أما بعد:
فإني أشكر الله عزَّ وجلَّ على ما منّ به من هذا اللقاء بإخوة في الله في هذه الدار، وبأبناء كرام، فأسأله سبحانه أن يجعله لقاءً مباركاً، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعاً، وأن يمنحنا التوفيق لما يرضيه، والعافية من أسباب غضبه، كما أسأله سبحانه أن ينصر دينه، ويُعلي كلمته، وأن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يولي عليهم خيارهم، ويصلح قادتهم، كما أسأله عزَّ وجلَّ أن يوفق ولاة أمرنا في هذه البلاد لكل خير، وأن ينصر بهم الحق، وأن يصلح لهم البطانة، وأن يعيذهم من بطانة السوء، وأن يجعلنا وإياكم وإياهم من الهداة المهتدين، وأن يمن على خادم الحرمين الشريفين بالشفاء العاجل، والتوفيق لكل ما فيه صلاح العباد والبلاد؛ إنه جل وعلا جواد كريم.
ثم أشكر إدارة هذه الدار على دعوتي لهذا اللقاء، وأسأل الله أن يبارك في الجميع، وأن يجعل القائمين على هذه الدار من إداريين ومدرسين من أنصار دينه، ومن الدعاة إلى سبيله على بصيرة، وأن يوفق أبنائي الطلبة لكل خير، وأن يجعلهم هداة مهتدين، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يصلح أحوالهم ويجعلهم من أنصار الحق، إنه جلَّ وعَلا جواد كريم.
أيها الإخوة والأبناء! يقول الله جلَّ وعَلا في كتابه الكريم: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة:2] ويقول سبحانه: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ [العصر:2] * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:3] .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم).
فوصيتي لنفسي ولكم أيها الإخوة جميعاً ولأبنائي الطلبة: تقوى الله، وأن يستقيم الجميع على دينه، وأن يتفقهوا في دينه، وأن يؤدوا ما أوجب الله عليهم، وأن يدعوا ما حرم الله عليهم، ويتواصوا بهذا في جميع الأحوال، في الليل والنهار، في السفر والإقامة، في الصحة والمرض، علينا أن نتواصى بطاعة الله ورسوله، وبأداء حق الله وترك محارمه، وأن نتواصى بكل خير، وبترك كل شر، كما أوجب الله علينا ذلك في قوله سبحانه: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة:2] وفي قوله: إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ [العصر:2] أي: جميع الناس في خسران، من جن وإنس، عرب وعجم، شباب وشيب، رجال ونساء؛ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:3].
هؤلاء هم الرابحون، من الجن والإنس، من الرجال والنساء، من العرب والعجم، من الشباب والشيوخ، الرابحون الناجون السعداء هم الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:3] آمنوا بالله ورسوله، صدّقوا الله، وأنه ربهم ومعبودهم الحق، وصدّقوا رسوله محمداً عليه الصلاة والسلام، وأنه رسول الله حقاً إلى جميع الثقلين الجن والإنس، وصدّقوا كل ما أخبر الله به ورسوله من أمر الآخرة، من الجنة والنار والحساب والجزاء، وغير ذلك، هكذا المؤمنون، يؤمنون بالله رباً ومعبوداً بالحق، وأنه لا إله غيره ولا رب سواه، ومن سواه لا يُعبد، ويؤمنون بأن رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم هو رسول الله حقاً إلى جميع الثقلين الجن والإنس، ويؤمنون بكل ما أخبر الله به ورسوله، مما كان وما يكون، ثم يعملون، وهكذا المؤمنون، إيمان وعمل، وذلك بأداء فرائض الله، وترك محارم الله، وذلك من الإيمان، ولكن الله نص عليه؛ لأنه أمرٌ مهم، قد يظن بعض الناس أن الإيمان مجرد التصديق بالقلوب، بل الإيمان عند أهل السنة والجماعة قول وعمل، لا بد من الإيمان بالقلوب، ولا بد من الإيمان بالألسنة، ولا بد من الإيمان بالعمل، بأداء فرائض الله وترك محارم الله، الإيمان عن تصديق وإخلاص لله.. عن محبة وتعظيم.. عن متابعة للرسول صلى الله عليه وسلم صادقة، فيؤدي فرائض ربه، ويدع محارمه، فلا يتم الإيمان إلا بهذا، وإذا تيسر للعبد المسارعة إلى الخيرات علاوة على الفرائض، كان ذلك من الدرجات الرفيعة، ومن أسباب أن يكون من المقربين السابقين.
ثم من العمل: التواصي بالحق، وهو من الإيمان أيضاً؛ لكن الله نص عليه لعظم شأنه، وإلاَّ فهو من الإيمان، وهو من العمل؛ ولكن لما كان التواصي له شأنه العظيم في منفعة الناس، وفي نقل العلم، وفي توجيه الناس إلى الخير، نص الله عليه، قال: وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ [العصر:3] فيجب على أهل الإيمان التواصي بالحق، ولا سيما العلماء، وطلاب العلم والقائمون على دور العلم، لا بد من التواصي بالحق والتناصح، فالأستاذ ينصح، والمدير ينصح، وكل موظف وعامل ينصح في عمله، وفيما بينه وبين الله، وفيما بينه وبين الناس، وهكذا الطالب ينصح في أن يجتهد في تحصيل المعلومات التي طُُلبت منه بكل صدق وبكل إخلاص، ثم يعمل ويجتهد في طلب العلم، ويجتهد في تحقيق ما أُريد منه عن نية صالحة، وعن إخلاص لله، يرجو أن ينفع الله به أمته، ويرجو أن ينفع به نفسه، فينقذها من عذاب الله، بطاعة أوامر الله، وترك نواهي الله.
وهو القائل سبحانه: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ [الشورى:25].
وهو القائل جلَّ وعَلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً [التحريم:8].
وهو القائل سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ [الزمر:53] أي: بالذنوب والمعاصي والشرك لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53] فهو يدعو عباده سبحانه إلى ألا يقنطوا، يقول لهم: لا تقنطوا، أي: احذروا القنوط، والقنوط هو: اليأس من رحمة الله، واليأس منكر ولا يجوز، والله يقول: وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ [يوسف:87] فلا يجوز القنوط مهما عظمت الذنوب، فباب التوبة مفتوح من الشرك وما دونه، ولكل أحد؛ من الرجال والنساء، من العرب والعجم، من الجن والإنس، فباب التوبة مفتوح.
فالواجب البدار بالتوبة من كل ذنب، والتوبة حقيقتها:
1- الندم على الماضي من الذنوب.
2- الإقلاع منها وتركها والحذر منها.
3- العزم الصادق على ألا يعود فيها، تعظيماً لله، وإخلاصاًَ له، ومحبة له، وحذراً من عقابه وغضبه جلَّ وعَلا.. هكذا التوبة.
التوبة ندم على الماضي من سيئاتك أيها العبد، وإقلاع منها وترك لها.. تعظيماً لله وخوفاً منه سبحانه وتعالى، وعزم صادق ألا تعود فيها عن إيمان ورغبة وإخلاص لله، وعن صدق وتعظيم.
وهذه التوبة بهذه الشروط يمحو الله بها الذنوب، ويكفرها سبحانه وتعالى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الإسلام يهدم ما كان قبله، والتوبة تهدم ما كان قبلها).
وهناك شرط رابع للتوبة إذا كان الذنب يتعلق بالمخلوقين، وهو تحللهم أو إعطاؤهم حقوقهم، كالنهب والسرقة والغصب والقتل، وغير ذلك من حقوق المخلوقين، لا بد من إعطائهم حقوقهم، إن كان قتلاً، فلا بد من تمكينهم من القصاص، أو إعطائهم الدية إذا سمحوا، وإن كان مالاً أعطاهم حقهم من المال أو قيمته إذا تراضوا عليه، وهكذا جميع حقوق المخلوقين لا بد أن تؤدى إليهم، ولا تتم التوبة إلا بذلك؛ إلا إذا رضوا وسمحوا.
وهذه الدار هي دار العمل.. هي دار التوبة.. هي دار الإصلاح.. هي دار النظر فيما سلف منك حتى تستدرك، وبعده لا إصلاح ولا حيلة، أنت الآن في دار العمل والواجب على كل مؤمن وعلى كل مؤمنة، وعلى كل ذكر وأنثى، وعلى الجن والإنس، الواجب على الجميع أن يحاسبوا أنفسهم، وأن ينظروا في عيوبهم وتقصيرهم وذنوبهم، وأن يتوبوا إلى الله من ذلك توبة الصادقين، توبةً نصوحاً؛ بالندم على الماضي، والإقلاع من الذنوب، والعزم الصادق على ألا يعود فيها؛ عن إيمان، وعن رغبة، وعن خوف من الله، وعن محبة وتعظيم، لا مجرد مجاملة، ولا تقليداًَ للناس، ولا رياءً وسمعة، ولكن عن صدق وإخلاص لله، ومحبة وتعظيم، يرجو ثوابه، ويخشى عقابه، وهو يدَع الذنوب خوفاً من الله وتعظيماً له، ويندم على ما مضى منها خوفاً من الله وتعظيماً له، ويعزم ألا يعود فيها عزماً صادقاً خوفاًَ من الله وتعظيماً له، ويؤدي الحقوق إلى أهلها من المخلوقين خوفاًَ من الله وتعظيماً له، أو يستحلهم منها إذا سمحوا وهم مكلفون مرشدون، فيسقط حقهم بالسماح.
الشباب تُعَلَّق عليه آمال كبيرة في نفع الأمة، إذا أصلحه الله؛ الشيوخ يذهبون ويأتي الشباب بدلهم، فإذا أصلح الله الشباب حلوا محل آبائهم وأسلافهم الطيبين، في نصر الحق والدعوة إليه، والقيام بشئون المسلمين، والتوجيه إلى ما فيه صلاحهم ونجاتهم، والتحذير مما فيه هلاكهم وشقاؤهم.
ويقول سبحانه: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82].
فالوصية لي ولكم ولكل مسلم: التوبة الصادقة، التوبة النصوح، الصادرة من القلوب عن إخلاص لله ومحبة وتعظيم، وعن ندم عما مضى من السيئات، وعن عزم صادق على ألا نعود فيها، وأن نجتهد في أداء ما أوجب الله، وترك ما حرم الله، وفي العناية بالدروس حتى نهضمها ونفهمها ونعمل بها، وحتى نكون دعاة للحق، وهداة للخلق، نعمل بطاعة الله، ونستعين بالله على ما فيه نفع العباد، ونحذر معاصيه.
فالوصية: أن نؤسس النية الصالحة، وأن نعمل عن نية صالحة في دروسنا، وفي سائر أعمالنا، نريد وجه الله والدار الآخرة، نريد أن ننفع عباد الله، نريد أن نوجههم إلى الخير حسب طاقتنا، نريد أن نعينهم على الخير، نريد أن نحذرهم من الشر، تعمل وتنصح، تكون قدوة صالحة بالعمل والقول جميعاً، أنت تعمل حتى يُقتدى بك، وتقول وتنصح حتى يُنتفع بقولك، هكذا العالم، وهكذا طالب العلم، وهكذا المؤمن الصادق، يعمل ويقول، ينصح لله، ويدعو إلى الله، ويبشر بالخير، ويحذر من الشر.
وقال سبـحانـه: إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ [المؤمنون:57-61] سارعوا وسبقوا.
قالت عائشة رضي الله عنها: (يا رسول الله، أرأيت قوله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ [المؤمنون:60] أهو الرجل يسرق ويزني ويشرب الخمر؟ قال: لا؛ ولكنه الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف ألا يُقبل منه) أي: يجتهد في الخيرات، ويعمل، ومع هذا هو خائف، لا يُعجب بعمله، ولا يمن بعمله، بل هو خائف، يعمل ويخاف ألا يُقبل منه، يخاف أن يكون قد قصَّر، يخاف أن يكون ما أدى الواجب على الكمال، هكذا المؤمن يعمل، يصلي ويخاف، يصوم ويخاف، يزكي ويخاف، يجتهد ويقول: أخشى أني قصرتُ، أخشى أني ما فعلتُ، أتى بالواجب وهو على وجل وخوف، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ [الملك:12].
ويقول جلَّ وعَلا: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر:28].
فخشيته الكاملة من الرسل وأتباعهم، وهم العلماء، كل مسلم يخشى الله؛ لكن الخشية الكاملة من الرسل وأتباعهم من أهل العلم والإيمان، فالمؤمن يعمل، ويجتهد، ويخشى الله.
قال تعالى: وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ [الرحمن:46].
وقال: ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ [إبراهيم:14].
وقال جلَّ وعَلا: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ [البينة:7-8] ثم قال: ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ [البينة:8].
الخشية لا بد منها، عن صدق وإخلاص، تخشى الله في أعمالك كلها، ترجو ثوابه، وتخشى عقابه، وتخلص له، الطالب والأستاذ والشيخ والعجوز وغير ذلك، كل واحد واجب عليه، الشباب والشيب، الرجال والنساء، الكبار والصغار، من المكلفين، الكل يجب عليه أن يخشى الله، وأن يراقب الله في أعماله، وأن يجتهد في أداء فرائض الله، وترك محارم الله، والوقوف عند حدود الله، مع التعاون الصادق على البر والتقوى، ومع التواصي بالحق والصبر عليه.
وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ [التوبة:71] : الرجال والنساء.
بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [التوبة:71] أي: بعضهم ولي أخيه وأخته في الله، والولي ضد العدو، الولي هو: الحبيب، وهو الصاحب، والناصح، يحب له الخير، ويكره له الشر، لا يغشه، ولا يخونه، ولا يكذب عليه، ولا يظلمه، هكذا المؤمن والمؤمنة أولياء، لا غش ولا خداع، ولا كذب ولا ظلم، ولا غير هذا من آثار السوء، بل هم أولياء متحابون في الله، متواصون بالحق، متعاونون على البر والتقوى.
يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [التوبة:71] : مع كونهم أولياء وأحبة لا يسكتون، إذا رأى من أخيه نقصاً أو منكراً أنكر عليه، أو تقصيراً في واجب أنكر عليه، هذا من مُوْجَب الولاية، ومن مقتضى الإيمان أن تنصح لأخيك، تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر.
ثم الصلاة يقيمونها كما أمر الله، يحافظون عليها في أوقاتها في جماعة، ويؤدونها كاملة تامة بما فرض الله فيها، هكذا المؤمنون، شباباً وشيباً، يقيمون الصلاة كما أمر الله في أوقاتها في جماعة، ويؤدون الزكاة كما أمر الله.
وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [التوبة:71] نص على الصلاة والزكاة؛ لأنهما أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، والبقية تابعة؛ رمضان، والحج، والجهاد، وغيرها، كله تابع متى وحَّد الله وصدَّق رسوله صلى الله عليه وسلم، واستقام على الصلاة والزكاة أدَّى البقية، أي: إيمانه يدعوه إلى ذلك، ويمنعه مما حرم الله جلَّ وعَلا، قال تعالى: وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [التوبة:71] أي: في جميع ما أمر الله ورسوله.
ذكر الصلاة والزكاة، ثم نص على الطاعة بعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بعد إخباره عنهم بأنهم أولياء، هم أولياء متحابون في الله، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، ثم هم مع هذا يطيعون الله ورسوله في كل شيء.. في الجهاد، وفي بر الوالدين، وفي صلة الرحم، وفي ترك المعاصي، في غير هذا من وجوه الخير، قال تعالى: وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [التوبة:71].
ثم قال سبحانه: أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ [التوبة:71] وعدهم الرحمة على أعمالهم الطيبة وترك المعاصي، المؤمن يترك المعصية ويؤدي الواجب، فوعدهم الله الرحمة التي منها توفيقهم في الدنيا، وإعانتهم في الدنيا على الخير، ومنها: إدخالهم الجنة، ونجاتهم من النار في الآخرة.
فالمؤمنون مرحومون من ربهم بسبب إيمانهم بالتوفيق في الدنيا، وبالنجاة والسعادة في الآخرة.
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم.
نسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، وأن يعيذنا وإياكم من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، وأن يمنحنا الفقه في دينه، والثبات عليه، وأن ينصر دينه، ويعلي كلمته، وأن يصلح جميع المسلمين، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يولي عليهم خيارهم، ويصلح قادتهم، وأن يوفق ولاة أمرنا لكل خير، وأن ينصر بهم الحق، وأن يجعلنا وإياكم وإياهم من الهداة المهتدين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلَّى الله وسلَّم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان.
الجواب: جميع ما مضى يُمحى عنك بالتوبة والحمد لله، متى صدقت التوبة وصحت التوبة، محا الله عنك ما مضى، فليس عليك إعادة، لا صلاة، ولا صوم، ولا غير ذلك، التوبة تجبُّ ما قبلها، والحمد لله، يقول سبحانه: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82].
الجواب: سمعتم ما ذكر الله عن المجرمين لما سألهم الملائكة: مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ [المدثر:42] وهي: النار قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ [المدثر:43-45] فالذي يخوض مع الناس في الباطل وفي خلاف الشرع، أو يسكت وهو حاضر أو يضحك شريك لهم، نسأل الله العافية، فالواجب الحذر، فإذا حضرتَ مجلساً فيه الخوض فأنكر عليهم، فإن تركوا، وإلا فقم عنهم، ولا تجلس معهم، قال الله تعالى: وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [الأنعام:68] هكذا الواجب على المؤمن، إما أن ينصحهم وينكر عليهم، وإما أن يقوم إذا لم يستجيبوا، ينصح ويأمر وينهى، فإن استجابوا فالحمد لله، وإلا فارقهم.
الجواب: يلزمك أن تؤدي الحقوق إلى أهلها، إذا عرفته يلزمك أن تؤدي الحقوق إليه على حسب الطاقة، كل ما تيسر لك شيء تعطهم حقوقهم بأي طريق، ولو ما علموا أنها منك، أرسلها إليهم، وقل لوكيلك أن يقول لهم: هذا مال لكم عند إنسان أمرني بإيصاله إليكم، والحمد لله.
أما إذا كنت لا تعرفه فتصدق به بالنية عنهم، إذا كان لفلان مائة، ولآخر ألف، ولآخر ألفان، فتصدق به عنهم، إذا كنت لا تعرفهم فأعطه الفقراء بالنية عنهم.
أما من تعرفهم، فتُرْسَل إليهم ولو بطريقة لا يعرفون أنها منك، بطريقة شخص مؤتمن يعطيهم، ويقول: هذا من إنسان يعترف أن لكم عنده مالاً، وهذا مالكم أعطاني إياه لكم.
الجواب: الواجب عليه غض البصر، فلا يقوم بإطلاق النظر للمردان أو للنساء وعليك الجهاد في هذا، وسؤال الله أن يعينك، وأن يكفيك شر نفسك وهواك، تسأل ربك وتتضرع إليه، وهو القائل سبحانه: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60] وهو القائل جلَّ وعَلا: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة:186] فتضرع إلى الله صادقاً في سجودك، وفي آخر الصلاة قبل أن تسلم، وفي ساعة الجمعة بعد عصر يوم الجمعة وأنت تنتظر صلاة المغرب اسأل ربك، وفي آخر الليل تضرع إلى الله أن يعيذك من شر نفسك، وشر بصرك، وأن يصلح قلبك وعملك، تلجأ إلى الله، وأبشر بالخير.
الجواب: عليك التوبة من ذلك، وعليك أن تنصحه بأن يتوب إلى الله مثلك، وأن يؤدي الحق إلى أهله إن كان يعرفهم، وإن كان لا يعرفهم يتصدق بما أخذ على الفقراء بالنية عن أهله، ومن تاب تاب الله عليه، عليك أن تنصحه، وأن تتوب إلى الله من تقصيرك، ومن جَحْدِك، وأبشر بالخير إن شاء الله.
الجواب: هذه أمرها بسيط، لشدة الروعة بالنسبة إليه قد يظنها؛ لأنه قد أجرم جريمة عظيمة، فلما عُثِر عليه أصابه من الخوف والوجل ما يُشَبَّه بيوم القيامة، بالنسبة إليه، فإذا استعظم هذا الأمر صار أقرب إلى أن يجنح ويتوب إلى الله، وكلما عَظُمَ في نفسه هذا الأمر صار أقرب إلى أن يجنح، وأن يتوب إلى الله، وأن يصدق في التوبة؛ لِعِظَم الأمر وعِظَم الهول، ويوم القيامة هوله عظيم؛ لكن لا حيلة يوم القيامة ولا توبة.
أما اليوم إذا استعظم الأمر واشتد عليه وقوعه صار أقرب إلى النجاح، بأن يتوب ويقلع ويؤدي الحقوق إلى أهلها.
الجواب: قد بينا هذه كثيراً في هذه الأيام، والواجب على أئمة المساجد أن يتقوا الله، وأن يتحروا الحكم الشرعي، فإذا كانت الحارة عنده فيها مسجد وجاء مطر يؤذي الناس ويشق عليهم، أو سيول في الأرض، فلا بأس بالجمع بين الصلاتين، ولا سيما المغرب والعشاء، أما الظهر والعصر فتركه أحوط؛ لأن فيه خلافاً كبيراً، ولو جُمع بين العصر والظهر صحَّ؛ لكن الأولى والأحوط ترك ذلك خروجاً من الخلاف الشديد في ذلك؛ لأن النهار أسهل في التخلص.
لكن بكل حال الواجب على الأئمة وأعيان المسجد أن ينظروا في الأمر، وألا يتسرعوا في الجمع، بل يتأملوا، فإن كان هناك علة بينة فيها المشقة في الطرقات، أو مطر متتابع في حارتهم فليجمع وإلا ترك، هذا هو المشروع، الجمع يكون للعذر؛ مثلما أن المسافر إذا كان نازلاً لا يجمع، وإذا كان سائراً له الجمع، والأفضل له عدم الجمع إذا كان نازلاً، يتحرى قاصداً المصلحة؛ لكن المقيم في بلد، ليس له الجمع إلا بعذر شرعي، ممنوع عليه الجمع، فعليه أن يتحرى وينظر، فإن وُجد العذر الشرعي من طين وزلق ومياه أو مطر ينزل عليهم ويتأذون به جمع والحمد لله.
وإن أذن وقال: الصلاة في الرحاب فلا بأس، إذا أذن وقال: يا أيها الناس، صلوا في بيوتكم؛ لأجل المشقة، والمشقة موجودة فلا بأس، والنبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك، كما قال ابن عباس .
السائل: والجمع بين الجمعة والعصر؟
الشيخ: لا، لا ينبغي جمعهما، صلاة العصر مع الجمعة لا نعلم له أصلاً، فالواجب تركها.
السائل: والذين صلوا جمعة وعصراً؟
الشيخ: الذين صلوا العصر ينبغي أن يعيدوا، ولشيخنا الشيخ/ محمد بن إبراهيم رحمه الله في فتاويه: فتوى بهذا، إعادة العصر لمن صلاها مع الجمعة، وهو قول طويل فيه خروج من الخلاف.
الجواب: عليه التوبة إلى الله والندم، والدعاء لوالده بالمغفرة والرحمة، والصدقة عنه، كل هذا خير، التوبة الصادقة، والندم، وإذا دعا لوالده وتصدَّق عنه كان هذا من أفضل القربات، نسأل الله للجميع الهداية.
الجواب: كلها سنة، التهجد من الليل سنة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يتهجد بالليل، وقال الله جلَّ وعَلا: كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الذاريات:17-18]، وقال: وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً [الفرقان:64] وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم: وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ [الإسراء:79] فالسنة التهجد بالليل بثلاث ركعات، بخمس ركعات، بسبع، بتسع، بإحدى عشرة، أقله واحدة، يصلي ويقرأ القرآن، ويطيل في الركوع والسجود والقراءة حسب طاقته، حسب التيسير، ثم يوتر بواحدة، كما قال صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل مثنىً مثنىً، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة، توتر له ما قد صلى)، فيصلي ما تيسر اثنتين اثنتين ويسلم، ثم إذا خاف الصبح أو أحب أن ينتهي، صلى ركعة واحدة، ثم نام بعدها إن بقي ليل، وإن كان الفجر قد قرب فالحمد لله، يصلي ركعة، ثم يستريح، يضطجع على يمينه، فإذا أذن توجه إلى المسجد، كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا فرغ من التهجد يضطجع على يمينه للاستراحة.
الجواب: إذا كان حصل له بول أو غائط يستنجي، وإن كان مثلاً الريح، أي: الفساء والضراط، ومس الفرج، أو مثلاً أكل لحم الإبل، هذا ما فيه إلا الوضوء، يتمضمض ويستنشق ويغسل وجهه ويديه ويمسح رأسه وأذنيه ويغسل رجليه، هذا يسمى الوضوء، لا يحتاج إلى دخول الحمام، أما إذا كان فيه بول أو غائط من الدبر، هذا يدخل إلى الحمام ليستنجي، لا بد أن يتبول ويستنجي.
الجواب: هذا خطأ، ولا يجوز، بل هو معصية لله، يقول على الحكم الذي يعلم أنه صدر منه ظلم وعدوان؟! هذا يُخشى عليه من الردة، نسأل الله العافية، كونه يصف الحكم الشرعي أنه ظلم وعدوان، أي: يصف أحكام الله بأنها عدوان، أما إذا كان القاضي قد أخطأ عليه في شيء، فهذا شيء آخر، لكن كونه يصف حكم الله كأن يقول: رجم الزاني ظلم وعدوان، أو جلد الزاني ظلم وعدوان، أو قطع يد السارق كذا، هذا كفر وردة عن الإسلام، نسأل الله العافية؛ لأنه كره حكم الله، ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ [محمد:9] ونسب الله إلى الظلم، وهذا كفر، نسأل الله العافية.
الجواب: قراءة القرآن إذا كان عن ظهر قلب، فلا بأس به بلا وضوء، إلا الجنب لا يقرأ حتى يغتسل، أما إذا كان ليس بجنب؛ ولكنه ليس على وضوء، فله أن يقرأ عن ظهر قلب، أما من المصحف فلا بد من الطهارة، لا يمس المصحف إلا عن طهارة، وأما إذا كان على غير طهارة؛ ولكن يقرأ من صدره فلا بأس، يقرأه حفظاً، والجنب لا يقرأ حتى يغتسل، لا حفظاً ولا من المصحف.
أما قول: صدق الله العظيم فتركها أولى لأنه لا دليل عليها، وما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعلها ولا الصحابة، وإذا فرغ من القراءة لا يحتاج أن يقول: صدق الله، هذا ليس له أصل فيما نعلم.
الجواب: ليس لك حلق اللحية، يقول صلى الله عليه وسلم: (قصوا الشوارب واعفوا اللحى) ، (قصوا الشوارب ووفروا اللحى، خالفوا المشركين) لا يجوز لك؛ ولكن تسأل الله أن يحسنها ويعدلها.
الجواب: الرسول صلى الله عليه وسلم وقَّت للناس في قص الشارب، وقلم الظفر، وحلق العانة، ونتف الإبط ألا يُترك أكثر من أربعين ليلة، ينبغي للمؤمن أن يلاحظ ذلك، يلاحظ في أقل من أربعين، نتف الإبط، وحلق العانة، وقص الشارب، كل هذا يوقت بأقل من أربعين ليلة.
السائل: هل غسل الجمعة واجبٌ أم سنة؟
غسل الجمعة سنة مؤكدة، وقال بعضهم: إنه واجب، والمشهور عند جمهور أهل العلم أنه سنة مؤكدة.
الجواب: لا تصلِّ فيه، ما دام فيه قبور.
السائل يقول: لا يوجد في القرية سواه.
الشيخ: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) افعلوا، واجتهدوا في إيجاد مسجد آخر، واتركوا هذا، وإن تيسر أن يُهدم، أو يُنقل القبر، مثلاً القبر جديد، يُنقل عنه إلى المقبرة، وإذا نُقل صلوا في المسجد إن كان القبر هو الجديد.
أما إن كان المسجد هو الذي بني على القبر فيُهدم، وابنوا مسجداً آخر.
أما إذا كان القبر جديداً، والمسجد قديماً، فالقبر يُنقل إلى المقبرة، ويُصلى في المسجد، والحمد لله.
وأما إذا كنت لا تستطيع ذلك فصلِّ في بيتك، لا تصلِّ معهم، حتى يهديهم الله، ويعملوا الشرع، ينقلوا القبر إن كان جديداً، أو يهدموا المسجد، ويبنوا مسجداً آخر في محل آخر.
نسأل الله للجميع الهداية.
الجواب: إذا تيسر إيداعه في محل آخر فذلك أحسن، إذا تيسر إيداعه عند تاجر آخر غير البنوك فهو أحسن.
وأما إذا لم يتيسر فلا بأس أن يودع في البنك؛ لكن بدون مشاركة في الربا، يُحفظ أو يُجعل في صندوق عندهم، يقفل عليه عندهم حتى يحفظوه، المقصود إذا كان ما هو بالربا لا بأس عند الحاجة، وإن تيسر إيداعه في مكان آخر فهو أسلم وأحوط.
الجواب: نعم، تبدأ بالفاتحة أهم؛ لأن الاستفتاح مستحب، حتى لعلك تدركها، فإن فاتت مع الإمام فلا بأس.
المأموم لا حرج عليه، إذا لم يدرك الفاتحة يركع مع الإمام وتجزئه الركعة، والحمد لله، كما جاء في حديث أبي بكرة رضي الله عنه.
وفق الله الجميع، وأصلح أعمال الجميع.
وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر