إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (829)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    حكم من نسي البسملة في الصلاة

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب.

    رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من جمهورية مصر العربية وباعثها المستمع خالد خليل بو بكر يونس أبو شنينة ، أخونا خالد عرضنا بعضاً من أسئلته في حلقة مضت، وفي هذه الحلقة بقي له جمع آخر فيسأل ويقول: إذا نسي المصلي البسملة في الصلاة، هل تبطل الصلاة أم يجب عليه سجود السهو جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فالصواب من أقوال أهل العلم عن البسملة أنها سنة وليست واجبة، ولكنها تشرع أمام السور في الصلاة وخارجها إلا سورة براءة، فإذا نسيها المصلي فلا شيء عليه وصلاته صحيحة، ولا سجود عليه للسهو.

    1.   

    حكم صلاة الجماعة في حق البعيد عن المسجد والذي لا يسمع النداء إلا عبر المكبرات

    السؤال: يقول: منزلي يبعد عن المسجد، ولكني أسمع الأذان من مكبر الصوت، إنما نحن مع ذلك نصلي في البيت، هل نكون آثمين حينئذ، وهل صلاتنا صحيحة جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: إذا كان المسجد بعيداً عنكم لا تسمعون الأذان بالصوت المعتاد عند هدوء الأصوات؛ فإنه لا تلزمكم الجماعة في المسجد، لكن لو ذهبتم إليه ولو بالركوب أو تحمل بعض المشقة يكون أفضل؛ لما فيه من الفضل العظيم ومضاعفة الأجر والاجتماع بالمصلين والتعارف والتعاون على الخير.

    أما صوت المكبر فلا يلزم به الحضور؛ لأنه يسمع من بعيد.

    لكن من أجاب على صوت المكبر وذهب للجماعة وصبر على المشقة؛ فله أجر عظيم.

    1.   

    نصيحة لمن أراد قراءة القرآن الكريم

    السؤال: ما هي النصيحة التي تتفضلون بها وتنصحونني عندما أقرأ القرآن الكريم، ولاسيما وأن حفظي بسيط؟

    الجواب: أنصحك بالعناية بالدراسة، وتحري الأوقات المناسبة التي يكون قلبك فيها حاضراً والمشاغل فيها قليلة؛ حتى تنتفع بالقراءة أكثر، أوصيك أيضاً بأن تسأل ربك الإعانة والتوفيق، وأن يمنحك حفظ كتابه وفهمه والعمل به.

    1.   

    حكم قراءة القرآن على الميت

    السؤال: هل تجوز قراءة القرآن على الميت؟

    الجواب: لم يشرع هذا، الميت (ينقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، كما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، فقراءة القرآن عليه لا تنفعه ولا يستفيد منها؛ لأنه لا يسمعها ولا يستفيد منها بعد الموت.

    1.   

    حكم تارك الصلاة وموقف الزوجة ووليها منه

    السؤال: رسالة من أحد الإخوة المستمعين له فيها سؤالان، في سؤاله الأول يقول: زوج أختي لا يصلي أبداً حتى أيام الجمعة، ولا أظنه إنكاراً لوجوب الصلاة، إنما بحجة أنه عامي لا يقرأ ولا يكتب، فهل في بقاء أختي معه شيء، وإنني عندما أسمع عقوبة تارك الصلاة يشفق عليه قلبي ويحن، كما أنني أعانقه أحياناً كأيام الأعياد وغيرها، انصحوني جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: ترك الصلاة كفر بنص النبي عليه الصلاة والسلام، والصحيح من أقوال أهل العلم: أنه كفر أكبر، يخرج من الملة، وإن لم يجحد وجوبها، لكن إن جحد وجوبها؛ كفر عند جميع العلماء.

    يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، ويقول أيضاً عليه الصلاة والسلام: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، ولا يجوز بقاء أختك معه، بل يجب التفريق بينهما إلا أن يتوب، والواجب عليك هجره وعدم معانقته وعدم صحبته حتى يتوب إلى الله عز وجل، فهجر مثله من أهم المهمات، وأقل الأحوال أنه سنة مؤكدة، والقول بالوجوب قول قوي، القول بوجوب هجر من أظهر المعصية والكفر قول قوي.

    فعليك يا أخي! أن تنصحه لله وأن تخوفه من الله، وأن تجتهد في توبته؛ لعل الله يهديه بأسبابك، فإن أصر على الباطل وأبى أن يقبل منك؛ فاهجره هذا هو المشروع.

    وإن رأيت المواصلة للنصيحة بين وقت وآخر فذلك خير، من باب النصح لله ولعباده، من دون أن تتخذه صاحباً أو صديقاً أو عشيراً، لا، ولكن بين وقت وآخر تمر عليه وتنصحه تقول: اتق الله.. راقب الله يا عبد الله! الصلاة عمود الإسلام، من تركها كفر؛ لعل الله يهديه بأسبابك.

    وإذا تيسر أن تقول لإخوانه أو أبيه أو أصدقائه أن ينصحوه أيضاً حتى يساعدوك، فهذا أمر مطلوب، والمسلمون إخوة يتناصحون، وهذا إنسان قد تعاطى ما يخرجه من الإسلام، فالواجب نصيحته وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، والأخذ بيده إلى الصواب؛ لعل الله يهديه بأسبابك، وقد قال الله عز وجل في كتابه العظيم: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة:2]، وقال سبحانه في كتابه العظيم: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (الدين النصيحة، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم).

    نسأل الله للجميع الهداية. نعم.

    المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيراً، حجته أنه لا يقرأ ولا يكتب ما هو توجيهكم حول هذا؟

    الشيخ: هذه ليست حجة، يجب عليه أن يصلي وإن كان عامياً، ليس من شرط الصلاة أن يكون يقرأ ويكتب، عليه أن يصلي ويتعلم ويتفقه في دينه ولا يدع الصلاة، عليه أن يصلي وعليه أن يؤدي الزكاة وعليه أن يصوم رمضان وعليه أن يحج حج البيت إن استطاع وإن كان غير عالم وإن كان عامياً، لكن يلزمه التفقه في دينه والسؤال عما أشكل عليه، لأنه: مخلوق لعبادة الله، فواجب عليه أن يتعلم هذه العبادة ويتبصر فيها، يقول الله سبحانه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]، ويقول سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ [البقرة:21]، فهذه العبادة الذي خلقنا لها وأمرنا بها يجب أن نفقهها، وأن نعلمها، وأن نسأل أهل العلم عنها؛ حتى نكون فيها على بصيرة، وحتى نؤديها على علم، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)، فالذي يعرض ولا يتفقه هذه من علامة أن الله ما أراد به خيراً، نسأل الله العافية. نعم.

    المقدم: جزاكم الله خيراً سماحة الشيخ ذكرتم أن من وسائل التعليم السؤال، هل تتفضلون بذكر وسائل أخرى؟

    الشيخ: نعم، سؤال أهل العلم من وسائل الفقه في الدين، وتدبر القرآن الكريم من وسائل ذلك، وهو أعظم كتاب وأشرف كتاب وأنفع كتاب، تدبره والإكثار من قراءته من أعظم الأسباب في الفقه في الدين والبصيرة، وهكذا حضور حلقات العلم.. سماع خطب الجمع بإنصات وحضور قلب.. وسماع النصائح من الناصحين؛ كل هذا من أسباب تحصيل العلم.

    فالواجب على العامي أن يجتهد في حضور حلقات العلم، وفي الإصغاء لخطب الجمعة، وفي سؤال العلماء عما أشكل عليه، وإذا كان يقرأ القرآن يجتهد في تدبره والاستفادة منه، وإذا كان لا يقرأ يجتهد في سماع الأشرطة التي فيها تفسير القرآن الكريم، وسماع القرآن من إذاعة القرآن، كل هذا يفيده كثيراً وينفعه كثيرا.

    1.   

    مصير أرواح المؤمنين والشهداء بعد الموت

    السؤال: سؤاله الثاني يقول: إن الله تبارك وتعالى لم يخبر عن الأموات أنهم أحياء إلا الشهداء، ففي أي حالة تكون أرواح الصالحين الذين لم يموتوا شهداء؟ وهل هناك فرق بينهم في حياة البرزخ جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: الشهداء لشرفهم وفضل عملهم بين الله سبحانه أنهم أحياء عند ربهم يرزقون، حياةً خاصة حياةً برزخية وهم أموات هم أموات، قد حكم فيهم بأحكام الموتى، لكن أرواحهم في نعيم الجنة، في أجواف طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش، كما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام، فهذا شرف لهم، وحث لهم على الجهاد في سبيل الله، وهكذا أرواح المؤمنين عند الله أيضاً في الجنة، حية عند الله في الجنة، لكنهم دون الشهداء، جاء في الحديث الصحيح: (أن روح المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة)، روح المؤمن يجعلها الله طائراً يعلق في شجر الجنة ويأكل من ثمارها، حتى يعيدها الله إلى جسده، وهذا فضل عظيم.

    وهكذا أرواح الكفار حية تعذب في البرزخ وفي النار، في البرزخ مع الجسد الجسد في الأرض وهي تعذب في النار، والجسد والروح يوم القيامة يعذبان في النار أيضاً نسأل الله العافية.

    فالمؤمنون ينعمون في البرزخ وفي الجنة أرواحاً وأجساداً، والكفار يعذبون في البرزخ وفي النار أرواحاً وأجساداً، وللروح نصيبها وللجسد نصيبه، ولو لم يبق منه إلا القليل.

    فالواجب على كل مسلم أن يحذر، وأن يعد العدة للقاء ربه، وأن يبتعد عن كل ما حرم الله عليه، والعاصي على خطر إذا مات على المعاصي على خطر من العذاب في قبره ومن عذاب النار، وإن كان لا يخلد فيها لو دخلها، لكنه على خطر، فالواجب الحذر من المعاصي كلها؛ لعل الله ينجيه من شرها.

    قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه رأى شخصين يعذبان في قبورهما، أحدهما يعذب بالنميمة .. كان يمشي بالنميمة وهي معصية كبيرة من كبائر الذنوب، والثاني يعذب بأنه كان ما كان يستنزه من البول ما كان يتحرز من البول، هذا يفيد الحذر من المعاصي، ويفيد الحذر من التساهل بالبول.

    1.   

    من أحرم بنية الحج والعمرة ثم أتى بالحج فقط وحكم الزيادة في عدد الحصيات عند الرمي

    السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من إحدى الأخوات المستمعات هي (ن. ب) من جدة، أختنا لها جمع من الأسئلة تقرب من خمسة عشر سؤالاً، في أحد أسئلتها تقول: لقد أديت فريضة الحج عام ألف وأربعمائة وتسعة، إلا أنني عند رمي الجمرات رميت في بعض الأحيان أكثر من سبعة، وفي ذلك الوقت لم أكن أعلم بأن ذلك لا يجوز، وأيضاً عند التلفظ بالنية للحج قلت: نويت عمرةً وحجاً، وذلك حسب ما قاله لنا الجماعة التي حجينا معهم، إلا أننا عندما ذهبنا للحج ذهبنا مباشرةً إلى منى وليس إلى مكة، فهل حجي صحيح في كلا الحالتين؟ وإذا لم يكن كذلك، فماذا يجب علي أن أعمل جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: حجك صحيح إذا كنت أديت أعمال الحج، وتكوني قارنة بين الحج والعمرة، فإذا كنت طفت وسعيت وكملت أعمال الحج فأنت قارنة بين الحج والعمرة، وحجك صحيح.

    والزيادة في الرمي لا يضر، الزيادة في الرمي على السبع لا تضر، لكن لا يشرع ذلك ولا ينبغي ذلك إلا إذا كان على سبيل الاحتياط، إذا شك في السبع هل كملها يزيد ثامنة.. يزيد تاسعة حتى يعتقد أنه كمل، إذا كان يخشى أن بعضها خرج عن الحوض ما طاح في الحوض؛ فزاد ثامنة أو تاسعة ليحتاط؛ فهذا هو الواجب عليه، أما الزيادة من دون سبب فلا ينبغي.

    المقدم: جزاكم الله خيراً، ماذا عن حجها سماحة الشيخ؟

    الشيخ: حجها صحيح كما تقدم، حجها صحيح ولا يضرها الزيادة، لا تضرها الزيادة على السبع، لكن إذا كانت لغير سبب قد فعلت أمراً غير مشروع، ولا يضرها في دينها ولا في حجها.

    المقدم: الحمد لله، وقولها: نويت حجاً وعمرة، وهي حجت فقط؟

    الشيخ: أعمال الحج جامعة للعمرة، تصير قارنة، تكون قارنة وأعمالهما واحدة.

    1.   

    حكم عقد التسبيح بأصابع اليد اليمنى واليسرى

    السؤال: إنني عندما أسبح أو أكبر أو أهلل فإنني أعقد بأصابع يدي اليمنى، وذلك من باب أن الرسول صلى الله عليه وسلم يحب التيامن، ولكن سؤالي هو: أنني سمعت بأنه لا بأس بالعقد بأنامل اليد اليسرى، ولكن الأفضل أن يكون باليد اليمنى فقط، عموماً أعقد التسبيح بأنامل اليد اليمنى إلا أنني أتساءل عن اليد اليسرى هل هي لا تنطق يوم القيامة، وذلك في قوله تعالى: الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ [يس:65]؟

    الجواب: السنة باليمين العقد باليمين كما فعلت، عقد الأذكار باليمين، كان النبي يفعل هذا عليه الصلاة والسلام.

    ومن عقد باليدين جميعاً فلا حرج ولا بأس، وقد جاء ما يدل على ذلك، واليد مسئولة والرجل كذلك والجلد كذلك والأسماع والأبصار، المقصود أن على المؤمن والمؤمنة حفظ الجوارح من معاصي الله، فاليد تسأل عما عندها اليمنى تسأل واليسرى تسأل. فعليك أن تحذري ما حرم الله، وأن تجتهدي في طاعة الله عز وجل.

    المقدم: جزاكم الله خيراً، تعليقكم على ما استشهدت به من الآية الكريمة؟

    الشيخ: مثلما دل عليه القرآن،أيديهم وأرجلهم تشهد عليهم إذا ختم الله على أفواههم. نعم، الله المستعان.

    المقدم: إذاً كون استحباب التهليل والتسبيح باليد اليمنى لا يدل على أن اليد اليسرى لا تنطق يوم القيامة؟

    الشيخ: لا، لا، هذه لها عملها وهذه لها.. مثل ما أنها اليمنى يصافح بها ولا يصافح باليسرى، يأكل باليمنى ولا يأكل باليسرى، ويشرب باليمنى، كل هذا لا يدل على أن اليد اليسرى غير مسئولة، مسئولة عن مهمتها، كل عضو مسئول عن مهمته، فالعين مسئولة عن النظر، والأذن مسئولة عن السمع، واللسان مسئول عن الكلام، واليد اليمنى مسئولة عما وكل إليها، واليسرى عما وكل إليها.

    1.   

    الحكم على حديث: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به)

    السؤال: تقول سمعت أن حديث: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به)، سمعت أن هذا الحديث ضعيف، إلا أنني سمعت من عالم آخر أن هذا الحديث صحيح، فمن هو الذي على الصواب؟

    الجواب: الحديث هذا صححه جماعة وضعفه آخرون، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به)، والحديث في إسناده ضعف، لكن معناه صحيح، وأنه لا يؤمن الإنسان الإيمان الكامل حتى يكون هواه وميله تبعاً لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، هذا هو الواجب على المؤمن، أن يكون في جميع أحواله مع الشريعة لا مع الهوى والشيطان، والمعنى: لا يؤمن الإيمان الكامل حتى يكون هواه يعني: إرادته وميله في طاعة الله ومع شرع الله، لا مع المعاصي والمخالفات.

    1.   

    الاعتبار في زكاة العروض بالقيمة عند إخراج الزكاة

    السؤال: بالنسبة لزكاة الذهب هل أخرجها حسب المبلغ الأصلي الذي اشتريت به أم حسب المبلغ الذي سيكون عند إخراج الزكاة؟

    الجواب: الزكاة تخرج من العروض على حسب القيمة عند إخراجها، لا على حسب الثمن.

    إذا اشترى أرضاً بعشرة آلاف للتجارة وعند تمام الحول صارت تساوي عشرين ألف يزكي عشرين ألف، وهكذا لو كان عنده أواني للتجارة أو سيارات للتجارة اشتراها بخمسين ألفاً، وعند تمام الحول صارت تساوي مائة ألف يزكي مائة ألف، فالاعتبار بالقيمة عند إخراج الزكاة.

    1.   

    توجيه للمرأة بقبول الخاطب المسلم إن خشيت تأخر الشاب الملتزم

    السؤال: تقول: سمعت بأنه يجب على الفتاة ألا تتزوج إلا من رجل مظهره إسلامي، وأنا والحمد لله فتاة ملتزمة إلا أن جميع من يتقدم لي غير ملتزم فهل أوافق أم لا؟

    الجواب: لا حرج عليك في الموافقة إذا كان مسلماً، وإن كان عنده بعض القصور بإتيان بعض المعاصي لئلا تتعطلي؛ لأن التماس الكامل اليوم فيه صعوبة كبيرة.

    فإذا تيسر من هو معروف بالاستقامة على الصلاة والأخلاق الفاضلة، وإن كان عنده بعض النقص؛ فإنه لا بأس أن تزوجيه وأن تعفي نفسك والحمد لله، لكن إذا تيسر الرجل المعروف بالاستقامة وعدم وقوع شيء من المعاصي، هذا أكمل وأطيب، ومن أمثلة ذلك: أن يكون يتعاطى التدخين أو يتعاطى الإسبال أو يقص من لحيته أو ما أشبه ذلك، هذا نقص ومعصية، لكن إذا تيسر غيره فهو مطلوب وهو الأكمل.

    وإذا لم يتيسر إلا هذا الصنف من الناس فلا حرج في الزواج للعفة وسلامة الدين والعرض؛ ولعل الله يهديه بأسبابك. نعم.

    المقدم: الله المستعان، المظهر الإسلامي الكامل كيف يكون سماحة الشيخ؟

    الشيخ: المظهر الإسلامي يكون على الطريقة المحمدية، على حسب ظاهر الشرع في ملبسه وفي مشيه وفي جميع شئونه، معروفاً بعدم الإسبال، عدم حلق اللحى أو تقصيرها، عدم التكبر، محافظ على الصلوات.. في جماعة إلى غير ذلك من مظاهر الإسلام.

    1.   

    حكم قراءة المرأة القرآن الكريم وهي كاشفة شعرها

    السؤال: عند قراءة القرآن هل يجب غطاء الرأس؟

    الجواب: لا يجب غطاء الرأس لا على المرأة ولا على الرجل غطاء الرأس، لها أن تقرأ وهي مكشوفة الرأس إذا لم يكن عندها أجنبي، والرجل كذلك لا حرج في ذلك، ولها أن تقرأ مضطجعةً وقاعدةً وسائرةً ومتكئةً، والرجل كذلك.

    1.   

    الاقتصار على قراءة سورة معينة في الصلاة

    السؤال: إنني ولله الحمد أحفظ بعض الأجزاء من القرآن الكريم، وأقرأ بما حفظت في الصلاة، إلا أنني أحب أن أكرر بعض السور مثل: سورة الإخلاص والكافرون والعصر والنصر والكوثر والانشراح، فهل أكون آثمة لأنني أحب فقط هذه السور أم أن الأمر جائر في كلا الحالين جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: الأمر واسع في ذلك والحمد لله، الأمر واسع في هذا، إذا كررت بعض هذه السور ولا سيما: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، فإن لها فضلاً عظيماً تعدل ثلث القرآن، وهكذا غيرها إذا كررتيه؛ فلا حرج إن شاء الله.

    1.   

    الخشوع والخشية عند قراءة القرآن من علامات الخير

    السؤال: إنني عندما أقرأ سورة الفاتحة والإخلاص والكافرون والفتح والنصر والكوثر وبعض الآيات التي هي عبارة عن أدعية للمؤمنين مثل: رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ [آل عمران:8]، وغيرها من الآيات، أو عند قراءة السور أو الآيات التي تبدأ بـ(قل) بالإضافة إلى الآيات التي تتحدث عن الساعة وأهوالها أو الجنة ونعيمها؛ فإنني أشعر باضطراب في داخلي، وأشعر بأن دقات القلب تكون شديدة، فماذا يعني ذلك؟

    الجواب: هذه علامات خير، فاحمدي الله على ذلك واسأليه التوفيق والثبات على الحق؛ لأن شعور الإنسان لعظم الموقف فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته وبما يتعلق بأخبار الجنة والنار والقيامة، شعوره بهذا المقام العظيم وشعوره بعظمة الله كل هذا من علامات التوفيق، من قوة الإيمان وكمال الإيمان، فاحمدي الله على ذلك، واسأليه التثبيت على الحق والإعانة على كل خير.

    1.   

    حكم الاستفادة من مال الأب المختلط

    السؤال: تقول: أبي يعمل بالتجارة، إلا أنه يبيع السجائر، وحسب الفتاوى التي قرأتها فإن ذلك يعد محرما، فهل يصح أن آخذ من ماله مع العلم أنني فتاة وأعيش معه؟

    الجواب: لا حرج في ذلك؛ لأن المال المختلط لا بأس بالأخذ منه وقبول الهدية منه، ولو أقل أن يسلم مال من نقص وخلل.

    ولكن ينصح من قبلك ومن قبل إخوانك أو أعمامك أو غيركم من الناس الطيبين ينصح حتى يدع بيع الدخان؛ لأن بيع الدخان منكر لا يجوز، لكن لا يضرك؛ لأن ماله مختلط، فلا يضرك الأكل من ماله أو اللبس إلى غير ذلك.

    1.   

    حكم رفع اليدين في قنوت الوتر

    السؤال: في أدائي لصلاة الوتر فإني عند دعاء القنوت أرفع يدي، فهل هذا الرفع يجوز أم لا؟

    الجواب: نعم مستحب، رفع اليدين في القنوت مستحب، فلا بأس به في حق الرجل والمرأة جميعاً.

    1.   

    حكم القنوت في الوتر

    السؤال: سمعت أن القنوت ليس أداؤه ضرورياً باستمرار في صلاة الوتر، إلا أنني أرتاح في أدائه، فهل يجوز ذلك أو لا؟

    الجواب: القنوت ليس بواجب بل هو مستحب، فإذا تركه المؤمن أو المؤمنة بعض الأحيان فلا بأس، ولكن استعماله دائماً أولى وأفضل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم علم ابن بنته الحسن بن علي ذلك، علمه قنوت الوتر، ولم يقل له: في بعض الأحيان، بل علمه ما يدل على أنه يلازمه ويفعله في جميع الأوقات، أن يقول: اللهم اهدني فيمن هديت .. إلى آخره، فكون الإنسان يأتي بالقنوت في الوتر في السنة كلها طيب على أصح أقوال العلماء لا بأس، وإن ترك بعض الأحيان فلا حرج.

    المقصود أنه سنة ليس بواجب، والمحافظة عليه دائماً أفضل وأولى في ظاهر حديث الحسن بن علي ، والصحابة يفعلونه تارة ويتركونه تارة رضي الله عنهم، فالأمر واسع بحمد الله، لكن المحافظة عليه -لظاهر الحديث الصحيح- أولى وأفضل.

    1.   

    الأفضل الاقتصار على قراءة (قل هو الله أحد) في ركعة الوتر

    السؤال: تقول: إنني عندما أوتر أصلي ركعةً واحدة وأقرأ فيها سورة الإخلاص والفلق والناس، فهل عملي صحيح؟

    الجواب: الأفضل الاقتصار على: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، هذا هو الأفضل في الركعة الأخيرة ركعة الوتر، هذا المحفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ فيها: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1].

    أما زيادة المعوذتين فالحديث فيها ضعيف.

    1.   

    مشروعية صلاة الشفع ليلاً أو نهاراً وحقيقة أن من داوم عليها نال شفاعة النبي

    السؤال: هل صحيح أن المداومة على صلاة الشفع تؤدي إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع لمن يؤديها؟

    الجواب: ما أعرف في هذا شيئاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما المؤمن يصلي شفعاً في النهار والليل، هذا هو السنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى)، وليس في الصلاة وتر إلا وتر الليل ركعة واحدة يوتر بها، أو في بعض صلاة الخوف، في بعض أنواع صلاة الخوف يصلون ركعة.

    أما السنة فالصلاة تكون شفعاً أبداً دائماً إلا المغرب فإنها وتر، فرضها الله وتراً ثلاثاً، أما الظهر والعصر والعشاء والفجر كلها شفع، وهكذا النوافل كلها تصلى شفعاً ثنتين ثنتين، إلا الوتر فإنه يصلي واحدة، وهكذا في بعض أنواع صلاة الخوف صلى النبي واحدة عليه الصلاة والسلام عند لقاء الأعداء.

    أما حديث: (أن يشفع) إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى شفعاً! هذا لا أعرف له أصلاً.

    المقدم: جزاكم الله خيراً، سنعود إلى رسالتك يا أختنا (ن. ب) من جدة في حلقة قادمة إن شاء الله تعالى.

    سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل -بعد شكر الله سبحانه وتعالى- على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    الشيخ: نرجو ذلك.

    المقدم: اللهم آمين.

    مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    شكراً لسماحته، وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767945885