إسلام ويب

الأمة الوسطللشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • من فضل الله تعالى أن جعل أمة الإسلام هي الأمة الوسط، فكانت أمة عدل وخيرية، وكان من نماذج هذه العدالة أن هذه الأمة تربت على يد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وأمرها الله تعالى أن تقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم لتصل إلى أعلى مراتب الخيرية، وهذا ما حدث في جيل الصحابة، ثم ما لبثت الأمة أن تركت عقيدته بسبب مؤامرات الأعداء فانحطت وأصبحت مقودة لا قائدة، ولن ترجع إلى سالف عهدها إلا بالتمسك بعقيدتها.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً بين يدي الساعة.

    من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد:

    فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! أحييكم بتحية الإسلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    فقد اختار الأبناء عنواناً لكلمتنا هذه وهو: (الأمة الوسط) وكأنهم ينظرون إلى قول الله تبارك وتعالى من سورة البقرة: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا [البقرة:143].

    فمن هي الأمة الوسط؟ وما معنى الوسط؟ أهل التفسير يقولون في هذه الوسطية: إنهم خيار عدول، هذا معنى الأمة الوسط، أي هي التي أفرادها خيار بين الناس، عدول فيهم.

    نعم، هذه الأمة إبان نشأتها وفي أطوارها الأولى كانت حقاً الأمة الوسط، إذ الخير فاض عنها وتجاوز ديارها، فعم أقطار المعمورة كلها، والعدل تجلى فيها وظهر بصورة لم تعرف في الوجود قط.

    حقاً كانت أمة الإسلام الأمة الوسط، وذلك في عصورها الذهبية المشرقة التي عرفت الدنيا أيامها من الخير والكمال ما لم تعرفها في غيرها.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088463774

    عدد مرات الحفظ

    776879997