إسلام ويب

تفسير سورة الحج [66-72]للشيخ : المنتصر الكتاني

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن لله تعالى صفات الكمال ونعوت الجلال، فهو المحيي المميت، والخالق الرازق، والمتفضل بالنعم، ومع هذا تجد الإنسان يكفر هذه النعم ولا يشكر مسديها، بل وأشر من ذلك يتجه بالشكر والعبادة والتذلل والخضوع لمن لا يضره ولا ينفعه ولم ينعم عليه؛ من الأحجار والأشجار وغيرها.
    قال الله جلت قدرته: وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الإِنسَانَ لَكَفُورٌ [الحج:66].

    هو الله جل جلاله الذي أنشأنا من العدم، وأحيانا بعد أن لم نكن، وأوجدنا على غير مثال سابق، وكانت هذه هي الحياة الأول، ثم بعد إنشائنا وإيجادنا سيميتنا، وبعد هذه الموته سيحيينا مرة أخرى؛ للبعث والنشور والعرض على الله والحساب على ما قدمت أيدينا من خير أو شر، ولا يقدر على هذا إلا الله جل جلاله.

    فهو الذي خلق، ثم هو الذي يميت، ثم هو الذي يعيد الحياة كما بدأها أول مرة للبعث والنشور، والله على كل شيء قدير.

    والله جل جلاله يلفت أنظارنا ويعلمنا ويهدينا وأنه وحده القادر على الحياة، القادر على البعث، القادر على العرض عليه، والحساب لكل من فعل خيراً أو شراً، فهذا إلى الجنة وهذا إلى السعير.

    إِنَّ الإِنسَانَ لَكَفُورٌ [الحج:66] أي: ولكن الإنسان يكفر نعم ربه، ويجحد ما آتاه الله من نعم ظاهرة وباطنة، ويشرك به، ويعبد معه غيره من الأحجار ومن الإنس ومن الجن، ومن كل من لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً.

    والإنسان وهو يرى بعينه، ويسمع بأذنه، ويعي بقلبه، أن الله وحده القادر على كل شيء، وأن غيره ليس بيده حياة ولا موت ولا نشور، ومع ذلك يجحد نعم الله ويشرك به ظلماً لنفسه وعدواناً على الحق.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088538853

    عدد مرات الحفظ

    777205304