إسلام ويب

شرح عمدة الفقه كتاب الطهارة [1]للشيخ : عبد العزيز بن عبد الله الراجحي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المياه التي يجوز التطهير بها كل ما نزل من السماء أو نبع من الأرض، وهو أقسام: طاهر مطهر، وطاهر غير مطهر، ونجس، ويغسل الإناء من ولوغ الكلب سبع مرات إحداهن بالتراب، ويغسل من سائر النجاسات مرة تأتي عليه.

    الحمد والثناء لله

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله أهل الحمد ومستحقه حمداً يفضل على كل حمد كفضل الله على خلقه، وأشهد أن لا إله إلا الله ].

    هذا الكتاب اسمه: عمدة الفقه للإمام ابن قدامة رحمه الله، وضعه للمبتدئين برواية واحدة، ثم وضع كتاباً آخر بعده، وهو: المقنع للمتوسطين، وهو أوسع من العمدة، ثم ألف الكتاب الثالث، وهو: الكافي، يذكر فيه بعض الأدلة، والمقنع يذكر فيه الخلاف، والكافي يذكر فيه الروايات، ويذكر الأدلة تعويداً للمتوسطين، ثم ألف كتاب: المغني للمجتهدين، فـابن قدامة ألف العمدة للمبتدئين، ثم المقنع للمتوسطين، ثم الكافي لبيان بعض الأدلة، وضبط الخلاف بالأدلة، ثم المغني للمجتهدين.

    قوله: (الحمد لله) الحمد: هو الثناء على المحمود مع حبه وإجلاله وتعظيمه، فهو ثناء على الرب سبحانه وتعالى مع حبه وإجلاله وتعظيمه.

    قوله: [ أهل الحمد ومستحقه حمداً يفضل على كل حمد كفضل الله على خلقه ].

    الله هو أهل الحمد سبحانه، وهو المستحق لجميع أنواع المحامد، وهي ملك لله واستحقاق له.

    قوله: [ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة قائم لله بحقه ].

    هذا اعتراف لله بالوحدانية والألوهية، وأنه هو المستحق للعبادة، فـ(أشهد أن لا إله إلا الله) يعني: أقر وأعترف بأنه لا معبود بحق إلا الله، فهذا اعتراف بوحدانية الله وربوبيته وألوهيته.

    قوله: [ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ].

    وحده تأكيد، و(لا شريك له) يعني: لا شريك له في عبادته، كما أنه لا شريك له في ربوبيته وأسمائه وصفاته وأفعاله.

    قوله: [ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ].

    هذه الشهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة، فالأولى: هي شهادة لله بالوحدانية، والثانية: شهادة لنبيه بالرسالة، وهاتان الشهادتان أصل الدين وأساس الملة، ولا يصح إسلام أي إنسان حتى يقر بهاتين الشهادتين، حتى يشهد لله تعالى بالوحدانية ولنبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة.

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله غير مرتاب في صدقه ].

    يعني: لا بد من اليقين، أشهد عن يقين لا عن ريب وشك.

    معنى الصلاة من الله والعبد والملائكة

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ما جاء سحاب بودقه ].

    أحسن ما قيل في تفسير صلاة الله على عبده ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي العالية قال: صلاة الله على عبده ثناؤه عليه في الملأ الأعلى. وقيل: الصلاة الرحمة، وقيل: تشمل الأمرين الرحمة والثناء، والصلاة من الله ومن العبد والملائكة الدعاء.

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ما جاء سحاب بودقه، وما رعد بعد برقه ].

    الودق: المطر، يعني: صلاة وسلاماً عدد المطر، وعدد صوت الرعد ولمعان البرق.

    معنى كلمة (أما بعد)

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ أما بعد ].

    هي كلمة يؤتى بها للدخول في المقصود، وللانتقال من أسلوب إلى أسلوب، كأن يكون انتقل من الخطبة إلى الدخول في الموضوع الذي يريده وهو التأليف.

    معنى الفقه لغة واصطلاحاً

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ فهذا كتاب في الفقه اختصرته حسب الإمكان ].

    الفقه لغة: الفهم، واصطلاحاً: استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية.

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ واقتصرت فيه على قول واحد ليكون عمدة لقارئه ].

    اقتصر فيه على قول واحد ليكون عمدة للمبتدئين، فيحفظون هذا الكتاب، وكتاب العمدة على قول واحد لمذهب الحنابلة، ثم بعد ذلك ينتقلون إلى المقنع وهو أوسع، ثم إلى الكافي، ثم إلى المغني.

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ فلا يلتبس الصواب عليه باختلاف الوجوه والروايات ].

    لأنه مبتدئ، والمبتدئ لا ينبغي أن يذكر له الوجوه والخلاف؛ لأنها تشوش عليه فيعطى قولاً واحداً يحفظه, ولا يشوش عليه بكثرة الأقوال والأوجه والخلافات حتى يتقوى ويكون عنده حصيلة علمية وملكة، فيكون هذا عنده أصل، ثم بعد ذلك يتوسع في الخلاف ومعرفة الراجح من الأقوال بالدليل.

    سبب تأليف المؤلف لكتاب العمدة

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ سألني بعض إخواني تلخيصه ليقرب على المتعلمين ].

    هذا هو سبب التأليف وهو: أنه سأله بعض الإخوان أن يؤلف، فألفه على قول واحد للمبتدئين ليقرب فهمه.

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ سألني بعض إخواني تلخيصه ليقرب على المتعلمين، ويسهل حفظه على الطالبين ].

    ألفه ليكون قريباً للذهن، وليكون سهل الحفظ على المبتدئين؛ فاجتهد في إخلاصه، وفي الاستعانة بالله عز وجل، وهذا من أسباب التأليف، فكل مؤلف في الغالب يذكر سبب التأليف, فسبب تأليفه أن بعض الإخوان سأله أن يؤلف لهم كتاباً سهلاً فيحفظه المبتدئون.

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ فأجبته إلى ذلك معتمداً على الله سبحانه في إخلاص القصد لوجهه الكريم، والمعونة على الوصول إلى رضوانه العظيم ].

    فلا بد من الإخلاص, فهو ركن أساسي لقبول العمل.

    والركن الثاني: أن يكون موافقاً للشرع صواباً على السنة المطهرة، وهو معتمد على الله في الإخلاص سائلاً الله له المعونة والتسديد والتوفيق.

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ معتمداً على الله سبحانه في إخلاص القصد لوجهه الكريم، والمعونة على الوصول إلى رضوانه العظيم وهو حسبنا ونعم الوكيل ].

    فهو كافينا سبحانه وتعالى، وهو نعم الوكيل والكافي سبحانه وتعالى.

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ وأودعته أحاديث صحيحة تبركاً بها واعتماداً عليها ].

    فهو يستدل ببعض الأحاديث الصحيحة في بعض المواضع وإن كان على قول واحد، لكن يستدل ببعض الأحاديث تبركاً بها.

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ وأودعته أحاديث صحيحة تبركاً بها واعتماداً عليها وجعلتها من الصحاح ].

    يعني: طلباً للبركة؛ لأن الذي يعمل بالسنة فلا شك أنه مبارك؛ ولأنها تكون دليلاً وحجة على القول الذي يستدل له.

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ واعتماداً عليها وجعلتها من الصحاح لأستغني عن نسبتها إليها ].

    جعلها من الأحاديث الصحيحة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088521207

    عدد مرات الحفظ

    777098508