إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. أحمد حطيبة
  5. شرح كتاب الجامع لأحكام الصيام وأعمال رمضان 1426ه
  6. شرح كتاب الجامع لأحكام الصيام وأعمال رمضان - الحث على قراءة القرآن وتعاهده

شرح كتاب الجامع لأحكام الصيام وأعمال رمضان - الحث على قراءة القرآن وتعاهدهللشيخ : أحمد حطيبة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لقد حض النبي صلى الله عليه وسلم على تعاهد القرآن وحفظه وتدبره، فقام الصحابة الكرام بذلك خير قيام، فقد كانوا قرآناً يمشي على الأرض؛ لأنهم كانوا لا يتجاوزون العشر الآيات حتى يحفظوها ويتدبروها ويعملوا بها، ومن اهتمامهم بالقرآن أن قام أبو بكر الصديق بمشورة عمر رضي الله عنهما بجمع القرآن وكتابته في مصحف واحد، ثم جمعه بعد ذلك عثمان رضي الله عنه.
    الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته أجمعين.

    ورد في الصحيحين عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (استقرئوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود فبدأ به، وسالم مولى أبي حذيفة ، وأبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل)، رضي الله عنهما.

    وفي الصحيحين أيضاً عن أنس رضي الله عنه قال: (جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار، أبي ومعاذ بن جبل ، وأبو زيد ، وزيد بن ثابت ، قال الراوي: قلت لـأنس : من أبو زيد ؟ قال: أحد عمومتي).

    هذه أحاديث من ضمن أحاديث كثيرة جاءت عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين كانوا يحفظون القرآن في عهده صلى الله عليه وسلم، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم باستقراء القرآن من هؤلاء، قال: (استقرئوا القرآن من أربعة)، من هؤلاء الذين كانوا يحفظون القرآن حفظاً متقناً: عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وسالم مولى أبي حذيفة ، وكان سالم ذا صوت حسن غاية في الجمال رضي الله تعالى عنه، سمعته السيدة عائشة مرة وهو يقرأ ودخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني سمعت رجلاً من أصحابك يقرأ القرآن فذكرت من قراءته، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم واستمع إليه ثم رجع وهو يذكر من جمال صوته، وأن قراءته قراءة حسنه، وكان هذا الرجل سالم مولى أبي حذيفة ، وكان يتقن حفظ القرآن، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم باستقراء القرآن منه ومن عبد الله بن مسعود ، وأبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل رضي الله عنهم.

    فهؤلاء كانوا يحفظون القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وغيرهم كانوا يحفظون القرآن، ففي حديث أنس بن مالك قال: (جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار)، فهذه معرفة أنس رضي الله عنه، وهؤلاء الأربعة من الأنصار هم: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل ، وأبو زيد واحد من أعمام أنس بن مالك، وزيد بن ثابت ، فهؤلاء أيضاً حفظوا القرآن كله في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

    والصحابة كلهم حافظوا على القرآن، فهذا يحفظ مجموعة من السور، وهذا يحفظ مجموعة أخرى من السور، وهذا يحفظ آيات، وهذا يحفظ، وهذا يكتب، فكان كل منهم يأخذ من النبي صلى الله عليه وسلم فيحفظ، ومنهم من كتب في صحيفة عنده حتى يحفظه، ولذلك لما طُلِبَ من زيد بن ثابت رضي الله عنه أن يجمع القرآن، جمع القرآن من صدور الرجال وهو يحفظه، والنبي صلى الله عليه وسلم ذكر لنا في الحديث أربعة يحفظون القرآن، وهم: ابن مسعود وسالم وأبي ومعاذ ، وأخبر أنس بن مالك أن ممن جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت رضي الله عنه، وكانت له فضيلة أنه كان يكتب الوحي رضي الله تعالى عنه.

    عمل الصحابة بالقرآن وتناصحهم فيما بينهم على ذلك

    هؤلاء الذين حفظوا القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وجمعوه في صدورهم، وكتبوا القرآن في ألواح وفي صحائف عندهم، كانوا يأخذون هذا القرآن ويقومون به بالليل ويقرءونه بالنهار، ويعملون به رضوان الله تبارك وتعالى عليهم.

    فانظر مثلاً من هؤلاء معاذ بن جبل ، ومنهم أبو موسى الأشعري فقد كان ممن يحفظ القرآن، ففي الصحيحين عن أبي بردة قال: (بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا موسى ومعاذ بن جبل إلى اليمن) أرسلهما باعتبارهما يحفظان القرآن ليعلما أهل اليمن، وكان حفظ الصحابة للقرآن غير حفظنا نحن، نحن نهتم بحفظ القرآن وبعد أن نتم حفظ القرآن ثم نتعلم المعاني التي فيه والفقه، أما الصحابة فكان حفظهم عجيباً جداً، كانوا يأخذون عشر آيات، ويتقنون هذه العشر الآيات حفظاً وتلاوة وعلماً وعملاً وفهماً، فحافظ القرآن منهم له شأن عظيم جداً؛ لأنه يحفظ القرآن بما فيه من معان، وبما فيه من فقه، وبما فيه من أحكام، ويعمل بهذا الذي حفظ، ولذلك كانت لهم منزلة وقدر عظيم.

    فكان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث بهؤلاء القراء الذين يحفظون القرآن ليعلموا الناس، فأرسل معاذ بن جبل وأبا موسى الأشعري إلى اليمن حتى يعلما أهل اليمن، كل منهما كان على مخلاف، كأن تقول: هذه محافظة وهذه محافظة ثانية، أو هذه بلدة وهذه بلدة ثانية، فـمعاذ على مخلاف وأبو موسى الأشعري على مخلاف آخر، فقال معاذ : يا عبد الله بن قيس ! كيف تقرأ القرآن؟ أبو موسى من قراء القرآن ومن أجمل الناس قراءة للقرآن، فقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (لقد أوتي مزماراً من مزامير آل داود).

    فقد كان صوته غاية في الجمال رضي الله عنه، وكان عمر بن الخطاب عندما يحب أن يسمع القرآن يقول: يا أبا موسى! ذكرنا، فيجلس أبو موسى ويذكرهم ويقرأ القرآن، فيبكي عمر ويبكي الحضور من قراءته ومن جمال قراءته ومن إتقانه وجمال صوته ونغمته رضي الله تعالى عنه، وهذا واحد ممن سمع أبا موسى يقول: فما سمعت صوت صنج ولا بربط ولا شيئاً أجمل من صوته، أي: كأنك تسمع صوت العود والآلات الموسيقية، وهم كانوا يصنعون منها ويعرفونها في الجاهلية، فلما جاء الإسلام منعهم من ذلك، فهذا يقول: ما سمعت صوتاً أجمل من صوت أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، لكن نقول: كان أجمل منه صوتاً وأخشع منه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان أجمل الناس صوتاً وتلاوة، وهو الذي نزل عليه القرآن، وقال في الحديث: (ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به) أي: ما استمع الله لشيء كاستماعه للنبي صلوات الله وسلامه عليه.

    يقول رجل: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر حياته وهو يقرأ سورة الطور، فما سمعت شيئاً أجمل من قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ولا أخشع، حتى إني لأضطرب من الخوف) أي: حين سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ بسورة الطور.

    وهذا الرجل كان كافراً في ذلك الوقت، وبعد أن سمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم خشع قلبه وأسلم بعد ذلك رضي الله تعالى عنه.

    الغرض: أن أبا موسى الأشعري التقى مع معاذ، فسألهمعاذ كيف تقرأ القرآن؟ كان أهم شيء عندهم هو الدين، فيقول أبو موسى: أتفوقه تفوقاً، أي: ألازم قراءته ليلاً ونهاراً شيئاً بعد شيء، والتفوق يقال: فواق الحلبة، أي: ما بين الحلبتين، فهو يقرأ القرآن باستمرار، فقال أبو موسى رضي الله تعالى عنه: وأنت كيف تقرأ يا معاذ ؟ قال معاذ : أما أنا فأنام أول الليل، ثم أقوم جزءاً من النوم فأقرأ ما كتب الله لي، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي.

    فمعاذ رضي الله تعالى عنه كان يقرأ قراءة عظيمة، كان يتدبر القرآن ليتفقه في هذا القرآن العظيم، وكلاهما على خير، فقد كانا يقرأان القرآن كما أنزل على النبي صلوات الله وسلامه عليه.

    فالصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتواصون فيما بينهم، ويسأل كل منهم الآخر عن دينه.

    هذه قراءة الصحابة وهذا حفظ الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، كانوا يحفظون القرآن حفظاً عظيماً، ويقرءونه ويكتبونه.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088959895

    عدد مرات الحفظ

    780168133