أرايتم إلى جذع النخلة؟ إنه جامد لا حياة فيه، لكنه حن حنين الناقة، وبكى على فراق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أرأيتم طفلاً في المهد؟ أنى له أن يتكلم وهو لا يعقل شيئاً، ولكن الله الذي أنطق جذع النخلة أنطق ثلاثة أطفال وهم في المهد.
أمَّا بَعْــد:
فلنستمع إلى المنقذ العظيم، وإلى الرسول الكريم , وإلى المعلم النبيل، وإلى الهادي الجليل في كلماته المعطاءة النيرة، وفي حديثه العذب، عليه أفضل الصلاة والسلام.
في صحيح البخاري وصحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة) يعني في الطفولة والصبا ما تكلم إلا ثلاثة أطفال، ثلاثة يرضعون اللبن من ثدي أمهاتهم، تكلموا وأنطقهم الله الذي أنطق كل شيء، والذي ينطق الحجارة فتتكلم، والجلود ينطقها يوم القيامة فتتحدث، والأعضاء يستشهدها يوم العرض الأكبر فتشهد، ويختم على الأفواه التي كانت تتكلم، فلا تتكلم.
أرأيتم إلى الذئب، الذئب حيوان أبكم لا يتكلم، لكن أنطقه الله الذي أنطق كل شيء، ففي الصحيح (أن رجلاً ذهب يرعى غنماً في ضاحية من ضواحي المدينة المنورة -في عهد المصطفى عليه الصلاة والسلام- فأتى الذئب فأخذ شاة، فطارده الرجل حتى أمسك الشاة وانتزعها من الذئب، فجلس الذئب على أرجله يقول للرجل: أتأخذ رزقاً رزقنيه الله، كيف بك إذا أخذت الشاة ولا راعي لها إلا الذئب، قال الرجل -وقد ذهل-: يا عجباً ذئب يكلمني! قال: نعم، وأعجب من ذاك رسول بين النخل -يقصد الرسول عليه الصلاة والسلام- يخبركم بما سبق وبما أتى هو أعجب من هذا، فترك الرجل غنمه، وأتى بعصاه إلى المصطفى عليه الصلاة والسلام، وقال: يا رسول الله، وقع لي هذا اليوم كذا وكذا، فتبسم عليه الصلاة والسلام، وجمع الناس وأخبرهم، ثم قال: آمنت بذلك أنا وأبو بكر وعمر).
فالرسول عليه الصلاة والسلام هنا يخبرنا أن الله أنطق ثلاثة في المهد، والله ينطق الخشب وهو جامد، ففي الصحيحين عن جابر قال: (خطب صلى الله عليه وسلم على جذع نخلة، ثم ترك الجذع واتخذ منبراً، فبكى ذاك الجذع وحن كما تحن النوق، وله بكاء كبكاء الأطفال، فنزل عليه الصلاة والسلام إلى ذاك الجذع فدهدهه بيده حتى سكت).
فمن أنطقه؟! إنه الله الذي أنطق كل شيء.
انظر إلى النملة حشرة لا تكاد ترى، مر سليمان عليه السلام بجيشه فتكلمت في النمل وقالت: يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ [النمل:18].
هو الذي أنطق كل شيء، فيقول عليه الصلاة والسلام:{لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة} قبل أن يتكلموا وقبل أن يفصحوا، من هم؟ -قال: عيسى عليه السلام أتت به أمه مريم، وليس له أب عليه السلام، والله خلق الخلق على أصناف ثلاثة: خلق بلا أب ولا أم كآدم عليه السلام، وخلق بأم ولا أب كعيسى عليه السلام، وبقية الخلق من أم وأب، فأتت به من النخل تحمله قال بنو إسرائيل: يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً [مريم:28] فلم تتكلم وأشارت إليه، فتضاحكوا، وقالوا: كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً [مريم:29] فتكلم بإذن الله، مع أنه لم يمض عليه إلا ساعات، وقيل: ثلاثة أيام، فتكلم بلسان فصيح نصيح مليح، وقال: قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً * وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً * وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً [مريم:30-32] فانذهلوا. هذا أولهم.
ب- قصة جريج:-
وثانيهم الطفل في قصة جريج، كان جريج عابداً من عبّاد بني إسرائيل، في صيام وصلاة، في ذكر ودعاء، في صدقة وبذل، فقام يصلي، فلما كبر واستقبل قلبته، أتت أمه قالت: يا جريج فقال في الصلاة: يا رب أمي وصلاتي، يا رب أمي وصلاتي، يا رب أمي وصلاتي؟! أي: يا رب! هل أقطع الصلاة وأجيب أمي؟ أم أستمر في صلاتي؟ انظر إلى بر الوالدين.
الآن والداك لا يطالبانك بأن تقطع الصلاة وإنما يدعوانك إلى طلب خفيف، فتجد ممن يعق الوالدين، ويلعن الوالدين، ويقطع الوالدين، ويهجر الوالدين، وهما يقدمان له كل شيء!
وجد في مجتمعنا من الآباء من فعل بابنه العجب العجاب، بنى له بيتاً، وزوَّجه، وملَّكه سيارة، وأعطاه من المال، ثم تجد هذا الابن من أفجر الناس، قلبه من قلوب اليهود والنصارى، فلا يطيع أباه، بل يتنقصه في المجالس، ويستهزئ به، فهذا أفجر من أفجر فاجر في الدنيا.
فهذا الرجل العابد تحير في الصلاة لكن رأى أن طاعة الله مقدمة على ذلك، هو ما عصاها لكن ما أجابها، فغضبت عليه -وكانت عابدة- وقالت: اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات -أي لا تحكم عليه بالموت والإعدام حتى يرى وجوه الزانيات- وكان عابداً، والله يحفظ العبّاد.
أرأيتم إنساناً يحافظ على الصلوات الخمس ويشرب الخمر؟ لا.
هل رأيتم إنساناً والمصحف في يده يعتدي على المحرمات، أو يزني ويسرق؟ لا.
احفظ الله يحفظك: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [العنكبوت:69].. فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ [محمد:21].
إنسان يحافظ على صلاة الفجر جماعة كل يوم لن يتردى في الكبائر أبداً، وهذا معروف بالاستقراء، أكثر من يدخل السجون الآن بالمخدرات الذين لا يصلون في المساجد. لماذا؟، لأن الذي لا يعرف طريق المسجد يعرفه الله طريق السجن، والذي لا يعرف القرآن يعرفه السوط، والذي لا يعرف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم يذيقه الله السيف.
فقالت: اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات -تعني: الزانيات- فمكث فتحدث بنو إسرائيل بعبادته، وصيامه، وصلاته، فقالت امرأة فاجرة -نعوذ بالله من الفجور- والفجور انتشر في بني إسرائيل كما قال تعالى: فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ [المائدة:13] تركوا الحجاب ثم اختلطوا، فوقعوا في الزنا فلعنهم الله ومسخهم قردةً وخنازير.
ولذلك لا يوجد أحد أطهر من موسى إلا من أمثاله من الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، أتى قارون إلى امرأةً زانيةً فأعطاها قنطاراً من ذهب، وقال: إذا اجتمعنا نحن والناس وقام موسى يدعونا إلى الله، فقومي وابكي وسط الناس -هذه الإشاعة الباطلة المفتراة ضد الدعاة- قالت: ماذا أقول؟ قال: قولي: إنه صنع بك الفاحشة -سبحان الله! موسى عليه السلام- فلما اجتمع بنوا إسرائيل ومعهم قارون والأغنياء والأمراء والناس؛ قامت تبكي وتضرب وجهها وتنفث شعرها، قالوا: مالك؟ فادعت أن موسى زنا بها، فقام موسى بالعصا، وقال: يا أمَةَ الله أسألك بمن شق البحر لي، وأنزل علي التوراة هل أنا فعلت ذلك؟ قالت: لا والله، قال: اللهم خذ قارون، فخسف به وبداره، فأخذ قارون وداره فزلزل في الأرض يصيح: يا موسى! يا موسى! يا موسى! حتى اختفى صوته وماله وجسمه وداره في الأرض، وفي بعض الروايات الإسرائيلية يقول الله: "يا موسى لماذا لم ترحمه؟ لقد كدت أن أرحمه، سُبحَانَهُ وَتَعَالَى!" أو كما قال الله عز وجل، وهذه من الإسرائيليات.
المقصود: أن هذه المرأة ذهبت إلى جريج، فذهبت إلى بني إسرائيل، فقالت: زنا بها جريج، فأتوا إلى جريج وكان عابداً في صومعةٍ فأنزلوه وضربوه، وهدموا صومعته، فقال: مالكم؟! قالوا: زنيت بتلك المرأة، فأتوا وإذا هي حامل، وقد وضعت وطفلها معها يرضع، قال: يا أيها الطفل! أسألك بالله رب العالمين من أبوك؟ قال: أبي الراعي -راعي غنم كان يدور حول الصومعة زنى بهذه المرأة فكان ابنه هذا الولد- فرجعوا فقالوا: نبني صومعتك من ذهب، قال: أعيدوها من طين، فأعادوها من طين.
جـ- الطفل الرضيع:-
والطفل الثالث: طفل كان مع أمه يرضع ثديها، فمر بها رجل جميل عليه ثياب حسنة على فرس، فقالت: يا رب أسألك أن تجعل ابني مثل هذا الرجل الفارس، فترك الطفل الثدي، وقال: اللهم لا تجعلني مثل هذا الرجل، فانذهلت فقالت: يا عجباً ابني يتكلم! وبعد قليل مروا بجارية يضربونها ويشتمونها، فقالت المرأة: اللهم لا تجعل ابني كهذه الأمة، فترك الثدي ورفع طرفه إلى السماء، وقال: اللهم اجعلني كهذه الجارية، فانذهلت، فسألت ابنها: مالك؟! قال: أما الرجل الأول، فإنه رجل فاجر ملعون في السماء، وفي الأرض، وأما هذه الأمة الجارية؛ فمظلومة، يقول لها أهلها: زنت وسرقت، وما زنت ولا سرقت، وفي بعض الروايات: وهي من أهل الجنة.
وشاهد هذه القصة الاعتماد على العمل، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم} وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: {احتجت الجنة والنار، فقالت النار: مالي لا يدخلني إلا المتكبرون والمتجبرون؟ وقالت الجنة: مالي لا يدخلني إلا الضعفاء والمساكين، فأوحى الله إليهما فقال للنار: أما أنت فعذابي أعذب بك من أشاء، وقال للجنة: أما أنت فرحمتي أرحم بك من أشاء} أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
والشاهد من هذه القصص: أن الاعتماد لا يكون إلا على العمل، فزكوا أعمالكم، وانظروا إلى قلوبكم، وأصلحوا أرواحكم، فو الله لا يجدي إلا ما أسلفته من عمل، وما قدمته من تقوى، وما أعددته بين يديك من صلاح.
أسأل الله أن يصلحني وإياكم، ظاهراً وباطناً، سراً وعلناً، وأن يجعلنا من المتقين المهتدين، الذين يسلك بهم الصراط المستقيم، وهداهم إلى البر العميم والأجر العظيم.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم.
يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً [الكهف:28].
يأمر الله تعالى رسوله في هذه الآية بأن يتواضع مع المتواضعين، وأن يجلس مع الفقراء والمساكين، وألا يقوِّم الناس بأموالهم ولا بما عندهم، وإنما يقومهم بأعمالهم وصلاحهم.
مر البراء بن مالك على رسول الله صلى الله عليه وسلم والبراء بن مالك كان رجلاً فقيراً زاهداً من الصحابة، لا يملك من الدنيا إلا بيتاً من طين، وأسمالاً بالية من ثياب، وسيفه المثلم الذي يقاتل به أعداء الله، فقال عليه الصلاة والسلام -وهو ينظر إليه-: (رب أشعث أغبر ذي طمرين لو أقسم على الله لأبره) رب أشعث: معناه متغير الشعر متفلفله، ومعنى أغبر: متغير اللون -ذي طمرين: أي: ثوبين باليين- لو أقسم على الله: أي لو حلف على كرمه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى لأعطاه من بره وصلاحه.
حضر المسلمون معركة تستر، فقالوا: يا براء بن مالك! قم فقد وعَدَكَ الله خيراً، أقسم على الله أن ينصرنا هذا اليوم، قال: انتظروني قليلاً، فذهب واغتسل ولبس أكفانه وتحنط وأتى، ثم وقف أمام الجيش وقال: اللهم إني أقسم عليك هذا اليوم أن تجعلني أول قتيل في سبيلك وأن تنصر المسلمين، فبدأت المعركة فكان أول من قتل، وكان النصر حليف المسلمين، وهذا لأنه أخلص لوجه الله تبارك وتعالى ولأن الله لا ينظر إلى الصور ولا إلى ما على الإنسان من دنيا، ولكن ينظر إلى القلوب والأعمال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى.
قال عمر لـعلي بن أبي طالب: قم بنا إلى أويس فركب عمر حماراً، نعم عمر الذي هز دول الدنيا، عمر الذي وفدت كتائبه إلى المحيط الأطلسي، عمر الذي سجل كتب النصر بدماء الشهداء، وهز كسرى وقيصر على منبر الضلالة والعمالة حتى ولاه الله الدنيا، فقام وذهب الصحابة حوله وهو على الحمار، فوصل إلى الوادي وأتى إلى أويس، وإذا أويس يرعى الإبل والغنم وهو يصلي الضحوات، متصل بالله، لا يعرفه إلا الله، لا مال ولا ولد.
خذوا كل دنياكم واتركوا فؤادي حراً طليقاً غريبا |
فإني أعظمكم ثروة وإن خلتموني وحيداً سليبا |
نزل عمر فرآه فعانقه، وقال: أأنت أويس بن عامر؟ قال: يقولون ذلك -يريد أن يتواضع-. قال: ألك والدة؟ قال: نعم، قال: اكشف عن بطنك فكشف عن بطنه، فرأى عمر كالدرهم من البرص، فقبَّل بطنه، قال: استغفر لي، قال: من أنت؟ قال: أنا عمر بن الخطاب، قال: لا إله إلا الله، أستغفر لك وأنت عمر، وعمر أفضل منه بلا شك، وعمر أرفع منه، وعمر أمكن منه، لكن هذا لصلاحه طلب منه الدعاء. قال: استغفر لي، قال: إني أستغفر للمسلمين مع كل صلاة، قال: خصني بدعوة؛ فاستغفر لـعمر، قال عمر: تعال معي الحياة حياتي، والموت موتي، قال: أسألك بالله أن تتركني أدخل في غمار الناس أجوع وأشبع ولا يعرفني أحد، فتركه عمر، فلما أمسى في الليل ذهب وترك الإبل والغنم، فأخذوا يلتمسونه فما وجدوه، وبعد سنوات وجدوه في خراب من خراب الكوفة وهو يعبد الله ويقرأ القرآن. وإن أويساً هذا يشفع كما في الحديث وهو حديث حسن؛ يشفع يوم القيامة لمثل قبائل مضر يدخلهم الله الجنة باستغفار هذا وبصلاحه.
هؤلاء هم الصلحاء، وهؤلاء هم الأخفياء، وهؤلاء هم الأغنياء، وهؤلاء هم المقربون من الواحد الأحد.
فيا من قرَّب من شاء من عباده! قرِّبنا، ويا من أسدل الستر على من شاء من عباده! أسدل الستر علينا، اللهم إنا بحاجة ماسة إلى رحمتك، وعفوك، وبرك، وكرمك، اللهم لا تحجب عنا دعاء الصالحين، واحشرنا في زمرة المقربين، واجعلنا من أتباع سيد المرسلين.
عباد الله: صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه، فقال: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56] وقد قال صلى الله عليه وسلم: {من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشراً}.
اللهم صلِّ على نبيك وحبيبك محمد، واعرض عليه صلاتنا وسلامنا في هذه الساعة المباركة يا رب العالمين، وارض اللهم عن الأصحاب الأطهار من المهاجرين والأنصار، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين، اللهم ولِّ علينا خيارنا، اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا في عهد من خافك واتقاك واتبع رضاك برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجمع كلمة المسلمين، ووحد صفوفهم، وخذ بأيديهم إلى ما تحبه وما ترضاه يا رب العالمين، اللهم انصر كل من جاهد لإعلاء كلمتك، اللهم انصر المجاهدين الأفغان وثبتهم وأيد كلمتهم، وارفع رايتهم على الحق يا رب العالمين، اللهم انصر المجاهدين المسلمين في فلسطين، اللهم رد لهم المقدسات وأنقذها من براثن اليهود يا رب العالمين، اللهم وفقنا للعمل بكتابك والاهتداء بسنة رسولك، اللهم رد شباب المسلمين إليك مرداً جميلاً، اللهم فقههم في الدين، اللهم تب عليهم، اللهم أصلح بالهم، وكفر عنهم سيئاتهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
ربنا إننا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر