إسلام ويب

انصروا أحمد ياسينللشيخ : أحمد القطان

  •  التفريغ النصي الكامل
  • أحمد ياسين هو الزعيم الروحي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والتي يقودها من على كرسيه المتحرك؛ وذلك لأنه مصاب بالشلل، وقد دعا الشيخ في هذه المحاضرة إلى متابعة قضية الشيخ أحمد ياسين، والتي تتعلق بسجنه الذي وقد طال مدة طويلة، والذي لاقى فيه أشد أنواع التعذيب في السجون الإسرائيلية.
    الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي أعز المجاهدين، الحمد لله الذي رفع راية الجهاد في أمة المسلمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.

    أما بعد:

    عباد الله: إني أوصيكم ونفسي بتقوى الله: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3].

    أيها الأحباب الكرام! إني أحبكم في الله، وأسأل الله أن يحشرنا في ظل عرشه ويجمعنا في مستقر رحمته.

    من هنا؛ من منبر الدفاع عن المسجد الأقصى إلى المجاهدين في فلسطين ندعوهم إلى الاعتصام، وأي اعتصام؟ الاعتصام بحبل الله وبالله، قال تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا [آل عمران:103] جميعاً في جماعة واحدة، وأختار لكم حماس بطلها أحمد ياسين ، الذي يصب اليهود عليه العذاب صبا، وهو الآن بين الموت والحياة، بحثوا في جسده عن مكان للتعذيب فلم يجدوا إلا وجهه، فسلطوا على وجهه أبشع أنواع التعذيب، حرقوه، وثقبوه بالكهرباء والنار، لكنه لم يلن ولم يستسلم، فأحضروا ابنه أمام عينيه ونزلوا عليه ضرباً حتى تفجرت الدماء منه وتكسرت عظامه، والطفل يصيح وأبوه ثابت، فأحضروا طلبة العلم، ورواد المساجد من تلاميذه وانهالوا عليهم ضرباً حتى كسروا عظامهم وظهرت من خلف جلودهم والرجل ثابت وهو المشلول.

    اعتصموا بحبل الله جميعاً، في جماعة واحدة ضد هذا الإرهاب والإفساد والتقتيل والوحشية التي لا مثل لها، أجهزة الإعلام لا تزال منذ سنين تنشر أخبار منديلا، وكانت تنشر أخبار كبوتشي، وشنودة، والرهائن، ولا نسمعهم يتكلمون عن أحمد ياسين، لماذا؟ لأنه يقول: لا حكم إلا لله، والطواغيت يريدون الحكم بأمرهم لا بأمر الله، لهذا يكرهونه ويعتمونه، ولم يبق لنا إلا اعتصام الشعوب المسلمة المؤمنة بالله جماعة واحدة مع هذا الرجل: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا [آل عمران:103] والمعتصم بحبل الله لا يضل، الغريق في البحر مهما علت الأمواج ما دام أنه يمسك بطرف حبل مربوط سيصل بهذا الحبل إن شاء الله إلى ساحل الأمان، فكيف إذا وصل إلى سفينة الإنقاذ؟ فالذي قال: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ [آل عمران:103] دين الله، منهج الله، جماعة الله، هو الذي قال سبحانه: وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ [الحج:78] الاعتصام بالله يوجد القوة في الضعيف والعدة والسلاح وإن كان لا يملك إلا الحجر.

    من الذي يثبت أحمد ياسين في السجون الآن؟ اعتقلوه عام (1984م) وحكموا عليه بالسنين الطويلة (أكثر من عشر سنوات) ثم خرج عام خمس وثمانين بتبادل الأسرى، والآن أعادوه إلى السجن له أربعة أشهر يعذب في الليل والنهار وهو لا يستطيع أن يأكل أو يشرب، وهو على أبواب الموت إن لم ينقذه الله سبحانه وتعالى، ولابد من وقفة إيمانية إسلامية تؤيد هذا الرجل وجماعته، والاعتصام بالله سبحانه وتعالى ذروته هو القرب من الله، يقول تعالى: وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ [العلق:19] والرب جل جلاله يقول: (من تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً) فالعبد يقترب من الرب، والرب يقترب من العبد (وما تقرب إلي عبدي بأحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها) بي يسمع، وبي يبصر، وبي بطش، وبي يمشي، وأقرب ما يكون الرب من عبده في الجوف الأخير من الليل، وأقرب ما يكون من ربه وهو ساجد، هكذا أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم.

    ونداءٌ من منبر الدفاع عن مسجد الأقصى، نداءٌ عاجل إلى جميع الشرفاء في العالم، نداءٌ إلى منظمة التحرير وهي التي تطرق كل الأبواب باسم الشعب الفلسطيني، ما تركت مؤتمراً ولا هيئةً إلا طرقتها، لماذا لا تطرق الأبواب الآن من أجل أحمد ياسين ؟ تطرق كل الأبواب باسم شعب فلسطين.

    وإلى كل الأحرار، الذين تجري في دمائهم دماء الأخوة والنصرة والشهامة؛ إلى جميع المسلمين، إلى ورثة الفاروق وخالد وصلاح الدين، إلى كل الشرفاء على الأرض، إلى المؤمنين بحقوق الإنسان وكرامته، إلى المفكرين والكتاب والصحفيين والهيئات والمؤسسات والمنظمات، إلى أنصار الانتفاضة المباركة وهي تزلزل أركان المحتلين، نطالبكم بالاستجابة الفورية لنداء ضمائركم، ودينكم، وإنسانيتكم، والوقوف وقفة صادقة حازمة إلى جانب الشيخ/ أحمد ياسين شيخ الانتفاضة، ومرشدها الروحي، الذي لم يمنعه شلله الكامل ولا أمراضه المزمنة من حمل الأمانة الثقيلة، خدمة لدينه وأمته وحقوق شعبه في الحرية والحياة الكريمة، منذ أربعة أشهر يقاسي أصناف البطش والعذاب، إنهم يعذبونه يوم أن رأوا بطولته الناصعة وهو يقود مواكب المجاهدين، أرعبهم بريق عيونه، تموج فيها سنابل قمح الجليل، وتهدر في صوته الصادق أمواج شاطئ يافا وعسقلان، فساموه العذاب، حتى تورم وجهه وتقرح، عذبوا ولده أمامه وضربوا تلاميذه فلم يستسلم، بجسده الهامد أطلق روح العزة في شباب فلسطين، بيديه المشلولتين بث العزم في السواعد الرامية، ما أثقل خطاه وهو المقعد! وما أعلى صوته وهو المريض! وما أقوى موقفه وهو الأسير! كم هو حرٌ في زنزانته، وكم هو حيٌ في قلوبنا.

    أحمد ياسين الذي يحاصره الشلل والاحتلال هو الرمز الصادق لهذا الشعب، المحاصر من كل الجهات، نطالب بإثارة قضية أحمد ياسين في الصحافة، وفي اللقاءات الدبلوماسية، وفي جميع المحافل الدولية، وفي جميع وسائل الإعلام، وممارسة الضغط الشعبي من أجل الخروج عن الصمت إزاء هذه القضية، وإرسال الرسائل إلى الهيئات الدولية والحكومات والسفارات، ودور الصحة لتحريك قضية الشيخ/ أحمد ياسين .

    إن أحمد ياسين تحرك بالنيابة عنا وتحمل العذاب من أجل عزتنا، فهل جزاؤه منا الصمت والخذلان، إن التاريخ لن يرحم الصامتين، والشعب كل الشعب في فلسطين في وحدة إسلامية ينتظر وقفتكم بجانب أحد أهم رموز وحدته، فهل سيطول انتظاره؟

    ونداءٌ من منبر الدفاع عن الأقصى إلى شعبنا في فلسطين نطالبكم بالخروج في مسيرات، ومظاهرات صاخبة، للدفاع عن الشيخ/ أحمد ياسين، والمطالبة بالإفراج عنه، وسيستجيب الأطفال هناك في فلسطين، أنا أعلم أنهم سيستجيبون لهذا النداء

    حجر في كف طفل في فلسطين عبادة

    وبلادٌ ليس منها حجر الطفل بلاده

    أيها المنشغلون الآن في عد الملايين

    وفي نقل الدكاكين من الزيتون والتين

    وفي صقل العناوين

    وفي قتل المضامين

    وفي بوس السلاطين

    وفي شنق فلسطين

    في حبل وسام أو قلاده

    انبطحوا خلف المتاريس بباريس على صدر الوساده

    خففوا الحمل عن الحامل للأرض عتاده

    وارفعوا إصبعكم عن إصبعٍ شد على الباغي زناده

    وارفعوا أسماءكم عنا.. لكي لا تسلبوا أرواحنا طهر الشهاده

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088515862

    عدد مرات الحفظ

    777063154