وقال تعالى: وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ [الزخرف:45].
وقال تعالى: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى [الشورى:13].
وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ [المؤمنون:51-52] ].
ذكر المؤلف رحمه الله في المقدمة أن الله سبحانه وتعالى جعل هذه الأمة وسطاً أي: عدلاً خياراً، وجعلهم شهداء على الناس، وهداهم لما بعث به رسله من الدين الذي شرعه لجميع خلقه، ثم خصهم بعد ذلك فيما ميزهم به، وفضلهم من الشرعة والمنهاج.
ثم قال: فالأول: مثل أصول الإيمان، والأول: المراد به الدين الذي شرعه لجميع الخلق، وهداية الله لهذه الأمة لما بعث به رسله من الدين الذي شرعه لجميع خلقه مثل أصول الإيمان.
وأما الثاني: وهو ما ميزهم به وفضلهم من الشريعة والمنهاج، وهذا سيأتي ذكره، وأما الثاني: فكما أنزله في السور المدنية من شرائع دينه.
إذاً: فقد هدى الله هذه الأمة لما بعث به رسله من الدين الذي شرعه لجميع خلقه، مثاله: أصول الإيمان، والإيمان بجميع الكتب المنزلة، والإيمان باليوم الآخر، وأصول الشرائع، وهذا مثال للدين الذي شرعه لجميع خلقه الذي هدى الله له هذه الأمة.
مثال الدين الذي شرعه الله لجميع خلقه وهدى هذه الأمة له، الدين الذي شرعه الله لجميع خلقه وبعث به رسله،
مثاله: أصول الإيمان، والإيمان بجميع الكتب المنزلة، والإيمان باليوم الآخر، ومثل: أصول الشرائع.
أما الأمر الثاني الذي خصهم به بعد ذلك فهو: فيما ميزهم به وفضلهم من الشريعة والمنهاج، والذي جعل لهم مثاله، أي: مثال ما خصهم به، وفضلهم من الشريعة والمنهاج، سيأتي في قول المؤلف رحمه الله: [ وأما الثاني: فما أنزله الله في السور المدنية لشرائع دينه، وما سنه الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته ].
فهذه الأمة هديت إلى الدين الذي شرعه الله لجميع خلقه وهو الذي بعث به الرسل، وهي أصول: الإيمان، مثل: الإيمان بأصول الإيمان: الإيمان بالله، وملائكته وكتبه ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وأعلى أصول الإيمان وأطولها هو: التوحيد، وهو: شهادة أن لا إله إلا الله؛ لأن أصول الدين متفاوتة في الرتبة، فالشهادة لله تعالى بالوحدانية، ولنبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة الشهادة المسماة: كلمة التوحيد إذا أطلقت فإنها تدخل فيها الشهادة الثانية، أي: أن شهادة أن لا إله إلا الله إذا أطلقت دخلت فيها شهادة أن محمداً رسول الله؛ لأنهما كلمتان لا تختص إحداهما بدون الأخرى، فمن شهد أن لا إله إلا الله ولم يشهد أن محمداً رسول الله لم يقبل منه، ومن شهد أن محمداً رسول الله ولم يشهد أن لا إله إلا الله لم يقبل منه، وإذا أطلقت إحداهما دخلت الأخرى فيها ولهذا نفى الله الإيمان عن أهل الكتاب الذين لم يؤمنوا برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وإن كانوا يزعمون أنهم آمنوا بالله، قال سبحانه: قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ [التوبة:29].
فقال: قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [التوبة:29]، فنفى عنهم الإيمان مع أنهم يشهدون أن لا إله إلا الله، لكن لما لم يشهدوا أن محمداً رسول الله بطلت شهادتهم لله بالوحدانية، فنفى الله عنهم الإيمان.
ولذا فإن أصول الإيمان الذي هو الدين الذي شرعه الله لجميع خلقه، والذي بعث به رسله، هو الإيمان بالله، والإيمان بالملائكة، والإيمان بالكتب المنزلة، والإيمان بالرسل، والإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره، وهي أركان الإيمان الستة التي دل عليها الكتاب العزيز التي بينها الله تعالى في كتابه بقوله عز وجل في آية البر: وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ [البقرة:177]، فذكر الله في هذه الآية خمسة أصول، والأصل السادس القدر ذكره الله تعالى في قوله: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [القمر:49].
وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا [الفرقان:2].
وذكرت أيضاً هذه الأصول في حديث جبرائيل: (حينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام؟ ثم سأله عن الإيمان؟ فقال: الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره).
فهذه أصول الإيمان، وهذه هي أصول الدين، وهذا هو الدين الذي شرعه الله لجميع خلقه، وبعث به رسله، وهدى الله له هذه الأمة، وهذه الأصول الستة جاءت في القرآن العزيز والسنة المطهرة، بل إن الكتب المنزلة كلها جاءت فيها هذه الأصول، والرسل كلهم جاءوا بهذه الأصول، وأجمع المسلمون عليها، ولم يجحدوا أحداً منها إلا من خرج عن دائرة المسلمين وصار من الكافرين، وأعلى هذه الأصول وأفضلها هو: التوحيد، وهو: الشهادة لله تعالى بالوحدانية، والنبي صلى الله عليه وسلم برسالته؛ لأن الإيمان بالله هو أصل الدين وأساس الملة، فلهذا صار أعلاها وأفضلها، ولأن الأعمال متوقفة صحتها على هذا الأصل العظيم، وهو الإيمان بالله، فلا يصح أي عمل حتى ينبني على الإيمان بالله وتوحيده عز وجل.
ثم استدل المؤلف رحمه الله بالآيات، كقوله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25]، ومعنى لا إله: أي: لا معبود بحق إلا الله، وقوله هنا: (لا إله إلا أنا فاعبدون)، أي: لا معبود بحق إلا أنا فاعبدوني، وقال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل:36].
وهذه الآية مشتملة على ما اشتملت عليها كلمة التوحيد من النفي والإثبات،: أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ [النحل:36] وهذا أمر بالإيمان بالله: وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل:36]، فقد أمر بالكفر بالطاغوت، أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل:36] ففيها النفي والإثبات كما في كلمة التوحيد، لا إله: معناه: اجتناب الطاغوت، إلا الله: معناه: عبادة الله والإيمان بالله، وقال تعالى: وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ [الزخرف:45]، فقد تضمنت إثبات توحيد الله عز وجل، وهذا من تمام النفي، وبيان أن الله تعالى لم يجعل من دونه آلهة.
وقال تعالى: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ [الشورى:13]، وهذا هو الدين الذي بعث به رسله، وأنزل به كتبه، وهي أصول الإيمان، من الإيمان بالله، وملائكته وكتبه ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.
وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ [المؤمنون:51-52] والشاهد قوله: وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ [المؤمنون:52]، والمعنى: اتقوني أنا ربكم، إذ هو المعبود وحده سبحانه وتعالى بالحق، وقوله فاتقون، التقوى أصلها: توحيد الله، وإخلاص الدين له، ثم الالتزام بشرائع الإسلام.
ومثل قوله تعالى: وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ [الشورى:15].
ومثل قوله تعالى: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [البقرة:285] ].
وهذا فيه بيان الأصل الثالث والرابع من أصول الإيمان.
إذ أن الأصل الأول: هو الإيمان بالله، وهو أعلاها وأفضلها.
والأصل الثاني: الإيمان بالملائكة كما جاء في حديث جبريل: ( وملائكته ).
والأصل الثالث: الإيمان بجميع الكتب، والإيمان بجميع الرسل، فالإيمان بجميع كتب الله التي أنزلها على أنبيائه ورسله، والإيمان بجميع الرسل الذين أرسلهم الله إلى خلقه هو الأصل الثالث، والإيمان بالكتب يكون مفصلاً ومجملاً.
فالمفصل: الإيمان بالكتب التي ذكرت في القرآن العزيز أو في السنة المطهرة، نؤمن بها بأعيانها، مثل: التوراة والإنجيل والزبور والقرآن وصحف إبراهيم وموسى، فنؤمن بها بأعيانها، وأن لله كتاباً أنزله على موسى بن عمران اسمه: التوراة، وكتاباً أنزله الله على عيسى اسمه الإنجيل، وكتاباً أنزله على داود اسمه: الزبور، وأنزل على موسى صحفاً، وعلى إبراهيم صحفاً.
أما الإيمان بالقرآن فهو إيمان خاص فيه تفصيل: وهو الإيمان بأن القرآن العظيم خاتم الكتب، والمهيمن عليها، والإيمان بأنه أفضلها، ولابد مع ذلك من الإيمان به إجمالاً وتفصيلاً بتصديق أخباره، وتنفيذ أحكامه، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، والاتعاظ بمواعظة، والانزجار من زواجره، والعمل بمحكمه، والإيمان بمتشابهه، وتحكيمه في كل شيء، وهذا إيمان تفصيلي خاص بالقرآن الكريم.
أما ما لم يذكر من الكتب فنؤمن بها إجمالاً، ونؤمن بأن الله تعالى أنزل كتباً على أنبيائه ورسله، لا يعلم أسماءها وعددها إلا هو سبحانه وتعالى.
قوله: (وجميع رسله) أي: الإيمان بجميع الرسل، وهذا هو الأصل الخامس، وهو الإيمان بجميع الرسل إجمالاً وتفصيلاً، تفصيلاً فيما سمى الله في كتابه، نؤمن بهم بأعيانهم، وهم خمس وعشرون ذكروا في سورتي النساء والأنعام، قال الله تعالى في سورة النساء: إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا [النساء:163].
وقال سبحانه وتعالى في سورة الأنعام: وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ [الأنعام:83-86].
فهؤلاء مع نبينا صلى الله عليه وسلم خمس وعشرون، وكذلك أيضاً ما ورد في السنة نؤمن بهم بأعيانهم، أما ما لم يذكر في الكتاب ولا في السنة فنؤمن به إيماناً مجملاً، فنؤمن بأن الله تعالى أرسل رسلاً كثيرين إلى خلقه لهدايتهم وإنقاذهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور، لا يعلم أسماءهم وعددهم إلا الله سبحانه وتعالى.
ونؤمن بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم إيماناً تفصيلياً، وهو الإيمان بأنه رسول الله حقاً، وأن رسالته عامة إلى الثقلين الجن والإنس، وأنه آخر الأنبياء فلا نبي بعده، وأن شريعته خاتمة الشرائع عليه الصلاة والسلام.
وقد ذكر المؤلف رحمه الله أدلة كثيرة كقوله تعالى: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [البقرة:136].
وفيه: دليل على الإيمان بالكتب المنزلة: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا [البقرة:136] أي: من القرآن والسنة، وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ [البقرة:136] وهذا فيه الإيمان بالكتب المنزلة غير القرآن والسنة، لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [البقرة:136].
ومثل قول الله تعالى: وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ [الشورى:15]، وهذا عام، فقوله: (كتاب)، جنس يشمل جميع الكتب.
ومثل قوله تعالى: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [البقرة:285]، وقوله: (الإيمان بالملائكة وهو الأصل الثاني) فيجب أن نؤمن بهم تفصيلاً وإجمالاً، تفصيلاً: فيما سمى الله في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، فنؤمن بجبريل وميكائيل وإسرافيل؛ لأنهم سموا، كما نؤمن بملك الموت، لكن لا نعلم أن اسمه عزرائيل كما يقول بعض العامة، فالله تعالى سماه ملك الموت،قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ [السجدة:11]، وممن نؤمن به تفصيلاً كذلك: منكر ونكير، وهما فتانا القبر، ومالك خازن النار، وما لم يسم فإننا نؤمن به إيماناً مجملاً.
وهذا هو الأصل الخامس من أصول الإيمان، نعني: الإيمان باليوم الآخر، وما يدخل فيه من الثواب في الجنة، والعقاب في النار، كما أخبر عن إيمان من تقدم من مؤمني الأمم به حيث قال: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ [البقرة:62]، والشاهد قوله: (واليوم الآخر)، مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة:62].
والإيمان باليوم الآخر يشمل الإيمان بالبعث، وهو أن الله تعالى يبعث الأجساد ويعيد الذرات؛ لأن الإنسان يبلى ولا يبقى منه إلا عجب الذنب المسمى بالعصص، وهي آخر فقرة في العمود الفقري، فلا يبلى ولا تأكله الأرض كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كل ابن آدم يبلى إلا عجب الذنب، منه خلق ابن آدم، ومنه يرجع).
وعجب الذنب يبقى ويخلق منه ابن آدم، فيعيد الله الذرات التي تكون جسم الإنسان بعد أن صارت تراباً؛ لأن الله عليم بكل شيء، ولا يخفى عليه شيء؛ ولأن الله قادر على كل شيء، فهو قادر على أن يعيد الذرات، ولهذا لما أخبر الله عن الكافرين قولهم على لسان أحدهم: قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ [يس:78] رد الله فقال: قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ [يس:79].
فلأنه عليم وقادر، فليس يمتنع عليه شيء سبحانه وتعالى، وعند إعادة الذرات تعاد الذوات إلى ذاتها، ولكن الصفات تتبدل، بمعنى: أن الله تعالى ينشئ الناس يوم القيامة تنشئة قوية، وإنما تبدل الصفات حتى يتحملوا ما لا يتحملونه في الدنيا، فصفة يديه تبدل فينشأ قوياً، ولكن الذرات هي هي، خلافاً للجهم بن صفوان قبحه الله الذي يقول: إن الذي يعاد شيء آخر غير جسم هذا الإنسان، فعنده أن جسم الإنسان يبلى ولا يعود، وهذا من أبطل الباطل؛ لأنه يلزم من هذا أن يكون الله يعذب أحداً لم يعصه، فإذا كانت الذرات التي تعاد ليست الذرات التي نشأ منها في الدنيا فمعناه أن الله عذب أحداً بغير ذنب سبحانه عما يقولون، ولهذا أنكر العلماء على الجهم قوله ذاك، وهو الذي تنسب إليه الجهمية، وهي فرقة ضالة كافرة، تسلب عن الله جميع الأسماء والصفات، وهذا معناه: العدم، إذ أن الشيء الذي ليس له اسم ولا صفة لا وجود له، ولما قال الجهم هذه المقالة الخبيثة وهو القول بأن الإنسان يبلى ولا يعاد، وإنما يعاد شيء آخر، دخلت الملاحدة من هذا الباب الذي فتح لهم، فدخل ابن سيناء وقال: ليس هناك بعث للأجساد إطلاقاً، وإنما الذي تبعث هي الأرواح، فالمعاد معاد للأرواح لا للأبدان، وهذا كفر وضلال بإجماع المسلمين؛ لأن البعث إنما يكون بالأجساد، وقد أنكر الله على من أنكر البعث وحكم بكفره سبحانه وتعالى، وأقسم في كتابه في ثلاثة مواضع أن البعث لابد منه فقال تعالى: زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ [التغابن:7] ، وقال تعالى: وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ [سبأ:3]، وقال سبحانه: وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ [يونس:53]، فالبعث يكون بالأبدان، ومن لم يؤمن بأن البعث للأبدان فهو كافر، وقول الفلاسفة والملاحدة أن الذي يبعث هو الروح كفر وضلال؛ لأن الروح باقية بعد خروجها من الجسد إما في نعيم أو عذاب.
وروح المؤمن تنقل إلى الجنة وروح الكافر تنقل إلى النار، ومعلوم أن أرواح الشهداء تتنعم بواسطة طير خضر؛ لأنهم لما بذلوا أجسادهم لله عوض الله أرواحهم أجساداً تتنعم بواسطتها، كما في الحديث الصحيح: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تسبح في الجنة، وترد أنهار الجنة، وتأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل معلقة في العرش).
وأما المؤمن غير الشهيد فإن روحه تتنعم وحدها، وهي على هيئة طائر، كما في الحديث الصحيح: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه) أي: يأكل.
كما يشمل الإيمان باليوم الآخر بجانب الإيمان بالبعث: الإيمان بالوقوف بين يدي الله تعالى للحساب، والإيمان بظهور خفايا الصحف، والإيمان بالميزان الذي توزن فيه أعمال العباد، ويوزن فيه الأشخاص، والإيمان بالحوض، وحوض نبينا صلى الله عليه وسلم في موقف القيامة حوض عظيم طوله مسافة شهر، وعرضه مسافة شهر، وأوانيه عدد نجوم السماء، وهو أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، وأبرد من الثلج، وأطيب ريحاً من المسك، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً حتى يدخل الجنة، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من الواردين حوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
ويشمل الإيمان بالصراط أيضاً، وهو صراط ينصب على متن جهنم، أحد من السيف، وأحر من الجمر، كما أن النار تبرز يوم القيامة: وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى [النازعات:36].
وتفجر البحار وتكون جزءاً منها، ثم يمد الصراط على متن جهنم فيصعد الناس منه إلى الجنة، وعلى متن الصراط يعاقب الناس على حسب الأعمال، وأول زمرة يمرون كالبرق، ثم كالريح، ثم كالطير، ثم كأجاويد الخيل، ثم رجل يعدو عدواً، ثم رجل يزحف زحفاً، وعلى الصراط كلاليب تخطف من أمرت بخطفه وتلقيه في النار نعوذ بالله.
ثم الإيمان بالجنة والنار، فهذا مفصل الإيمان باليوم الآخر من الإيمان بالبعث، بعد الموت إلى الإيمان بالوقوف بين يدي الله للحساب، إلى الإيمان بإعطاء الكتب بالأيمان وبالشمائل، إلى الإيمان بالحوض، إلى الإيمان بالميزان، إلى الإيمان بالجنة والنار، ويلتحق بذلك الإيمان بما يكون في البرزخ، وهو الأصل؛ لأنه برزخ بين الدنيا والآخرة؛ إذ أن الدور ثلاثة:
دار الدنيا، ودار البرزخ، ودار القرار.
فدار الدنيا: هي التي نحن فيها وتمتد إلى البرزخ، ودار البرزخ: تمتد من الموت إلى البعث، وسمي بالبرزخ؛ لأنه فاصل بين الدنيا والآخرة.
ودار القرار: هي البعث وتمتد إلى ما لا نهاية، ولذا لابد من الإيمان بهذه الأمور كلها، كما أخبر عن إيمان من تقدم من مؤمني الأمم حيث قال: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ [البقرة:62]، والشاهد: مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ [البقرة:62]، فقد أخبر أن من آمن من المؤمنين، أو من اليهود، أو من النصارى، أو من الصابئين، فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
وهذا أيضاً من أصول الشرائع وهي داخلة في أصول الإيمان بأصول الشرائع، كما ذكر الله في سورة الأنعام والأعراف وسبحان أي: الإسراء، وغيرها من السور المكية من الأمر بعبادته وحده لا شريك له، كما في سورة الأنعام: قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [الأنعام:151].
وفي سورة الأعراف أخبر الله عن كل نبي أنه يقول لقومه: يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [الأعراف:65].
وقال سبحانه: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ [المؤمنون:23].
وقال سبحانه: وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ [الأعراف:65]. وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [الأعراف:73]. وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [الأعراف:85].
وكذلك في سورة سبحان سورة الإسراء قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ [الإسراء:23]، وفيه: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، وفيه: اعتناء أكثر السور المكية كما في سورة الأنعام والأعراف بهذه القضايا، كالإيمان ببر الوالدين، وصلة الأرحام، هذه كلها أصول الشرائع، فمنها: أن تؤمن بأن الله أمرك ببر الوالدين، وصلة الأرحام، والوفاء بالعهود والعقود التي بينك وبين الناس، والعدل في المقال وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا [الأنعام:152]، فيجب على الإنسان أن يعدل في كل شيء، في قوله وفعله وتوفية الميزان والمكيال، وهذه أيضاً من أصول الشرائع، ولهذا أنكر نبي الله شعيب على قومه الذين يطففون المكيال والميزان، ويبخسون الناس أشياءهم، قال الله عنه أنه قال لقومه: وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ [هود:85]، ومن أصول الشرائع كذلك: إعطاء السائل والمحروم، قال تعالى: وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ [المعارج:24-25]، وهذا السائل الذي لا يعلم حاله، أما السائل الذي يعلم حاله، وأنه غير محتاج فيزجر ويمنع، والسائل له أحوال ثلاثة:
الحالة الأولى: أن تعرف أنه محتاج وأنه فقير أو عليه دين، فهذا يعطى.
الحالة الثانية: أن تعرف أنه ليس بمحتاج، وليس عليه دين، فهذا يزجر ويمنع ويرفع به إلى ولاة الأمور لتأديبه.
الحالة الثالثة: أن تجهل حاله، فلا تدري هل هو محتاج أو غير محتاج، فهذا يعطى؛ لأنه قد يكون محتاجاً، قال تعالى: وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ [المعارج:24-25]، ومنها أيضاً -أي: أصول الشرائع- تحريم قتل النفس بغير الحق كما قال سبحانه: وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ [الإسراء:33]، (وتحريم الفواحش ما ظهر منها وما بطن) قال سبحانه: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ [الأعراف:33]، (وتحريم الإثم والبغي) كقوله: وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ [الأعراف:33].
(وتحريم الكلام في الدين بغير علم كذلك) فهو من أصول الشرائع، ومعلوم أنه يحرم على الإنسان أن يتكلم في الدين بغير علم.
والتوحيد من إخلاص الدين لله إذ ليس هناك توحيد إلا بإخلاص الدين لله.
(والتوكل على الله، والرجاء لرحمته، والخوف من الله، والصبر لحكم الله) كل هذه من أعمال القلوب العظيمة.
وحكم الله ينقسم إلى ثلاثة أنواع:
حكم الله القدري.
وحكم الله الشرعي.
وحكم الله الجزائي.
فحكم الله القدري: هو ما يقدره الله على العبد من صحة ومرض وحياة وموت وفقد أحبة إلى غير ذلك.
فالحكم القدري ليس لأحد أن يمتنع عنه، وهو جار على الصغير والكبير، فإذا قدر الله الموت على الإنسان لابد أن يموت، ولا يمكن أن يمتنع.
والثاني: حكم الله الشرعي: وهو ما حكم الله به في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، وما أنزله في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من الشريعة، كقوله تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ [البقرة:43] ، فهذا حكم الله الشرعي، قد يفعله بعض الناس، وقد لا يفعله بعض الناس فيتمردون على الشرع، قال تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ [البقرة:43]، ومن الناس من يصلى، ومنهم من لا يصلي، وقال: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى [الإسراء:32]، فمن الناس من امتثل النهي واجتنب الزنا، ومنهم من ارتكبه.
والحكم الثالث: حكم الله الجزائي، وهو كائن يوم القيامة حيث يجازي الله العباد، ويفصل بينهم سبحانه وتعالى في وقت واحد، لا يلهيه شأن عن شأن، كما أنه يرزقهم ويعافيهم، ويصحهم ويمرضهم في وقت واحد، فكذلك يسمع دعاءهم، ويجيب دعاءهم ويحكم بينهم سبحانه وتعالى في وقت واحد، وقوله: (الصبر لحكم الله) يعني: حكم الله القضائي القدري، وقوله: (القيام لأمره) أي: القيام بأمر الله، وهو: توحيد الله وأداء حقوق التوحيد، وأن يكون الله ورسوله أحب إلى العبد من أهله وماله والناس أجمعين؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يجب تقديم محبته على كل أحد، على الأهل والمال والولد والناس أجمعين.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ إلى غير ذلك من أصول الإيمان التي أنزل الله ذكرها في مواضع من القرآن كالسور المكية وبعض المدنيات ].
يقول: إن أصول الإيمان أنزل الله ذكرها في مواضع من القرآن في السور المكية، وبعض المدنية، وما ذكره فيه الكفاية وهو معروف.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر