إسلام ويب

شرح العقيدة الطحاوية [10]للشيخ : يوسف الغفيص

  •  التفريغ النصي الكامل
  • أعطى الله سبحانه وتعالى نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام الحوض المورود ليشرب منه هو وأتباعه عليه الصلاة والسلام، ويذاد عنه من كفر به وارتد عن دينه.

    1.   

    إثبات حوض النبي صلى الله عليه وسلم

    قال المصنف رحمه الله: [والحوض الذي أكرمه الله تعالى به غياثاً لأمته حق].

    الأحاديث في الحوض متواترة، وفي الصحيح من حديث أنس رضي الله عنه قال: (بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءةً، ثم رفع رأسه متبسماً، فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟! قال: أنزلت علي آنفاً سورة، ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ [الكوثر:1] ثم قال: أتدرون ما الكوثر؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل عليه خير كثير، وهو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة..) إلى آخر الحديث.

    وقد ذكر الكوثر في كتاب الله في قوله سبحانه وتعالى: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ [الكوثر:1] ، وهذا يستدل به على إثبات حوضه صلى الله عليه وسلم من باب تفسير القرآن بالحديث، وإلا فإن النبي عليه الصلاة والسلام تواتر عنه من حديث ابن عمر وأنس وجابر بن سمرة وثوبان وغيرهم رضي الله عنهم ذكره صلى الله عليه وآله وسلم لحوضه، وكذلك ذكر النبي عليه الصلاة والسلام كما في حديث أبي ذر : (أن آنيته كعدد نجوم السماء، وأن طوله شهر وعرضه شهر، وأنه ما بين صنعاء وأيلة)، وقال: (من مقامي إلى عمان، وكما بين جرباء وأذرح) كما في رواية ابن عمر رضي الله عنهما، إلى غير ذلك من الروايات المتواترة في الصحيحين وغيرهما، وقد أجمع أهل العلم بالحديث على تواترها، وهي مسألة خبرية.

    من يذاد عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم

    هذا الحوض ترده أمته صلى الله عليه وسلم، لكن قد حدَّث عليه الصلاة والسلام كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيح، قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: وددت أنا قد رأينا إخواننا. فقلنا: أولسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: بل أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد. قالوا: فكيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله؟! قال: أرأيتم لو أن رجلاً له خيل غر محجلة، بين ظهري خيل دهم بهم، ألا يعرف خيله؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: فإنهم يأتون يوم القيامة غراً محجلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض) ، وجاء في حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه: (أنا الفرط لكم على الحوض) ، قال: (وأنا فرطهم على الحوض. قال: ليذادنَّ رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم: ألا هلموا. فيقال: إنهم قد بدلوا بعدك، فأقول: سحقاً سحقاً) ، وجاء في بعض أحرف الصحيح: (فأقول: أصحابي أصحابي!) ، ولهذا الحديث قال من قال من الرافضة: إن الصحابة ارتدوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم.

    ولا شك أن هذا جهل، فإن نصوص الروايات ليس على هذا الوجه، وهذا الوجه إذا ذكر فيمكن أن يوجه على أحد وجهين:

    الأول: أن المقصود بالصحبة المعنى المطلق، أي: المتبع أو المقتدي بوجه عام، أو الموافق في الظاهر، فإن الله لما ذكر المنافقين قال: وَيَحْلِفُونَ بالله إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ [التوبة:56] ولما ذكرهم في سورة الأحزاب قال: قَدْ يَعْلَمُ الله الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ [الأحزاب:18] فالسياقات تختلف.

    الوجه الثاني: أن يقال: إنه قد ارتد بعد وفاته صلى الله عليه وسلم من ارتد ممن كان صحابياً وقت حياته صلى الله عليه وسلم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    الأكثر استماعا لهذا الشهر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    768268690