إسلام ويب

من ثمرات الحكم بما أنزل اللهللشيخ : أحمد القطان

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن الله سبحانه وتعالى أنزل إلينا شريعة محكمة نتحاكم إليها ونعمل بمقتضاها ونعيش في ظلها في عزة وكرامة. ولكنَّ ركباً من الأمة الإسلامية تخلفوا عن شرع ربهم والتحاكم إليه واتبعوا أبناء القردة والخنازير في الدساتير الأرضية الوضعية، فكان جزاؤهم الذلة والعار والخسران، وفي هذه المادة يتحدث الشيخ عن تطبيق الشريعة الإسلامية، وكيف بدأت تنحيتها من الدول العربية والإسلامية، مذيلاً الموضوع بذكر ثمرات تطبيق الشريعة الإسلامية.
    الحمد لله الذي خلقنا من عدم، وأسبغ علينا وافر النعم، كبرنا من صغر، وقوانا من ضعف، وأطعمنا من جوع، وسقانا من ظمأ، وسترنا من عورة، وشفانا من مرض، وعلمنا من جهالة، وهدانا من ضلالة، وأمننا من خوف، وجمعنا من شتات، وحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان.

    اللهم لك الحمد بما خلقتنا ورزقتنا وكفيتنا وآويتنا، وهديتنا وعلمتنا وفرجت عنا.

    لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا في قديم أو حديث، أو سر أو علانية، أو خاصة أو عامة، أو شاهد أو غائب، أو حي أو ميت.

    لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد على الرضا، ولك الحمد على حمدنا إياك، لا نحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.

    وأصلي وأسلم على قدوتي وحبيبي وقرة عيني محمد بن عبد الله.

    أما بعد:

    أيها الأحباب الكرام: إني أحبكم في الله، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا الديوان، ديوان البُغَيْلي كبيت الأرقم بن أبي الأرقم ، الذي احتضن المسلمين في مكة في عهد الدعوة الأول، وأن يجعل بيوتنا كذلك، آمين، برحمتك يا أرحم الراحمين.

    اللهم اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً، ولا تجعل من بيننا شقياً ولا محروماً، اشف مرضانا ومرضى المسلمين، وارحم موتانا وموتى المسلمين، نسألك اللهم العافية في الجسد، والإصلاح في الولد، والأمن في البلد، برحمتك يا أرحم الراحمين.

    اللهم من أراد بنا وببلدنا هذا وسائر المسلمين سوءاً فأشغله في نفسه، ومن كادنا فكده، واجعل تدبيره تدميره.

    اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام، واحفظنا بركنك الذي لا يُرام، وارحمنا بقدرتك علينا، ولا نهلك وأنت رجاؤنا، يا أرحم الراحمين.

    اللهم اجعلنا في ضمانك وأمانك وبرك وإحسانك.

    اللهم أصلح أولادنا وبناتنا وأرحامنا.

    اللهم من كان في هذا المجلس من المسلمين على حق فثبته وزده، ومن كان منهم على باطل وهو يظن أنه على الحق فرده إلى الحق رداً جميلاً، إنك على ذلك قدير، برحمتك يا أرحم الراحمين.

    أيها الأحباب الكرام: أبدأ حديثي بقصة وقعت في المدينة المنورة - على ساكنها الصلاة والسلام - يرويها لي شيخي عبد المنعم أبو زنط، يقول:

    كنتُ أدرس في المدينة المنورة منذ سنوات بعيدة، فأصاب المدينة قحط، جفت السماء، وهلك الزرع، وجف الضرع، وأصبح الناس في ضنك عظيم، فخرج الناس يستغيثون فلا يستجيب المغيث، فقام شيخ من أهل العلم والصلاح، قال: ما أظن أن الذي أصابنا إلا بتعطيل حدٍ من حدود الله، فاذهبوا إلى ولاة الأمر وابحثوا معهم هذا الأمر، فلعل هناك أمراً أغضب الجبار، فذهبوا إلى ولاة الأمر، وطرحوا عليهم هذا، قالوا: هناك رجل من الأشراف لم يُنَفَّذ فيه القصاص، ولا تزال قضيتُه تُتَداوَل عند القضاء، وقد أخروه، فقال لهم: أما سمعتم حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد)؟ عند ذلك قدموا هذا المجرم للعدالة، وأقاموا عليه حد القصاص، وما إن نُفِّذ فيه حد الله حتى سار السحاب من كل جانب، وجاءتهم الأمطار في نفس لحظة تنفيذ القصاص، وسار السحاب من كل مكان؛ فكانت آية من آيات الله، شهدها رجل فاضل من شيوخ العلم، أخبرني بنفسه بما شاهد.

    وهذا الحدث له أصل من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: (لئن يُقَام حد من حدود الله في الأرض، خير من أن يُمطر الناس ستين عاماً) نعم؛ لأن المطر ينـزله الله على من يحب وعلى من لا يحب، فهذه ديار الإنجليز، وديار الأمريكان، الأمطار طول السنة تنـزل عليهم، لكن يبغضهم ولا يحبهم، أعطاهم الدنيا وحرمهم الآخرة؛ لأن الدنيا يعطيها من يحب ومن لا يحب، والآخرة لا يعطيها إلا من يحب، فجعل جنتهم في دنياهم، وأدب المسلمين، بالقحط والفتن والمحن حتى يعودوا إلى الله ويرجعوا إليه، كما قال سبحانه: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الروم:41] أي: لعلهم يرجعون إلى الله رب العالمين.

    والله يؤدب من يشاء من عباده، ويذكرهم وينبههم ويعلمهم؛ حتى يعودوا إليه، فإذا أقبلوا عليه شبراً أقبل عليهم ذراعاً، وإذا جاءوه يمشون جاءهم هرولة، نعم فالخير ما يختاره الله، لا خير إلا خيره، ولا طير إلا طيره، ولا إله إلا هو.

    وهذه القصة في الحقيقة هي منطلق حديثي حول ثمرات تطبيق الشريعة الإسلامية.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088518473

    عدد مرات الحفظ

    777079965