هذا معتقد أهل السنة والجماعة في الإيمان، فهم يقولون: الإيمان قول وعمل، والقول المراد به: قول القلب وهو التصديق والإقرار، وقول اللسان وهو النطق.
والعمل المراد به: عمل القلب وهو النية والإخلاص والصدق والمحبة والخشية..، وعمل الجوارح، فيكون الإيمان عند أهل السنة والجماعة قول باللسان وقول بالقلب، وعمل بالقلب وعمل بالجوارح.
والسلف لهم عبارات في تعريف الإيمان، منها أنهم يقولون: الإيمان إقرار باللسان، وتصديق بالجنان، وعمل بالأركان، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان.
ولهم من العبارات: الإيمان قول وعمل، قول القلب وقول اللسان، وعمل القلب وعمل الجوارح، ومنها قولهم: الإيمان قول وعمل ونية.
وقوله: (يزيد ما شاء الله وينقص حتى لا يبقى منه شيء) الصواب أنه لا بد أن يبقى منه شيء؛ لأنه إذا لم يبق منه شيء فقد وصل إلى الكفر، فهذه العبارة ليست سليمة، وهي قوله: (لا يبقى منه شيء) بل لا بد أن يبقى منه شيء، إلا إذا أراد ذلك بالنسبة للكافر فإن ذلك صحيح، فإنه ينتهي حتى لا يبقى منه شيء بالنسبة للكافر، أما المؤمن فلا بد أن يبقى منه شيء، فإذا كثرت المعاصي والجرائم ضعف الإيمان، حتى لا يبقى منه إلا مثقال ذرة، أو أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان، لكن صاحبه لا يخلد في النار.
ولا ينتهي إلا إذا وصل إلى الكفر الأكبر أو الشرك الأكبر، أما المعاصي ولو عظمت فإنها لا تقضي على الإيمان، وهذه البقية من الإيمان هي السبب في خروج العصاة من النار، وفي حديث الشفاعة قال صلى الله عليه وسلم: (يخرج من النار من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان).
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ وأفضل هذه الأمة والأمم كلها بعد الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين أبو بكر وعمر وعثمان ، هكذا روي لنا عن ابن عمر قال: (كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا: إن خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم أفضل الناس بعد هؤلاء علي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة عامر بن الجراح ، وكلهم يصلح للخلافة.
ثم أفضل الناس بعد هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، القرن الأول الذي بعث فيهم، المهاجرون الأولون والأنصار، وهم من صلى القبلتين.
ثم أفضل الناس بعد هؤلاء من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً أو شهراً أو سنة، أو أقل من ذلك أو أكثر، نترحم عليهم، ونذكر فضلهم، ونكف عن زللهم، ولا نذكر أحداً منهم إلا بخير، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا ذكر أصحابي فأمسكوا).
وقال سفيان بن عيينة : من نطق في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلمة فهو صاحب هوى ].
فأهل السنة والجماعة يعتقدون أن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ، ولكن يقال: إن خير هذه الأمة بعد نبيها عيسى عليه السلام؛ لأنه إذا نزل يكون فرداً من أفراد هذه الأمة المحمدية؛ لأن كل نبي بعثه الله أخذ عليه الميثاق: لئن بعث محمد وأنت حي لتتبعنه، وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم وعيسى حي، لذلك فإنه ينزل في آخر الزمان فيكون فرداً من أفراد هذه الأمة المحمدية، فهو خير هذه الأمة بعد نبيها؛ لأنه نبي وصحابي أيضاً؛ فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج حياً، وبقية الأنبياء رأوه وقد ماتوا بأرواحهم، أما عيسى فرفع بجسده وروحه؛ لأن الصحابي هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على الإسلام.
فيصدق القول: بأن عيسى خير هذه الأمة، ثم بعد عيسى أبو بكر الصديق ، وهذا بإجماع أهل السنة والجماعة: أن خير هذه الأمة أبو بكر بعد الأنبياء، ثم يليه عمر بن الخطاب ، ثم يليه عثمان ، ثم يليه علي .
والمؤلف رحمه الله لم يذكر إلا ثلاثة، وكان ينبغي له أن يذكر الأربعة، فخير هذه الأمة -بعد الأنبياء- أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ، هكذا.
وفي حديث ابن عمر : كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا: إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان -أظن لفظ الأثر فيه (ثم)- فيسمع بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره.
قال المؤلف: (ثم أفضل الناس بعد هؤلاء علي) والصواب أن علياً مع الخلفاء الثلاثة، فهم الخلفاء الراشدون، وترتيبهم في الفضيلة كترتيبهم في الخلافة، يعني: هم مرتبون في الخلافة وفي الفضيلة، أما ترتيبهم في الخلافة فهذا بالإجماع، وأما ترتيبهم في الفضيلة فاختلف فيه، لأن هناك رواية عن أبي حنيفة أن علياً أفضل من عثمان ، وأما الخلافة فالخلافة لـعثمان ثم علي .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إن هذه المسألة مسألة سهلة، أي: مسألة الخلاف في الفضيلة هل عثمان أفضل أو علي ؟ مسألة سهلة، فلا يبدع المخالف ولا يضلل، إنما الذي يبدع ويضلل من خالف في مسألة الخلافة، أي: من قال إن علياً أحق بالخلافة من عثمان ، فهذا ضال، بل هو أضل من حمار أهله؛ لأنه تنقص المهاجرين والأنصار؛ لأنهم أجمعوا على تقديم عثمان ومبايعته بالخلافة.
والإمام أبي حنيفة قد روي عنه أنه رجع عن هذه الرواية فكان مع الجمهور في أن عثمان أفضل من علي ، فيكون إجماعاً للأمة، على أن ترتيبهم في الخلافة وفي الفضيلة، أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ، ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة: طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد بن عمر بن نفيل وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة عامر بن الجراح وهو أمين هذه الأمة، هؤلاء الستة بقية العشرة المبشرين بالجنة، وكلهم يصلح للخلافة، أي: كل واحد من العشرة يصلح أن يكون خليفة.
ثم أفضل الناس بعد هؤلاء أصحاب القرن الأول الذين بعث فيهم، وهم المهاجرون الأولون والأنصار، والصواب أن في هذا ترتيباً وأن أفضلهم أهل بدر، ثم أهل بيعة الرضوان الذين بايعوا تحت الشجرة وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة، ثم المهاجرون، ثم الأنصار، فالترتيب يكون أولاً: الخلفاء الراشدون الأربعة، ثم بقية العشرة المبشرون بالجنة، ثم أهل بدر، ثم أهل بيعة الرضوان، ثم المهاجرون، ثم الأنصار، والسابقون الأولون أفضل من غيرهم.
والقول الثاني: أن السابقين الأولين هم الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا، والمراد بالفتح: صلح الحديبية، وهذا هو الصواب، فمن أسلم قبل صلح الحديبية وهاجر وأنفق فهو من السابقين الأولين، ومن أسلم بعد صلح الحديبية فليس من السابقين الأولين.
أما القول بأن السابقين الأولين هم من صلى إلى القبلتين فهذا ضعيف لأمرين:
الأمر الأول: أنه لم يأت دليل يدل على أن السابقين الأولين هم الذين صلوا إلى القبليتين.
وثانياً: أنه ليس هناك فضل خاص لمن صلى إلى القبلة المنسوخة، فقد فضل الله من أنفق من قبل الفتح وقاتل فقال سبحانه في سورة الحديد: لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا [الحديد:10]، ثم قال: وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى [الحديد:10]، أي: الجنة، فكلهم موعودون بالجنة وإن كانوا متفاوتين.
والمراد بالفتح صلح الحديبية لقوله تعالى: إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا [الفتح:1]، قيل: (ياسول الله!صلح الحديبية أوفتح هو؟ قال: إي والله!) ثم بعد ذلك تأتي المرتبة الثانية للصحابة الذين أسلموا بعد صلح الحديبية وقبل فتح مكة.
ثم تأتي المرتبة الثالثة: وهم الصحابة الذين أسلموا بعد فتح مكة، ويسمون الطلقاء.
وممن أسلم بعد صلح الحديبية خالد بن الوليد فهو من المرتبة الثانية، وممن أسلم بعد فتح مكة معاوية بن أبي سفيان وأخوه يزيد وأبوه أبو سفيان ويقال لهم الطلقاء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم (اذهبوا فأنتم الطلقاء).
وهناك فرق عظيم ومزية بين السابقين الأولين الذين أسلموا قبل صلح الحديبية والذين أسلموا بعدها، حتى إنه لما حصل سوء تفاهم بين عبد الرحمن بن عوف وهو من السابقين الأولين وخالد بن الوليد وقد أسلم بعد صلح الحديبية، فقال صلى الله عليه وسلم يخاطب خالد بن الوليد : (لا تسبوا أصحابي)، كلهم صحابة لكن المراد الذين لهم الصحبة الأولى، والذين تقدموا في الصحبة، (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده! لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه)، أي: فلو أنفق عبد الرحمن مداً، ملء الكف أو نصف مد، وأنفق خالد مثل أحد ذهباً لسبقه عبد الرحمن فهذا تفاوت عظيم بين الصحابة، فإذا كان هذا التفاوت بين الصحابة، فكيف التفاوت بين الصحابة ومن بعدهم؟
فالصحابة هم خير الناس وأفضل الناس بعد الأنبياء، وهم قوم اختارهم الله لصحبة نبيه والجهاد معه، ونقل الشريعة وحملها وتبليغها للناس، فمن سبهم أو كفرهم فلا يكون مؤمناً بل هو منافق زنديق نسأل الله السلامة والعافية.
إذاً قول المؤلف رحمه الله: (وهم من صلى إلى القبلتين) هذا ضعيف.
ثم أفضل الناس بعد هؤلاء من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً أو شهراً أو سنة أو أقل من ذلك أو أكثر يعني: الصحابي أفضل ممن جاء بعده، ولا يمكن لأحد أن يلحق الصحابة إلى يوم القيامة.
قال المؤلف رحمه الله: (ترحموا عليهم) يعني: عليك أن تترحم على الصحابة فتقول: اللهم اغفر لهم، اللهم ارحمهم، وتذكر فضلهم، وتكف عن زلتهم، وهذا مذهب أهل السنة والجماعة: الكف عما شجر بين الصحابة والخلاف الذي وقع بين الصحابة، ونعتقد أنهم ما بين مجتهد مصيب له أجران، وما بين مجتهد مخطئ له أجر، وأن لهم من الفضائل والحسنات والسبق إلى الإسلام والجهاد مع النبي صلى الله عليه وسلم ما يغطي ما صدر منهم من الهفوات.
إذاً: يجب الكف عن زلاتهم، والذي ينشر معايب الصحابة فهو مريض القلب.
(ولا نذكر أحداً منهم إلا بخير؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا ذُكر أصحابي فأمسكوا)، وقال سفيان بن عيينة : من نطق في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلمة فهو صاحب هوى) يعني: صاحب بدعة.
(وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم هذا الحديث ضعيف باطل سنداً ومتناً، والمؤلف يقول: إنه موضوع، والصواب أنه ضعيف قد لا يصل لدرجة الوضع، ويستدل به أهل أصول الفقه، وهو باطل سنداً ومتناً، أما سنداً فإنه لا يوجد في أي من دواوين السنة الصحيحة، وأما معنى فهو باطل: (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) فإذا اختلف الصحابة، وقال أحدهما: هذا يجوز، وقال الثاني: لا يجوز، فمن يكون المهتدي؟ مثل نكاح المتعة يقول ابن عباس مثلاً: حلال، وقال عمر : حرام، فيقع الإنسان في حيرة بأي نجم يهتدي.
فتبين بهذا أن الحديث ضعيف باطل سنداً ومتناً.
وفق الله الجميع لطاعته، ورزق الله الجميع العلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله على محمد وآله وصحبه.
الجواب: الدليل حديث: (إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه وسط الجنة، وأعلى الجنة، وسقفه عرش الرحمن) هذا حديث صحيح ثابت، والنار كذلك في أسفل سافلين: كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ [المطففين:7]، أي: أسفل سافلين.
الجواب: نعم، فالعذاب أن يعذب الإنسان ويضرب، ويفتح له باب من النار، والفتنة: الاختبار والامتحان، فيأتي نكير ومنكر يبتليانه ويختبرانه بالسؤال: من ربك؟ ما دينك؟ ومن نبيك؟ ثم تأتي العقوبة بعد ذلك، فيفتن بالسؤال ثم يعذب، فالعذاب شيء والفتنة شيء.
والعذاب نتيجة الفتنة فبعد أن يفتتن يعذب، والفتنة هي الاختبار، فقد يكون مؤمناً وقد يكون كافراً، فالمؤمن يفتن فينجو ويسلمه الله ويجيب، والكافر يفتتن فيهلك، قال تعالى: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ [إبراهيم:27]، نسأل الله أن يثبتنا وإياكم بالقول الثابت.
الجواب: لا، هي عامة في كل أحد، قال تعالى: فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ [الأعراف:6]، وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ [القصص:65].
الجواب: الإيمان تصديق وعمل فلا بد من هذين الأمرين؛ لأن أصل التصديق في القلب تصديق وإقرار وعمل، والشيخ ما قال: إن الإيمان هو التصديق وإن العمل خارج من التصديق، فهذا قول المرجئة الذين يقولون: الإيمان هو التصديق بالقلب، والعمل ليس داخلاً في مسمى الإيمان.
ضم كلام الشيخ بعضه من بعض حتى يتبين لك الحق، لا تكن مثل من يقرأ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ [الماعون:4] ويسكت ولا يقرأ: الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ [الماعون:5].
اقرأ كلام الشيخ من أوله إلى آخره واجمع بين كلامه تجد الحق، وكلام العلماء يضم بعضه إلى بعض، وكلام الله يضم بعضه إلى بعض، وكلام الرسول يضم بعضه إلى بعض، فلا يأخذ الإنسان ببعض النصوص ويترك البعض الآخر.
الجواب: القول الصحيح أن شيخ الإسلام يقول: إن الجنة والنار مخلوقتان دائمتان لا تفنيان أبداً ولا تبيدان، وهو ثابت وواضح.
الجواب: خراسان جهة الشرق -جهة إيران- أما الروايات التي جاءت في بعض الأحاديث فالله أعلم بصحتها، ولا شك أنها في آخر الزمان.
الجواب: ليس المراد أنه يكون كافراً؛ لأن من لم ينكر المنكر بقلبه يكون عاصياً.
فإذا جلس الإنسان مع قوم يشربون الخمر يجب عليه أن ينكر باللسان إن عجز عن الإنكار باليد، فإن عجز فإنه ينكر بالقلب.
والإنكار بالقلب معناه: أن يقوم ويتركهم، فإن جلس معهم فليس عنده من الإيمان حبة خردل يتعلق بإنكار المنكر، ويكون حكمه نفس حكم من شرب الخمر في الإثم، ومن جلس مع قوم يكفرون بالله واستطاع أن ينكر ولم ينكر وجلس وسكت، فحكمه في الإثم يكون نفس حكمهم؛ لأنه رضي بالكفر وأقر به، ومن جلس مع قوم يتعاملون بالربا ولم ينكر عليهم فيكون حكمه حكم المرابي، قال تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا [النساء:140].
الجواب: (كلمتان حبيبتان إلى الرحمن) يعني: أن الله يحبهما، وهما: سبحان الله وبحمده، (خفيفتان على اللسان) حينما تنطق بهما لا تكلفك شيئاً فلا تشعر بجهد وتعب عند النطق بهما، (ثقيلتان في الميزان) ميزان الأعمال، يعني: أن أجرهما عظيم.
الجواب: جاء هذا في أحاديث ضعيفة، ولم يرد فيه شيء من الأحاديث الصحيحة.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في بلوغ المرام: إن مجموعها يشد بعضها بعضاً، وإن كانت ضعيفة فترتقي إلى درجة الحسن، فإذا فعله الإنسان في بعض الأحيان فلا بأس، أما أن يداوم على المسح فالأحاديث ضعيفة في هذا.
الجواب: يأجوج ومأجوج من بني آدم، وهما أمتان كافرتان الأولى يقال لها: يأجوج، والثانية: مأجوج، وهم يأكلون مثل غيرهم من بني آدم، وهم يخرجون في آخر الزمان ويفسدون في الأرض، ويشربون المياه، ثم بعد ذلك يهلكهم الله بدعوة عيسى ومن معه من المؤمنين، فيهلكهم الله في ليلة واحدة كنفس واحدة فيكونون كالجبال بعضهم فوق بعض؛ لأنهم أمة كثيرة.
ولهذا جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن الله يقول: يا آدم! أخرج بعث النار، يقول: يا رب وما بعث النار؟ فيقول الله: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار، وواحد إلى الجنة) فشق هذا على الصحابة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أبشروا فإن منكم واحداً، ومن يأجوج ألفاً) وهذا يدل على الكثرة.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر