذا مضت العادة وطهرت لا تلتفت إلى النقط التي تأتيها بعد ذلك أو الصفرة أو غير ذلك حتى تأتي العادة، الحمد لله، تقول أم عطية :كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئاً، وأم عطية صحابية من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا استكملت العادة ورأت الطهارة تغتسل وتبقى طاهرة إلى العادة الأخرى، وما يقع بينهما من رطوبات أو صفرة أو كدرة أو قطرات دم هذه ما تعتبر، لكن تستنجي منها تتحفظ منها بقطن ونحوه، وتتوضأ لكل شيء إذا حدث شيء في أوقات الصلاة تتوضأ للصلاة، وإذا استمر معها يوم أو يومين تتوضأ لكل صلاة إذا دخل الوقت.
الشيخ: هذا مأجور إن شاء الله ينبغي له أن يجتهد في حفظ القرآن وقراءة القرآن ولو حصل بعض التتعتع وبعض الأغلاط، يجتهد وإذا تيسر له أحد يقرأ عليه بعض الأحيان ويستفيد هذا طيب، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق ويتتعتع فيه له أجران)، فالفضل من الله جل وعلا، فالإنسان يتعلم القرآن ويقرأ ولو تتعتع ولو حصل منه بعض الأغلاط حتى يستفيد، وإذا تيسر له في بعض الأوقات من يقرأ عليه ويستفيد منه فعل ذلك، والحمد لله.
الجواب: الواجب عليك الصلاة مع الجماعة وإغلاق البقالة كلما جاء الوقت، ولا ينبغي التساهل في هذا الأمر؛ لأن الله أوجب عليك الصلاة في الجماعة، فالواجب عليك البدار بذلك طاعة لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام، والله يقول: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ [البقرة:238]، ويقول: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ [البقرة:43]، ويقول صلى الله عليه وسلم لما جاءه رجل أعمى، قال: (يا رسول الله! ليس لي قائد يلائمني إلى المسجد، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ قال: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم. قال: فأجب)، فالواجب عليكم وعلى أمثالكم البدار بالصلاة في الجماعة وإغلاق المحل التجاري سواء دكان أو بقالة أو غير ذلك حتى تصلوا مع إخوانكم وتؤدوا ما أوجب الله عليكم من أدائها في الجماعة، ولا يجوز التساهل في هذا الأمر.
الشيخ: نعم، عليكم أن تصلوا الجمعة وأن تصلوا الظهر مع الناس، ولا يجوز لكم الموافقة على عمل يمنعكم ذلك، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الطاعة في المعروف لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، فالواجب عليكم أن تصلوا الجمعة وأن تصلوا مع الناس، وعلى صاحبكم أن يسمح لكم بذلك وأن تكون فترات الصلاة مستثناة، فترات الصلاة مستثناة يجب عليكم وعلى صاحبكم، ولا يجوز التساهل في هذا الأمر بل يجب أن تعتنوا بهذا الأمر وأن تشترطوا عليه أن أوقات الصلاة مستثناة؛ لأنها فرض على الجميع، فالله يقول جل وعلا: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ [البقرة:238]، ويقول: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ [البقرة:43]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر قيل لـ
الجواب: ذكر الله يرقق القلوب، ذكر الله جل وعلا وتسبيحه وتهليله والتفكير فيما أوجب الله عليك ومصيرك يوم القيامة كل هذا مما يرقق القلب، ومجالسة الأخيار والصالحين كل هذا مما يرقق القلب، فعلامات الإيمان وعلامات الخير المحافظة على الصلوات والإكثار من ذكر الله وصحبة الأخيار، كل هذا من علامات الخير.
ومن علامات الشر: صحبة الأشرار والكذب والخيانة وأشباه ذلك وإخلاف الوعد، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن المنافقين: (إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان)، فمن علامات الإيمان: الاستقامة على الخير والإكثار من ذكر الله.. صحبة الأخيار.. الإكثار من قراءة القرآن.. المحافظة على الصلاة في الجماعة.. بر الوالدين.. صلة الرحم.. إلى غير هذا.
ومن علامات الشر: صحبة الأشرار.. الغفلة عن ذكر الله.. الإعراض عما أوجب الله ركوب المعاصي والتساهل بها، كل هذه من علامات الشر، نسأل الله العافية.
الجواب: إذا ثبتت عليك الوساوس فهذا من الشيطان بلا شك، فاعمل بظنك واجتهادك ولا تطع الشيطان، إذا كانت الوساوس كثيرة فاعمل باجتهادك وظنك والحمد لله ولا تعيد الصلاة، إذا كانت الوساوس تصيبك، هل صليت ثنتين أو ثلاث؟ الذي تظنه امشي عليه ثنتين أو ثلاث عاكس الشيطان، أما إذا كان شيء لا ليس بكثير يعرض لك، مثلما قال صلى عليه وسلم: (إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى أثلاثاً أم أربعاً فليطرح الشك وليبن على ما استيقن)، إذا شككت أصليت ثنتين أو ثلاث اجعلها ثنتين، ثم كمل صلاتك واسجد للسهو، وإذا شكيت في ثلاث أو أربع يعني: الظهر أو العصر أو العشاء اجعلها ثلاث وكمل واسجد للسهو، وهكذا في النافلة، إذا شكيت هل صليت واحدة أو ثنتين اجعلها واحدة ثم ائتي بالثانية ثم اسجد للسهو ولا تطاوع الشيطان إذا كانت الوساوس قليلة، أما إذا غلبت الوساوس وكثرت الوساوس فاعمل بظنك واطرح ما قاله العدو، فإذا كانت الوساوس كثيرة فاعمل بظنك، كثر عليك الوساوس هي ثنتين أو ثلاث؟ اجعلها على ما تظن، وهكذا في القراءة، وهكذا في النافلة وهكذا في الطواف.. وأشباه ذلك.
الجواب: عليه التوبة إلى الله، التوبة بابها مفتوح، الله يقول: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31]، فإذا كانت معصية ثم عاد إليها فعليه التوبة: الندم والإقلاع والعزم ألا يعود تعظيماً لله ورغبة فيما عنده سبحانه وتعالى، والله يتوب على التائبين، يقول جل وعلا: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53]، أجمع العلماء رحمة الله عليهم على أن هذه الآية في التائبين، فمن تاب من الشرك أو المعاصي تاب الله عليه ولا يجوز له القنوط بل عليه أن يحسن الظن بربه، فإذا تاب وندم وأقلع خوفاً من الله وتعظيماً لله وعزم ألا يعود تاب الله عليه، سواء كان كافراً فأسلم أو عاصياً فتاب.
الشيخ: لا أعلم لهذا أصلاً، ختامة القرآن فلان أو فلان لا أعلم له أصلاً، بعض أهل العلم يجيز ذلك لكن لا أعلم له أصلاً، الرسول يقول صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، كونه يجتمعون للقراءة لفلان أو لفلان هذا لا أعلم له أصلاً، الإنسان يقرأ لنفسه يطلب الثواب من الله لنفسه، يقرأ القرآن أو اثنين يتدارسون أو ثلاثة يتدارسون لا بأس يطلبوا الثواب من الله جل وعلا، ما هو من أجل فلان أو فلان أو قراءة لفلان، النبي كان يدارس جبرائيل عليه الصلاة والسلام في رمضان كل ليلة.
فالحاصل: أن المدارسة لا بأس بها، أما اجتماعهم ليقرءوا ختمة لفلان أو فلان هذا ما أعلم له أصلاً في الشرع فالواجب تركه.
الجواب: نعم. الحلف بالله وبصفاته وبأسمائه كله حق كله جائز، مثلما جاء في الحديث: (أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر)، (أعوذ برضاك من سخطك)، (أعوذ بكلمات التامات)، فالتعوذ بصفات الله والتعوذ بكلمات الله والحلف بها كل ذلك جائز، يحلف بالله يحلف بصفاته وعزة الله وقدرة الله وعلم الله وحياة الله كله جائز، كما يقول: والله أو بالله تالله أو والرحمن أو الرحيم أو العزيز أو الحكيم.. كل هذا جائز، وهكذا إذا قال: وعزة الله أو بعزة الله أو بعلم الله.. أو ما أشبه ذلك.
الجواب: هذا فيه تفصيل: إن كان صلى وليس عنده شك ثم جاء الشك بعد الصلاة ليس عليه عمل صلاته صحيحة والحمد لله، أما إن كان الشك في الصلاة في أثنائها فإنه يبني على اليقين، إذا شك هل صلى ثنتين أو ثلاث يجعلها ثنتين ثم يأتي بالبقية، شك هل هي ثلاث أو أربع يجعلها ثلاث ويكمل ويسجد للسهو قبل أن يسلم، وهكذا إذا شك هل سجد واحدة أو سجدتين؟ يسجد الثانية يأتي بالثانية ويبني على اليقين، يسجد الثانية، هذا إذا كان الوسواس عارض، أما إذا كان يغلب عليه الوساوس يتلو عليه يكثر عليه الوساوس هذا يطرحها ويبني على ظنه ويعمل بظنه والحمد لله ولا عليه شيء، ولا عليه سجود للسهو ولا، بل يعمل بظنه والحمد لله؛ لأن هذا من غلبة العدو عليه، أكثر عليه عدو الله الوساوس وأضاع عليه بصيرته فلا يلتفت إليه ويخالفه ويعاكسه، أما إذا كانت الوسوسة عادية فإنه يبني على اليقين والحمد لله، أو يبني على غالب ظنه إذا غلب على ظنه شيء فلا بأس، إذا شك صلى ثنتين أو ثلاث وغالب ظنه أنها ثلاث يجعلها ثلاث ويسجد للسهو بعد السلام، أما إن كان عنده تردد ما عنده غلبة ظن يبني على اليقين، إذا شك هي ثلاث أو ثنتين يجعلها ثنتين، شك هي ثلاث أو أربع يجعلها ثلاث ويكمل ثم يسجد للسهو قبل أن يسلم.
المقدم: شكر الله لكم يا سماحة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.
أيها الإخوة المستمعون الكرام: أجاب عن أسئلتكم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.
في ختام هذا اللقاء نشكر سماحة الشيخ على تفضله بإجابة السادة المستمعين، وفي الختام تقبلوا تحيات الزملاء من الإذاعة الخارجية فهد العثمان ، ومن هندسة الصوت سعد عبد العزيز خميس .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر