مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين فأهلاً وسهلاً بالشيخ: عبد العزيز .
الشيخ: حياكم وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====السؤال: نعود في بداية هذه الحلقة إلى رسالة إحدى الأخوات المستمعات من ليبيا وقعت في نهاية رسالتها بقولها: ابنتكم عزة بون خيلة ، الأخت عزة عرضنا بعض أسئلتها في حلقة مضت وفي هذه الحلقة لها سؤال مطول بعض الشيء عن التسبيح، ترجو من سماحتكم جزاكم الله خيرا أن تخبروها عن الطريقة الصحيحة للتسبيح ولاسيما إذا كان في السبحة؟ جزاكم الله خيرا.
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فالتسبيح من أفضل القربات، وهو من الذكر الذي حث عليه النبي عليه الصلاة والسلام ودل عليه كتاب الله، يقول جل وعلا في كتابه العظيم: فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ [الروم:17]، ويقول جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [الأحزاب:41-42]، والآيات في هذا المعنى كثيرة، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)، ويقول أيضاً عليه الصلاة والسلام: (الباقيات الصالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله)، والأحاديث في هذا كثيرة تدل على فضل التسبيح والذكر.
وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم الفقراء الذين اشتكوا إليه وقالوا: (يا رسول الله ذهب أهل الدثور -يعني: الأموال- بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضول أموال يتصدقون منها ونحن لا نتصدق -ما عندنا مال- ويعتقون ولا نعتق، فقال عليه الصلاة والسلام: ألا أدلكم على شيء تدركون به من سبقكم، وتسبقون من بعدكم، ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من فعل مثلما فعلتم؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: تسبحون وتحمدون وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين).
هذا فضل عظيم، فيستحب للمؤمن والمؤمنة عقب الصلاة أن يسبح الله ويحمده ويكبره ثلاثاً وثلاثين مرة، وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من سبح الله دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وكبر الله ثلاثاً وثلاثين، فتلك تسع وتسعون، ثم قال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)، وهذا فضل عظيم، فينبغي للمؤمن والمؤمنة العناية بهذا الأمر بعد كل صلاة، الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، والفجر، أول إذا سلم يقول: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، ثلاث مرات، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، يقول هذا بعد كل صلاة، الرجل والمرأة، الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، إذا سلم يقول: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، الإمام والمنفرد والمأموم، والإمام إذا فرغ منها ينصرف إلى الناس يعطيهم وجهه، بعدما يقول: اللهم أنت السلام .. إلى آخره، ثم يقول الجميع بعد هذا: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل، وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد.
النبي صلى الله عليه وسلم يقول هذا بعد كل صلاة من الصلوات الخمس، فالسنة أن يقول المؤمن هكذا، والمؤمنة كذلك، ثم يأتي بالتسبيح والتحميد والتكبير ثلاثاً وثلاثين مرة سبحان الله والحمد لله والله أكبر، ثلاثاً وثلاثين مرة، يعقدها بأصابعه حتى يضبطها، سبحان الله والحمد لله، والله أكبر، ثلاثاً وثلاثين مرة، ثم يقول تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.
فأنا أوصي كل مسلم ومسلمة بالمحافظة على هذا الذكر عقب كل صلاة.
ويعقدها بالأصابع لا بالسبحة وهذا هو الأفضل، الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة بالأصابع، والسبحة لا بأس بها في البيت وفي بعض الأحيان، لكن كونه يعقدها بالأصابع أفضل.
وهكذا الرجل في المساجد يعقدها بالأصابع لا بالسبحة هذا هو الأفضل، تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالصحابة.
ويستحب بعد هذا أن يقرأ آية الكرسي بعد كل صلاة: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ .. إلى آخرها، آخرها وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255] هذا آخرها، هذا آخر الآية.
ويستحب أيضاً أن يقرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] والمعوذتين بعد كل صلاة، قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1]، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس:1] يقرأ هذه السور الثلاث بعد كل صلاة، ويكررها ثلاث مرات بعد المغرب والفجر وعند النوم، هذه السور الثلاث يكررها ثلاثاً بعد الفجر، وبعد المغرب، وعند النوم.
ولا بأس في استعمال السبحة، تستعملها المرأة أو الرجل في بيته، يستعملها بحصى أو بالسبحة المعروفة أو بالنوى لا حرج أو بعقد خيط لا بأس، لكن استعمال الأصابع أفضل وأولى ولا سيما في المساجد، فالسنة أن تكون الأصابع هي المستعملة، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرا، سماحة الشيخ، الذين يستعملون السبحة إنما هو كما يقولون للضبط لا أكثر ولا أقل، فما هو توجيهكم؟ جزاكم الله خيرا.
الشيخ: يمكن الضبط بالأصابع، وهذا هو الأفضل.
الجواب: أنت مشكورة على عنايتك بالدين وعلى حجابك الشرعي، وعلى سؤالك عما يهمك في دينك أنت مشكورة على هذا، وهذا هو الواجب، الواجب على كل مسلم ومسلمة التفقه في الدين، والسؤال عما أشكل عليه، سؤال أهل العلم، يقول الله سبحانه: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43]، ويروى عنه عليه الصلاة والسلام: أن جماعة أفتوا بغير علم فقال: (ألا سألوا إذا لم يعلموا إنما شفاء العي السؤال)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة)، وإرسال الأسئلة إلى هذا البرنامج من سلوك الطريق، والذهاب إلى حلقات العلم من سلوك الطريق، والتعلم في المدارس من سلوك الطريق، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أيضاً: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)، فهذا يدل على أن التفقه في الدين من علامات الخير، وأن الإعراض من علامات الشر.
وليس لك أيتها الأخت في الله! طاعة والديك في الكشف على الأقارب غير المحارم كابن العم وابن الخال ونحو ذلك، وليس لك المصافحة لهم أيضاً، وليست معصية والديك في هذا من العقوق، النبي عليه السلام يقول: (إنما الطاعة في المعروف)، وهذا ما هو من المعروف.
ويقول صلى الله عليه وسلم: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، كونك تصافحين ابن عمك، أو ابن خالك أو غيرهما من غير المحارم الذكور هذا لا يجوز، المصافحة خطيرة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إني لا أصافح النساء)، وتقول عائشة رضي الله عنها: (والله ما مست يد رسول الله يد امرأة قط، ما كان يبايعهن إلا بالكلام) والمصافحة خطيرة، فالواجب عليك الحذر والاعتذار إلى والديك بالكلام الطيب، اعتذري لهما بالكلام الطيب، وقولي: إني سألت بعض أهل العلم فأخبروني أنه لا يجوز، وأرشديهم إلى هذا البرنامج يسمعونه، هذا برنامج مفيد، نوصي كل إنسان أن يسمع هذا البرنامج في كل مكان فإنه يقوم عليه جماعة من أهل العلم، فنوصي كل من يريد الفائدة والعلم أن يستمع لهذا البرنامج.
الجواب: نعم إنه حق، كلام صحيح: فلا إله إلا الله أعظم الحق، فإنه سبحانه هو المستحق للعبادة، وليس هناك إله معبود بحق سواه جل وعلا، كما قال سبحانه: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [البقرة:163]، ويقول عز وجل: إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا [طه:98]، ويقول سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ [الإسراء:23]، فهو الإله الحق سبحانه وتعالى، ليس هناك إله آخر معبود بحق، بل جميع الآلهة كلها باطلة، كلها معبودة بالباطل، كما قال سبحانه: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ [الحج:62]، فجميع الآلهة التي يعبدها الناس كلها باطلة إلا الإله الحق سبحانه وتعالى هو الله سبحانه وتعالى.
لكن الرسول يقول عليه الصلاة والسلام: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول)، يكفي أن يقول: لا إله إلا الله، لا حاجة لأن يقول حق، هو حق ولا شك؛ لكن يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (قولوا مثلما يقول)؛ والمؤذن يقول: لا إله إلا الله، فأنت تقول مثله: لا إله إلا الله ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم تقول: (اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، إنك لا تخلف الميعاد)، هذا هو المشروع للمستمع للآذان، ولا يزيد كلمة حق، الأفضل تركها، هي كلمة حق، لكن الأفضل تركها، لقوله صلى الله عليه وسلم: (قولوا مثلما يقول)، يقول مثله: الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، يقول: أشهد أن محمداً رسول الله، إلا الحيعلة يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، عند حي على الصلاة يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وعند حي على الفلاح يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، هكذا أرشد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يقول معه: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يقول: (اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد).
الجواب: هذا ورد فيه حديث خاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا قال القارئ: أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى [القيامة:40]، يقول: (سبحانك فبلى) فإنه مشروع ولا بأس، يقوله الإمام والمأموم والمنفرد.
الجواب: أما حلق البعض وترك البعض هذا لا يجوز، بعض أهل العلم جزم بالكراهة، وظاهر الحديث التحريم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (احلقه كله أو دعه كله)، فلا يحلق بعض رأسه ويترك البعض لا، إما أن يحلقه كله أو يدعه كله، وإذا خفف بمكينة فلا بأس، إذا عمم بالمكينة ولم يحلقه فلا بأس.
الجواب: حلق اللحية لا يجوز، وقد تقدم في جواب سابق، ولا تحديدها وتهذيبها، بل يوفرها ويعفيها ويرخيها كما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم.
أما ما يتعلق بالرقبة فلا بأس، الرقبة ما هي من اللحية، اللحية ما نبت على الذقن والخدين هذه اللحية، أما الشعر الذي على الحلق فليس من اللحية.
الجواب: يقول أنس رضي الله عنه فيما رواه مسلم في الصحيح: (وقت لنا في قص الشارب، وحلق العانة، ونتف الإبط، وقلم الأظفار ألا نترك ذلك أكثر من أربعين ليلة)، ورواه أحمد وجماعة بلفظ: (وقت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك أربعين ليلة)، فالحد النهائي أربعون ليلة فقط، فإذا قارب الوقت يأخذ شاربه، يأخذ أظفاره، ينتف إبطه أو يزيله بغير النتف بالأدوية، يقص شاربه هذه السنة، وإذا تعاهده الشارب قبل الأربعين لأنه يطول -بعض الناس يطول شاربه بسرعة- يكون أفضل، لقوله صلى الله عليه وسلم: (قصوا الشوارب)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (من لم يأخذ من شاربه فليس منا)، فإذا تعاهدها قبل الأربعين الشارب والإبط والعانة والأظفار فهو طيب، لكن لا يؤخر أكثر من أربعين.
السؤال: هل تجوز الصلاة مع النساء، علماً بأن المرأة كانت في الوسط، ويوجد رجال أمامها وخلفها، ماذا أفعل والحال هذه؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الجواب: الصلاة صحيحة والحمد لله، وهذا يقع كثيراً في المسجد الحرام والمسجد النبوي، عند زحمة الناس وقت الحج يختلط الرجال بالنساء فالصلاة صحيحة، ولكن يجب على النساء أن يتأخرن عن الرجال، وليس لهن أن يتقدمن بين الرجال أو أمام الرجال، لكن إذا وقع ذلك بسبب الزحام فالصلاة صحيحة ولا يضر ذلك والحمد لله، أما في حال الاختيار فإنها تؤخر يقال لها: تأخري خلف الرجال وتؤمر بذلك.
أما صلاتها جالسة فغير صحيحة إن كانت تقدر على الصلاة قائمة، لا الجمعة مع الناس ولا غيرها، أما إذا كانت عاجزة لا تقدر تقف فلا بأس كالرجل.
صلاة التسبيح، وصلاة الحاجة، والتي جاء في صفتها نصوص مختلفة في كتب المأثورات والأدعية ونحوها، ومن أمثلة تلك النصوص، أنه ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (أن اثنتي عشرة ركعة تصليهن من ليل أو نهار وتتشهد بين كل ركعتين، فإذا تشهدت في آخر صلاتك، فأثن على الله عز وجل، وصل على النبي عليه السلام، واقرأ وأنت ساجد فاتحة الكتاب سبع مرات، وآية الكرسي سبع مرات وقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات، ثم قل: اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك، ومنتهى الرحمة من كتابك، واسمك الأعظم، وجدك الأعلى، وكلماتك التامة، ثم سل حاجتك، ثم ارفع رأسك، ثم سلم يميناً وشمالاً ولا تعلموها السفهاء، فإنهم يدعون بها فيستجابون!) ما مدى صحة هذا الحديث، وهل يلزمنا العمل به؟ جزاكم الله خيرا.
الجواب: هذا الحديث غير صحيح وقد نبهنا عليه غير مرة، فهو حديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، والرسول نهى عن القراءة في الركوع والسجود عليه الصلاة والسلام، فالحديث هذا غير صحيح، ولا ينبغي أن يغتر به، وصلاة التسبيح كذلك غير صحيحة، والمشروع للمؤمن أن يصلي كما شرع الله، يصلي ركعتين أو أكثر في الضحى أو في الليل يصلي ما قسم الله له ولا يقرأ في السجود ولا في الركوع، ويصلي كما هو معروف يسبح الله، يقول: سبحان ربي العظيم في الركوع، ويقول: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، ويقول: سبحان ربي الأعلى في السجود، ويقول: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، ويدعو في السجود بما قسم الله له، على الصلاة المعروفة، الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أما صلاة التسبيح فهي غير ثابتة، وكذلك هذا الحديث الذي ذكر اثنتي عشرة ركعة وفيها الدعاء وفيها القراءة في السجود، كل هذا غير صحيح.
الجواب: إذا كان الواقع كما ذكرت في السؤال فلا حرج في زواجها، وإرضاع أمها لأختك لا يسري عليك، بل الزواج بها لا حرج فيه؛ لأنها ليست أختاً من الرضاعة لك، إذا كان الواقع مثلما ذكرت في السؤال.
الجواب: لا حرج في تكليم المرأة للرجل من طريق الهاتف إذا كان في مصلحة شرعية أو أمر مباح كالسؤال عن العلم، أو سؤاله عن مريض أو سؤاله عن صحته، أو عن شيء مهم لا بأس بذلك.
أما إذا كانت المكالمة لمغازلة كما يقولون ولأسباب الفتنة، والدعوة إلى الفاحشة أو ما يجر إلى الفاحشة هذا لا يجوز، الواجب على المرأة أن تحذر ذلك، وعلى الرجل أن يحذر ذلك، ليس للرجل أن يكلم النساء لهذا الغرض، وليس للمرأة أن تكلم الرجال لهذا الغرض، بل هذا يجر إلى شر كثير وفساد عظيم، أما كونها تكلم زوج أختها أو ابن عمها تسأله عن صحته، أو صحة أولاده أو صحة والدته أو أبيه، أو تسأله عن شراء حاجة أو بيع حاجة، أو ما أشبهه من الأمور التي ليس فيها شبهة ولا ريبة ولا شر، فلا حرج في ذلك.
المقدم: جزاكم الله خيرا.
يا أخ عبد الله الصالح ! من بريدة في القصيم سنعود إلى رسالتك في حلقة قادمة إن شاء الله تعالى.
سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: نسأل الله ذلك.
المقدم: اللهم آمين.
مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
شكراً لسماحته، وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر