إسلام ويب

العبر من وفاة الخلفاء الراشدين [2]للشيخ : صالح بن عواد المغامسي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لقد خسرت الأمة خسارة عظيمة وفادحة يوم أن قام بعض الأشرار ممن ينتسبون للأمة ويتسمون باسم الملة ظلماً وعدواناً بقتل اثنين من الخلفاء الراشدين المهديين عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، وقد انفتح بمقتلهما كل شر وبلاء على الأمة. وقد حرم الله تعالى سفك دم المسلم وعظم ذلك أيما تعظيم، وتوعد فاعل ذلك بالوعيد الأكيد والعذاب الشديد في الدنيا والآخرة.

    1.   

    العبر من مقتل عثمان وعلي رضي الله عنهما

    كيف قتل الصحابيان علي وعثمان

    الحمد لله الذي بنعمه تتم الصالحات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب الأرض والسماوات، له الأسماء الحسنى والصفات العلى، الرحمن على العرش استوي.

    وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، بعثه ربه على حين فترة من الرسل ودروس من الكتب، فهدى به الخلائق وأبان به الطرائق، وأوضح المحجة وأقام الحجة، فصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، وعلى سائر من اتبع بإحسان منهجه.

    أما بعد:

    عباد الله! فأوصيكم ونفسي بتقوى الله وخشيته، والتقرب إليه جل وعلا بمحبته وطاعته، قال الله جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]، فلا يرينك الله يا أخيّ حيث نهاك، ولا يفقدنك الله جل وعلا حيث أمرك، وإن من أراد حفظاً من الله فليحفظ الله في أمره ونهيه تبارك وتعالى.

    عباد الله! قد مضى الحديث فيما سبق عن الخلفاء الراشدين والأربعة المهديين رضي الله عنهم وأرضاهم، ذكرنا نتفاً وعظات، وعبراً ودلائل وآيات من موت أبي بكر واستشهاد عمر رضوان الله تعالى عليهما.

    ونحن في هذا اليوم نستأنف الحديث عن مقتل ذي النورين عثمان رضي الله عنه وأبي السبطين علي رضي الله عنه وأرضاه.

    أيها المؤمنون! ليس المقام مقام سرد للمرويات وذكر للأخبار والأقاصيص، وتبين الصحيح من السقيم، فهذا موطنه ومحله الطوال من المؤلفات والدراسات الأكاديمية في أروقة الجامعات، وإنما الحديث جملة عن خبر مقتلهما رضوان الله تعالى عليهما وما يمكن أن ينجم عن ذلك من عبر وعظات ننتفع بها في حياتنا ومعادنا، وحسبنا أن نقف على ثلاث منها، تذكيراً للعباد, وإقامة للحجة على الحاضر والباد.

    أيها المؤمنون! قتل عثمان رضي الله عنه وأرضاه في يوم عُرف تاريخياً بيوم الدار، على يد ثلة من الخوارج وشقوا عصا الطاعة وخرجوا عن طاعته، حاصروا بيته زهاء أربعين يوماً، ثم أضرموا النيران من الخلف، ثم تمكنوا من دخول صحن الدار وهو يومئذ شيخٌ قد جاوز الثمانين فقتلوه رضي الله عنه وأرضاه.

    قيل: إن أول قطرة من دمه نزلت على قول الله جل وعلا والمصحف بين يديه: فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [البقرة:137].

    قتل رضي الله عنه ظلماً بإجماع أهل السنة، فهو عند أهل السنة جميعاً، أمير البررة وقتيل الفجرة رضي الله عنه وأرضاه.

    وقد دفن في مكان يقال له: (حش كوكب) كان مجاوراً لبقيع الغرقد، فلما كانت ولاية أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه وأرضاه أدخل ذلك الحش في البقيع، وأمر الناس أن يدفنوا بجواره موتاهم حتى يصبح قبر عثمان داخل البقيع، وقد تم الأمر على ما هو مشاهد عياناً اليوم.

    أما أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وأرضاه فقد قتل وهو غادٍ إلى صلاة الفجر صبيحة السابع عشر من شهر رمضان على يد خارجي آخر، يقال له عبد الرحمن بن ملجم المرادي ، قتل علياً بسيف قد أعده وشحذه لهذه المهمة قبل أكثر من أربعين يوماً.

    فقتل علي رضي الله عنه وأرضاه وهو غادٍ إلى صلاة الفجر يدعو الناس إليها، هذا على وجهه الإجمال خبر مقتلهما.

    خطورة الفكر الخارجي على الأمة

    أما ما في ذلك من العظات: فإن الجامع في مقتل هذين الصحابيين هو ذلك التفكير الضال الهالك، الذي يعتقد القائمون عليه أنه الصواب وأنه المخرج للأمة، فإن قتلة عثمان كانوا يزعمون أنهم يريدون بذلك صلاح المسلمين، فمكنوه من الصلاة بالناس ثلاثين يوماً بعد أن حاصروه، ثم منعوه من الصلاة وقدموا أحدهم ليصلي بالناس زاعمين أن عثمان المشهود له بالجنة لا يصلح إماماً، ثم أضرموا عليه الدار من الخلف نيراناً كما بينا، ثم قتلوه وهو شيخ كبير قد جاوز الثمانين وكان صائماً يوم ذاك، وكان بين يديه القرآن يتلوه، لكن غلب عليهم المتشابه في عقولهم، وردوا النصوص المحكمة الظاهرة البينة في حرمة الخروج على ولاة الأمر وشق عصا الطاعة، وعلى حرمة عثمان نفسه رضي الله عنه وأرضاه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حقه: (عثمان في الجنة) رضي الله عنه وأرضاه!

    وكذلك الأمر مع علي رضي الله عنه؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال - كما في المسند بسند صحيح - يخاطب ابنته فاطمة : (إني وأنتِ وهذا الراقد - ويشير إلى علي - والحسن والحسين لفي مكان واحد يوم القيامة)، وجلله النبي صلى الله عليه وسلم بكساء ومعه فاطمة والحسن والحسين وقال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي فصلّ على محمدٍ وعلى آله).

    والأخبار في خصائصه أكثر من أن تعد، وأكبر من أن تحصى، وكل ما ورد في فضل الشيخين الجليلين عثمان وعلي ضرب به الخوارج عرض الحائط؛ لأمور متشابهة نبتت في عقولهم، يقولون في سبب قتل عثمان إنه قرب القرابة، واستأثر بهم كولاة على المسلمين، وقتلوا علياً زاعمين أنه قبل التحكيم، والله جل وعلا يقول: إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ [الأنعام:57] .

    أمام هذين الأمرين المتشابهين اللذين لا يقومان على ساق ولا يثبتان عند حجة، قتلوا رجلين من أفضل العباد في هذه الأمة بعد الصديق والفاروق رضي الله عن أصحاب محمد أجمعين بلا استثناء.

    عباد الله! إن أعظم ما يمكن أن يتسلح به المؤمن في أيام الشبهات العلم الشرعي البين من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والأخذ بمنهاج سلف الأمة الصالح والاعتضاد بما تركه النبي صلى الله عليه وسلم من سنة ظاهرة وآيات محكمة، ومعالم بينة ذكرها صلى الله عليه وسلم حفظاً للأمة وخوفاً عليها من الافتراق، وصيانة لدمائها، وجمعاً لكلمتها، ولمّاً لشملها، وإغاضة لعدوها.

    كل ذلك ما مات صلى الله عليه وسلم إلا وقد بينه أجمل البيان وأكمله، وإن من يدعو اليوم إلى شق عصا الطاعة، أو يسفك دماء المسلمين أو يرفع السيف عليهم، إنما يخالف بذلك أول الأمر هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وما بعثه الله جل وعلا به من الهدى والرحمة لهذه الأمة، يقول صلوات الله وسلامة عليه: (فاسمعوا وأطيعوا وإن كان عبداً مجدع الأطراف)، أي: مقصوص الأطراف لا يستطيع أن يقضي حاجة نفسه، فإذا كتب الله له الولاية وجب السمع والطاعة، لا إكراماً لهذا المجدع ولكن حفظاً للأمة وصيانة عليها ولمّاً لشعثها، لأن الأمر كما يقول الله: وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ [العنكبوت:43].

    تحريم الظلم وسفك الدماء

    ثانية العظات في خبر مقتل هذين الصحابيين: أن الظلم حرمه الله على نفسه وجعله بين عباده محرماً، ففي الحديث القدسي الصحيح: (يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا)، وقد دلت آيات كثر وأحاديث صريحة صحيحة عن المعصوم صلى الله عليه وسلم على تحريم الظلم.

    وأعظم الظلم سفك الدماء، أو التعرض لأعراض المؤمنين أو الخوض فيما لا داعي له مما ينجم عنه ضرر كبير على المؤمن أياً كان.

    كل ذلك حذر منه صلوات الله وسلامة عليه، وبعث معاذاً إلى اليمن وهو يوصيه، وهم يومئذٍ أهل كتاب: (واتقِ دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب).

    وأكثر ما يظهر هذا الأمر في قتل علي وعثمان : ما رواه البخاري في تاريخه بسنده عن محمد بن سيرين رحمه الله قال: (كنت عند الكعبة: فسمعت رجلاً يدعو: اللهم اغفر لي وإن كنت أظن أنك لن تغفر لي، فقلت: يا هذا! ما سمعت أحداً يدعو بمثل دعائك، فقال الرجل: إنك لا تدري إنني قد كنت أعطيت الله عهداً أنني إذا رأيت عثمان أن ألطم وجهه، فقتل عثمان قبل أن ألطمه، فلما وضع عثمان على سريره في بيته، ودخل الناس يصلون عليه دخلت عليه فيمن دخل كأنني أريد الصلاة عليه، فلما وجدت في الأمر خلوة كشفت عن كفنه ثم لطمته على وجهه ولحيته وهو ميت، قال: فما رفعت يدي إلا وهي يابسة، قد شلت كأنها عود، قال ابن سيرين رحمه الله: فأنا نظرت إلى يده قد شلت كأنها عود! وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى [طه:127].

    عباد الله! حرم الله الظلم لأن الظالم إنما يظلم لقدرته الوظيفية، لأمرته، لسلطانه، لجنديته، لكونه زوجاً متسلطاً أو ولياً على أيتام، فإن الظالم عندما يظلم كأنه يتناسى أن الله جل وعلا مطلع عليه، وأن الله جل وعلا عزيز ذو انتقام، وأن الله جل وعلا أقدر منه على هذا الذي ظلمه واستضعفه وسفك دمه أو سلبه ماله أو غير ذلك من صور الظلم التي وقعت!

    فاتقوا الله أيها المؤمنون! فيما تقولون وتفعلون، ولا تدفعنك قدرتك على ظلم أحد أن تظلمه، واعلم أن الله جل وعلا أقدر عليك من كل أحد أنت قادر عليه: وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ [الأنفال:24].

    فمن عظم الله جل وعلا في قلبه، فإنه يتذكر جلال الله وذلة الوقوف بين يدي رب العزة والجلال قبل أن يظلم، سواء كان بين يديه أجير أو خادمة أو خادم أو سائق أو موظف أو جندي أو غيره.

    وإذا خفت الله فيه فإنك من الآمنين يوم القيامة، أما إذا تجرأت على محارم الله وحدوده فقلت بلسانك أو فعلت بيدك أو بسلطانك أو بتوقيعك أو بأي شيء تقدر عليه، ما تظلم به العباد، كنت خائفاً وجلاً بين يدي الله جل وعلا، فلا يجادل الله عنك أحد يوم القيامة، يقول جل شأنه: يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ [عبس:34-36].

    وقد ذكرنا مراراً أن المرء يفر يوم القيامة من قرابته وممن يحيطون به في الدنيا؛ لأنه يخاف أن تكون عليه مظلمة لهم فيتسببون في هلاكه بأخذهم لحسناته، أما البعداء من الناس الذين لم يرهم ولم يروه، فإن الإنسان لا يفر منهم يوم القيامة غالباً؛ لأنه لا يرى أنه قد ظلمهم ذات يوم، أو تعرض لهم بأخذ دينار ولا نقص درهم.

    فمن اتقى الله جل وعلا ساد وأفلح، ومن عصى الله جل وعلا وتجرأ على محارمه كان الله جل وعلا له بالمرصاد، إلا أن تتداركه رحمة الله فيتوب ويئوب إلى رب العزة والجلال، وقانا الله وإياكم الشر كله أوله وآخره.

    عباد الله! هذا ما تيسر قوله وتهيأ إيراده والله المستعان، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

    أهمية الجانب التعبدي في حياة الإنسان

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

    أما بعد:

    عباد الله! فإن ثالث الفوائد في خبر مقتل هذين الصحابيين الجليلين وآخرها:

    أنه ينبغي على المرء أن يكون ثمة جانب تعبدي عظيم في حياته، فإن عثمان قتل وهو صائم، وقتل وهو يقرأ القرآن، وعلي رضي الله عنه قتل وهو غادٍ إلى صلاه الفجر، والغدو إلى صلاه الفجر والصيام وقراءة القرآن كل ذلك من أجل العبادات. فيجب أن يفرق الإنسان بين دوره الاجتماع، وحياته الوظيفية وبين أمره التعبدي، فإن الناس لا بد أن يتفاوتوا في حياتهم الاجتماعية ودورهم الوظيفي، ومسألة الغنى والفقر والجاه وغيره، هذه سنه الله جل وعلا في خلقه لكن ذلك بمنأى عن أن يعزل الإنسان ذلك عن جانبه التعبدي.

    والمعنى: أنه ينبغي أن يكون للإنسان نصيب من العبادة والقرب من الله جل وعلا بصرف النظر عن موطنه، ويقع هذا على الأئمة والخطباء والعلماء والدعاة بصورة أكبر: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ [البقرة:44].

    والمقصود أيها المؤمنون! أنه كلما كان بين العبد وربه جانب تعبدي - من خلوات بالليل وحزب من القرآن يقرؤه وإكثار من النوافل والصيام وغير ذلك من الطاعات - كان حرياً بأن يكرم عند الله جل وعلا، وقد أثنى نبيكم صلى الله عليه وسلم على نبي الله داود وقد جمع الله له الملك والنبوة فقال صلوات الله وسلامه عليه: (كان داود أعبد الناس، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً)، وذكر من صلاته في الليل ما ذكر.

    والمقصود أنه ينبغي على المؤمن أن يكون له حظ من العبادة تكفر به الخطايا، وترفع به الدرجات، وتقال به العثرات، وتحل به العقد، وتدفع به الكوارث، وكل ذلك لا يكون إلا إذا كان العبد قريباً من الله جل وعلا.

    ألا واعلموا أنكم في يوم الجمعة سيد الأيام، فصلوا فيه وسلموا على سيد الأنام: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].

    اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

    اللهم وارضَ عن أصحاب نبيك أجمعين، وخص منهم الأربعة الراشدين، واغفر لنا معهم بمنك وكرمك يا أرحم الراحمين.

    اللهم اغفر لنا في جمعتنا هذه أجمعين، اللهم اغفر لنا في جمعتنا هذه أجمعين، اللهم اغفر لنا في جمعتنا هذه أجمعين.

    اللهم إنا نسألك الإيمان، والعفو عما مضى وسلف من الذنوب والآثام والعصيان.

    اللهم وفق إمامنا بتوفيقك وأيده بتأييدك، اللهم وفقه لهداك واجعل عمله في رضاك.

    اللهم ارزقنا توبة نصوحاً نفيء بها إليك يا ذا الجلال والإكرام، اللهم وانصر أمة محمد صلى الله عليه وسلم في كل مكان، اللهم اقهر عدوها واخذله يا ذا الجلال والإكرام، اللهم اقهر عدو هذه الأمة واخذله أينما حل وحيثما كان يا ذا الجلال والإكرام.

    عباد الله! إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون.

    فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    768252280