الجواب: لا شك أن ثمرة العلم العمل، وأن العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل، والله سبحانه وتعالى أثنى على المؤمنين بخشيته وتقواه قال تعالى: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر:28].
فالعلماء قسمان: علماء الآخرة والشريعة الذين يعلمون ويعملون، أما علماء السوء فهم الذين يعلمون ولا يعملون نسأل الله العافية، كما أخبر الله عن اليهود، ونحن في كل ركعة من ركعات الصلاة فرض الله علينا أن نقرأ سورة الفاتحة، وفيها الثناء على الله في أولها، ثم الدعاء العظيم في آخرها وهو أعظم وأنفع وأجمع دعاء اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:6-7]، وحاجة المسلم إلى هذا الدعاء أعظم من حاجته إلى الطعام والشراب بل أعظم من حاجته إلى النفس الذي يتردد بين جنبيه؛ لأن الإنسان إذا فقد الطعام والشراب وفقد النفس مات والموت لابد منه، ولا يظن الإنسان أنه يموت إذا كان مستقيماً على شرع الله ودينه، لكن إذا فقد الهداية مات روحه وقلبه وصار إلى النار نعوذ بالله، فقوله: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6] ثبتنا اهدنا ودلنا على الصراط المستقيم، وقوله: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ [الفاتحة:7] هم الذين يعلمون ويعملون، فهم المنعم عليهم، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم، قوله: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ [الفاتحة:7] هم الذين يعلمون ولا يعملون، ويدخل في ذلك دخولاً أولياً اليهود ومن فسد من علماء هذه الأمة ففيه شبه من اليهود، قوله: وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7] يعني: غير طريق الضالين وهم الذين يعبدون الله على جهل وضلال.
فالطائفة الأولى تعلم ولا تعمل، فهم مغضوب عليهم، وهم العلماء الذين يعلمون ولا يعملون وهم علماء السوء كما قال ابن تيمية رحمه الله: (علماء السوء تخالف أقوالهم أفعالهم إذا قالوا بألسنتهم: افعلوا، قالت أفعالهم للناس: لا تفعلوا، قطاع طريق يقطعون الطريق عن الناس بأفعالهم الخبيثة غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ [الفاتحة:7] فهم مغضوب عليهم يعلمون ولا يعملون، والطائفة الثانية يعملون ويتعبدون لكن على جهل وضلال كطوائف النصارى، وبعض الصوفية وغيرهم، وهما داءان إذا سلم الإنسان منهما سلم: الداء الأول: ترك العمل, وهو داء الغواية، والداء الثاني: الجهل، وهو التعبد على جهل وضلال، وقد برأ الله نبيه الكريم من هذين الداءين بقوله سبحانه: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى [النجم:1-2] (ما ضل) ليس ضالاً عليه الصلاة والسلام بل هو على علم علمه ربه، ولا غاوياً لا يعمل بعلمه بل هو بار راشد.
فالمؤمن الذي يعلم ويعمل يقال له: راشد، والذي يعلم ولا يعمل يقال له: غاوي, والذي يعمل بدون علم هذا ضال.
الجواب: إذا ذكر الذنب المراد به دون الشرك، فقوله (لا نكفره بذنب) يعني: دون الشرك، (ولا نخرجه من الإسلام بعمل يعمله) فمن زنا أو سرق أو ترك بعض الواجبات أو فعل بعض المحرمات لا نخرجه من الإسلام، ما لم يفعل شركاً أو يفعل ناقضاً من نواقض العبادة.
إذاً: الذنب إذا أطلق فالمراد به ما دون الشرك.
الجواب: يعني: كفر أصغر لا يخرج من الملة مثل قوله تعالى: وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ [النحل:112].
الجواب: المعاصي عند أهل السنة طبقات، بعضها يسمى كفراً وهو ما سمي في النصوص كفراً مثل الطعن في النسب والنياحة على الميت، والذي لم يسم في النصوص كفراً لا نسميه كفراً, والإباضية يسمون كل معصية كفر نعمة، فإذا ترك شيئاً من الطاعات هو كافر كفر نعمة.
الجواب: من قال بخلق القرآن فهو كافر على جهة العموم، أما الشخص المعين فلا يكفر حتى تقوم عليه الحجة وحتى توجد الشروط وتنتفي الموانع، لكن على العموم من قال: كلام الله مخلوق فهو كافر كما قاله الإمام أحمد وكثير من السلف، أما نفي الصفات كأن يقول: إن الله سميع بلا سمع، فهذا قول المعتزلة، والمعتزلة فيهم خلاف بين العلماء، والجمهور على أنهم مبتدعة وبعض العلماء كفرهم.
الجواب: لا ليس بصحيح، لا يجوز للإنسان أن يسرق ولا يأخذ مالاً إلا من مال الكافر الحربي الذي بيننا وبينه حرب، وبيننا وبينه السلاح، هذا حلال الدم والمال، أما الكافر الذمي الذي له عهد بيننا وبينه أو صلح أو دخل إلى البلاد بذمة أو عهد وما أشبه ذلك فهؤلاء لا يجوز قتلهم ولا أخذ أموالهم، بل إن ذلك فيه الوعيد الشديد، قال عليه الصلاة والسلام: (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة)، هذا من كبائر الذنوب، فليس كل كافر يحل دمه وماله، إنما هذا في الكافر الحربي الذي بيننا وبينه حرب، وبيننا وبينه خلاف، هذا حلال دمه وماله.
الجواب: ليس بصحيح، فهذا لا بد منه من التفصيل، تولي الكفار ردة، ومعنى توليهم محبتهم في القلب، ثم ينشأ عن ذلك نصرتهم على المسلمين بالمال أو السلاح أو الرأي، فإذا أحب الكافر أو أعان الكافر على المسلمين وهم يقاتلون المسلمين بسلاحه أو بماله أو برأيه فهذا ردة، قال تعالى: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ [المائدة:51] أما الموالاة المتمثلة في معاشرتهم ومصادقتهم بدون حاجة فهذه كبيرة من كبائر الذنوب، أي: أن يتخذ الكافر عشيراً وصديقاً من دون المؤمنين.
الجواب: كل مسلم يجب عليه أن يعمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم سواء كان من الإباضية أو المعتزلة أو الأشاعرة، وكل إنسان وقع في الذنب سواء في الاعتقاد أو في العمل عليه أن يتوب إلى الله عز وجل وأن يرجع إلى الحق، والحق أحق أن يتبع، هذا هو الواجب، وعليهم أن يصححوا معتقدهم وأن يتبعوا ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما قرره السلف الصالح وأهل السنة والجماعة من الصحابة والتابعين والأئمة ومن بعدهم.
الجواب: الأصوب في هذا أن يقال: إنها من كبائر الذنوب، وإنها تنافي كمال الإيمان, فهي كفر أصغر وشرك أصغر، ولا تفسر بهذا التفسير، وهذه هي طريقة السلف أنهم لا يفسرونها حتى تكون أبلغ في الزجر والردع.
الجواب: إذا أحبها لدينها فهذا ردة، أما إذا أحبها محبة طبيعية فلا بأس، ولا شك أنه يجوز الزواج بالكتابية لكن الأولى الترك؛ لأنه قد تؤثر على أولادها وقد تؤثر عليه هو.
الجواب: نعم هذا قول الخوارج، لكن هل الإباضية يقولون هذا؟ المؤلف أبو عبيد رحمه الله قال: إنهم يقولون: الإيمان جميع الطاعات كلها، ومن ترك شيئاً كان كافراً كفر نعمة، إذا كانوا يقولون: إذا فعل الكبيرة كفر، هذا مذهب الخوارج وهو مذهب باطل.
الجواب: لا، الظاهر أنها من الذين ينسخون، من الطباعين الذين يطبعون، وإلا فلا يصح في علي ولا في غيره، فكل الصحابة يقال عنهم: رضي الله عنهم وأرضاهم، وإذا صلى على بعض الصحابة في بعض الأحيان فلا بأس، أما أن يجعل شعاراً لـعلي وأهل بيته يقال: عليهم السلام، فهذا من شعار الرافضة.
الجواب: لا هم يقولون: كفر نعمة لا كفر شرك.
الصفرية الذين قالوا: المعاصي صغارها وكبارها كفر وشرك، إلا المغفور منها خاصة، وكذلك أيضاً الفضلية: الذين يقولون المعاصي كلها كفر وشرك، وظاهر الفضلية واستدلوا على أنها شرك بقوله تعالى: لا يَصْلاهَا إِلَّا الأَشْقَى * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى [الليل:15-16] وهذا في الكافر.
الجواب: القول بأن علياً يضر وينفع أو غيره ردة، وهو شرك في الربوبية، وهو أعظم من كفر كفار قريش، الذين يعبدون الأصنام والأوثان، لأنهم يقولون إنها لا تنفع ولا تضر، بل يقولون: الذي ينفع ويضر هو الله، لكن نعبدها كما قال الله عنهم: مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر:3]فمن قال: إن علياً ينفع ويضر فقد تجاوز كفر كفار قريش وأشرك في الربوبية -نعوذ بالله- وليس هناك أحد من مشركي قريش يقول: إن الأصنام والأوثان تنفع أو تضر، بل كلهم يقولون: النافع الضار هو الله الخالق الرازق المحيي المميت الضار النافع وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ [الزخرف:87]، وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ [العنكبوت:61] فمن قال: إن أحداً ينفع أو يضر سواء علي أو غيره فقد تعدى كفر كفار قريش ووصل إلى الشرك في الربوبية الذي لم يصل إليه كفار قريش.
الجواب: ليس بصحيح، بل هذا باطل، فلا يسمى كافر نعمة، ما سمي في الأصول نسميه كفراً، وما لم يسم فلا، والمعاصي بعضها صغيرة وبعضها كبيرة.
الجوب: هذا كفر والعياذ بالله، وهو قول الجهمية وبه يقول الأشاعرة المتأخرون كـالرازي وأمثاله، لكن الرازي ذكر شيخ الإسلام أنه تاب، وترحم عليه، فقول: إن الله في كل مكان كفر وردة والعياذ بالله؛ لأنهم جعلوا الله مختلطاً بالمخلوقات، نسأل الله العافية، وهذا قول الجهمية أصحاب الطائفة الأولى الذين كفرهم العلماء.
الجواب: سبق الكلام أن النصوص يضم بعضها إلى بعض، والنصوص من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا تتناقض، ولا تضرب النصوص بعضها ببعض؛ لأنها كلها معناها حق، فنصوص المعية وأن الله فوق السموات وفوق العرش وأن الله في العلو تزيد أفرادها على ثلاثة آلاف دليل كما قال الإمام ابن القيم ، أما قوله: (وهو معكم) فليس معناه أنه مختلط بالمخلوق، فالمعية معناها في لغة العرب: مطلق المصاحبة ولا تقتضي المماسة ولا المحاذاة، تقول العرب: لا زلنا نسير والقمر معنا والنجم معنا، والقمر فوقهم، فهل هو مختلط بهم؟ كذلك تقول: المتاع معك وإن كان فوق رأسك، وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ [الزخرف:84] يعني: الله معبود في الأرض ومعبود في السماء، تعبده الملائكة في السماء ويعبده المؤمنون من الجن والإنس في الأرض.
الشيخ: من العلماء من قال إنهم يعذرون، وقال بعضهم: إنهم فساق، وقال آخرون: أنهم لا يعذرون؛ لأن الله سبحانه وتعالى أخبر في القرآن الكريم عن الجهال أنهم معهم في النار: وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا [الأحزاب:67-68] كلهم دخلوا النار، وقال سبحانه: إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ [البقرة:166-167] فالتابعون والمتبوعون كلهم في النار.. الجهال وأتباعهم: وقال الذين اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنتُمْ مُجْرِمِينَ [سبأ:31-32] وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا وهم التابعين لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا [سبأ:33] قال الله: وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ [سبأ:33] وكذلك أيضاً الآية الأخرى في سورة الأعراف: كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ * وَقَالَتْ أُولاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ [الأعراف:38-39] وفي الآية الأخرى قال الله تعالى: لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لا تَعْلَمُونَ [الأعراف:38] فجعل الشافعين والمشفوعين كلهم في النار.
الجواب: القول هو التصديق والإقرار، وعمل القلب هو النية والإخلاص.
الجواب: إذا فعل الإنسان ناقضاً من نواقض الإسلام بطلت الشهادة، ولو قال الإنسان: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ثم عبد الصنم انتقضت الشهادة، ومثله في ذلك مثل إنسان توضأ وأحسن الوضوء ثم خرج منه بول أو غائط أو ريح، فكذلك إذا قال: لا إله إلا الله ثم سجد للصنم بطلت لا إله إلا الله، أو دعا غير الله أو قال: إن أحداً ينفع أو يضر مع الله أو اعتقد أن لله صاحبة أو ولداً أو أنكر وجوب الصلاة أو أنكر وجوب الزكاة أو أنكر تحريم الخمر أو الزنا بطلت الشهادة، فإذا فعل ناقضاً من نواقض الإسلام وأشرك في العبادة بطلت الشهادة كما أن الوضوء يبطل بنواقض الوضوء.
الجواب: نعم من بدل شرع الله ودينه كفر.
الجواب: هذا ليس بصحيح، الاستواء صفة فعلية، فبعد خلق السماوات والأرض، أما الصفة الذاتية فهي التي لا تنفك عن الذات مثل العلم والقدرة والسمع والبصر والعلو والعزة والكبرياء، أما صفة الاستواء فهي صفة فعلية، وكان بعد خلق السماوات والأرض، فالله تعالى خلق العرش أولاً ثم خلق السماوات والأرض ثم استوى على العرش بعد خلق السماوات والأرض، فكان تارة مستوياً على العرش وتارة لم يكن مستوياً على العرش، كان بعد خلق العرش وقبل السماوات والأرض لم يكن مستوياً على العرش, ثم استوى على العرش بعد خلق السماوات والأرض فدل على أنها صفة فعلية، فالنزول والاستواء صفة فعلية، والاستواء علو خاص، أما صفة العلو وهو أن الله فوق المخلوقات كلها ومنها العرش فهذه صفة ذاتية، فالله تعالى فوق المخلوقات ليس فوقه شيء من خلقه، لكن الاستواء على العرش، والاستقرار والصعود والعلو والارتفاع هو علو خاص، هذا كان بعد خلق السماوات والأرض فدل على أن صفته فعلية، ولا نعلم أن أحداً من أهل السنة قال: إنها صفة ذاتية.
الجواب: نعم إذا كان المناظر لا يؤمن بالكتاب والسنة يناظر بالعقل.
لكن لا ينبغي للإنسان أن يجادل إلا عن علم وبصيرة، فإذا كان جداله يضر بالإسلام والمسلمين فليس له ذلك، إنما هذا لأهل العلم الذين عندهم البصيرة، أما من ليس عنده علم فلا فليس له ذلك، فإنما يحيل هذا إلى أهل العلم.
الجواب: هذا حرام ولا يجوز، وهذا فسق، فالواجب الترضي على الصحابة جميعاً والكف عما شجر بينهم، واعتقاد أنهم أفضل الناس وخير الناس وأنه لا كان ولا يكون مثلهم، وأن لهم من الحسنات ما يغطي ما صدر منهم من الهفوات، فمن حسناتهم جهادهم مع النبي صلى الله عليه وسلم وصحبتهم له وتبليغهم لشرع الله ودينه، فهذه حسنات عظيمة لا يبلغها من بعدهم إلى يوم القيامة، فالواجب على كل إنسان أن يكف لسانه عما شجر بين الصحابة، وما حصل بينهم من الخلاف والقتال منه ما هو كذب لا أساس له منه الصحة، ومنه ما له أصل ولكن زيد فيه ونقص منه أو غير عن وجهه، ومنه ما هو صحيح، والصحيح، هم فيه ما بين مجتهد مصيب له أجران أو مجتهد مخطئ له أجر واحد فاته أجر الصواب وحصل على أجر الاجتهاد.
الجواب: الشرك الأكبر كفر يخرج من الإيمان بالكلية، ويكون من الكفرة والمشركين، فإذا دعا غير الله وذبح لغير الله أو نذر لغير الله أو أنكر أمراً معلوماً من الدين بالضرورة أو قال: إن علياً ينفع ويضر فإن هذا قد كفر وخرج من الإسلام والإيمان بالكلية وصار من الكافرين، أما الشرك الأصغر والكفر الأصغر والمعاصي فلا تخرجه من الإيمان.
الجواب: على كل حال الإنسان الذي يغير شرع الله ودينه رأساً على عقب فإن هذا بدل الدين كما قرر أهل العلم كالحافظ ابن كثير رحمه الله، والشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله مفتي الديار السعودية له رسالة في تحكيم القوانين وقال: إن من الكفر المبين استبدال الشرع بالقانون اللعين فمن بدل دين الله رأساً على عقب كفر.
وقال آخرون من أهل العلم: لا بد أن تقام عليه الحجة؛ لأنه قد يكون عنده شبهة.
الجواب: نعم الاستحلال يستحل أمراً معلوماً من الدين بالضرورة كأن يستحل الخمر فيرى أنه حلال، أو الزنا أو عقوق الوالدين، والجحود أن يجحد أمراً معلوماً من الدين بالضرورة وجوبه، كأن يجحد وجوب الصلاة أو وجوب الزكاة أو وجوب الحج، وقد يقال: إنه يجحد تحريم الزنا، وتحريم الربا، وتحريم الخمر، وقد يقال: مثلاً يستحل ترك الصلاة، ويستحل ترك الزكاة، فهما متقاربان.
الشيخ: نعم جاء في الحديث: (إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان)، لكن فيه بعض الضعف، فهو لا شك أنه علامة على الإيمان، لكن قد يكون بخلاف ذلك.
الجواب: هذا كافر نعوذ بالله، الذي يصلي للكعبة ويعتقد أن الكعبة تنفع وتضر معناه عبدها من دون الله، نحن نطوف بالكعبة؛ لأن الله أمرنا بذلك وتعبدنا بذلك؛ ولهذا شرع للمسلم إذا طاف بالبيت أن يصلي ركعتين خلف المقام ويقرأ الفاتحة في السورة الأولى و(( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )) وفي الثانية الفاتحة و(( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ))، فهو إنما يطوف بالكعبة امتثالاً لأمر الله لا أنه يعبد الكعبة، بل يعبد الله.
الجواب: لا من البدع.
الجواب: نعم هو مذهب أهل السنة، هم وافقوا أهل السنة في الإيمان أنه جميع الطاعات، ولكن خالفوهم في من فعل كبيرة ومعصية وترك واجباً، فالمعتزلة والإباضية والخوارج قالوا: إذا قصر في واجب أو فعل كبيرة ذهب عنه الإيمان بالكلية، وأهل السنة يقولون: ينقص إيمانه ولا يذهب عنه الإيمان إلا إذا فعل شركاً في العبادة أو ناقضاً من نواقض الإسلام.
الجواب: هذا باطل، فالتوسل إنما يكون بالتوحيد والإيمان وبالعمل الصالح كقصة الثلاثة الذين توسلوا إلى الله بأعمالهم الصالحة من بني إسرائيل، فتوسل أحدهم ببر والديه، والثاني بعفته عن الزنا، والثالث بأمانته، كذلك نتوسل إلى الله بأسمائه وصفاته.
تتوسل إلى الله بفقرك وحاجتك، أما أن تتوسل بشخص حي أو ميت فهذا من البدع، أما إذا دعا الميت من دون الله أو دعا الحي فيما لا يقدر عليه إلا الله فهذا شرك أكبر، لكن إذا دعا الله وجعله وسيلة يتوسل بحق فلان أو بجاه فلان أو بحرمة فلان فهذا من البدع.
الجواب: على كل حال إذا كفروا فاعل الكبيرة فهذا مذهب الخوارج، نعوذ بالله.
الجواب: القول بأن أسماء الله زائدة عن ذاته أو ليست زائدة عن ذاته من البدع فلا بد من التفصيل، إن أراد الإنسان أن لله ذاتاً مجردة عن الأسماء والصفات فهذا باطل، وإن أراد أن الاسم له معنى غير معنى الذات وأن لله اسماً ومسمى وأن الاسم غير المسمى فهذا حق، فالمسألة فيها تفصيل.
الجواب: لا عليكم أن ترجعوا إلى العلماء، وتتصلوا بهم، والحمد لله الآن الوسائل موجودة، فاتصلوا بالمملكة العربية السعودية واسألوا المفتين عن طريق الشبكة والهاتف، ولا يسأل الإنسان في دينه إلا من يثق بعلمه ودينه، ولا يسأل أهل الجهل وأهل الضلال إنما يسأل أهل العلم والدين؛ لأن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم.
الجواب: الآية واضحة هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ [الأعراف:189] وهي آدم وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا [الأعراف:189] حواء، فَلَمَّا تَغَشَّاهَا [الأعراف:189]جامعها، حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا [الأعراف:189] آدم وحواء لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا مولوداً سليماًلَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا [الأعراف:189-190] شرك تسمية الآية كافية.
الجواب: أولاً: لا يكفر الشخص إلا إذا فعل ناقضاً، أو شركاًً في العبادة، ولا بد أن تقوم عليه الحجة بأن توجد الشروط وتنتفي الموانع، فالكفر والإيمان إنما يؤخذان من الكتاب السنة لا بالهوى والتشهي.
الجواب: لا، وافقتهم في مسمى الإيمان فقط.
الجواب: الأشاعرة في الصفات يثبتون سبع صفات، وهم من أصل البدع.
الجواب: أنصح نفسي وإخواني أن يجاهد الإنسان نفسه وأن يتدبر كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يجاهد الإنسان نفسه على أداء الفرائض وينتهي عن المحارم ويكثر من ذكر الله، ومن حضور حلقات الدروس والعلم.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر