إسلام ويب

تفسير سورة الدخان [8-16]للشيخ : المنتصر الكتاني

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لما نزل القرآن على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كفر به كفار قريش وتحدوه وعاندوه، فأنذرهم الله أن يرتقبوا عذاب الله وعقوبته بالدخان والقحط الذي لا يقدرون على رده، وقد حدث ذلك لقريش حتى استجارت برسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيأتي الدخان قرب قيام الساعة عذاباً على الكافرين.
    قال الله جل جلاله: لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ * بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ [الدخان:8-9].

    قوله جل جلاله: لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ [الدخان:8] جاء جواباً لشركهم وكفرهم، فهم مع اعترافهم بأن الله خالقهم وبأن الله ربهم ورازقهم اتخذوا معه شريكاً من ولد وصنم ووثن مما لم ينزل به سلطان ولم يأت به دليل من عقل أو نقل فيقول الله تعالى: لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ [الدخان:8] فلا إله في الكون معبود بحق إلا الله الواحد الذي لا ثاني له في صفاته ولا أسمائه ولا أفعاله، فهو الذي يحيي ويميت، وكل ما عداه أباطيل وأضاليل وأكاذيب، فالذين عبدوا من دونه لن ينفعوا أنفسهم أو يضروها، فضلاً عن أن ينفعوا غيرهم أو يضروه.

    قال تعالى: رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ [الدخان:8].

    فهو الله الواحد الذي هو رب الأولين من الآباء والأجداد ورب الآخرين من الأحفاد والأسباط، وهو رب الكل وخالق الكل، لا ثاني معه، وكل من يدعي سوى ذلك فقد ادعى الشرك والباطل، ولن يأتي على ذلك بسلطان بين.

    قال تعالى: بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ [الدخان:9].

    أي: بل هؤلاء الذين يشركون مع الله غيره يلعبون بأنفسهم ويلعبون بحياتهم لعب الأطفال؛ حيث لم يأتوا بما يفيدهم أو يصلحهم أو يكون حقاً أو يتفق مع أدلة العقل وأدلة الكتاب، فما أقوالهم إلا أكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088526413

    عدد مرات الحفظ

    777136275