وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، شهد الذئب بنبوته وشهد القمر برسالته، وتفرق السحاب إكراماً لإشارته، بعثه الله جل وعلا على حين فترة من الرسل ودروس من الكتب، فأدى الأمانة وبلغ الرسالة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فصلى الله وسلم وبارك وأنعم عليه كما وحد الله وعرف به ودعا إليه.
اللهم وعلى آله وأصحابه وعلى سائر من اقتفى أثره واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
أيها المؤمنون! فإنه ما من وصية أبلغ ولا من أمر أعظم من قول الله: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ [الحج:1-2].
ثم اعلموا عباد الله! أن نبيكم صلى الله عليه وسلم مر على رجل من أصحابه ومعه معاذ بن جبل رضي الله عنه وأرضاه، فأخذوا يتذاكرون الدعاء فكان من جملة ما قاله ذلك الصحابي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه: (أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة
أيها المؤمنون! قد يظن البعض أن الحديث عن الجنة أمر تقليدي مكرر تكاد تسأمه بعض النفوس، ولا ريب أن هذا خلاف الفطرة وخلاف هدي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهل أرق الصالحين وأقض مضاجع المتقين إلا أنهم يخافون أن يمنعوا من دخول الجنة؟!
وهل عاش الأنبياء والمرسلون وأتباعهم من الأخيار عبر الدهور والعصور إلا وهم يسألون الله جل وعلا أن يدخلهم الجنة، وهل خير رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته حتى يتسنى له البقاء والخلد في الدنيا بأعظم من أن يقال له: الخلد في الدنيا ثم الجنة، فاختار صلى الله عليه وسلم لقاء ربه ثم الجنة.
وهل وعد الله عباده الأبرار وأتباعه الأخيار ممن آمن به من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة بعطاء هو أعظم أو أجل من الجنة؟ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة:17] .
وهل عاقب الله جل وعلا أحداً ممن عصاه بأعظم من حرمانه من دخول الجنة؟! أعاذنا الله وإياكم من الخذلان والحرمان.
وقد اختلف العلماء في الجنة التي دخلها أبونا آدم يوم خلقه الله، قال الله جل وعلا في سورة البقرة: وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ [البقرة:35] فقال كثير منهم: إن المقصود بها جنة الخلد التي وعدها الله جل وعلا عباده المتقين بعد بعثهم.
وقال آخرون من أهل العلم من أهل السنة وغيرهم إنها ليست جنة الخلد وليست جنة المأوى التي وعدها الله جل وعلا عباده بعد البعث، ولكنها جنة إما في السماء الدنيا وإما في الأرض، واستدلوا على ذلك بأمور منها:
أن الله جل وعلا أخرج آدم منها، قالوا: والأصل أن الجنة دار خلد فكيف أخرج آدم منها؟
وقالوا: إن الله جل وعلا كلف فيها آدم وابتلاه بألا يأكل من الشجرة، والجنة الأصل أنه لا تكليف ولا ابتلاء فيها.
وقالوا: إن الشيطان دخل إليها فوسوس إلى آدم، والأصل أن الشيطان لا يدخل الجنة.
إلى جملة من الأدلة والبراهين عندهم.
والظاهر - والله أ علم - أن كل ذلك جرى بقدر الله ولا نجزم به، والأظهر الذي دل عليه القرآن أنها جنة الخلد؛ لأن الله قال: وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ [البقرة:35] والألف واللام فيها للعهد، وليس في عهد من يقرأ القرآن وذهنه إلا أنها جنة الخلد إذ لم يذكر القرآن جنة غيرها.
كما أن من جملة الأدلة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم في الصحيح أخبر: (أن أهل الموقف من أهل الجنة يوم القيامة من المؤمنين يأتون أباهم آدم فيقولون: يا أبانا! استفتح لنا الجنة، فيقول آدم عليه السلام: وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم) ؟
فظاهر قوله عليه السلام: (وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم) أنها جنة المأوى التي وعدها الله جل وعلا عباده.
وأياً كان الأمر فإن المسلمين متفقون على أن الجنة التي وعدها الله عباده المؤمنين هي جنة المأوى وجنة الخلد في السماء السابعة، وأنها مخلوقة موجودة الآن، وقد قدر الله أنها لا تبيد ولا تفنى.
هذه الجنة أيها المؤمنون! عظم شوقها إلى بعض عباد الله الصالحين، قال صلى الله عليه وسلم كما في الخبر الصحيح (إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة: إلى
فلا ريب أن الجنة تشتاق إلى أبي بكر وعمر وغيرهما من عباد الله المؤمنين، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر فقط عن ثلاثة ليبين ما لهؤلاء الثلاثة من عظيم القدر وجليل المكانة عند ربنا تبارك وتعالى.
فمن أشرك بالله أو كفر به جل وعلا فإن الجنة عليه حرام تحريماً مؤبداً، فإن الله جل وعلا أخبر أنه ما بعث الرسل ولا أنزل الكتب ولا خلق الجن والإنس ولا أقيم سوق العرض ولا خلقت السماوات والأرض إلا ليوحد سبحانه ويعبد دون سواه، فمن خالف هذا الأمر الرباني الإلهي الذي أجراه الله على الأمم كلها كان حراماً عليه بقدر الله أن يدخل الجنة.
قال الله جل وعلا عن أهل معصيته بعد أن بين سبب عذابهم والنكال بهم وحرمانهم من نعمة الله، قال: إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ [الصافات:35] .
فمن دلت عينه وقلبه وخشعت نفسه أمام هذه الكلمة وفق لكل خير، ومن منعها ولم يجد لها مكاناً أو مساغاً في قلبه فالجنة عليه حرام بكلام رب العالمين جل جلاله، جعلنا الله وإياكم ممن يؤمن به ويعبده وحده دون سواه.
فهؤلاء من حرم الله عليهم الجنة تحريماً مؤبداً.
الجنة من أعظم المنازل ولا يدخلها إلا ذو قلب سليم، وكيف تجتمع سلامة قلب مع عقوق لوالدة حملتك تسعة أشهر أو عقوق لوالد رباك ورعاك؟ عقوق الوالدين من أعظم ما يمنع رحمة الله جل وعلا، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة عاق لوالديه) .
الخمر أم الخبائث، حرمها الله في كتابه وحرمها رسوله صلى الله عليه وسلم، وهي مظنة كل شر وسبب كل بلاء، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة مدمن خمر) أي: ولو مات على لا إله إلا الله، إلا أن يكون قد تاب قبل وفاته، فإن الخمر والعياذ بالله حرمها الله وحرمها رسوله صلى الله عليه وسلم.
ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بسببها عشرة من الناس، ولم يرد في الشرع كله أن النبي لعن بسبب شيء معين عشرة من العباد إلا ما ورد في لعن الخمر وشاربها وبقية العشرة، أعاذنا الله وإياكم من ذلك كله.
قد يكون للإنسان جار ولكن ذلك الجار - والعياذ بالله - فيه من الخلل والزلل ما يجعلك لا تأمن أنت ولا زوجتك ولا أبناؤك ولا بناتك ذلك الجار، تخاف على بناتك وأبنائك إذا سافرت، يؤذيك في كل شيء من موقف سيارتك إلى عرضك وأهل بيتك، هذا الجار حرم الله عليه أن يدخل الجنة، قال صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه) أعاذنا الله وإياكم من سوء الجار.
كما أخبر صلى الله عليه وسلم أنه لا يدخل الجنة ابتداءً قاطع الرحم، والإنسان - والعياذ بالله - إذا غلبت عليه الأنانية وحب الذات وحرم منه أعمامه وأخواله وعماته وخالاته، وحرم الفقير والبائس والمسكين وذو الحاجة من عطائه إما بحجج واهية كاشتغال بطلب علم أو بحضور محاضرات، أو بتجارة أو بأمثال ذلك من الحجج الواهية، قال صلى الله عليه وسلم في الخبر الصحيح: (لا يدخل الجنة قاطع) أي: لا يدخل الجنة قاطع رحم؛ لأن الرحم اشتق الله لها جل وعلا اسماً من اسمه وقال: (أما ترضين أن أصل من وصلكِ وأقطع من قطعكِ) .
فهؤلاء وأمثالهم ممن نص الشرع عليهم حرم الله جل وعلا عليهم دخول الجنة ابتداء كما حرم الله دخول الجنة ابتداءً على من في قلوبهم كبر، ومن عرف الله جل وعلا وجليل منزلته وما له جل وعلا من رداء الكبرياء والعظمة امتنع على أن يتكبر، وتواضع للرب تبارك وتعالى، وعرف للعباد حقوقهم التي أوجب الله جل وعلا عليه، قال صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر) .
إسباغ الوضوء والصلاة بعده من أعظم أسباب دخول الجنة، فإن نبينا صلى الله عليه وسلم أراه الله الجنة مراراً، وكان كلما دخل الجنة سمع صوت نعلي بلال بن رباح رضي الله عنه وأرضاه، فقال صلى الله عليه وسلم لـبلال : (أخبرني بأرجى عمل عملته في الإسلام، فإنني ما دخلت الجنة قط إلا وسمعت خشفة نعليك بين يدي، فقال: يا نبي الله، أما وقد سألت فإني كنت لا أتوضأ وضوءاً فأسبغ فيه الوضوء إلا صليت لله جل وعلا في أي ساعة من ليل أو نهار ما كتب الله لي أن أصلي) رضي الله عن بلال وألحقنا الله به في الصالحين.
كما أن الوضوء نفسه من غير صلاة سبب لدخول الجنة، قال صلى الله عليه وسلم: (من أسبغ الوضوء ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين، فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء) .
كما أن من أعظم أسباب دخول الجنة وعلو المنازل فيها كفالة اليتيم، قال صلى الله عليه وسلم: (من كفل يتيماً كنت أنا وهو في الجنة كهاتين. وجمع صلى الله عليه وسلم وفرق بين أصبعيه السبابة والوسطى) .
كل هذا عباد الله! بعض من ما دل الشرع عليه من أسباب دخول الجنة.
ومما ينبغي أن يعلمه كل عبد أن المؤمن إذا كتب الله جل وعلا له الجنة فدخلها نسي كل بؤس كان عليه في الدنيا، مثل قيام الليل، إنفاق المال، عونك لأخيك، كثرة التسبيح، صبرك على البلاء، كل ذلك ينسى إذا دخل الجنة، أدخلنا الله جل وعلا وإياكم الجنة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ * a= 6003693>وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ [فاطر:32-35] جعلنا الله وإياكم ممن يقول هذا يوم القيامة عند دخول الجنة.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
عباد الله! فإن القرآن لما حث أتباعه على المسارعة في الخيرات والمسابقة في الطاعات طمعاً في دخول جنات الرحمن، ما أراد بذلك ولا أراد رسوله صلى الله عليه وسلم أن يسابق الإنسان إلى الموت وأن يسرع إلى التخلص من حياته، فإن الأجل أمر لا يكلف العبد به، فهو أمر قدري خارج عن التكليف، والله يقول: فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ [الأعراف:34] .
ولم يرد في الشرع ما يدفع المؤمن إلى أن يتمنى الموت إلا في حالات يذكر فيها دعاءً مخصوصاً.
والأصل في المؤمن يسارع في الخيرات ويسابق في الطاعات ويعمل العمل الصالح، هذا الذي كلفنا الله به.
أخرج الإمام أحمد في المسند من حديث أبي أمامة رضي الله عنه وأرضاه قال: (وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فرققنا) أي: أثر فينا حديثه. (فبكى
المؤمن مطالب بأن يسارع في الخير ويعمل الصالح وليس مطالباً بأن ينهي نفسه ويقتلها ويظن أن وراء ذلك الجنة، قال صلى الله عليه وسلم: (بادروا بالأعمال سبعاً، فهل تنتظرون إلا فقراً منسياً، أو غنىً مطغياً، أو مرضاً مفسداً، أو هرماً مفنداً، أو موتاً مجهزاً، أو الدجال فشر غائب ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر) .
فقوله صلى الله عليه وسلم: (بادروا بالأعمال) أي: سارعوا في الأعمال الصالحة قبل أن يمنعكم عنها مانع.
ثم ذكر عليه الصلاة والسلام جملة من الموانع، فالفقر ينسي؛ لأن الإنسان إذا كان فقيراً انشغل بقوته ورزقه وقضاء دينه ومنعه ذلك من أن يعبد الله على الوجه الأكمل والنحو الأتم في الغالب.
وإذا كان غنياً طغى عليه غناه فانشغل بعقاراته وتجاراته وأسهمه وأرباحه، وشغله ذلك عن طاعة الرب تبارك وتعالى على الوجه الأكمل والنحو الأتم.
وإن كان مريضاً عجز عن الحج والعمرة والصيام وأمثال ذلك من الطاعات لمرضه.
وإن كان هرماً دخل في الخرف، فلا يدري الليل من النهار فكيف سيصلي ويصوم.
وإن كان الموت فهو مجهز قاض عليه وبه تطوى صحائف الأعمال إلا ما استثناه الشارع منه.
والدجال لا أعظم منه، والساعة نهاية الأمر وقيام الحساب، وكل ذلك لا عمل فيه.
فهذا جزء من التوجيه النبوي الكريم بالمسارعة إلى الخيرات.
وقد نقل الأخيار عن معاذ بن جبل رضي الله عنه وأرضاه أنه لما حضرته الوفاة بكى، فقيل: ما يبكيك يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبكي على ضمأ نهار الصيف، أي: أبكي على أني لن أستطيع أن أصوم بعد اليوم.
وقال: وأبكي على قيام ليل الشتاء لأنني بعد موتي لا أستطيع أن أقوم بعد اليوم.
قال: وأبكي على مزاحمة العلماء بالركب، لأن حضور مجالس العلماء وحضور مجالس تدارس القرآن كل ذلك مما تغشى به السكينة وتنزل به الملائكة ويعظم به الأجر.
فلم يتأسف معاذ رضي الله عنه على دينار ولا درهم، ولا زوجة ولا ولد، ولكن تأسف على ما سيفوته من العمل الصالح، رغم أنه رضي الله عنه وأرضاه من أعظم الصحابة قدراً وأجلهم مكانة وأكثرهم علماً رضي الله عنه وعن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أجمعين.
ألا واعلموا عباد الله أنكم في يوم الجمعة سيد الأيام فصلوا فيه وسلموا على سيد الأنام، إن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً.
اللهم صل على محمد ما ذكره الذاكرون الأبرار، وصل على محمد ما تعاقب الليل والنهار، وارض اللهم عن أصحاب محمد من المهاجرين والأنصار.
اللهم وارحمنا معهم بمنك وكرمك يا عزيز يا غفار، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك ربنا من النار وما قرب إليها من قول وعمل.
اللهم كما جمعتنا على هذا الفرش اجمعنا برحمتك في ظل العرش يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم وفق إمامنا بتوفيقك وأيده بتأييدك، اللهم وفقه لهداك واجعل عمله في رضاك، اللهم وادرأ عن أمة الإسلام غوائل الفتن وطوارق المحن، وقها اللهم شر الكفار وكيد الفجار يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم احفظ المؤمنين في فلسطين والعراق وفي سائر البلدان يا رب العالمين، اللهم انصر دينك وكتابك وأوليائك وعبادك الصالحين، وأبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويهدى فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عباد الله! إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر