إسلام ويب

تفسير سورة البقرة [63-66]للشيخ : عبد العزيز بن عبد الله الراجحي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • أخذ الله العهود والمواثيق من بني إسرائيل ليؤمنن به وليتبعن رسله، لكن لما عرف به بنو إسرائيل من العتو والعناد، فقد رفع الله فوقهم الجبل كأنه ظلة، وذلك عند أخذه الميثاق منهم، ثم أخبر تعالى أنهم بعد الميثاق المؤكد العظيم تولوا ونقضوه، ولولا فضل الله وتوبته عليهم، وإرسال النبيين والمرسلين إليهم، لكانوا من الخاسرين في الدنيا والآخرة. كما أخبر سبحانه عن أهل القرية، وما حل بها من البأس، ومسخهم إلى قردة وخنازير، بسبب مخالفة أمره عز وجل، وفي هذا إشارة وتحذير لهذه الأمة من أن تسلك مسلك هؤلاء فيصيبها ما أصابهم من العذاب.
    قال الله تعالى: وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ [البقرة:63-64]

    قال المصنف رحمه الله: [ يقول تعالى مذكرًا بني إسرائيل ما أخذ عليهم من العهود والمواثيق بالإيمان به وحده لا شريك له، وإتباع رسله، وأخبر تعالى أنه لما أخذ عليهم الميثاق، رفع الجبل فوق رؤوسهم ليقروا بما عوهدوا عليه، ويأخذوه بقوة وحزم وامتثال، كما قال تعالى: وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [الأعراف:171] فالطور هو الجبل، كما فسره به في الأعراف ].

    كلام المؤلف هذا صحيح؛ لأن الآيات تفسر بعضها بعضاً، فبنو إسرائيل عندهم عتو وعناد، فرفع الجبل فوق رؤسهم وأمروا بالسجود، فاضطروا إلى أن يسجدوا على شق والنظر من الشق الآخر؛ لئلا يسقط عليهم الجبل، فرحمهم الله.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088530033

    عدد مرات الحفظ

    777153615