إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (816)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    نصيحة لوالد يمنع ابنته من الدراسة

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من الجمهورية العربية اليمنية، وباعثتها إحدى الأخوات من هناك رمزت إلى اسمها بالحروف (ف. ع. ج) لها جمع من الأسئلة، ملخص سؤالها الأول تقول: إن والدها يعارضها في مواصلة الدراسة، وترجو من سماحتكم التوجيه لها ولوالدها؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فإن طلب العلم للنوعين الرجال والنساء من أفضل القربات ومن أهم الطاعات؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل له به طريقاً إلى الجنة) ، ولقوله عليه الصلاة والسلام: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) ، ولقوله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) فنصيحتي لك وللوالد الاستمرار في الدراسة الإسلامية النافعة المفيدة على يد العلماء المعروفين بالاستقامة وحسن العقيدة والسيرة، وذلك من التفقه في الدين الذي هو علامة الخير وعلامة أن الله أراد بالعبد خيراً، وعلى الوالد أن يلاحظ ما ينبغي أن يلاحظ من ذهابك إلى المدرسة بصحبة الثقات المأمونات وعدم ذهابك مع السائق وحده، ومن جهة العناية بالمدرسة إذا كانت المدرسة جيدة وفيها معلمات معروفات بحسن العقيدة والسيرة، فهذا مما ينبغي للوالد أن يعين عليه.

    أما إن كانت الدراسة فيها شيء يخشاه الوالد عليك فاسمعي وأطيعي للوالد، وهذا من نصحه لك وبره لك.

    فالخلاصة: أن عليك أن تتفاهمي مع الوالد في الموضوع، فإذا كانت الدراسة على مدرسات طيبات معروفات بالخير، وتيسر لك الذهاب إلى المدرسة بطريقة سليمة ليس فيها خلوة بالسائق ولا غيره، فالوالد يوافق إن شاء الله على هذا الخير العظيم، وإن كان هناك أسباب للمنع فالوالد لا يريد لك إلا الخير إن شاء الله فاسمعي وأطيعي للوالد، وبره من أهم المهمات، والله جل وعلا أوصى ببر الوالدين في آيات كثيرات سبحانه وتعالى، منها قوله سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [الإسراء:23] ، أسأل الله أن يوفقك ووالدك لما فيه براءة ذمة الجميع وصلاح الجميع.

    1.   

    مشروعية الاستخارة ومدى صحة ما يقال بأن من صلاها يرى في منامه ما كان خيراً له

    السؤال: تسأل في سؤالها الثاني عن صلاة الاستخارة تقول: لقد سمعت أن من صلى صلاة الاستخارة لغرض معين فإنه يرى في منامه إذا كان خيراً له، هل ما قيل صحيح؟

    الجواب: لا أعرف لهذا صحة من جهة الرؤيا، ولكن صلاة الاستخارة سنة، إذا هم الإنسان بأمر أشكل عليه أمره أو عاقبته يستخير ربه، يصلي ركعتين ثم يدعو ربه بعد الصلاة ويرفع يديه ويدعو ربه ويستخير بما جاء في دعاء الاستخارة وهو: (اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر وأنت علام الغيوب، اللهم إن كان هذا الأمر) ويسميه بعينه كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم مثل زواج مثل سفر مثل معاملة إنسان يشك الإنسان في معاملته أو شبه ذلك من الأمور التي يحصل فيها بعض التوقف، فيقول في دعائه: (اللهم إن كان هذا الأمر -يعني: زواجي بفلان تقول المرأة أو الرجل يقول: زواجي بفلانة، أو سفري إلى كذا، أو معاملتي لفلان- خيراً لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري فيسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كان ذلك -ويسميه باسمه- شراً لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، وقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به) ، هذا دعاء مشروع، ثم بعد ذلك يستشير من يرى من أهل الخير من أقربائه وأصدقائه، فإذا انشرح صدره لأحد الأمرين يمضي، فإن استمر معه التردد أعاد الاستخارة ثانياً وثالثاً وهكذا حتى يطمئن قلبه وينشرح صدره لأحد الأمرين من الفعل أو الترك.

    1.   

    الحكم على حديث: (ما أكل أحد طعاماً قط خير من أن يأكل من عمل يده)

    السؤال: تورد حديثاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم هو : (ما أكل أحد طعاماً قط خير من أن يأكل من عمل يديه، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده) ما صحة هذا الحديث؟

    الجواب: هذا حديث صحيح رواه البخاري في الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما أكل أحد طعاماً خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده) عليه الصلاة والسلام، وهذا يحث على كسب الحلال والحرص على طلب الحلال من حدادة أو خرازة أو نجارة أو غير ذلك من أعمال اليد، مع النصح وأداء الأمانة في العمل، هذا كسب حلال ومن ذلك الزراعة فإنها من أعمال اليد والكتابة فإذا نصح الإنسان في ذلك وأدى ما ينبغي فهذا من أطيب الحلال.

    1.   

    حكم من لا تستطيع تحديد القبلة في بيتها بدون سبب

    السؤال: لها سؤال تقول: عندما تزوجت تغيرت أحوالها وارتبكت حياتها، حتى أصبحت لا ترى جهة القبلة في مكانها، وترى الشمال هو الغرب والعكس، وتسأل سماحتكم كيف تتصرف، ولاسيما وأنها جربت نفسها في بيوت الجيران فرأت أن وضعها صحيح، إلا إذا عادت إلى بيت الزوجية؟

    الجواب: عليها أن تجتهد مع زوجها ومع أخواتها الجيدات حتى تعرف القبلة؛ لأن هذا شيء عارض ووساوس عارضة تزول إن شاء الله، تستعيذ بالله من الشيطان دائماً تقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، تسأل ربها العافية من هذا الأمر والشفاء من هذا الأمر، فهذا عارض ويزول إن شاء الله، وبالتعاون مع زوجها وأخواتها في الله أو أبيها إن كان موجوداً أو غيرهم من الطيبين في هذا الأمر يزول هذا الشك إن شاء الله، وتستقر الأمور، فاطمئني إن شاء الله.

    ومن أهم الأمور سؤال الله أن يعافيها من هذا البلاء العارض، وأن يعيد لها فهمها وبصيرتها وعقلها الكامل.

    1.   

    حكم امتناع المرأة عن زوجها إذا لم يعدل بينها وبين الزوجة الثانية

    السؤال: تقول: إن زوجها تزوج بأخرى ولم يعدل بينها وبين الجديدة، ولما عاد إليها امتنعت عنه، وترجو التوجيه؟

    الجواب: الواجب عليه العدل والتوبة إلى الله من الجور، فإذا عاد إلى العدل واستقام أمره فالواجب عليك أن تمكنيه من نفسك، وأن ترجعي إلى الحق والصواب، أما إذا لم يعدل فلك الحق في طلب الطلاق والامتناع منه حتى يعدل أو يطلق.

    1.   

    حكم سلام المرأة وكلامها مع من ليس بمحرم

    السؤال: من جازان المرسلة حليمة بعثت برسالة وضمنتها سؤالين، في سؤالها الأول تقول: أنا ولله الحمد امرأة ملتزمة ومحافظة، ولكن لي ولد عم قد بلغ من الكبر كثيراً، وهو رجل أعمى حيث أن عمره يناهز السبعين، فهل في الكلام معه والسلام عليه إثم علي، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: ليس في الكلام معه والسلام عليه إثم، بل هذا من صلة الرحم، ولا بأس أيضاً بالكلام مع غيره حتى لو كان أجنبياً إذا لم يكن هناك شر ولا فتنة ولا خلوة، فالمسلمة تسلم على أقاربها وإن كانوا ليسوا محارم، تسلم على جيرانها وأخي زوجها ونحوهم من دون خلوة ومن دون تعاطي أمور توجب التهمة، فإذا كانت الأمور واضحة ليس فيها تهمة فالسلام حق على ابن عمك وعلى غيره من دون خلوة، ولكن بالكلام من دون مصافحة، كيف حالك، السلام عليكم، وعليكم السلام، كيف حالكم؟ كيف الأهل والأولاد؟ كل هذا لا بأس به، من دون مصافحة ولا تقبيل كما يفعل بعض الجهلة، المصافحة تكون مع النساء أو مع المحارم كالأخ والعم، أما مع الأجنبي سلام بدون مصافحة، وبدون تقبيل رأس ولا غيره، وبدون خلوة، فإذا سلمت عليه بحضرة من يزيل الخلوة أمك أو أختك أو أخيك أو غير ذلك المقصود بدون خلوة يكون معكم ثالث وبدون ريبة.

    1.   

    حكم طاعة المرأة زوجها إن أمرها أن تعد له الشيشة

    السؤال: تقول: زوجي رجل محافظ ولله الحمد، ولكنه يستعمل الشيشة، ويأمرني أن أجهزها له، ولو عصيته لصار بيننا نزاع وخلاف ومشاكل، حيث أن لي أطفالاً صغاراً وليس لهم كافل إلا الله ثم أبوهم، فهل في تجهيزها له إثم علي، وظروفي كما ذكرت، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: ليس لزوجك شرب الشيشة ولا غيرها من أنواع التدخين ولا غيرها أيضاً من سائر أنواع الخمور والمسكرات، الواجب عليه التوبة إلى الله من ذلك، والحذر من مغبة هذه المعصية.

    ولا يجوز لك أن تساعديه في تجهيزها له ولو غضب، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الطاعة في المعروف) وليس من المعروف أن تجهزي له الشيشة أو غيرها مما هو محرم، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) .

    فالواجب عليه التوبة إلى الله من ذلك، وعدم تعاطي هذا الأمر المنكر، وأنت عليك أن تنصحيه دائماً بالكلام الطيب والأسلوب الحسن لعل الله يهديه ويتوب من هذا العمل السيئ.

    أما طاعته في مثل هذا فلا تجوز، نسأل الله لنا ولكم وله الهداية.

    1.   

    الحكم على حديث: (من قاد أعمى أربعين خطوة وجبت له الجنة)

    السؤال: من الحريق رسالة بعث بها المستمع إبراهيم (م.ك) يسأل جمعاً من الأسئلة من بينها سؤال يقول: عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قاد أعمى أربعين خطوة وجبت له الجنة) ما صحة هذا الحديث؟

    الجواب: لا أصل لهذا الحديث بل هو من الموضوعات الباطلة.

    1.   

    حكم الأذان في المسجد الصغير إذا سمع الأذن في المساجد التي حوله

    السؤال: يقول: إن بالقرب من منزلنا مسجداً من الطين أصلي فيه أنا وأبي وإخواني، لكننا لا نؤذن بل نكتفي بما نسمع، هل يجب علينا الأذان، ذلك أن أحد أقاربنا قال: لابد من الأذان، ما هو توجيهكم جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: الأفضل أن تؤذنوا فيه حتى يعلم من حولكم ويحضر، ولا يجب مادام حولكم مؤذنون يسمعهم من حولكم لا بأس يحصل بهم الكفاية، لكن إذا أذنتم في المسجد هذا يكون أفضل وأولى.

    1.   

    حكم من أخذ مالاً مقابل عمل لم يقم به

    السؤال: المستمع (ع. ع) بعث برسالة مطولة بعض الشيء، ملخص ما في سؤاله الأول: أنه عمل لفترة طويلة خارج وقت الدوام وكان يستلم الاستحقاق في ذلك، إلا أنه لم يكن يداوم بالفعل والآن بدأ يفكر في هذا الموضوع وضميره يؤنبه من ذلك ويرجو التوجيه كيف يتصرف في تلك المبالغ؟

    الجواب: عليه التوبة إلى الله سبحانه، بالندم على الماضي، والعزم أن لا يعود في ذلك، والله جل وعلا يقول سبحانه: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82] وعليه أن يتصدق بما يظن أنه لم يقابل عملاً منه ويظنه زائداً على حقه حسب ظنه واجتهاده، يتصدق به في بعض الجهات الخيرية مثل الفقراء، مثل المجاهدين مثل إصلاح دورات المياه إلى غير ذلك من وجوه الخير، حسب ما يظن .. يتحرى المبلغ الذي لا يستحقه فيتصدق به مع التوبة إلى الله والندم.

    1.   

    حكم إمامة من لا يعرف معاني الآيات

    السؤال: يقول: أحفظ كثيراً من كتاب الله وأجيد قراءته، وأؤم المصلين في كثيرٍ من الأحيان، إلا أنني لا أعرف كثيراً من معاني الآيات، فهل تجوز الإمامة والحال ما ذكر؟

    الجواب: نعم لا حرج في ذلك، وإن كنت تجهل بعض المعاني مادمت بحمد الله تجيد القراءة فالحمد لله.

    1.   

    التحذير من الوساوس في الصلاة ومدى تأثيرها عليها

    السؤال: يقول: كثيراً ما أحدث نفسي أثناء الصلاة بأمور دنيوية، فهل يؤثر ذلك على صحة الصلاة؟

    الجواب: الوسوسة في الصلاة وحديث النفس يؤثر في خشوعها وفي الأجر الذي يحصل لك، وليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها واقبلت عليه بقلبك، فاحرص على ترك الوساوس والحديث في أمور دنياك، واجتهد في إقبالك على الصلاة، يقول الله سبحانه : قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:1-2] وفي الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم: (ليس للعبد من صلاته إلا ما عقل منها) فالمقصود أنك تجتهد في إقبالك على الصلاة وإحضار قلبك والخشوع فيها والحذر من الوساوس وأحاديث النفس التي تشوش عليك صلاتك.

    1.   

    التحذير من إخلاف الوعد

    السؤال: من جمهورية مصر العربية المستمع (ح. س.م) رسالة وضمنها جمعاً من الأسئلة في أحدها يقول: ما حكم من يعد ويخلف ويستغل الناس؟

    الجواب: هذه الخصلة من خصال أهل النفاق، فالواجب الحذر منها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان) فالواجب على المسلم أن يحذر هذه الصفات الذميمة، وأن يبتعد عنها وأن يتوب إلى الله مما سلف.

    1.   

    عقوبة الراشي والمرتشي

    السؤال: ما جزاء الراشي والمرتشي؟

    الجواب: الراشي والمرتشي قد أتيا كبيرة عظيمة، في الحديث الصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم: (لعن الراشي والمرتشي).

    والرشوة: بذل المال لمن يعمل لك ما يخالف الأمر الشرعي، ما يخل بالأمانة، والقابل للرشوة هو الذي يفعل ما حرم الله عليه من أجل الرشوة، كأن يعطيك ما ليس بحق لك، أو يقدمك على من هو أولى منك من أجل الرشوة، أو يخبر بأنك مواظب على العمل وأنت لست مواظباً على العمل من أجل الرشوة ونحو ذلك، فالمال الذي يبذل في خلاف الحق آخذه ظالم وباذله كذلك، ويعتبران متعاونان على الإثم والعدوان. نسأل الله العافية.

    1.   

    التحذير من الحقد والحسد

    السؤال: يسأل عن جزاء من يحقد على الناس ويكره الخير للغير؟

    الجواب: عليه التوبة إلى الله، والواجب على المسلم أن يحب الخير لإخوانه ويكره لهم الشر، ولا يجوز له أن يحقد على أحد بغير الحق، ولا أن يحسده، ولا أن يحب له السوء، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) الواجب على المسلم أن يحب لإخوانه الخير والهدى والصلاح وأن يكره لهم كل شر، وأن لا يحقد عليهم، ومن وجد من نفسه أنه يكره الخير لإخوانه فهذا مرض في قلبه فعليه التوبة إلى الله من ذلك.

    1.   

    حكم إهمال الإمام عمله وإنابة غيره عنه

    السؤال: يقول: ما رأي سماحتكم في الإمام الذي يهمل عمله ويضع حمل العمل على الحارس من أذان وإقامة وصلاة بالناس والقيام بشئون المسجد، وهل المرتب الذي يتقاضاه حلال؟

    الجواب: هذا من الخيانة، لا يجوز له أن يعمل هذا العمل، والواجب رفع أمره إلى الجهة المسئولة حتى يستقيم أو يبدل بخير منه، هذا على الجماعة المسئولين أن يرفعوا أمره، نسأل الله لنا وله الهداية.

    1.   

    نصيحة للمتهاونين في الصلاة

    السؤال: رسالة تضمنت جمعاً من الأسئلة باعثها المستمع علي أحمد يحيى نور من اليمن، أخونا يقول في أحد أسئلته: ما قولكم في الشخص الذي يصلي بعض الصلوات ويترك بعضها تكاسلاً منه ويقول: إن الله غفور رحيم، وبم تنصحون حيال هذا الشخص المهمل لدينه؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: الواجب على المسلم أن يحافظ على الصلوات الخمس في الجماعة فهي عمود الإسلام، وليس له أن يتساهل في شيء منها بل متى ترك شيئاً منها عمداً كفر عند جمع من أهل العلم وإن أقر بوجوبها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) وقال عليه الصلاة والسلام: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) فالأمر عظيم. فالواجب نصيحته وأن يبادر بالتوبة إلى الله سبحانه وتعالى لعل الله يتوب عليه جل وعلا، وهذا من صفات أهل النفاق، نسأل الله العافية فيجب الحذر ويجب تحذيره ونصيحته.

    1.   

    حكم رعي الأغنام والماشية في القبور

    السؤال: يقول: هل يجوز لرعاة الأغنام أن يتركوا مواشيهم ترعى بين المقابر وتدوسها، وهل عليهم إثم في ذلك، علماً بأنهم يتركونها ترعى على المقابر عمداً منهم وهم يرونها بأعينهم؟

    الجواب: ليس لهم ذلك، بل يجب كف الغنم وغيرها من المواشي عن المقابر، وإذا كان هناك حشيش في المقابر يحشونهم ويعطونه الغنم من دون أذى الأموات بالطريقة السليمة التي ليس فيها إهانة للموتى ولا وطء على قبورهم، أما ترك المواشي في المقابر فهذا لا يجوز، لأن هذا فيه امتهان للقبور وعدم مبالاة بها.

    1.   

    حكم صلاة الخطيب ركعتين في بيته قبل الخروج إلى المسجد

    السؤال: يسأل عن الإمام الذي يخطب يوم الجمعة هل يصلي ركعتين في بيته قبل أن ينصرف إلى المسجد؟

    الجواب: لا نعلم في هذا شيئاً، إذا صلى في بيته صلاة الضحى طيب ومشروعة، لكن ليست من أجل الجمعة صلاة الضحى مشروعة في بيته كل يوم، فإذا صلى في بيته الضحى ركعتين أو أكثر من ذلك ثم جاء للجمعة فهذا حسن.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (والشمس تجري لمستقر لها...)

    السؤال: المستمع علي شويش من شقراء بعث يسأل عن تفسير قول الحق تبارك وتعالى: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ [يس:38]؟

    الجواب: قد بين النبي صلى الله عليه وسلم مستقرها وأنها إذا حاذت العرش سجدت سجوداً يليق بها الله يعلم كيفيته سبحانه وتعالى، وهي لا تزال دائبة ماشية حتى يوم القيامة تطلع من المشرق وتغرب من المغرب، فإذا حاذت العرش من تحت سجدت سجوداً يليق بها الله يعلم كيفيته سبحانه وتعالى.

    1.   

    حكم من مات غرقاً بسبب عدم إتقانه السباحة

    السؤال: أحد الإخوة المستمعين بعث برسالة من ليبيا وهو (س.ف.ك) يقول: إن ابني ذهب مع بعض أصدقائه إلى البحر لغرض السباحة وقد غرق ومات، مع العلم أنهم لا يتقنون فن السباحة فهل ابني يكون قد قتل نفسه أم يكون ما حدث قضاءً وقدراً، والابن المذكور يبلغ من العمر السابعة عشرة؟ وهل هناك لوم على أصدقائه الذين أخذوه معهم بالسيارة؟

    الجواب: كل شيء بقدر وكل الأمور بقدر، يقول الله سبحانه: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [القمر:49] ويقول سبحانه: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحديد:22] ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كل شيء بقدر حتى العجز والكيس) ولكن ليس للإنسان أن يفعل ما لا يجوز له، ليس له أن يسبح في البحر وهو لا يحسن السباحة ولا في الأنهار وهو لا يحسن لأنه بهذا يكون ساعد على قتل نفسه فيأثم بذلك، والذين معه وهم يعرفون أنه لا يحسن السباحة يلزمهم منعه من ذلك أو تعليمه الأسباب التي تحصل بها الوقاية فإذا تساهلوا أثموا، نسأل الله أن يعفو عنا وعنه وعن كل مسلم.

    1.   

    حكم من ناحت فضربها زوجها على ذلك

    السؤال: يقول: إن والدة المتوفى قد لطمت خديها وصرخت صراخاً شديداً وكشفت عن وجهها وعن شعر رأسها أمام بعض الرجال الأجانب من أقربائي، وحاولت تذكيرها بالله ولكن دون جدوى فضربتها ضرباً على يديها لأنها أغضبت الله تعالى فهل علي إثم في ذلك؟

    الجواب: عليها التوبة إلى الله سبحانه، وأنت إن شاء الله محسن من باب التأديب ومن باب إنكار المنكر، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ليس منا من ضرب الخدود أو شق الجيوب أو دعا بدعوى الجاهلية) ويقول صلى الله عليه وسلم: (أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة) (الصالقة): التي ترفع صوتها عند المصيبة، و(الحالقة): التي تحلق شعرها عند المصيبة، و(الشاقة): التي تشق ثوبها عند المصيبة.

    الواجب الصبر والاحتساب وعدم تعاطي ما حرم الله من لطم خد أو شق ثوب أو نتف شعر أو غير هذا من المعاصي، نسأل الله أن يمن عليها بالتوبة وأن يجبر مصيبتها.

    المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيراً.

    سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    الشيخ: نسأل الله ذلك.

    المقدم: اللهم آمين.

    مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    شكراً لسماحته وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم وإلى الملتقى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767948749