إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين.
أما بعد:
سيكون حديثنا في هذه الليلة بإذن الله تعالى عن فرقة الشيعة، وفرقة الشيعة من أكبر الفرق المنتسبة إلى الإسلام، وفرقة الشيعة في الحقيقة هي مجموعة فرق وليست فرقة واحدة كما سيتبين لنا بإذن الله تعالى.
وقد سبق أن تحدثنا عند كلامنا عن نشأة الفرق عموماً أنه لما وقعت الفتنة الأولى وهي التي قتل فيها عثمان بن عفان رضي الله عنه، أن هذه الفتنة كانت بقدر الله عز وجل أولاً، وكان هناك من يدبر لها ويخطط لها من أعداء الإسلام، وقد ذكرنا أن عبد الله بن وهب بن سبأ الذي يكنى بـابن السوداء -وهو رجل يهودي من أهل اليمن- أعلن دخوله في الإسلام، ثم دخل المدينة، ثم انتقل بعد ذلك إلى العراق وإلى بلاد الشام وإلى مصر، وأصبح يروج بدعته لا سيما عند ضعاف الإيمان، وعند من حطم الإسلام أديانهم وممالكهم، فبدأ يروج لأخطاء عثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم بعد ذلك حصلت الفتنة بقتل عثمان ، وكانت هذه الفتنة على يد مجموعة من الغوغائيين، والحقيقة أنهم كانوا أصنافاً ولم يكونوا صنفاً واحداً، فبعضهم جهال أعراب أجلاف غلاظ الأكباد، فليس عندهم احترام لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولا يرجون لله وقاراً، وهؤلاء استُغلوا في هذه الفتنة من قبل أعداء الإسلام.
والقسم الثاني: هم أعداء الإسلام من اليهود والنصارى والفرس وغيرهم من الأديان التي دك الإسلام معاقلها، وظهرت هذه المؤامرة التي يحيكها هؤلاء الأعداء جميعاً في بداية الدولة الإسلامية النشطة الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر التي في فترة وجيزة استطاعت أن تحطم دولاً، وأن تقيم مكانها دولاً أخرى.
فظهرت هذه في مقتل عمر بن الخطاب قبل عثمان بن عفان ، فقد ثبت تاريخياً أن مقتل عمر كان بتدبير من المجوس، والذي نفذها هو أبو لؤلؤة المجوسي ، وقد شارك في ذلك الهرمزان الفارسي المجوسي أيضاً، وجفينة النصراني ، وهذا أمر معروف تاريخياً، ونفذ ذلك على يد أبي لؤلؤة المجوسي الذي قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه بسكينه.
ثم عادت الفتنة، وعاد أعداء الإسلام مرة أخرى، وقام عبد الله بن سبأ وجمع له أتباعاً، وكانت لهم مجموعة من الملاحظات التي بعضها كذب محض، وبعضها عمل صحيح قام به عثمان بن عفان رضي الله عنه، وبعضها موطن اجتهاد من عثمان رضي الله عنه يعذر فيه، وهو ما بين أجرين أو أجر.
والمهم أنه لما قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه اختلفت الأمة، واختلف الناس وحصلت الفتنة الثانية، واستغل أعداء الإسلام الذين اندسوا في صفوف المسلمين هذه الفتنة الثانية؛ لترويج الأفكار والآراء الباطلة والعقائد المضلة، فعندما ظهر الخوارج وانحازوا إلى النهروان، وحصلت المعركة الكبيرة في النهروان، وقتل الخوارج جميعاً تقريباً، كان هذا مبرراً لهؤلاء الأعداء الذين اندسوا في الصفوف أن يظهروا عقائد أخرى مضادة لعقيدة الخوارج، واستغلوا هذه الفرصة فقام عبد الله بن سبأ وأظهر عقيدة التشيع، وسميت السبئية نسبة إليه، فأظهر أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو أفضل الصحابة على الإطلاق، وأن النبي صلى الله عليه وسلم نص على أنه إمام بعده، وأن الإمامة في ذريته وأنهم هم أحق بها.
ثم لما قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه على يد الخوارج قال: إنه لم يقتل، وسيعود مرة أخرى كما سيعود عيسى بن مريم عليه السلام، ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً من قبل، بل إنه وصل إلى أن قال: إن علي بن أبي طالب هو الإله، وألّه علي بن أبي طالب .
وكما تلاحظون أن هذه الفكرة قدح لحقيقة الإسلام، فعندما يقال عن رجل من الرجال: إنه إله دفعة واحدة فلا شك أنه قدح لحقيقة الإسلام، هذا من جهة.
ومن جهة أخرى يدل هذا على أن هذه الفكرة ليست حماساً عادياً وإنما وراء الأكمة ما وراءها، يعني: لا يمكن أن يحصل في الوضع العادي وفي الوضع الطبيعي أن يأتي أشخاص مثلاً فيغلون في شخص مباشرة ودفعة واحدة حتى يوصلونه إلى الألوهية، لكن هذا يدل على أن هناك مخططاً مستوراً، وأن هناك فكرة يراد إظهارها فأظهرها عبد الله بن سبأ ، فظهرت هذه الفكرة فتفاجأ الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً بهذه الفكرة الغريبة التي ألهت علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقام علي بن أبي طالب وطلب عبد الله بن سبأ لكنه لم يستطع أن يدركه؛ لأنه هرب، وبدأ يخد الأخاديد، ويحفر الحفر، ويوقدها بالنار، وهو يقول:
لما رأيت الأمر أمراً منكراً أججت ناري ودعوت قنبرا
فأصبح يلقيهم في النار، فأصبح هذا فتنة لبعضهم وقالوا: إنه لا يعذب بالنار إلا الله، إذاً فأنت الله حقيقة، وأصبحوا يرددون هذه الأفكار.
فهذه الأفكار كما تلاحظون من ناحية الحجم العقائدي كبيرة جداً؛ لأنها فيها تأليه لشخص، ومن ناحية الوضع التاريخي العادي لا يمكن أن يقفز هذا الوضع التاريخي إلى التأليه مباشرة، وهذا يدلنا دلالة واضحة على أن هناك مؤامرة وأن هناك مخططاً، وأن هذا المخطط مرسوم؛ ولهذا ظهرت بعد هذه العقيدة عقائد تشابهها وقريبة منها يتضح لكل من قرأ عقائد هؤلاء أنه ليس الهدف عند هؤلاء هو أنهم أخطئوا، أو أنهم يريدون الوصول إلى عقيدة صحيحة، لا أبداًً، فالذي يقرأ تاريخ هؤلاء يجزم ويكون عنده يقين أن هؤلاء لهم هدف واحد وهو تحطيم عقائد الآخرين فقط، ولهذا سيأتي معنا الحديث عن الإسماعيلية وأنهم يأتون بعظائم غريبة عن التصور الإسلامي، ففي الوقت الذي ينتسبون فيه إلى الإسلام فإنهم يؤلهون الأشخاص، ويدعون النبوة، وينكرون البعث، ويقولون: إنه ليس هناك بعث، ويأتون بعقائد الأمم الأخرى الضالة ويدخلونها في الإسلام، وهي عقائد أصلاً معروفة أنها كانت لأمم أخرى، فيدخلونها في الإسلام، وهذا يدلك على أن هناك مؤامرة من أعداء الإسلام مكونة من اليهود ومن النصارى ومن المجوس بالذات، والسبب في كون المجوس أصبحوا أعداء للمسلمين هو أن المسلمين حطموا ملكهم في زمن يسير، وهذا استجابة لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أرسل كتبه في زمن الصلح بينه وبين كفار قريش في صلح الحديبية، أرسل كتاباً إلى كسرى وكان متغطرساً متكبراً فمزق الكتاب، فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (اللهم مزق ملكه)، وفعلاً مزق ملكه في زمن محدود في خمس عشرة سنة أو عشرين سنة تقريباً، فمزق ملكه تماماً، وأما الروم فتعلمون أنهم فتنة لهذه الأمة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن فارس نطحة أو نطحتان ثم يهلكها الله عز وجل، وأما الروم فهي ذات القرون، فكلما هلك منهم قرن نبت قرن آخر) يعني: يقاتلون المسلمين، فكلما هلك منهم مجموعة ظهرت مجموعة، والواقع يصدق هذا لمن تأمله وظهر عنده.
والشاهد هو: أن عبد الله بن سبأ عندما دعا إلى هذه العقائد، ثم بعد فترة ظهرت طائفة سموا أنفسهم الشيعة.
وكما قلت: فإن أصول هذه العقائد مأخوذة من السبئية أتباع عبد الله بن سبأ ، وبعض الشيعة المعاصرين ينكر وجوده، ويقول: إنه خرافة، وإنه لا يوجد هناك رجل يقال له عبد الله بن سبأ ، ولا شك أن هذا باطل.
وأيضاً ممن ينكر وجود عبد الله بن سبأ طه حسين في كتابه الفتنة الكبرى، وفي كتاب عثمان بن عفان وفي كتاب علي وبنوه، فإنه أنكر وجود عبد الله بن سبأ ، لكن الحقائق التاريخية تثبت وجود هذا الرجل وتثبت المؤامرة التي قام بها، وقد كان أئمة الشيعة الأوائل يثبتون وجود عبد الله بن سبأ ، وقد ثبت في النصوص التاريخية بما لا يدع مجالاً للشك، ويمكن لمن أراد التوسع في هذه المسألة أن يراجع رسالة (عبد الله بن سبأ وأثره في أحداث الفتنة في صدر الإسلام) للدكتور سليمان بن حمد العودة ، وهي رسالة ماجستير في التاريخ الإسلامي في جامعة الإمام طبعت قبل سنوات.
الطائفة الأولى: هم الإمامية، ويسمون: بالإثني عشرية.
والطائفة الثانية: الزيدية.
والطائفة الثالثة: الباطنية، وهم غلاة الشيعة.
الإمام الأول: هو علي بن أبي طالب ، والإمام الثاني: هو الحسن بن علي ، والإمام الثالث هو: الحسين بن علي ، والإمام الرابع هو: علي بن الحسين زين العابدين ، والإمام الخامس: هو محمد بن علي ، ويلقبونه بـالباقر ، والإمام السادس: هو جعفر بن محمد ، ويلقبونه بـالصادق ، وهو مشهور بـجعفر الصادق ، والإمام السابع: هو موسى بن جعفر ، ويلقبونه بـالكاظم ، والإمام الثامن: هو علي بن موسى ، ويلقبونه بـالرضا ، والإمام التاسع: هو محمد بن علي ، ويلقبونه بـالجواد ، والإمام العاشر: هو علي بن محمد ، ويلقبونه بـالهادي ، والإمام الحادي عشر: هو الحسن بن علي ، ويلقبونه بـالعسكري ، والإمام الثاني عشر: هو محمد بن الحسن ، وهذا ما سيأتي الحديث عنه، وهو الذي يلقبونه بالمهدي.
فانتسبوا إلى هؤلاء الأئمة فسموا بالإمامية الإثني عشرية، وسموا الاثني عشرية لأنهم ينتسبون إلى اثني عشر إمام، ثم يأتي بعد ذلك المهدي وهو محمد بن الحسن في آخر الزمان، ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً من قبل، كما سيأتي بيانه بإذن الله.
ويسمون أيضاً الجعفرية، وسبب التسمية هو أنهم ينتسبون إلى جعفر الصادق ، فإن الشيعة جميعاً ما عدا الزيدية اتفقوا على إمامة الأئمة الذين سبق ذكر أسمائهم إلى جعفر الصادق ، ثم اختلفوا إلى طائفتين:
الطائفة الأولى: هي الإسماعيلية، والطائفة الثانية: هي التي انتسبت إلى موسى الكاظم ؛ ولهذا يسمون الموسوية، وسننقل بعض حكاياتهم وننقد ما يكون كذباً.
فلما وصلت الإمامة عندهم إلى جعفر الصادق قال الاثنا عشرية الإمامية: إن له ابناً يسمى إسماعيل ، لكن هذا الابن الذي يسمى إسماعيل كان ابناً فاجراً فاسقاً يتتبع النساء، ويشرب الخمور.
وقال بعضهم: إنه كان من الغلاة الذين خالفوا منهج آبائه، فتركه وجعل الإمامة في موسى ، فكذبهم طائفة أخرى فانقسموا إلى طائفتين: طائفة انتسبت إلى إسماعيل وسموا الإسماعيلية، وطائفة انتسبت إلى موسى الكاظم ويعتبرون أنفسهم الأصل، وسموا أنفسهم الموسوية أو الجعفرية أو الإثني عشرية أو الإمامية كما سبق أن أشرنا إلى ذلك.
وسيأتي معنا عند الحديث عن الإسماعيلية أن فكرة الإسماعيلية دجل، وأنها مخطط رهيب أراد أعداء الإسلام أن ينفذوه إلى هذه الأمة، وبالفعل نفذ عند كثير من الحمقى والمغفلين من أبناء هذه الأمة، وتورطوا في الكفر البواح كما سيأتي بيانه.
ونستمر في الحديث عن الإمامية الإثني عشرية: لما وصل الحال عندهم إلى الحسن بن علي العسكري المتوفى سنة مائتين وستين.
يقول الطبري رحمه الله وغيره من المؤرخين: إن الحسن العسكري توفي ولم يعقب -ليس له ابن- فلما مات ولم يعقب تورط هؤلاء الشيعة في عدم وجود إمام من نسل الأئمة هؤلاء، فكان أن زعموا أن له ابناً يسمى محمد ، وأنه دخل في سرداب، وأنه لن يعود إلا في آخر الزمان، ولا يعلم بعودته إلا الله، وسيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، قيل لهم: وإذا دخل الابن في السرداب فسيموت، قالوا: لا، لا يموت وإنما سيخرج في آخر الزمان، قالوا: والدليل على ذلك أنه أخبر عنه الأئمة، وسيأتي الكلام عن نظرتهم للأئمة وكيف يتعاملون معه، والحقيقة أن هؤلاء بسبب موت الحسن العسكري ولم يعقب تورطوا، فإما أن يبطلوا نظريتهم في الإمامة بالكلية، وهذا فيه إبطال لعقيدتهم بالمرة، وهذا لا يريدونه، وإما أن يكذبوا بهذه الكذبة ويعلقوا الناس بأمر غير معلوم، وحينئذ لو استمرت هذه العقيدة مئات السنين،فسيقولون: إلى الآن لم يخرج، وإذا استمر مائة سنة فسيقولون: إلى الآن لم يخرج، -أو إلى ألف سنة فسيقولون: إلى الآن لم يخرج، أو إلى عشرين ألف سنة فسيقولون: إلى الآن لم يخرج؛ لأنه معلق بشيء غير معلوم، وبهذه الطريقة استطاع هؤلاء الدهاة أن يتخلصوا من هذه المشكلة، لكن الحمقى والمغفلين لا يدققون في هذه الأشياء، وأصحاب التنظير الذين يأتون بهذه الأفكار هم أصحاب عقائد مقننة، وأصحاب دهاء سياسي كما يظهر من أعمالهم وتصرفاتهم.
واحتجوا بأدلة وكثير منها كذب ودجل، وبعضها عمومات، وبعضها أحاديث موضوعة ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه منهاج السنة النبوية في نقض الشيعة القدرية، ومن ذلك مثلاً أنهم يقولون: إن النبي صلى الله عليه وسلم أدخل علياً وفاطمة والحسن والحسين معه في كساء واحد ودعا لهم جميعاً، واعتبروا أن حديث الكساء هذا كافياً في كون النبي صلى الله عليه وسلم جعل الإمامة في علي وفي أبنائه، وهذا باطل؛ لأنه ممن دخل معهم في الكساء فاطمة رضي الله عنها، وفاطمة امرأة، ومن المعلوم من الدين بالضرورة أن المرأة لا تتولى شئون المسلمين العامة، وهذا أمر مجمع عليه وهو أمر قطعي عند أهل السنة، ولم يحصل فيه الخلاف إلا عندما ظهر بعض المعاصرين الآن الذين انهزموا أمام الحضارة الغربية وقالوا: إنه يمكن للمرأة أن تكون حاكمة أو وزيرة أو قاضية في بلدان المسلمين.
واستدلوا أيضاً بأحاديث موضوعة مثل: (أنا مدينة العلم و
وهكذا في الأحاديث الموضوعة أو الأحاديث العامة التي في فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه مما لم يرد فيها النص على خلافة علي بن أبي طالب ، فبعضها أحاديث باطلة، ذكر الطبرسي في كتابه (مجمع البيان) في تفسيره لقول الله عز وجل: وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ [الشعراء:214] يقول: (إن النبي صلى الله عليه وسلم جمع قريشاً وقال: من يساعدني على هذا الأمر فيكون خليفتي ووزيري ووصيي من بعدي، فسكت القوم، فقام
وهم يقولون: إن الله عز وجل خلق الأئمة من نور، ويرون أن كلامهم معصوم، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أنزل الله عليه هذا الدين وضح لأصحابه بعض الدين الذي كانوا يحتاجون إليه، وأبقى البقية عند علي بن أبي طالب ، وعلي بن أبي طالب وضح ما يحتاجه الناس إليه في تلك الفترة، وهكذا ما زال الأئمة يوضحون هذا الأمر، فيرون أن كلام الأئمة نفسه معصوم، ولهذا يستدل عليه بعضهم بقوله تعالى: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم:3-4]، ويمكن مراجعة كتاب: (أصول الكافي) للكليني لمعرفة الروايات التي ساقوها في ذلك.
وسيأتي معنا أنهم لا يعترفون بالسنة النبوية، والشاهد أيها الإخوان! هو أن الشيعة لهم نظرة خاصة كما قلت في أئمتهم، وبعد أن توفي الحسن العسكري قالوا: إن محمد المهدي دخل في سرداب في سامراء ولا يخرج إلا بعد سنين طويلة، قالوا: فماذا يعمل إذاً الشيعة في هذه الفترة؟ فاختلفوا على طائفتين:
فطائفة قالت: نترك الجمعة، ونترك الجماعة، ونترك الجهاد والقتال، ونترك الأمور العامة مثل الاستسقاء وغير ذلك حتى يخرج المهدي وهو محمد المهدي في آخر الزمان، وقالوا: نترك كل شيء حتى يخرج المهدي في آخر الزمان.
وجاءت طائفة ثانية فقالوا: لا، هذا فيه تعطيل لأحكام الدين، فلا بد أن يكون هناك نائب عن هذا المهدي الذي دخل في السرداب وهو طفل صغير، ومن هو الذي يكون نائب عنه؟ قالوا: يمكن أن يكون الفقيه الشيعي نائب عنه.
ومن هنا ظهرت نظرية عند الشيعة تسمى: نظرية ولاية الفقيه، وهذه النظرية اختلفوا فيها، فانتصر لها جماعة من المتقدمين، وأبطلها كثير من المتأخرين، وممن انتصر لها الخميني الهالك الذي أسس دولة إيران كما هو معلوم، فانتصر لهذه الفكرة وألف كتاباً سماه (الحكومة الإسلامية)، وهو عبارة عن محاضرات كان يلقيها على طلاب العلوم الدينية في النجف، وكانت هذه المحاضرات محاضرات فيها النَفَس الثوري، وفيها النَفَس الذي يريد أن يصنع شيئاً ولا يريد البقاء، ويقول: كيف نسكت عن أمور المسلمين العامة؟ وكيف نترك الجهاد؟ وكيف نترك الجمع والجماعات؟.. وهكذا، مع أن المتقدمين من الشيعة كان السلف يسمونهم: الخشبية، ويقول السلف عنهم: قاتل الله الخشبية، لو كانوا من الحيوانات لكانوا حميراً، ولو كان من الطيور لكانوا رخماً، يعني: هم أخس شيء، فجنس الحيوانات أخسه الحمير، فلو كانوا منهم لكانوا حميراً، ولو كانوا من الطيور لكانوا رخماً، وهي أخس أنواع الطيور كما تعلمون.
إذاً: فولاية الفقيه أسس لها الخميني وخالفه بعض الشيعة، ومن منظري الشيعة الذين خالفوه: محمد جواد مغنية ، فله كتاب اسمه: (الخميني والحكومة الإسلامية)، فذكر انتقاداته وملاحظاته على هذه الفكرة، فالشاهد: هو أن فكرة الإمامة هي أكبر فكرة مسيطرة على العقل الشيعي الإثني عشري كما سبق أن أشرنا.
وقد يأتون إلى بعض الآيات مثلاً ويزيدون فيها كلمة مثلاً: علي وذويه، مثلاً يقولون: يقول الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ [المائدة:67]، (في علي وذريته) فيزيدون كلمة علي وذريته، وهكذا يأتون إلى مجموعة من الآيات ويزيدون فيها كلمة أو كلمتين ويقولون: إن هذه آيات حذفها الصحابة، قاتلهم الله.
وألف بعض علمائهم كتاب سماه: (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب)، ونقل نماذج من هذه التحريفات، وكتبهم مشهورة تذكر هذه الآيات التي يزعمون أن الصحابة لم يذكروها، والحقيقة أن الخلاف مع الشيعة في موضوع مصدر التلقي أكبر من كونهم يخالفوننا في بعض الآيات، فهم يقولون: إن عندهم قرآناً هو ثلاثة أضعاف قرآننا هذا، وليس فيه من قرآننا حرف واحد، ويعتقدون أنه منزل من عند الله عز وجل، ويروون أن فاطمة رضي الله عنها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم تأثرت تأثراً كبيراً، فكان جبريل ينزل عليها من السماء ويسليها عن والدها، وكان علي بن أبي طالب يكتب ذلك كله، فاجتمع قرآناً كبيراً سموه: مصحف فاطمة .
وأيضاً يقولون: إن علي بن أبي طالب خصه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب سموه الجفر، ورسالة سموها الجامعة، والجفر معروف وهو أنثى التيس، وكانت جلود الجفار يكتبون عليها، فيقولون: إنه خصه بكتاب، ويبدو أن هذه الدعوة دعوة قديمة من زمن علي بن أبي طالب ؛ ولهذا سئل علي بن أبي طالب كما ثبت في الصحيح: هل عندكم شيء غير كتاب الله؟ فقال: لا والذي برأ الحبة ليس عندنا إلا فهم يفهمه الإنسان لكتاب الله، وما في هذه الصحيفة؟ فقيل له: وما في هذه الصحيفة؟ فقال: فيها العقل، وفكاك الأسرى، وألا يقتل مسلم بكافر.
فيبدو أن هذه الفكرة وهي اختصاص علي بن أبي طالب بشيء غير بقية الصحابة موجودة من زمن عبد الله بن سبأ ، وعنه أخذ هؤلاء، فهؤلاء مصدرهم الأساسي دعوة عبد الله بن سبأ اليهودي.
وأما هم فإنهم لا يعتبرون صحيح البخاري كتاباً موثوقاً، ولا صحيح مسلم ، ولا السنن، ولا مسند الإمام أحمد ، وسيأتي معنا أنهم يكفرون جميع الصحابة إلا مجموعة بسيطة لا يصل عددهم إلى خمسة، وهم يسبون أبا هريرة وعائشة رضي الله عنها ويتهمونها بالزنا، فأثر هذا على منهجهم في السنة، فإنهم لا يحتجون إلا بالمرويات التي تروى عن آل البيت، ولهذا لو رجعتم إلى كتب الشيعة ككتاب (من لا يحضره الفقيه) مثلاً لـابن بابويه القمي ، أو كتاب (أصول الكافي) للكليني ، أو كتبهم الأخرى الكبيرة فستجدون أنهم يحتجون بمجاهيل غير معروفين، فيقولون: قال فلان: حدثني فلان عن فلان -يذكرون أسماء- حدثني عبد الله بن محمد قال: أخبرني أبو عبد الله جعفر الصادق أنه قال:...، فمن عبد الله بن محمد هذا؟ قالوا: هذا رجل صدوق، لكن من هو؟ ومتى ولد؟ ومتى توفي؟ وهل يعرفه الناس أو لا يعرفه الناس؟ وهل هو صادق أو غير صادق؟ فهذه أسئلة كثيرة جداً ليست لها إجابة، ولهذا اضطروا إلى تأليف كتب في الرجال على غرار الكتب الموجودة عند أهل السنة، فأهل السنة عندهم كتب في الرجال، لكن الكتب هذه التي في الرجال لم يؤلفها رجلان أو ثلاثة، بل هي أمور متواترة، ولهذا ينتقد بعضهم بعضاً الخطأ في تشكيل اسم الرجل، وفي بعض الأحيان يتفق اسم رجل مع اسم رجل آخر واسم أبيه واسم جده ولقبه والمدينة التي هو فيها، ومع ذلك يفرقون بينهما، وهذا أمر مشهور ومعروف عند أهل السنة.
وأما هؤلاء فقد صنفوا كتاب (رجال الكشي) و(رجال النجاشي)، وتعريفهم غير موثوق؛ لأنهم أصلاً ليسوا أهلاً للصدق، وأسماؤهم ليست معروفة، ولهذا يعتمدون في الغالب على روايات المجاهيل، وليس عندهم منهاج دقيق في التوثيق.
ومن هنا تلاحظون أن مصادرهم غير مصادر أهل السنة، وأن منهجهم غير منهج أهل السنة، وأن أدلتهم غير أدلة أهل السنة، ولكنهم انتسبوا إلى الإسلام انتساباً، فالإسلام الذي بدأ في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وسار عليه الصحابة والتابعون والأمم التي بعدهم من الصالحين الأخيار غير دين الشيعة، فهؤلاء لهم دين آخر، وألصقوا أنفسهم بهؤلاء إلصاقاً فقط.
وقد ثبت تاريخياً أن هؤلاء يتعاونون مع اليهود والنصارى وغيرهم من الوثنيين ضد أهل السنة والجماعة، وسيتضح ذلك أكثر في الإسماعيلية.
ومما يمكن أن يذكر في هذا الجانب هو أنهم في بداية أمرهم كانوا مشبهة كما أن اليهود مشبهة، وأنتم لو رجعتم للتوراة لوجدتم التشبيه ظاهر عند اليهود، وهذه من تحريفاتهم بلا شك، وليست من كلام الله، فهم يقولون: إن آدم عليه السلام عندما أكل من الشجرة اختبأ في مكان من الأمكنة، ثم نزل الرب يبحث عنه في الجنة ويقول: يا آدم اخرج فإنك إن خرجت فلن أضرك أو بهذا المعنى، ثم خرج آدم فأنزله إلى الأرض.
وهكذا في الروايات التي يشبهون الله عز وجل بخلقه، ويقولون مثلاً: إن يعقوب صارع الإله في الليل وكسر حقوه، وأنه قبل أن يخرج الصباح باركه الرب وقال: دعني أصعد إلى السماء حتى لا يراني المخلوقون.
وغيرها من القصص التي تثبت التشبيه عند هؤلاء، ثم صار الشيعة بعد ذلك إلى مذهب الاعتزال، وانتقلوا من مذهب التشبيه إلى مذهب الاعتزال، فهم في بداية الأمر لم يكن عندهم طريقة في الحجاج والمناقشة، فاستعاروا منهج المعتزلة وأخذوه وتبنوه عقيدة، ولو رجعتم مثلاً إلى كتاب من كتب الشيعة وهو كتاب (التوحيد) لـابن بابويه القمي لوجدتم التطابق الكامل بين عقيدتهم وعقيدة المعتزلة، فتجد ابن بابويه القمي يقول: الصفات هي الذات، وينكر رؤية الله عز وجل، ويقول: القرآن مخلوق، وينفي الصفات الخبرية والصفات الاختيارية، ويرد ذلك إلى نفي الحدوث عن الله عز وجل، ويستدل بدليل الحدوث على وجود الرب سبحانه وتعالى، فهم استعاروا نفس منهج المعتزلة، ومزجوه في مصنفات، واعتنقوه منهجاً بعد ذلك.
ويقول: محمد علوي المالكي في كتابه (مفاهيم يجب أن تصحح): ولا يكفر المستغيث بغير الله ما لم ينسب الخلق والإيجاد لغير الله سبحانه وتعالى.
إذاً فهم يتفقون في تعريف التوحيد وهو أنه توحيد الربوبية، ويتفقون في تعريف الشرك وأنه: هو الإشراك مع الله في الخلق والرزق والتدبير، وأما طلب الشفاعة من غير الله، والاستغاثة بغير الله، والطواف بالقبور، والذبح لها، فجميع الطائفتين من الشيعة ومن الصوفية يتفقون على أنها مباحة ولا شيء فيها؛ ولهذا عظم الشيعة القبور تعظيماً كبيراً.
يقول أحد المؤرخين منهم في كتاب له عن تاريخ الشيعة أراد أن يذكر عزة الإسلام فقال: إذا دخلت بلد من بلدان المسلمين وجدت القبور مشيدة ووجدت الناس يزورون القبور، ويطوفون حولها، ويذبحون لها، ووجدت النذور ترمى على القبور وهي أموال كثيرة، وبدأ يصف الشرك ويعتبر هذا من عزة الإسلام والمسلمين، وإذا رجعت إلى كتاب (مصباح الأنام) لـعلوي الحداد الذي رد فيه على الشيخ محمد بن عبد الوهاب تجد أنه يقول: إن العامة ضعف يقينهم في الاستغاثة بغير الله؛ ولهذا يجب على العلماء أن يستغيثوا بغير الله حتى يقووا عقيدة العامة في الاستغاثة، فتجد أن العقيدة واحدة عند هؤلاء وعند هؤلاء.
فهم يرون أن الحج إلى كربلاء وإلى العتبات المقدسة أفضل من الحج إلى مكة بمليوني مرة، وذكروا روايات كثيرة فيها، ومن أكثر الأرقام التي وقفت عليها في كتاب (بحار الأنوار) للمجلسي هو أنهم قالوا في رواية يروونها عن جعفر الصادق -وهو بريء منها- يقولون: إنها أفضل من الحج إلى بيت الله الحرام بألفي ألف مرة، يعني: مليونين.
إن الشيعة دين كامل لا يمكن أن نختصر الحديث عنه في لقاء أو في نصف لقاء مثل الآن، فيمكن أن تراجعوا كتاب: (منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية) لـابن تيمية ، وقد اختصر مرتين، فاختُصر في زمن الشيخ نفسه اختصره الإمام الذهبي في كتاب سماه: (المنتقى من منهاج الاعتدال)؛ لأن كتاب ابن تيمية هذا له اسم آخر وهو (منهاج الاعتدال)، واختصره أيضاً الشيخ عبد الله الغنيمان في (مختصر منهاج السنة النبوية) في مجلدين.
ومن أفضل الكتب التي ألفت في الرد على الشيعة في العصر الحاضر كتاب: (أصول مذهب الشيعة) للدكتور ناصر القفاري ، وهو رسالة دكتوراه في ثلاثة مجلدات، وهو من أفضل الكتب، وأنا حسب اجتهادي أرى أنه لم يؤلف كتاب في الرد على الشيعة وبيان عقائدهم بعد كتاب شيخ الإسلام منهاج السنة مثل هذا الكتاب، فلم يؤلف أفضل منه، فقد رجع إلى عشرات الكتب التي قذفتها المطابع في هذه العصور، والتي كانت في عصور سابقة مستورة، فـشيخ الإسلام لأنه توفي في القرن الثامن لم يرجع إلى كتاب (الكافي) للكليني ، مع أن الكليني توفي في القرن الرابع؛ لأن كتبهم كانت سرية في بداية الأمر، لكن في زمن الدولة الصفوية وبعدها بدءوا يطبعونها وينشرونها، وخصوصاً مع كثرة المطابع في هذه الأيام.
وأيضاً هناك كتاب للشيخ ناصر القفاري بعنوان: (فكرة التقريب بين أهل السنة الشيعة) في مجلدين، وقد تحدث فيه عن هذه الفكرة ونقدها، وبين أصول الشيعة وأصول السنة، وبين أنه لا يمكن الاتفاق بين طائفتين مختلفتين تماماً بهذه الطريقة.
وأيضاً كتاب اسمه (بروتوكولات حكماء قم) للدكتور عبد الله الغفاري ، وهذا الكتاب بين خطط الشيعة التي يريدونها على الحرمين، وقال: إن هناك كتباً أخرى سنصدرها بعد ذلك.
فهذه من أفضل الكتب، ومنها أيضاً كتاب (مختصر التحفة الإثني عشرية)، وقد ترجمه الشيخ محمود شكري الألوسي ، وهو لـعبد العزيز الدهلوي رحمهما الله جميعاً.
وأيضاً كتاب الشيخ محب الدين الخطيب (الخطوط العريضة)، وهناك كتب متعددة في الشيعة، ومن الجانب الواقعي هناك كتاب وسلسلة: (وجاء دور المجوس)، الكتاب الأول هو: الأبعاد التاريخية والعقائدية والسياسية للثورة الإيرانية، والكتاب الثاني: (أمل والمخيمات الفلسطينية)، والكتاب الثالث: (أحوال السنة في إيران).
وبالفعل انتشروا في البلاد، فبعضهم ذهب إلى العراق، وبعضهم ذهب إلى المغرب، وبعضهم ذهب إلى اليمن، وبعضهم انتقل إلى شرق العالم الإسلامي.
وهكذا توزعوا وبدءوا يدعون إلى هذه العقيدة الباطلة، ومن أبرز عقائدهم الدعوة إلى تأليه علي بن أبي طالب ، وهم يدعون لأئمتهم النبوة والألوهية، ومن عقائدهم: إنكار البعث والنشور يوم القيامة، واستحلال المحرمات جميعاً، وترك الواجبات جميعاً، وهكذا.
وأضرب لكم مثالاً على هذا وهي دولة أسست في القرن الثالث تقريباً في اليمن، أسسها الحسن بن حوشب وعلي بن الفضل ، وهذان الرجلان من الزنادقة الكفار، ومن أصحاب العقائد الملوثة الذين يخترعون العقائد اختراعاً كما سيأتي معنا.
ذهب هذان الرجلان إلى اليمن، ذهب أحدهما إلى طرف اليمن والآخر إلى الطرف الآخر، وكلاهما أظهر منهج الإسماعيلية في الدعوة وهو مبني على قاعدتين:
القاعدة الأولى: قاعدة الستر في بداية الأمر، أي: الدعوة السرية في بداية الأمر.
القاعدة الثانية: الجهر بهذه العقائد، فأظهر الحسن بن حوشب وعلي بن الفضل التقوى والزهد حتى أحبهما الناس، وألبوا الناس وجمعوهم وأسسوا دولة في اليمن، فهذه الدولة التي في اليمن بعد أن أسست وقويت قام علي بن الفضل أمام الناس وادعى النبوة، واستحل المحرمات، ووقف خطيباً على المنبر وقال للناس:
خذي الدف يا هذه والعبي وغني هزاريك ثم اطربي
تولى نبي بني هاشم وهذا نبي بني يعرب
وكل نبي له شرعة وهذه شريعة هذا النبي
فقد حط عنا فروض الصلاة وحط الصيام فلم يتعب
إذا الناس صلوا فلا تنهضي وإن صوموا فكلي واشربي
ولا تمنعي نفسك المعرسين من الأقربين أو الأجنبي
فكيف حللت لذاك الغريب وصرت محرمة للأب
أليس الغراس لمن ربه ونماه في الزمن المجدب
إلى أن يقول في آخرها:
فحييتَ من مذهب.
الشاهد: أنه بدأ يظهر أن ترك هذا الدين هو الدين الصحيح، فهذه صورة لا يصدقها أحد أن ينتسب رجل إلى الإسلام ثم يأتي بهذه الطوام: ادعاء الألوهية والنبوة، مرة لنفسه ومرة لغيره، ويدعو الناس إلى الزنا المفتوح حتى مع البنات والمحارم، ويدعو إلى ترك الدين بالكلية بهذه الطريقة، وهذا يدل على أن هذه الدعوة دعوة وراءها أعداء الإسلام من اليهود والنصارى والمجوس، وأنهم وضعوا على أنفسهم عباءة الدين في بداية الأمر حتى يتقبل الناس آراءهم.
وتكونت في المغرب وفي مصر دولة سمت نفسها الدولة الفاطمية، وقد تأسست على يد عبيد الله بن ميمون بن ديصان القداح ، وميمون القداح هذا تقمص شخصية إسماعيل بن جعفر ، وهو مولى عند جعفر فتقمص شخصية إسماعيل وزعم أنه إسماعيل ، وابنه تقمص شخصية محمد بن إسماعيل ، وهم أشخاص لهم أسماء مختلفة، فكذبوا على الناس وتقمصوا شخصيات جديدة؛ حتى تروج دعايتهم، فقام عبيد الله المهدي هذا الذي يسمي نفسه محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق بتكوين دولة في المغرب، ثم تقدم بقائده جوهر الصقلي ، وجوهر الصقلي هذا كثير من الناس يطنطن حوله وهو قائد قواد هؤلاء الملاحدة، ودخل مصر وأسس مدينة القاهرة، وبنى الأزهر من أجل أن يكون مكاناً لنشر عقيدة الإسماعيلية في العالم، وكان بعض حكام هؤلاء كـالحاكم بأمره مثلاً يدعي الألوهية، فإذا أنكر عليه الناس قال: كذب الناقل لكم، أنا لم أدعها، وكان رجلاً به شذوذ غريب، حتى في الأشياء الشخصية، فتارة يطلق شعره حتى يمتلئ شعره، وتارة يحلق شعره حتى حواجبه ورموش عينيه، ومرة من المرات يأمر الناس بأن يناموا في الصباح، ويطلق العسس في الصباح، وأي شخص يجدونه يمشي في ساعة متأخرة من الصباح يسجن، ويجعل الناس يعملون في الليل، وغضب على النساء فمنعهن من الخروج من البيت سبع سنين، ونهى النساء أن ينتعلن، وغيرها من الأشياء الغريبة الشاذة التي تدل على أن هؤلاء ليسوا أناساً طبيعيين، وإنما هم أصحاب عقائد فاسدة، وهم يهود أو أتباع يهود، وقد ربوا الناس على هذه العقائد الفاسدة، وخلطوا عقائد الناس بعضها ببعض، فكل يوم يمكن أن يأتي لك بعقيدة، وكان هؤلاء الإسماعيليين في مصر يقولون: من لعن وسب فله دينار وإردب، يعني: من يلعن أبا بكر الصديق رضي الله عنه وعمر بن الخطاب فله دينار وإردب، وغير هذه من الشذوذات الغريبة التي ظهرت عندهم.
وهذا يدل على أنها غرست في قلوبهم العقائد إلى درجة أنهم كانوا يضحون بأنفسهم من أجل هذا الرجل، وهذا غير مستغرب، فمن الأديان الوثنية الموجودة في إفريقيا الآن وقديماً أنهم يقدمون سنوياً ضحية من البشر للشمس أو لأي إله من الآلهة الخرافية التي يدعونها، فيأتون برجل ويشقون صدره ويخرجون قلبه من مكانه، ويرمون به، وهو نفسه فرحان لهذا؛ لأنه سيكون قرباناً للإله، فهذا غير مستغرب أن يوجد من مثل هؤلاء.
وقد كتب عنهم كثير من أهل العلم منهم محمد الغماري في كتابه (الشوكاني مفسراً)، وكتب أيضاً عنهم الدكتور أحمد محمد جلي في كتابه: (دراسة عن الفرق في تاريخ المسلمين)، وهؤلاء يتوافقون مع المسلمين في الظاهر، يعني: هم يصلون ويصومون، وهؤلاء يصومون ويصلون لكنهم بعقائد باطنية، فيصلون ويعتقدون أن هذه الصلاة للإمام المستور الغائب عندهم، ويطوفون حول الكعبة ويعتقدون أن هذه الكعبة هي رمز للإمام الغائب وليست كعبة كما نعتقد نحن.
وهكذا غيرها من العقائد الفاسدة الضالة الموجودة عندهم، وهم من الباطنية وتبع لهم.
وكذلك الحال عند الأغخانية، فـالأغخان الثالث مثلاً كان رجلاً مثقفاً، وكان عنده معلومات ولغات متعددة، ومع هذا يطلب من قومه أن يعبدوه من دون الله سبحانه وتعالى، ويقول أحد الإسماعليين وهو محمد كامل حسين في كتاب له اسمه (طائفة الإسماعيلية) إنه التقى بـالأغخان ، وتوفي الأغخان في عام ألف وثلاثمائة وسبعة وسبعين، والأغخان الثالث له من خلفه وهو الآن يسمى كريم الحسيني .
فيقول: قلت له: أنت رجل عاقل ومثقف كيف تزعم أنك تخلق هؤلاء الخلق، وأنك تحييهم وتميتهم، وأنك إلههم من دون الله؟ فقال: في الهند عندنا يعبدون البقرة، وأنا خير من البقرة، يعني: كأنه لا بد أن يعبد إما إنسان أو بقرة بدل ما يعبد الناس رب العالمين سبحانه وتعالى.
فأما النصيرية فهم أتباع أبي شعيب محمد بن نصير ، وكان من الغلاة الذين يقولون: إن علياً إله، وهم ينشدون:
أشهد أن لا إله إلا حيدرة الأنزع البطين
ولا حجاب عليه إلا محمد الصادق الأمين
ولا طريق عليه إلا سلمان ذو القوة المتين
وأما الدرزية فأتباع هشتكين الدرزي ، وكان من موالي الحاكم بأمره ، أرسله إلى أهل وادي تيم الله بن ثعلبة ، فدعاهم إلى إلهية الحاكم ، ويسمونه: الباري العلام، ويحلفون به، وهم من الإسماعيلية القائلين: بأن محمد بن إسماعيل نسخ شريعة محمد بن عبد الله، وهم أعظم كفراً من الغالية، ويقولون: بقدم العالم -يعني: ينكرون وجود الإله الأول- وإنكار المعاد، وإنكار واجبات الإسلام ومحرماته، وهم من القرامطة الباطنية الذين هم أكفر من اليهود والنصارى ومشركي العرب، وغايتهم أن يكونوا فلاسفة على مذهب أرسطو وأمثاله، وأنتم تعلمون أن الفلاسفة وثنيون أو مجوس، وقولهم مركب من قول الفلاسفة والمجوس، ويظهرون التشيع نفاقاً.
ما تقول السادة العلماء أئمة الدين رضي الله عنهم أجمعين، وأعانهم على إظهار الحق المبين، وإخماد شغب المبطلين، في النصيرية القائلين: باستحلال الخمر، وتناسخ الأرواح، وقدم العالم، وإنكار البعث والنشور، والجنة والنار في غير الحياة الدنيا، وبأن الصلوات الخمس عبارة عن خمسة أسماء، وهي: علي وحسن وحسين ومحسن وفاطمة ، فذكر هذه الأسماء الخمسة على رأيهم يجزيهم عن الغسل من الجنابة، والوضوء، وبقية شروط الصلوات الخمس وواجباتها، وبأن الصيام عندهم عبارة عن اسم ثلاثين رجلاً واسم ثلاثين امرأة، ويعدونهم في كتبهم، ويضيق هذا الموضع عن إبرازهم، وبأن إلههم الذي خلق السموات والأرض هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فهو عندهم الإله في السماء والإمام في الأرض، فكانت الحكمة في ظهور اللاهوت بهذا الناسوت على رأيهم أن يؤنس خلقه وعبيده ليعلمهم كيف يعرفونه ويعبدونه؟
فهل يمكن لعاقل أن يقول: إن هؤلاء أناس جهلة انحرفوا، لا، فليسوا أناساً جهلة انحرفوا وأخطئوا مثل الخوارج، فالخوارج كانوا أناساً عندهم حماس، فكفروا الناس، وغلواً في الدين، وهذا أمر قد يكون طبيعياً من الناحية النفسية، وإن كان هو باطل وضلال وانحراف، لكن من الناحية النفسية يمكن أن توجد شخصيات من هذا النوع، لكن من الناحية النفسية هل يمكن أن يأتي إنسان إلى دين كامل ويحطم هذا الدين ويقوضه ثم ينتسب إليه، ثم يقول: أنا جاهل؟! لا، لا يمكن ذلك أبداً، فهؤلاء أشخاص منافقون، وهم أصحاب ديانات أخرى، وقد دخلوا في الإسلام حتى يحطموا هذه العقائد، والمشكلة ليست فيهم فهم كفار ولا يهمنا شأنهم، وإنما المشكلة هو أنه يوجد من المسلمين من ينتسب إليهم ويدافع عنهم، وبعض المسلمين الآخرين يرى أن خطرهم ضعيف، وأن القضية مضخمة أكثر من اللازم، وهذا لا شك أنه باطل يجب الحذر منه.
والسؤال طويل، فأجاب شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن تيمية : الحمد لله رب العالمين، هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود والنصارى.
والنصيرية في سوريا استغلهم الاستعمار الفرنسي وغير اسمهم؛ لأن اسم النصيرية اسم تقشعر منه جلود الناس؛ لأنه اسم تاريخي عقائده معروفة، وفتاوى أهل العلم فيه معروفة؛ ولهذا غيروا أسمائهم إلى العلويين.
يقول: أكفر من اليهود والنصارى، بل وأكفر من كثير من المشركين، وضررهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من ضرر الكفار المحاربين، مثل كفار التتار والفرنج وغيرهم؛ فإن هؤلاء-يعني النصيرية- يتظاهرون عند جهال المسلمين بالتشيع، ومولاة أهل البيت، وهم في الحقيقة لا يؤمنون بالله ولا برسوله ولا بكتابه، ولا بأمر ولا نهي، ولا ثواب ولا عقاب، ولا جنة ولا نار، ولا بأحد من المرسلين قبل محمد صلى الله عليه وسلم، ولا بملة من الملل السالفة، بل يأخذون كلام الله ورسوله المعروف عند علماء المسلمين ويتأولونه على أمور يفترونها، ويدعون أنها علم الباطن من جنس ما ذكر السائل، ويؤولون الصلوات الخمس بأسماء رجال، واللصيام كتم أسرار المشايخ عندهم، وكتم أسرار الفرقة، والحج: قصد المشايخ، وهكذا غيروا الدين تماماً وجعلوه رموزاً فقط.
يقول: فإنه ليس لهم حد محدود فيما يسمونه من الإلحاد في أسماء الله وصفاته وآياته، وتحريف كلام الله تعالى ورسوله عن مواضعه، إذ مقصودهم إنكار الإيمان وشرائع الإسلام بكل طريق، مع التظاهر بأن لهذه الأمور حقائق يعرفونها من جنس ما ذكر السائل، ومن جنس قولهم: إن الصلوات الخمس معرفة أسرارهم، والصيام المفروض كتمان أسرارهم، وحج البيت العتيق زيارة شيوخهم، وأن يدا أبي لهب هما أبو بكر وعمر ، وأن النبأ العظيم والإمام المبين هو علي بن أبي طالب .
ما يذكره ابن تيمية عن هؤلاء موجود في كتب الرافضة الإمامية الإثني عشرية، ويمكن مراجعة (بحار الأنوار)، وبعض كتب التفسير عندهم فستجد أنهم يقولون: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ [المسد:1] يعني: أبا بكر وعمر ، وهذا يدل على أن الرافضة في هذا العصر باطنية.
وأخذوا مرة الحجر الأسود يعني: في زمن القرامطة، إلى أن يقول: ومن المعلوم عندنا أن السواحل الشامية إنما استولى عليها النصارى..
وهذه فيه أن هؤلاء يتعاونون على مع اليهود والنصارى ضد المسلمين، فليس لهم عهد، وليس لهم ميثاق، وليس لهم أمان ولا ذمة.
ومن المعلوم عندنا أن السواحل الشامية -هذا في زمن ابن تيمية - إنما استولى عليها النصارى -يعني في زمن الحروب الصليبية- من جهتهم، وهم دائماً مع كل عدو للمسلمين، فهم مع النصارى على المسلمين، ومن أعظم المصائب عندهم فتح المسلمين للسواحل، وانقهار النصارى.
بل ومن أعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار، ومن أعظم أعيادهم إذا استولى -والعياذ بالله- النصارى على ثغور المسلمين، فإن ثغور المسلمين ما زالت بأيدي المسلمين، حتى جزيرة قبرص يسر الله فتحها عن قريب، وفتحها المسلمون في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، فتحها معاوية بن أبي سفيان إلى أثناء المائة الرابعة.
ثم ذكر تعاونهم مع اليهود والنصارى، ثم قال: ولهم ألقاب معروفة عند المسلمين، تارة يسمون الملاحدة، وتارة يسمون القرامطة، وتارة يسمون الباطنية، وتارة يسمون الإسماعيلية، وتارة يسمون النصيرية، وتارة يسمون الخرمية، وتارة يسمون المحمرة، وهذه الأسماء منها ما يعمهم ومنها ما يخص بعض أصنافهم، كما أن الإسلام والإيمان يعم المسلمين، ولبعضهم اسم يخصه إما لنسب، وإما لمذهب، وإما لبلد وإما لغير ذلك.
وشرح مقاصدهم يطول، وهم كما قال العلماء فيهم: ظاهر مذهبهم الرفض، وباطنه الكفر المحض. وهذه مقالة الغزالي رحمه الله في (فضائح الباطنية).
يقول: وحقيقة أمرهم أنهم لا يؤمنون بنبي من الأنبياء والمرسلين لا بنوح ولا إبراهيم ولا موسى، إلى أن يقول: وهم تارة يبنون قولهم على مذاهب الفلاسفة الطبيعيين أو الإلهيين، وتارة يبنونه على قول المجوس الذين يعبدون النور، ويضمون إلى ذلك الرفض، ويحتجون لذلك من كلام النبوات: إما بقول مكذوب ينقولونه كما ينقلون عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أول ما خلق الله العقل... إلى آخره ويمكن أن يراجع كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وهو موجود في المجلد (35)، من صفحة (120) إلى صفحة (162) من مجموع الفتاوى.
أسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع، والعمل الصالح.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
الجواب: كثير مع الأسف من الناس في فترة ماضية كانوا يظنون -لقلة العلم والبحث في هذا الموضوع- أن الخلاف بين أهل السنة وبين الشيعة هو خلاف فرعي في مسائل فرعية، لكن الحقائق التاريخية والعقائدية وكتبهم المنشورة الآن أثبتت أن الخلاف كما سبق في مصادر الإسلام الأساسية، وفي كثير من العقائد الأساسية التي ينبني عليها الكفر، فهم يخالفون كما قلنا في التوحيد، ويخالفون في الأسماء والصفات، ويخالفون في عصمة الأئمة، وفي منزلة الأئمة وإعطائهم حق التشريع، وفي موضوع الصحابة: فهم يكفرون غالب الصحابة، فكيف يقال بعد هذا: إن الخلاف بيننا وبينهم خلاف فرعي، وإنه مثل الخلاف بين الحنابلة والشافعية؟! فهناك فرق كبير جداً.
إذاً فالإنسان بعد البحث والتحري يدرك أن الخلاف عميق، وأنه لا التقاء مع الشيعة إلا في حالة واحدة، وهي إذا تركوا عقائدهم جميعاً ورموها ونقدوها وتبرءوا منها وتابوا إلى الله منها، فإنهم حينئذ ينظمون إلى أهل السنة والجماعة وحياهم الله.
وأما مع بقائهم على هذه العقائد فلا شك أنهم ليسوا على الإسلام الحقيقي، وأن من يؤمن بهذه العقائد وهو يعرفها كافر بالله رب العالمين؛ ولهذا فالقول الصحيح في مسألة حكم الشيعة أن نقول: إن مؤلفي كتب الشيعة وعلماءهم الذين يعتقدون صحة هذه المؤلفات كفار؛ لأن هذه العقائد التي يدعون إليها عقائد كفرية تخرج الإنسان عن الإسلام.
وأما العوام فبحسب ما يقوم في نفوسهم من العقائد، فإن اعتقدوا صحة هذه المعلومات في الجانب العلمي، أو قاموا بالطواف حول القبور أو الذبح لها أو نحو ذلك فإنهم يلحقون بهم، وإلا فإنهم بحسب العقيدة التي يعتقدونها.
هذا ما أرى في هذه المسألة، وأظن أن قضية دعوى أن الخلاف بيننا وبين الشيعة خلاف فرعي، وأنه اجتهادي، وأننا جميعاً مسلمون، ويجب أن نتعاون نحن والشيعة ضد الغرب ونحو ذلك أن هذه قضية اتضحت، فما هي الفائدة أن تتعاون مع عقيدة كفرية ضد عقيدة كفرية أخرى؟ وهل يصح أن تتعاون مع الغرب ضد الشيوعيين؟ لا يصح، فكل إنسان يعرف هذا، وكذلك لا يصح أن تتعاون مع الشيعة ضد الغرب كما يقول بعض الكتاب الإسلاميين.
وهكذا بقية الملل الأخرى الباطلة فلا يصح أن يتعاون الإنسان مع النصيرية الذين سمعنا شيئاً من عقائدهم ضد اليهود مثلاً، أو ضد أي ملة من الأمم، وإنما نحن نقيم عقيدتنا، ونجاهد أعداءنا من كل الطوائف وبكل العقائد الفاسدة، وإنما الذي يمكن أن يقال: يتعاون مع من كانت عقيدته لا تخرجه عن الإسلام، فإذا كانت عقيدته لا تخرجه عن الإسلام فيمكن أن يقال: إنه يتعاون معه في حماية بيضة الإسلام العامة، مثل الجهاد العام ومثل شعائر الإسلام العامة.
وأما في مناهج التربية ومناهج التوجيه والإنكار ونحو ذلك، فلا شك أن السنة المحضة هي الأصل، وهي التي يجب أن يكون عليها الإنسان.
أكتفي بهذا، وصل الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر