أيها الإخوة المستمعون الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حياكم الله إلى لقاء طيب مبارك من برنامج: نور على الدرب، ضيف اللقاء هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء، مع مطلع هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ, فأهلاً ومرحباً سماحة الشيخ.
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: وفيكم.
====السؤال: هذا السائل (أحمد . أ. أ) يقول: ما معنى حديث: (أن أناساً من أمتي يقادون إلى الجنة بالسلاسل)؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه..أما بعد:
هذا الحديث يقول فيه صلى الله عليه وسلم: (عجبت لقوم يقادون إلى الجنة بالسلاسل) معناه أنهم يؤسرون في الجهاد، ثم يسلمون فيدخلون الجنة، كانوا كفاراً فأسرهم المسلمون ثم هداهم الله ودخلوا في دين الله في الإسلام وصاروا من أهل الجنة.
الجواب: هذا بينه النبي صلى الله عليه وسلم وأن الورود المراد بذلك المرور على الصراط, فالمسلم يمر على الصراط وينجو، وقد يقع بعض أهل المعاصي، وأما الكفار فإنهم يساقون إليها ويردونها ويحشرون إليها والعياذ بالله، فلا بد من المرور، فالمؤمن يمر وينجو والكافر يساق إليها ويدخلها، وبعض العصاة قد يخدش على الصراط وينجو وقد يسقط بسبب معاصيهم ولا يخلد، العاصي لا يخلد في النار إذا مات على الزنا أو اللواط أو الربا، أو عقوق الوالدين، أو غير هذا من المعاصي ولم يتب فهو تحت مشيئة الله، إن شاء الله غفر له وأدخله الجنة بتوحيده وإيمانه وحسناته، وإن شاء أدخله النار بمعاصيه، فإذا طهر فيها ومحص أخرج منها إلى الجنة,كما قال الله سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48] فأخبر سبحانه أن الشرك لا يغفر لمن مات عليه، أما ما دون الشرك فقد يغفر وقد يعفى عنه لتوبة, والتائب يتوب الله عليه وقد يعفى عنه لحسنات كثيرة وأعمال صالحة قدمها أو بشفاعة بعض الشفعاء، كما تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يشفع في جماعة من العصاة فيخرجهم الله من النار وهكذا يشفع غيره.
والمقصود أن العاصي تحت مشيئة الله، إذا مات على الإسلام لكن عنده معاصي لم يتب منها، فهو تحت مشيئة الله عز وجل، إن شاء غفر الله له وأدخله الجنة، وإن شاء عذبه على قدر معاصيه ثم يخرجه الله من النار، بشفاعة بعض الشفعاء، أو بمجرد رحمته سبحانه وجوده جل وعلا.
الجواب: أخبر الله عنهم بما بين سبحانه وتعالى: يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ [المعارج:43] فهم يخرجون من الأجداث إذا سمعوا الصيحة وهي نفخة البعث النفخة الثانية يخرجهم الله من قبورهم ومن كل مكان، ويجمعهم جل وعلا يوم القيامة، والله أعلم بكيفية ذلك سبحانه وتعالى، المقصود أنهم يخرجون حفاة عراة غرلا كما جاءت به الأحاديث، حفاة لا نعال عليهم، عراة لا لباس عليهم، غرلا غير مختونين حتى يقضى بينهم، و(أول من يكسى إبراهيم)كمـا أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام.
الجواب: حقيقة التوكل على الله هو الاعتماد عليه سبحانه وتعالى في كل شيء، تعلم أنه مقدر الأمور ومسبب الأسباب، وأن كل شيء بقضائه وقدره، وتعمل الأسباب تصلي وتصوم وتعمل الأسباب متوكلاً على الله جل وعلا في حصول المطلوب من دخول الجنة والنجاة من النار.. من ثمرة الزرع، نتاج الحيوان، ربح التجارة، تعمل وتأخذ بالأسباب الشرعية التي شرعها الله وتعمل معتمداً على الله جل وعلا ومتوكلاً عليه في حصول النتيجة المطلوبة من قبول العمل، ومن نجاح الزراعة.. من نجاح التجارة، إلى غير ذلك، تعمل وأنت تعلم أن كل شيء بيده، وأنه مسبب الأسباب ولكنك تأخذ بالأسباب الشرعية والمباحة.. معتمد على الله.. راجياً له أن يسددك وأن ينفع بأسبابك.
الجواب: ليس في هذا حرج إذا قال: رضي الله عنهم, عن المؤمنين ولو كانوا من التابعين أو أتباع التابعين، لكن اشتهر العرف بين أهل العلم الترضي عن الصحابة والترحم على من بعدهم والأمر في هذا واسع، والحمد لله، فإذا ذكر الصحابي قال: رضي الله عنه، وإذا قيل التابعي وغيره من أهل العلم والأخيار من المسلمين قيل: رحمه الله، ولو قيل: رضي الله عنه, فلا حرج والحمد لله، كله طيب.
الجواب: النبي صلى الله عليه وسلم قال: (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة -يعني: كلها هالكة إلا واحدة- وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة - يعني: كلها هالك إلا واحدة- وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين كلها في النار إلا واحدة) فالواحدة هم أهل السنة والجماعة، هم الصحابة وأتباعهم بإحسان.. أهل التوحيد والإيمان، والثنتان والسبعون متوعدون بالنار، فيهم الكافر وفيهم العاصي وفيهم المبتدع، فمن مات منهم على الكفر فله النار مخلداً فيها، ومن مات على بدعة دون كفر، أو على معصية دون كفر، فهذا تحت مشيئة الله، وهو متوعد بالنار، وبهذا يعلم أنهم ليسوا كلهم كفار بل فيهم الكافر وفيهم غيره من العصاة والمبتدعة.
الجواب: لا أعلم في هذا شيئاً, أقول: لا أعلم في هذا بأساً، المرأة تلبس الخواتم في جميع أصابعها, والرجل يلبس في الخنصر والبنصر كما كان النبي صلى الله عليه وسلم, الخنصر أو البنصر؛ لأن المرأة التختم من زينتها ومن حليها، وأما الرجل فلا بأس أن يلبس الخاتم في خنصره أو بنصره؛ لما جاء من الأدلة في ذلك.
الجواب: السنة جميعاً، يتمضمض ويستنشق غرفة واحدة، هذا هو السنة في غرفة واحدة (كان النبي صلى الله عليه وسلم يتمضمض ويستنشق بغرفة واحدة ثلاث مرات)، وإن أخذ لكل غرفة.. للمضمضة غرفة وللاستنشاق غرفة فلا حرج.
الجواب: شرب الشيشة معصية لا تمنع من الزواج, إذا تيسر من هو أفضل منه فهو أطيب، إذا تيسر من لا يظهر منه المعاصي فهو أطيب وأحسن, وإذا تزوجت من عنده بعض المعاصي فلا حرج، لكن إذا تيسر لها من هو معروف بالخير والاستقامة والستر وعدم المعصية فهو أولى وأفضل.
الجواب: المساجد ليست من مصارف الزكاة، لا بناؤها ولا فرشها، مصارف الزكاة وضحها الرب جل وعلا في قوله سبحانه: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ [التوبة:60] فليست المساجد من مصارف الزكاة، لا بناء ولا فرشاً ولا غير ذلك، (وفي سبيل الله) يعني: الجهاد، فالزكاة لا تصرف في المساجد لا في تعميرها ولا في فرشها.
الجواب: إذا كان عليها مشقة كبيرة فلا حرج، وإلا فالأفضل والأحوط عدم ذلك؛ لأن النسل كل ما كثر فهو مطلوب، تكثير الأمة، ولها أجر كبير في ذلك, إذا أحسنت التربية هي والزوج لهم أجر كبير، النبي عليه السلام يقول: (تزوجوا الولود الودود؛ فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة) فإذا تيسر الصبر على ذلك والقوة ففيه خير عظيم، من تكثير الأمة وحصول الأولاد الذين ينفعون والديهم إن شاء الله إذا صلحوا, فالحاصل أنه إذا كان فيه مشقة كبيرة فلا حرج.
الجواب: مذهب أهل السنة والجماعة الإيمان بعلو الله، وأنه سبحانه فوق العرش فوق جميع الخلق، كما قال جل وعلا: فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ [غافر:12] قال جل وعلا: وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255] وقال سبحانه: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ [الأعراف:54] وقال سبحانه: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5] وقال جل وعلا: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ [فاطر:10] والآيات في هذا المعنى كثيرة.
فأهل السنة والجماعة يؤمنون إيماناً قطعياً بأنه سبحانه في العلو فوق العرش فوق جميع الخلق، ليس بينهم خلاف في هذا والحمد لله.
الجواب: الله أعلم، لكن يغلب على الظن والله أعلم أن هذه الأوقات يكون فيها الاستماع متيسراً والفهم في المغرب والعشاء والفجر فينتفع المأمومون بالقراءة، بخلاف الظهر والعصر فإنها أوقات مشاغل بحاجات الدنيا وقد لا يكون عندهم من الاستماع والإنصات والفهم ما عندهم في المغرب والعشاء والفجر، فمن حكمة الله أن جعل القراءة سرية حتى يتأمل هذا ويتأمل هذا، الإمام يقرأ ويتأمل، والمأموم كذلك، بخلاف المغرب والعشاء فإن مجيء الليل وأول النهار وقت الراحة ووقت الهدوء، فالأقرب والله أعلم أنه يتيسر لهم من الاستماع والإنصات والاستفادة ما لا يتيسر لهم في الصلاتين النهاريتين: الظهر والعصر، والحكمة في هذا لله سبحانه والله هو أحكم وأعلم جل وعلا، هو الحكيم العليم سبحانه وتعالى في ذلك.
ولكن الأقرب والله أعلم أن هذا هو السر في الجهر في المغرب والعشاء في الأولى والثانية والجهر في المغرب والجهر في الجمعة لأنه صلاة يجتمع فيها الناس من كل مكان, من الحكمة أن يجهر فيها بالقراءة حتى يستمعوا ويستفيدوا وهكذا صلاة العيد، وصلاة الاستسقاء؛ لأنها صلوات يحصل فيها الاستماع والكثرة، فمن رحمة الله أن شرع فيها الجهر.
الجواب: نعم، التبكير لها سنة، ومن هذا الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان في الصحيحين أنه قال صلى الله عليه وسلم: (الرائح إلى الجمعة في الساعة الأولى كالمقرب بدنة، وفي الساعة الثانية كالمقرب بقرة، وفي الساعة الثالثة كالمقرب كبشاً، وفي الرابعة كالمهدي دجاجة، والخامسة كالمهدي بيضة) هذا يدل على شرعية التبكير وتفاوته، وأن السنة للمؤمن أن يبكر للصلاة لما في هذا من الخير العظيم، يصلي ما يسر الله من الركعات، يقرأ القرآن، يشتغل بالتسبيح والتهليل والاستغفار.. فيه فوائد جمة في التبكير، فالسنة التبكير إليها لما في ذلك من الخير العظيم والفوائد الجمة.
الجواب: الذي يظهر أنها لا تصح الصلاة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا صلاة لمنفرد خلف الصف) فإذا صلى ركعة فأكثر فلا صلاة له، أما لو صلى بعض الشيء مثل قام خلف الصف ثم جاء معه آخر أو دخل في الصف، أو ركع ثم دخل في الصف أو جاء معه آخر لا بأس، أما إذا كمل الركعة فإنها لا تصح، لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة لمنفرد خلف الصف) وأقر أبا بكرة لما ركع دون الصف ثم دخل في الصف ولم يأمره بالقضاء، فدل على أنه إذا كان الانفراد في الركوع أو في القيام قبل الركوع هذا يجزئ، ثم دخل في الصف أو صف معه آخر، أما إذا سجد وليس معه أحد أو أتى بأكثر من ذلك فإن الصلاة غير صحيحة.
وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يصلي خلف الصف وحده فأمره أن يعيد الصلاة، وقال: (لا صلاة لمنفرد خلف الصف) اللهم صل عليه وسلم.
الجواب: نعم، تحية المسجد مشروعة في جميع الأوقات؛ لأنها من ذوات الأسباب، فإذا دخل المسجد بعد العصر ليجلس حتى ينتظر المغرب أو للدروس أو لأسباب أخرى يصلي تحية المسجد، هكذا لو جاء بعد الفجر يصلي تحية المسجد؛لأنها من ذوات الأسباب، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين)وفي اللفظ الآخر: (فليركع ركعتين قبل أن يجلس).
وهكذا لو كسفت الشمس بعد العصر صلي لها نعم؛ لأنها من ذوات الأسباب، وهكذا لو طاف في مكة، طاف بالكعبة بعد العصر أو بعد الفجر فإنه يصلي ركعتين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (يا بني عبد مناف! لا تمنعوا أحداً طاف بهذا البيت وصلى أية ساعة شاء من ليل أو نهار).
الجواب: لا أعلم به بأساً كونها تعمل وتقرأ في المطبخ، أو في بقية البيت في حاجاتها تقرأ وتعمل لا حرج، إلا في محل الحمام.. في محل القذر لا، الحمام محل قذر, لكن في المحلات السليمة كالمطبخ وكالمجلس لا بأس أن تقرأ وهي تعمل في حاجاتها.
الجواب: ظاهر الأحاديث المنع؛ لأنها ممنوعة من زيارة القبور, وهذا يشبه الزيارة، وهو وسيلة إلى الزيارة، فإذا مرت على القبور لا تسلم عليهم؛ لما جاء في الحديث (أن الرسول صلى الله عليه وسلم لعن زائرات القبور)، فالاحتياط لها أن لا تسلم عليهم؛ لأنها قد تسمى زيارة, فالأفضل والأحوط أن لا تسلم عليهم وإن كان مروراً، كما أنها لا يجوز لها أن تقصد الزيارة إنما هذا للزيارة.
الجواب: ترك الهدية أحوط؛ لأنه قد يسبب الميل إليك دون بقية التلميذات، ترك الهدية أولى وأحوط؛ لأن المدرسة من العمال ولا تنبغي الهدية للعمال، فالأحوط لك والذي ينبغي أن لا تهدي شيئاً؛ لأن هذه الهدية قد تسبب ميلاً من المدرسة إليك وحيفاً على البقية بسبب الهدية، فالأحوط والذي يظهر من الأدلة عدم الهدية للمدرسات والمدرسين.
الجواب: إذا كانوا فقراء فلا بأس، وليسوا في حضانتك.. ليسوا في عيالك بل هم مستقلون وهم فقراء لا مانع أن يعطوا من الزكاة.
أما ترتيبها لهم فلا بأس إذا كان معجلة، أما تأخيرها فلا، الواجب البدار بصرف الزكاة، لكن إذا كانت معجلة قبل وقتها فلا بأس، أما التأخير فلا، بل متى حال الحول وجب صرف الزكاة فيهم وفي غيرهم، من المستحقين للزكاة وعدم تأجيلها.
الجواب: حياة البرزخ على حسب حياته في الدنيا، المؤمن ينعم في البرزخ وروحه في الجنة، وجسده يناله بعض النعيم، والكافر روحه تعرض على النار ويناله نصيبه من العذاب، وينال جسده نصيبه من العذاب، هذه حياة البرزخ، فالمؤمن في سعادة ونعيم، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أرواح المؤمنين في الجنة تسرح في الجنة حيث شاءت، وأما الكفار مثلما أخبر الله عن آل فرعون: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر:46] فالكفار أرواحهم معذبة وأجسادهم ينالها نصيبها من العذاب حتى يبعث الله الجميع، ثم تصير أرواح المؤمنين إلى الجنة، وأرواح الكفار إلى النار، نسأل الله العافية مخلداً فيها, هؤلاء مخلدون في الجنة وهؤلاء مخلدون في النار، نسأل الله العافية.
الجواب: ما أعلم في هذا حداً، الحج معروف كل سنة، وليس فيه حد محدود, لو تيسر الحج في كل سنة الحمد لله، والعمرة ليس فيها حد محدود يقول صلى الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) فإذا هو اعتمر كل شهر أو كل شهرين أو أكثر أو أقل لا حرج في ذلك والحمد لله، إذا تيسر له ذلك.
الجواب: الحج والعمرة عن الميت لا بأس به، لا بأس أن تحج وأن تعتمر عن الميت, لا حرج في ذلك والحمد لله، وهكذا الشيخ الهرم والعجوز الهرمة العاجزين، لا بأس أن يحج عنهما أو يعتمر عنهما أبناؤهما أو غيرهم؛ لأنهما كالميت.
وأما الحي القادر فلا يعتمر عنه ولا يطاف عنه، الطواف عن الحي القادر لا، لا يطاف عن الحي، إنما يحج عنه أو يعتمر، والميت كذلك إنما يحج عنه ويعتمر، أما الطواف كالصلاة لا يصلى عن زيد ولا يطاف عن زيد, ما نعلم دليلاً على هذا الشيء، لكن تطوف لنفسه، الإنسان يطوف لنفسه والمرأة تطوف لنفسها, أما أنها تطوف عن أمها أو أبيها أو تصلي عنهما هذا لا دليل عليه ولا يشرع.
وأما إذا نسيت التقصير فتقصر متى ذكرت الحمد لله، ولو في بلدها ولو في الطريق.
المقدم: ولو فصل وقت طويل يا شيخ؟
الشيخ: ولو، متى ذكرت تقصر بنية العمرة.
الجواب: الحجاب إنما يكون عن البصير؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (إنما جعل الاستئذان من أجل البصر)؛ ولأنه صلى الله عليه وسلم (أمر
أما حديث: (أنه قال لزوجتين من زوجاته لما دخل
الجواب: هذا لا أصل له، بل بدعة.. بل من جنس التميمة والحروز، ولكن يقرأ إذا ركب يقول: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) يسأل ربه العافية، أما وضع المصحف أو آيات بناء على أنه حرز هذا لا أصل له، بل هذا من البدع، وهذا من جنس تعليق التمائم لا يجوز، والله المستعان لا حول ولا قوة إلا بالله.
المقدم: الله المستعان، شكر الله لكم سماحة الشيخ! وبارك الله فيكم، وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.
أيها الإخوة المستمعون الكرام! أجاب عن أسئلتكم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، شكر الله لسماحته على ما بين لنا في هذا اللقاء الطيب المبارك وشكراً لكم أنتم.
وفي الختام تقبلوا تحيات زميلي مهندس الصوت سعد بن عبد العزيز بن خميس والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر