قوله: (ص): هو حرف من الحروف المقطعة التي ابتدأ الله بها بعض السور، وقد قيل عن هذه الأحرف: هي أسماء للسور، فالحرف (ص) في سورة (ص) هو اسم علم، كمحمد وأحمد وعلي وخالد.
وقال أقوام: هو اسم من أسماء الله.
وقال أقوام: هو حرف لأسماء خاصة، (ص) أي: صمد وهو اسم من أسماء الله، أي: خالق واحد وهو الله جل جلاله.
وقال قوم: (ص) أي: صدق الله.
وقال قوم: (ص) أي: صدق محمد، وغيرها من الأقوال.
وهنا يمكن أن نفسر (ص) بمعنى أن محمداً قد صدق.
والقرآن قد تحدى البشر والخلق، إذ نزل في مكة على نبينا سيد البشر صلى الله عليه وسلم، فتحداهم بأن يأتوا بآية مثله أو بسورة مثله، فعجز البشر، وهذا التعجيز لا يزال قائماً إلى اليوم، وحاول أناس كـمسيلمة الكذاب ، وكما ذكروا عن أبي العلاء المعري وغيرهما، فـمسيلمة كان يدعي أنه رسول جاء لمشاركة النبي صلى الله عليه وسلم في رسالته، فهرف بكلام وهذى تضحك منه الثكلى والمجنون الذي لا يعي ولا يفهم.
وأبو العلاء أتى بكلام غث، إن كان يقصد ذلك فيما زعموه عنه.
وهو معجز في لفظه لكل من يتكلم العربية ويفهمها، ومعجز في المعنى وفي جميع ما فيه من حقائق السماء والأرض، وخلق الإنسان، وخلق الكون فيما أكده الواقع، وأكدته العلوم الحديثة قبل عصرنا وفي عصرنا.
وهناك رجل فرنسي زار المملكة فاجتمع بالعلماء وتذاكر معهم، وإذا به يؤلف كتاباً عمل فيه مقارنة بين القرآن والتوراة والإنجيل.
فقال: كل ما ذكرته التوراة وذكره الإنجيل مخالف للعقل والمنطق وحقائق العلوم، ومن هنا أكد أن التوراة غيرت وبدلت وحرفت، وأن الإنجيل قد بدل وحرف وغير كما أخبر بذلك القرآن الكريم، وأنهم نقلوا الكتابين من كتابي توحيد إلى كتابي وثنية، وذهب يتكلم عن خلق السماوات وما يقوله العلم الحديث، فقال: إن القرآن قد قال هذا منذ ألف وأربعمائة عام عن النجوم وعددها ودورانها وأجسامها، وعن الليل والنهار، وعن البحار والجبال والوهاد والأشجار والإنسان، فقال: كل ما ذكره القرآن من علم الطبيعة كخلق السماء والأرض وخلق الإنسان، أكده العلم الحديث الذي يتباهى به الناس في هذا العصر، ويقولون: هو عصر العلم، وعصر النور، فقال بعد مقارنة كاملة: إن ما ذكره القرآن قبل ألف وأربعمائة عام سبق كل الموجودين في الأرض.
وعندما كان هؤلاء أقرب إلى الدواب فهماً ودراسة وعلماً، وأبعد عن فهم أي شيء، وكان المسلمون مؤمنين بنبيهم وبرسالته، وبالكتاب المنزل إليه، فإنهم يعرفون ما لم نعرفه إلا في هذا العصر، عرفوا ذلك قبلنا بألف وأربعمائة عام، ونحن نقول هذا جواباً للمتشككين ولأمثال هذا، وإلا فنحن على يقين في كلام ربنا، وإعجازه وصدقه وجميع حقائقه.
وما دام القرآن معجزاً لفظاً ومعنىً، ونزل بلغة العرب، فإن العرب مشهورين وهم أفصح الناس على الإطلاق وأبلغهم، ووهبوا بياناً وفصاحة وخطابة وشعراً ومحاضرةً وحديثاً، فكيف عجزوا؟
فسألوا: من أي شيء صنع القرآن؟
فقيل: من حروف الهجاء، وهي اللبنات التي عليها قامت هذه اللغة من أولها إلى آخرها.
فرأى العربي في ألفاظه جمالاً وبهاء فعجز، فقال: أنا أستطيع أن أصنع مثل ذلك، فصنع من تراب والتراب موجود، وصنع من حجارة موجودة، وصنع من حديد والحديد موجود، فقيل له: اذهب فابن، فذهب فبنى برادة ثم بنى خيمة، فكان بينها وبين ذلك البناء ما بين السماء والأرض، وهكذا مم صنع القرآن؟ الجواب: كان كلامه ونطقه من (أ، ب، ت، ث ...) حروف الهجاء العربية.
(ألم) (كهيعص) (ألر) (ص) فمن هذه الحروف صنع القرآن، ومن هذه الحروف تكلم الله عز وجل فهذه الحروف بين أيديهم، فهل استطاعوا أن يأتوا بمثل هذا القرآن؟!
لا زال التعجيز قائماً منذ نزول هذا الوحي الكريم بألف وأربعمائة عام، وإلى يوم النفخ في الصور، ولذلك فإن النبي عليه الصلاة والسلام أخبر بأن معجزته الخالدة والتالدة التي رآها من عاصرها وقت الوحي من الأصحاب، والتي جاراها من يأتي بعده عليه الصلاة والسلام وإلى عصرنا وإلى يوم القيامة هي القرآن الكريم.
ونحن أدركنا هذا وآمنا به جميعاً، فهو المعجزة العظمى لنا بكوننا آمنا به عن دليل وبرهان ويقين، لا مجرد تقليد للآباء والأجداد، هذا كتاب من الله آمنا به وصدقنا، فإن قيل: والإنجيل من الله والتوراة من الله فلم بدلتا، ولم حرفتا، ولم غيرتا؟
الجواب: لأن الله تعالى عهد بحفظ التوراة والإنجيل إلى علماء بني إسرائيل فعجزوا عن ذلك، فبدلت وغيرت، أما القرآن فقال: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9].
فهو الذي تعهد بحفظه وبدوامه، وبعدم تغييره ولا تبديله، وها نحن قد جئنا بعد محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام بألف وأربعمائة عام، في عصر الضلال واليهود وعصر التبرج والفواحش والظلمات، وأعداء القرآن وأعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين أكثر أهل الأرض، بل ومن أعداء القرآن الكثير من المسلمين أنفسهم، ولقد حاولوا غير مرة وفي كثير من العصور أن يحرفوه أو يبدلوه وهيهات هيهات.
فلا زال القرآن الذي نتلوه هو القرآن الذي كان يتلوه محمد سيد البشر عليه الصلاة والسلام في مكة المكرمة، وفي المدينة المنورة، وهو الذي كان يتلوه الصحابة والتابعون كما نتلوه نحن، ليس فيه كلمة زائدة ولا كلمة ناقصة.
فمعنى هذا: أن الله الذي تعهد بحفظه قد أنجز ذلك، الله وصف القرآن بالإعجاز، وتحدى به الخلق أن يأتوا بآية مثله أو بسورة، وهيهات هيهات، لا زال الإعجاز قائماً.
فقد أدركنا أعظم كاتب في الأرض، وربما لم يكن منذ ألف عام من يشبهه، وهو مصطفى صادق الرافعي رحمه الله، فمع بلاغته وفصاحته وحسن بيانه هيهات أن يشبه كلام الله، أو يقارب شيئاً من القرآن، فسيبقى الفرق بين الخالق والمخلوق، وبين كلام الله وكلام المخلوق.
وقد جمع مصطفى صادق الرافعي كتاباً سماه وحي القلم، وهو بحق وحي القلم، وسيد البشر عليه الصلاة والسلام الذي أعطي جوامع الكلم، وكان سيد العرب فصاحة وبلاغة خطيباً ومتكلماً ومحاوراً، فهذا كلامه بين أيدينا في الصحاح الست وغيرها، بين كلامه وبين كلام الله ما بين محمد والله، ما بين الخالق والمخلوق، لأن هذا كلام الله، وذاك كلام البشر المخلوقين.
فهذه المعجزة كانت البينة القاطعة لنا لإيماننا، والتسليم على أن القرآن كلام الله، دعك من فصاحته، ودعك من حلاوته وطلاوته، نقرأ الكتاب مرة فنقول: ما أفصحه، وما أفصحها، ما أبلغه وما أبلغها، فإذا قرأناه مرة ثانية فقد يضعف في النفس مع التكرار ومرة ثالثة ومرة رابعة ثم نمل، ونقول: دعنا من هذا الكلام المكرر المعاد.
ونقرأ كتاب ربنا صباحاً ومساءً في هذه الجمعة، والجمعة الثانية مدة حياتنا، ومنذ كنا أطفالاً وإلى عصرنا قد تجاوزنا الستين، فنجده في كل مرة أحلى من الأول وأبلغ وأفصح فلا نمل ولا نكل.
وفي كل مرة نفهم معنىً جديداً، وننتبه لشيء جديد، فلن نجد هذا في كلام أحد من الخلق قط، حتى في كلام سيد البشر خاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه.
فقوله تعالى: ص [ص:1] أي: صدق محمد، ولهذا غيرنا العادة؛ لأن هذا قسم، فلم نجد المقسم عليه، إلا ما قاله بعض المفسرين: إن (ص) معناها: صدق محمد، وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ [ص:1] المقسم عليه، فكأننا نقول: حقاً والله سافروا، حقاً والله حضروا، فهذا كثير في كلام العرب، فإذا قلنا: صدق محمد، وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ [ص:1] يبقى معناه: والقرآن ذي الذكر إن محمداً لصادق؛ لأنه سبق أن كذبوه، فيكرر الله هذا بطريق أخرى وأسلوب آخر، وبمناسبة جديدة بأن محمداً صادق، ورسول حق، أرسله ربنا ينطق بالقرآن حقاً، قال تعالى: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم:3-4].
قوله: (والقرآن) الواو: واو القسم، كأننا قلنا: بالله وتالله، والواو أداة قسم.
قال: ذِي الذِّكْرِ [ص:1]، ومنه قوله تعالى: وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ [الزخرف:44]، (وإنه) أي: القرآن شرف لك يا محمد! وشرف للعرب والمسلمين، شرف للعرب لأنه نزل بلغتهم، وشرف للمسلمين لأنهم آمنوا به، واهتدوا بهدايته، وساروا على طريقته.
وخص الذكر بالأحكام من الحلال والحرام، خصه من البيان والتعريف ونشر الحقائق، وكل ذلك في القرآن.
وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ [ص:1] أي: ذي الشرف الذي شرف به كل مؤمن بتلاوته وبالحلال والحرام وبالعلم وبالأخلاق وبالنور، كل هذه المعاني يشملها ذلك.
والقرآن كتاب الله المبتدأ بالحمد لله رب العالمين فالله يقسم به، والقسم بالقرآن شرع، فالقسم يكون بالله أو بصفة من صفاته أو بكلامه أو بنعت من نعوته، كل ذلك يدخل في قول النبي عليه الصلاة والسلام: (من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت).
بل: حرف إضراب، وهو صرف الكلام الماضي واعتماد كلام آت، أي: دعك من كفر الكافرين وشرك المشركين، وكوننا أقسمنا على صدق نبينا فهذا حق لا مرية فيه، ولكن مع هذا بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ [ص:2] فالكفار هؤلاء الذي أوحى لهم بهذا الوحي الشيطاني في تكذيب الرسالة المحمدية والكتاب المنزل عليه هو كفرهم وشركهم ووثنيتهم وما هم عليه من عزة، والعزة هنا: تكبرهم، واعتزازهم بأنفسهم، وتعاظمهم على الله ورسوله.
(وشقاق) أي: شاقوا الرسول وعصوه وخالفوه، فكان النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون في شق، إذ انشقوا عليه، وخرجوا عن طريق المؤمنين إلى طريق الكافرين، فخرجوا عن طريق المصدقين إلى طريق المكذبين، بل علة هؤلاء كفرهم وتكبرهم وعصيانهم ومخالفتهم، وشقاقهم على رسول الله ورسالته، فليس الأمر أمر دليل أو برهان، أو وحي أو كتاب، ولكنهم في أنفسهم لم يعجبهم إلا الكفر، ولم يؤمنوا إلا بسلطانه، فابتعدوا عن حزب الله، وكانوا من أحزاب الشيطان.
هؤلاء الذين تعاظموا واعتزوا بأنفسهم، وكذبوا كتاب الله، ورسول الله صلى الله عليه وسلم، ألم يفكروا كم مضت قبلهم من قرون وأجيال؟
و(كم) هنا للتكثير، أي: ما أكثر أولئك من القرون الماضية والأجيال السابقة ممن كانوا أعظم منهم حضارةً وقوة، وأعظم منهم إرادة وحكماً وسلطاناً أين هم؟
قال تعالى: فَنَادَوْا وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ [ص:3] عندما حل عليهم عذاب الله، وبلغت الروح الحلقوم، وأصبحوا تحت العذاب في الآخرة نادوا وتضرعوا ودعوا ربهم -وهيهات هيهات- قال تعالى: وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ [ص:3] أي: وليس الزمن زمن فرار، بل زمن ابتعاد عن عذاب الله وعقابه، وليس الوقت وقت إيمان، فقد سبق وقت الإيمان، وطولبوا بالإيمان وهم أحياء؛ ولذلك كان عليه الصلاة والسلام يحثنا على أن ننتهز حياتنا قبل موتنا، وشبابنا قبل شيخوختنا، وصحتنا قبل مرضنا، وفراغنا قبل شغلنا، ومن لم ينتهز ذلك ولم يستفد منه كان كمن حارب السيف فغلبه، فالوقت كالسيف من لم يقطعه قطعه، فعندما أصبحوا في النيران وفي غضب الله أخذوا ينادون ويضرعون: يا مالك! ادع لنا ربك، ولكن هيهات هيهات، ألم تأتكم رسل الله بحدود الله، ألم يأمروكم بأمر الله؟
قالوا: بلى، وما دعاء الظالمين إلا في ضلال، وهكذا دواليك، ضلوا وأضلوا، ولم ينفعهم ذلك، فليس الوقت وقت دعاء ولا وقت ضراعة، لقد فات الوقت، وانتهت الحياة، وبقي حساب الله وعقابه جل جلاله.
قال ابن عباس رضي الله عنه: منذ مدة وأنا أحاول تفسير قوله تعالى: وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ [ص:3] ما معنى: مناص؟ إلى أن تعلمتها من طفل بدوي من الذين لا يزالون يتكلمون على الفطرة بطبيعة لغتهم وهي العربية الفصحى، فوجد طفلاً يلعب عند جحر النمل، ويسور هذا الجحر، يرفع عليه سوراً من رمل، فتريد النملة أن تخرج فيرفع السور من الرمل أكثر، ويقول للنمل: لا مناص لا مناص، أي: لا مفر لا مفر، فقلت: وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ [ص:3] أي: ولات حين مفر، فكان ابن عباس يذكر هذا ويقول: تعلمت هذا عن طفل بدوي أعرابي.
والأمر كما قال عليه الصلاة والسلام: (الحكمة ضالة المؤمن فأنى وجدها فهو أحق بها)، وقيل: (تعلموا العلم ولو في الصين) كتبت كتاباً في حياة مالك ، وصدر منذ سنوات، وقلت فيه: إن أبا حنيفة قد روى عن مالك ، فإذا بكاتب في صحيفة ومجلة سعودية مشهورة كتب مقالاً وأقام الدنيا ولم يقعدها وقال: كيف يقول فلان بأن أبا حنيفة وهو أسن من مالك قد روى عن مالك ، وظن أن هذه مصيبة وبلية أصابت المسلمين، وكادت تسقط السماء وتخسف الأرض.
وقديماً قالوا: لا ينبل الرجل حتى يروي عمن هو فوقه ومن هو دونه ومن هو مثله، فكون أبي حنيفة روى عن مالك هذا لا ينقص مالكاً في شيء، ويبقى مكانه محفوظاً، وباب كبير في مصطلح الحديث عنوانه: باب رواية الأكابر عن الأصاغر، أي: الأكابر سناً وأحياناً الأكابر مقاماً، والنبي صلى الله عليه وسلم روى عن تميم الداري وهو على المنبر، وأين رسول الله من تميم ؟! وقف على المنبر وقال: حدثني تميم بقصة الجساسة وهي قصة طويلة، وقال تميم وقال تميم ، ولذلك علماؤنا ومحدثونا يبتدئون الأمثلة برواية الأكابر عن الأصاغر، وبرواية رسول الله عليه الصلاة والسلام عن تميم .
عندما رأيت الأمر وصل لهذا قلت: سيكون هناك شغب ولا فائدة، سيكون الجواب لا جواب، فلم أجب عليه، ولكن لم أفرغ في مناسبة لتصفح الكتاب مرة أخرى، فقد طبع ثلاث مرات.
فقوله: كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ [ص:3] أي: كم أهلك ربنا قبلهم، وكم للتكثير، فما أكثر من أهلك، وهم أعظم من قريش وأعظم من العرب قوة وملكاً وسلطاناً وغنىً وحضارة، ذهبوا وماتوا، ونتذكر أمثلة قد ملئ القرآن منها بالكثير الكثير، فهل ظن هؤلاء أنهم سيعجزوننا أن نؤدبهم أو أن ننتقم منهم ونعاقبهم.
وكونهم دعوا إلى الله وغرغروا بالموت فهيهات هيهات أن ينفعهم الإيمان في ذلك الوقت، إذ لا مناص ولا مفر من عذاب الله وعقوبته، وليس الوقت وقت إيمان، قد فات وقته.
وقالوا: هذا المنذر الذي أنذرهم وتوعدهم هو واحد منهم ومن بينهم، ليس بأكبرهم سناً، ولا بأغناهم مالاً، كما قالوا: لَوْلا نُزِّلَ هَذَا [الزخرف:31] على أحد من العظماء كما يتصورونه مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ [الزخرف:31] أي: من الطائف أو مكة، جاء محمد صلى الله عليه وسلم الوحي ولم يتجاوز أربعين سنة، وهم أبناء السبعين أو تجاوزوها، فاستكثروا على واحد منهم ليس بأسنهم ولا أغناهم.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر