إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (784)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    حكم الراتب المتحصل من شهادة جامعية كان فيها غش

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    أيها الإخوة المستمعون الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بحضراتكم إلى هذا اللقاء الطيب المبارك والذي يجمعنا بسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.

    مع مطلع هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ فأهلاً ومرحباً سماحة الشيخ.

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    ====السؤال: هذه سائلة تقول في سؤالها: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لقد حصلت على شهادة جامعية، ولكن كان ذلك باستخدام بعض أساليب الغش في الامتحانات فهل ما أكتسبه من أجر مقابل عملي هذا بهذه الشهادة يعتبر غير حلال، بالرغم من أنني صارحت صاحب العمل بذلك وجزاكم الله خيرا؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فهذا العمل منكر وهو الغش في الامتحان هذا منكر، وهو خيانة للأمانة, فالواجب عليك التوبة إلى الله، وعدم العودة إلى مثل هذا، أما العمل فلا حرج، فإذا أتقنت العمل ونصحت في العمل فلا حرج عليك، لكن عليك التوبة مما سلف والحذر من العود إلى مثل هذا، نسأل الله للجميع الهداية.

    1.   

    حكم الأجرة المأخوذة من شخص في ماله الحلال والحرام

    السؤال: السائل (ع. أ. م) يقول: بأنه يعمل عند أحد المقاولين بمهنة محاسب، ولكنني- يقول- علمت أن ماله فيه شيء من المكاسب المختلطة من الحرام والحلال, فهل ما آخذه منه كأجر مقابل عملي الذي أؤديه على الوجه المطلوب يشوبه شيء من ذلك الحرام أم لا، وجزاكم الله خيرا؟

    الجواب: إذا كان مال الرجل مختلطاً فلا حرج على من أكل من ماله وقت الوليمة، أو عامله في أي معاملة، لا حرج في ذلك؛ لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اشترى من يهودي طعاماً ورهنه درعه، والله سبحانه أحل لنا طعام أهل الكتاب وهم يتعاطون الربا.. أموالهم مختلطة، ومع هذا أحل الله لنا طعامهم، كما قال جل وعلا: الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ [المائدة:5] وأهل الكتاب هم اليهود والنصارى، وفي طعامهم ما فيه من الربا وغيره.

    أما إذا علمت أن هذا المال كله حرام وأن كسبه كله حرام فلا تأكل من كسبه من ماله، من طعامه إذا علمت أن كل كسبه حرام، أما إذا كان المال مخلوطاً, عنده كسب جيد وعنده كسب رديء فلا حرج في الأكل من طعامه.

    1.   

    حقيقة التبرج والسفور

    السؤال: السائلة من المدينة النبوية نجلاء تقول في هذا السؤال: أنا لست محجبة الحجاب الشرعي ولكنني متحشمة بثوب يسمى الشارب يوضع على الرأس، وألبس بلوزات طويلة مغطية للجسم فهل هذا يسمى تبرجاً؟

    الجواب: يقول الله جل وعلا في كتابه العظيم: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى [الأحزاب:33] قال العلماء رحمهم الله في تفسير الآية: التبرج هو إظهار بعض المحاسن والمفاتن. هذا التبرج، فإذا كان يظهر منك الوجه أو الشعر، أو الصدر أو الرجل أو اليد هذا نوع من التبرج، أما إذا كنت مستورة فلا حرج عليك، إذا كنت مستورة لا يظهر منك شيء فلا حرج عليك ولا يسمى تبرجاً، وجود الملابس الظاهرة التي يعتاد الناس لبسها في البلد فلا حرج عليك، لكن تجنب الألبسة التي تلفت النظر وربما تسبب الفتنة تجنبها هو المطلوب، وهو الذي ينبغي إبعاداً عن الشر، وأما التبرج الذي نهى الله عنه فهو إظهار بعض المحاسن.. بعض ما يفتن الرجال من وجه أو رقبة أو شعر أو صدر أو رجل أو نحو ذلك.

    1.   

    كلمة توجيهية إلى النساء

    السؤال: سماحة الشيخ! حفظكم الله المرأة المسلمة مستهدفة من أعدائها هل من كلمة توجيهية للأخوات المسلمات؟

    الجواب: نعم. نوصي أخواتنا المسلمات جميعاً بتقوى الله، والتعاون على البر والتقوى، والحشمة والحجاب، وعدم التبذل وعدم إظهار المحاسن، هذا الواجب على جميع المسلمات، التحفظ والحرص على العفة والبعد عن أسباب الفتنة، كما قال الله جل وعلا: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [الأحزاب:33] وقال سبحانه: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53] وقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ [الأحزاب:59], وقال صلى الله عليه وسلم: (أيما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء).

    فالواجب على النساء التستر والتحجب وعدم لبس اللباس الفاتن، أو الطيب الذي يظهر للرجال في الأسواق، كل هذا يجب الحذر منه، بل تكون في ملابس غير فاتنة، وتكون مستورة، وليست متطيبة عند خروجها للسوق، كل هذا مما يلزم المرأة بعداً عن الفتنة، وحرصاً على أسباب السلامة.

    1.   

    كيفية الحج والعمرة عن الميت

    السؤال: السائلة في آخر أسئلتها تقول: اعتمرت عمرة ولكنني أريد أن أعمل عمرة لوالدي المتوفى, ما هي الأمور التي يجب علي في مثل هذا العمل؟ وكيف أنوي لوالدي عند الإحرام؟

    الجواب: المعتمر عن غيره كالمعتمر عن نفسه، والحاج عن غيره كالحاج عن نفسه، يفعل ما يفعل لو حج عن نفسه، أو اعتمر لنفسه، يحرم من الميقات إذا كان خارج المواقيت، إذا مر بالميقات ينوي الحج عن أبيه أو عن غيره من الأموات أو العاجزين لكبر السن أو مرض لا يرجى برؤه ينوي بقلبه، ويقول: لبيك حجاً عن فلان، أو لبيك عمرة عن فلان، ثم يلبي التلبية الشرعية: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك)، ويستمر في التلبية ثم يؤدي الطواف بالنية عن صاحبه والسعي عن صاحبه وهكذا في الحج كرمي الجمار وبعرفة وغير ذلك، ينوي الأعمال كلها عن صاحبه، بالنية، بقلبه، والحمد لله، سواء كان حج عن أبيه أو عن أخيه أو عن غيره من الأموات أو عن أبيه العاجز الشيخ الكبير الهرم أو الأم العاجزة أو غيرهما ممن لا يستطيع الحج والعمرة لكبر سن أو مرض لا يرجى برؤه، بالنية بنية القلب، إلا أنه يستحب له عند الإحرام أن يقول: لبيك عن فلان، لبيك حجاً عن فلان، أو لبيك عمرة عن فلان، والبقية النية كافية فيه، نية القلب تكفي.

    1.   

    الأعمال التي يشرع إهداؤها إلى الميت

    السؤال: سماحة الشيخ! يستفسر الحقيقة كثير من الناس عن إهداء ثواب الأعمال فما حكمها؟ وما هو أفضل شيء يعمله الإنسان لوالده المتوفى؟

    الجواب: الوارد في الأحاديث إنما هو الصدقة عن الميت وعن الحي، والحج عن الميت والعمرة عنه، وعن العاجز لكبر سن أو مرض لا يرجى برؤه، والدعاء كذلك، أما كونه يصلي عنه أو يصوم عنه لا، غير مشروع، المشروع أن يدعو له ويتصدق عنه هذا المشروع، أما الحج عن الميت أو العاجز أو العمرة عنه فلا بأس، وهكذا الصدقة عن الحي والميت، الصدقة طيبة ونافعة للحي والميت، هكذا الدعاء للحي والميت.

    1.   

    الواجب حرص المسلم على تعلم الفروض الخمسة

    السؤال: تقول السائلة: هل صلاة الصبح فرض أم نفلاً، ومتى وقتها أرجو الإيضاح في ذلك جزاكم الله خيرا؟

    الجواب: صلاة الفجر أحد الفرائض الخمس، إحدى الفرائض الخمس بإجماع المسلمين، يجب على كل مكلف وعلى كل مكلفة أداء الصلوات الخمس: الفجر ثنتين، والظهر أربع ركعات، والعصر أربع ركعات، والمغرب ثلاث ركعات، والعشاء أربع ركعات، يجب على جميع المكلفين من الرجال والنساء المسلمين، يجب عليهم أن يصلوا هذه الصلوات الخمس بطمأنينة وإخلاص لله.

    يصلي الفجر ركعتين، يقرأ الفاتحة وما تيسر معها في الأولى ثم يركع ويطمئن، ثم يرفع ويعتدل ويطمئن، ثم يسجد سجدتين ويطمئن فيهما، ويقول فيها: سبحان ربي الأعلى، ويقول في الركوع: سبحان ربي العظيم، ويجلس بين السجدتين ويطمئن ويقول: رب اغفر لي.. رب اغفر لي، ويطمئن ويعتدل بعد الركوع وهو واقف مطمئن بعد الركوع قبل أن يسجد، ثم الركعة الثانية كذلك في الفجر, ثم يجلس ويقرأ التحيات المعروفة، ثم بعد قراءة التحيات والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم, يتعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ، ويدعو بما تيسر من الدعاء، ومن ذلك (اللهم أعني على ذكرك، وشكرك وحسن عبادتك)، ثم يسلم تسليمتين: السلام عليكم ورحمة الله عن يمينه، السلام عليكم ورحمة الله عن يساره.

    وفي الظهر أربع ركعات، يصلي ركعتين بالفاتحة وما تيسر معها، ثم يجلس للتشهد الأول يقرأ التحيات إلى الشهادتين وإذا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم يكون أفضل، ثم يقوم يأتي بالركعة الثالثة والرابعة.

    والعصر كذلك، والعشاء كذلك أربع ركعات، أما المغرب فثلاث، يصلي ركعتين ويجلس في التشهد الأول، ثم يقوم ويأتي بركعة ثالثة، ويجلس للتشهد الأخير بعد الصلاة على النبي والدعاء يسلم المغرب هكذا.

    إلا المسافر فإنه يصلي الظهر ركعتين والعصر ركعتين والعشاء ركعتين قصر، إذا كان مسافر، فإنه يصلي الظهر ركعتين يقصرها والعصر ركعتين والعشاء ركعتين، أما الفجر فعلى حالها في السفر والحضر، وهكذا المغرب على حالها في السفر والحضر.

    والواجب على كل مكلف أن يتعلم ويتفقه في الدين، هذا هو الواجب؛ لأنهم خلقوا لعبادة الله، الله يقول سبحانه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56] والصلوات من هذه العبادة الذي أنت مخلوق لها، فيجب أن تتعلم ويجب على المرأة أن تتعلم وتسأل أهل العلم، حتى تفقه دين الله، وحتى تكون على بينة، وهكذا الرجل، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)ويقول صلى الله عليه وسلم: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) ويقول عليه الصلاة والسلام: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة).

    وأنا أنصح بسماع إذاعة القرآن فيها علم، إذاعة القرآن فيها نور على الدرب للعلماء، فيها محاضرات وندوات علمية مفيدة، أنصح جميع إخواني وأخواتي في الله أن يستمعوا لإذاعة القرآن ويستفيدوا منها، وأن يسألوا أهل العلم عما أشكل عليهم من طريق الهاتف، أو من طريق المكاتبة، لا بد من التفقه في الدين، لا بد من السؤال، وفق الله الجميع.

    1.   

    حكم الصلاة في مسجد بجواره مقبرة

    السؤال: هذا يمني مقيم بالرياض يقول: يوجد عندنا مسجد صغير وهو قديم وهو مبني على كتلة صغيرة، وفي مكان مهم بالنسبة للقرية, وبعد المسجد مباشرة وباتجاه القبلة توجد مقبرة مسورة بطول ثمانية متر وعرض أربعة متر, هل الصلاة سماحة الشيخ في هذا المسجد جائزة أو من الأفضل أن نغير هذا المكان؟

    الجواب: لا حرج الصلاة فيه جائزة, ما دام المقبرة خارج المسجد, وبينها وبينه حاجز سور بينها وبينه، والمسجد له سور خارج المقبرة فلا حرج، المقصود المسجد الذي قدامه المقبرة محجوزة ومسورة لا يضر، والحمد لله، إنما الذي لا يجوز أن تكون القبور في المسجد، هذا هو المنكر، أما كونها مقبرة خارجية والمسجد محجوز عنها فلا يضر ذلك.

    1.   

    حكم من أفطر متعمداً في رمضان

    السؤال: منذ فترة طويلة أفطر شخص في نهار رمضان متعمداً ولم يقض حتى الآن، مع العلم بأنه مستمر في الغربة هنا في المملكة, ماذا يجب على هذا الشخص؟ وماذا يفعل؟

    الجواب: يجب عليه أن يقضي الأيام التي أفطرها مع التوبة إلى الله، ويجب عليه أن يصوم كل ما دخل رمضان مع الناس، يجب عليه الصوم ويجب عليه قضاء ما أفطر فيه، وعليه التوبة إلى الله مما حصل من الفطر والتأخير.. عليه التوبة إلى الله سبحانه وتعالى، وعليه قضاء الأيام التي أفطرها وعليه الصوم كلما دخل رمضان أن يصوم مع الناس، حكمه حكم المقيمين ما دام عزم على الإقامة في البلد للعمل أو لأسباب أخرى يلزمه أن يصوم مع الناس.

    أما لو كانت الإقامة محدودة وهو مسافر، الإقامة محدودة أربعة أيام فأقل فإنه له الفطر ثم يسافر، أما إذا كان لا، الإقامة غير محدودة الإقامة طويلة، أو عزم على الإقامة الطويلة فهذا يلزمه الصوم، وليس له الفطر إلا إذا كانت الإقامة أربعة أيام فأقل، أو لا يدري متى يسافر، يقول: اليوم أسافر.. غداً أسافر، ما عنده إقامة معينة، هذا له أن يفطر حتى يعزم على الإقامة أو يرجع إلى بلده، مثل بعض الناس يقدم من بلده لحاجة يدور غريم، يدور سلعة يبي يشتريها، يقول: اليوم أرتحل ..باكر أرتحل, هذا له الفطر حتى يعين إقامة معينة أكثر من أربعة أيام، فإذا عزم على الإقامة أكثر من أربعة أيام وجب عليه الصيام عند جمهور أهل العلم.

    وأما إذا قدم بنية السفر لكنه يطلب حاجة إما غريم يطلبه أو سلعة يطلبها أو ما أشبه ذلك لا يدري هل يقيم يوم أو يومين أو ثلاث هذا له الفطر وله القصر حتى يعزم على الإقامة أو يرجع إلى بلده، فإذا عزم على الإقامة أكثر من أربعة أيام وجب عليه الصوم ووجب عليه القضاء قضاء ما أفطره قبل رمضان القادم.

    1.   

    حكم نزع الإحرام لغرض الاستحمام في عرفة ومنى

    السؤال: في آخر أسئلة هذا السائل يذكر ويقول: شاهدت بعض الحجاج في عرفة ومنى يقومون بنزع الإحرام من أجل الاستحمام، وبعد الانتهاء من ذلك يلبسون الإحرام مرة أخرى، فهل هذا جائز؟

    الجواب: نعم لا حرج, كون الإنسان ينزع الإحرام للتروش أو للحر, يطرح الرداء عن ظهره من أجل الحر، ثم يعيده لا بأس، أو عند إرادة التروش والتبرد ينزع الإحرام.. الإزار والرداء ثم يتروش ثم يعيدهما كل هذا لا بأس به والحمد لله.

    1.   

    حكم الصلاة خلف إمام لا يفرق بين الصاد والسين في قراءة الفاتحة

    السؤال: من أبها السائل (ص. س) بعث بسؤالين, يقول في السؤال الأول: يوجد عندنا إمام نصلي وراءه, وعندما يقرأ سورة الفاتحة نجده لا يفرق في النطق بين الصاد والسين في قوله تعالى: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6] فينطق الصاد سين، فهل علينا حرج؟

    الجواب: لا حرج في ذلك، ليس بحرج (الصراط المستقيم) ولو ما أفصحها كثيراً، لأن السين تدل على الصاد، فالأفضل أن يعتني بهذا, وإذا صار فيها شيء من الخفاء واشتبهت الصاد بالسين فلا يضر.

    1.   

    كيفية الكفارة عن أكثر من يمين حنث فيها صاحبها

    السؤال: السائلة (ف. أ) تقول: ما حكم من أقسم عدة مرات أن يعمل أشياء فندم وفعلها لما في ذلك من خير, هل تلزمه الكفارة مرة واحدة، أم لكل واحدة كفارة؟

    الجواب: إذا كان يميناً واحدة كفارة واحدة، قال: والله ما أزور فلان ولا أكلم فلان ولا آكل طعام فلان ثم فعل شيء من هذا كفارة واحدة؛ لأنها يميناً واحدة.

    أما إذا كان كرر أيمان, قال: والله ما أزور فلان، هذه واحدة، والله ما أكلم فلان هذه ثنتين، والله ما آكل طعام فلان هذه ثلاث, كل واحدة لها كفارة.

    1.   

    مشروعية التوبة من الذنوب وإن تكررت

    السؤال: تقول السائلة: أسأل عن حكم الشرع في نظركم سماحة الشيخ في امرأة عاهدت الله عز وجل أن لا تعمل المعاصي ولكنها خالفت وعادت، ثم تابت بعد ذلك واستغفرت الله عز وجل, هل تقبل مثل هذه التوبة؟

    الجواب: نعم، إذا تاب الإنسان ولو كانت المعصية قد تكررت، ولو تاب ثم عصى ثم تاب ثم عصى, متى صدق في التوبة قبل الله توبته.

    والتوبة الصادقة النصوح أن يندم على الماضي ويعزم أن لا يعود، ويقلع من المعصية، يتركها خوفاً من الله وتعظيماً لله، فإذا فعل ذلك صحت توبته، ولو كان قد فعله سابقاً وتاب منه، فالإنسان عرضة للخطر، قد يعصي ثم يتوب ثم يعصي ثم يتوب، كأن يتعاطى الزنا ثم يتوب إلى الله منه، ثم يبتلى به، ثم يتوب, فإذا تاب تاب الله عليه، أو شرب المسكر أو غيبة أو ما أشبه ذلك.

    المقصود أن التوبة إذا تكررت وهو صادق قبل الله منه وقد صحت الأحاديث في ذلك، ودل عليه القرآن في قوله جل وعلا: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31] قال سبحانه: أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ [المائدة:74] قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا [التحريم:8].

    وجاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم (أن الله جل وعلا يقول لعبده: إذا أذنب عبدي ثم استغفرني غفرت ذنوبه ثم عاد فاستغفرني غفرت له), فالتكرار إذا كان مع صدق في التوبة فلا يضر.

    أما التلاعب هذا يضره, إذا كان ما في توبة صادقة، هذا منكر عظيم، وشر عظيم وخطر كبير، أما إذا كان صادقاً ندم وأقلع ثم بلي بالمعصية، ثم تاب وأقلع صادقاً فإن الله سبحانه يتوب عليه.

    1.   

    حكم ذهاب المرأة إلى الحج بدون محرم

    السؤال: هذه السائلة في آخر أسئلتها في رسالتها تستفسر من سماحتكم عن ذهاب المرأة بدون محرم إلى فريضة الحج, هل مثل هذا الحج مقبول أم لا؟

    الجواب: إذا كانت في مكة لا بأس؛ لأنه ليس بسفر، إذا كانت في مكة وحجت مع الحريم فلا بأس, أما إذا كانت في سفر من جدة.. من المدينة.. من الرياض.. من غير ذلك ليس لها أن تحج إلا بمحرم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم), أما إن كانت في مكة فمنى قريب وعرفة قريب وإذا كانت مع نساء طيبات فلا بأس.

    1.   

    كيفية تصرف من أعطى شخصاً مبلغاً ليأتيه بطعام فجاءه بطعام بأكثر مما أعطاه

    السؤال: السائل (ص. س) من أبها والذي استعرضنا سؤالاً له بقي له هذا السؤال يقول: قام أحد الأصدقاء بإرسال أحد العمال في العمل بأن يأتي له بغداء، وأعطاه ثمن ذلك الغداء وكان سبعة ريال، فلما أحضر العامل الغداء وجده أكثر مما طلب، أي: أن ثمنه ستة عشر ريال، فقام بالأكل دون أن يتصرف في ذلك على أنه صاحب المطعم هو الذي أخطأ، فهل يعطي صاحب المطعم الفرق في الزيادة أم ماذا يفعل هذا الرجل؟

    الجواب: هذا فيه تفصيل، إن كان العامل تبرع بالزيادة لصاحبه فهذا على العامل ولا بأس إذا تبرع بالزيادة، أما إن كان أخطأ قد غلط صاحب المطعم فأعطاه ما هو بستة عشر وهو غلطان فالواجب أن يعطى الزيادة التي غلط فيها، الواجب على الآكل أن يعطيه الزيادة، فإذا كان فيه طعام بسبعة أو ثمانية والطعام بستة عشر وأعطاه الطعام المعروف أنه بستة عشر فعليه يكمل يعطيه عما زاد؛ لأن غلطه لا يحل له طعامه، أما إذا كان متبرعاً.. صاحب المطعم أو العامل متبرع فلا بأس.

    1.   

    معنى حديث: (واغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد)

    السؤال: هذا الأخ السائل من سوريا من دمشق يقول: ما معنى الدعاء: (واغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد

    الجواب: على ظاهره، يطلب من ربه أن يغسله بالماء والثلج والبرد، يعني: أن ينقيه من الذنوب نقاء تاماً.

    1.   

    من أحكام دعاء الاستفتاح

    السؤال: يقول سماحة الشيخ: في دعاء الاستفتاح استفتاح صلاة الليل هل نردده في كل ركعتين؟ وهل نردده في الركعتين التي يقرأ فيهما بـ: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1] وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1] وكذلك في الركعة التي يقرأ فيها قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]؟

    الجواب: نعم السنة الاستفتاح في كل الصلوات: (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك) في جميع الصلوات، في التراويح وغير التراويح، مستحب، ولو ترك فلا بأس لكن مستحب إذا كبر تكبيرة الإحرام في كل تسليمة يقول: سبحانك اللهم.. لأنه مختصر، هذا استفتاح مختصر، وإن استفتح بغيره من الاستفتاحات الصحيحة الثابتة عن رسول الله فلا بأس، ولو ترك فلا حرج، لكن إذا أتى به الإمام والمأموم فهذا أفضل، وإن كان الإمام شرع في القراءة فإن المأموم لا يستفتح ينصت، لكن لو سكت الإمام بعد تكبيرة الإحرام فالسنة أن يأتي بالاستفتاح الإمام والمأموم، لكن لو شرع الإمام بعدما كبر ولم يستفتح فالمأموم ينصت ولا يستفتح؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (وإذا قرأ فأنصتوا).

    1.   

    المشروع قراءته بعد الفاتحة في الوتر من رمضان

    السؤال: هل ورد أحاديث في قراءة سورة الأعلى والكافرون والإخلاص في الشفع والوتر هذا في رمضان؟ وماذا يلزم الإمام في رمضان؟ هل يستمر في قراءة هذه السور يا شيخ؟

    الجواب: هذا هو الأفضل، نعم، ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في الثلاث الأخيرة بسبح وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1] وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، فإذا أوتر بثلاث قرأ في الأولى بسبح، وفي الثانية بـ (الكافرون)، وفي الثالثة بـ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] هذا هو الأفضل، وإن قرأ بغيرها فلا حرج، الأمر واسع؛ لأن الله قال: فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ [المزمل:20] وإذا سرد الركعات وسلم من كل ثنتين ثم أوتر بواحدة فكل ذلك حسن.

    المقصود أنه يصلي ثنتين ثنتين ثم يوتر بواحدة، والأفضل في الواحدة أن يقرأ فيها بعد الفاتحة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، تأسياً بالنبي عليه الصلاة والسلام، ولو قرأ بغير ذلك فلا حرج؛ لعموم قوله جل وعلا: فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ [المزمل:20] وقوله صلى الله عليه وسلم للمسيء: (ثم اقرأ بما تيسر لك من القرآن) فالأمر في هذا واسع والحمد لله.

    1.   

    حكم جمع المرأة شعرها خلف رأسها

    السؤال: هذه أخت سائلة أرسلت بهذا السؤال تقول سماحة الشيخ: ما حكم ما يسمى بتسريحة الشعر بالنسبة للمرأة، علماً بأن شعر المرأة يجمع في مؤخرة الرأس ويرفع قليلاً دون أن يصل إلى قمة الرأس، وهل هذا يدخل في حديث: (صنفان من أهل النار

    الجواب: الظاهر والله أعلم أنه لا يدخل؛ لأن في الحديث الصحيح: (صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: رجال بأيديهم سياط يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن مثل أسنمة البخت، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها) وأسنمة البخت.. البختية: الناقة البختية لها سنامان بينهما فجوة، بينهما منخفض، وهذا الذي يربط في مؤخر الرأس لضم بعض الشعر في مؤخر الرأس لا يتفق مع أسنمة البخت المذكورة، ولكن تركه أحسن، تركه أفضل وأبعد عن الشبهة، كونه يترك جدائل هذا أولى وأحوط وأبعد عن الشبهة في التشبه بهؤلاء النسوة.

    المقدم: شكر الله لكم يا سماحة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.

    أيها الإخوة المستمعون الكرام! أجاب عن أسئلتكم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء.

    في ختام هذا اللقاء نشكر سماحة الشيخ على تفضله بإجابة السادة المستمعين، وفي الختام تقبلوا تحيات الزملاء من الإذاعة الخارجية فهد العثمان، ومن هندسة الصوت سعد عبد العزيز خميس ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767950876