مشاهدينا الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامجكم حراسة العقيدة، وبادئ ذي بدء نقول: إن دعوة الشيخ: محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى تمثل منعطفاً حقيقياً في تاريخ الأمة الإسلامية، إلا أن المواقف قد تفاوتت تجاه هذه الدعوة، ما بين محب لها ومناصر لها، ويرى أنها امتداد طبيعي لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وبين مبغض يكيل لها التهم والشبهات والافتراءات، وحول هذا الموضوع في حلقة جديدة من برنامجكم: حراسة العقيدة نستضيف فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور: ناصر بن عبد الكريم العقل أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
فأهلاً بكم شيخ ناصر .
الشيخ: وبك وبالمستمعين المشاهدين.
المقدم: شيخ ناصر قد بدأنا في موضوع: حقيقة دعوة الشيخ: محمد بن عبد الوهاب في الحلقات السابقة.
الشيخ: نعم.
المقدم: كما أشرنا بداية إلى إشارات سريعة حول طبيعة هذه المفتريات، ونريد أن نتعرف بشكل عام على طبيعة هذه المفتريات التي تحيط بهذه الدعوة المباركة وتحاول أن تشوهها.
الشيخ: نعم، قد سبق الإشارة -كما تفضلت في نهاية الحلقة الماضية- إلى بعض المنطلقات لهذه المفتريات، فالمنطلق الأول وهو الغالب: الكذب والبهتان والمكائد من الخصوم، سواء من أعداء الإسلام أو من أهل البدع والأهواء والافتراق الذين لا يعجبهم مسلك الدعوة السلفية الحقيقية على منهاج النبوة؛ لأن ذلك يحرمهم من منافع معنوية ومادية كثيرة، وهذا المنطلق يمكن أن يعادل في تقديري ما يزيد عن (70%) من المفتريات أو ربما أكثر من هذا بكثير، بمعنى أن (70%) مما يدور حول الدعوة من الاتهامات والمفتريات والبهتان مبني على الكذب أصلاً.
المقدم: والجهل، كم يقدر من النسبة تقريباً؟
الشيخ: والثاني من هذه المنطلقات هو: الجهل، وفي الحقيقة بالنسبة للنسبة العددية فقد يكون الأكثر كأفراد، لكن أنا أقصد المنطلق المنهجي الذي مبناه على الكذب والبهتان.
ثم يأتي في الدرجة الثانية: الجهل بحقيقة الدعوة جعلت الكثيرين من المسلمين يتقبلون هذه المفتريات؛ لأن الحقيقة غائبة عنهم لعدة اعتبارات، منها: أن الجهل يحجب صاحبه كشف الحقائق ودائماً الجاهل تبع لغيره.
وعلى هذا يأتي المنطلق الثالث وهو: التعصب الذي ينبني عليه التقليد الأعمى والتبعية غير الراشدة، أعني: أن كثيراً ممن أخذوا هذه الاتهامات وقبلوها إنما قبلوها بالتبعية والتقليد للرءوس الذين يعرفون أن هذه كذب غالباً وأنها من المفتريات.
المنطلق الرابع: التقليد، فما الذي يحول بين المقلد وبين معرفته للحقيقة؟ غالباً أصحاب الأهواء والبدع والافتراق يحاصرون أذهان الأتباع، فيحاصرونها بوسائل قد تكون عاطفية أحياناً، وقد تكون دينية مخترعة، فتجعل الأتباع لا يفكرون ولا يتطلعون إلى التعرف على الحقيقة؛ لأنهم قد حجبوا بوسائل الرءوس، فالرءوس لهم من الحيل والوسائل ما يحجبون بها الأتباع، ومن هنا تكون مسألة التقليد في اتهام الدعوة ونشر المفتريات حولها، وتعتبر -مع الأسف- لها جانباً كبيراً، يعني: أن المنطلق الرابع في طبيعة المفتريات ينبني على إشكالية في الحقيقة ربما نكون -أعني: المتأخرين من أهل السنة والجماعة- من الذين يأخذون بخط السلفية الحقيقي قصرنا فيما نسميه بالحقيقة: تجاوزات الأتباع، هذه إشكالية..
الشيخ: تجاوزات الأتباع هي: أنه كأي مبدأ في العالم، أو كأي دين، أو كأي مذهب، سواء كان حقاً أم باطلاً، لا بد أن يوجد من أتباعه من يخالفون المنهج الذي هو عليه أو يخالفون الأصول، كالإسلام مثلاً، فهو دين أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد وجد من أتباعه من يتجاوزون الأصول أو الضوابط، فيخرجون إلى ما يخالف الدين أو يضاده، ولذا فمن الطبيعي أن يكون من أتباع هذه الدعوة، أعني: من أتباع السنة والجماعة -الدعوة بحقيقتها ليست إلا السنة والجماعة، بل هي أصل الإسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم كما أسلفت، وأتباع السلف سواء كانوا علماء قد يزل منهم فتحسب زلته على الدعوة وعلى السنة، أو طلاب علم فضلاً عن عامة الأتباع- من يظهر منه أخطاء، سواء في العقيدة، أو في السلوكيات، أو في منهج التعامل مع الآخرين، أو في الحوار والدفاع عن الإسلام.
المقدم: إذاً يا شيخ ما المنهج الصحيح في التعامل مع أخطاء هؤلاء الأتباع؟
الشيخ: أخطاء الأتباع توزن بالمنهج، والآن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ذات منهج واضح بين ومرسوم في كتب ومؤلفات، وفي مجتمع طبق مبدأ السنة والجماعة، منذ أن بدأت الدعوة في عهد الإمام محمد بن عبد الوهاب وقبل أن يتوفى قام لها كيان ودولة -التي هي الدولة السعودية الأولى- مهيبة ذات كيان متكامل، فأقامت مجتمعاً إسلامياً متكاملاً بالنسبة لمقاييس عصره، هذا المجتمع بتطبيقاته وبعلمائه وبدولته هو المقياس والمنهج العام، ومن هنا نحاكم أي تجاوزات إلى هذا المنهج، وأعود فأقول: إن المشكلة التي أوجدت لنا كثيراً من اللبس والإشكالية الكبيرة: هي أنه فعلاً يوجد منا نحن أتباع هذه الدعوة أتباع السنة، بل أتباع نهج النبي صلى الله عليه وسلم من قد يتجاوز هذا المنهج وتحدث منه أخطاء، وعند ذلك نجد الخصوم بالطريقة الانتقائية الظالمة غير العادلة يلتقطون هذه الأخطاء أياً كان نوعها، فردية أو جماعية من بعض الفئات، وخاصة الذين ينتسبون إلى السلفية في خارج المملكة العربية السعودية، وفي خارج جزيرة العرب، فهؤلاء قد يكون بعدهم عن المنبع الصافي للإسلام وعن مهبط الوحي وعن التطبيقات النقية للسنة يجعلهم يقعون في تجاوزات منهجية أو عقدية، أو في مواقف فردية أو جماعية، هذه التجاوزات أو الأخطاء تحسب علينا على منهج غير موضوعي ولا علمي.
لذا أعود فأقول: أنادي أتباع هذه الدعوة والمنصفين من غيرهم بأن يبرزوا هذه الإشكالية، وينبهوا الناس، ويقيموا الحجة على الخصوم، وأن ما يحدث من تجاوزات من أتباع هذه الدعوة أياً كانوا، علماء كباراً أو عواماً -زلة العالم محتملة؛ لأنه لا معصوم إلا النبي صلى الله عليه وسلم- فإنها تحاكم إلى المنهج، ويرجع فيها إلى المنهج، وما وافق المنهج فهو الحق وما خالف المنهج فنحن منه براء.
المقدم: المشكلة يا شيخ أنه أحياناً تجد من أتباع هذه الدعوة من تفهم من خلال كلامه أن عنده نوعاً من الانهزامية في انتسابه للدعوة؛ بسبب ما يحدث من أخطاء من بعض الأتباع، فإذا قلت له مثلاً -كما سيأتينا في الإشكالات-: إن التكفير في دعوة الشيخ: محمد بن عبد الوهاب هو التكفير في الإسلام بضوابطه وبشروطه وبأدلته، يقول لك: انظر في الكتاب الفلاني ستجد أنه قد كفر الفئة الفلانية أو البلدة الفلانية، وأحياناً قد تكون أخطاء علماء.
الشيخ: اجتهادات خاطئة، وعلى أي حال فكما قلت: إن في كلام المنصفين من غير أتباع هذه الدعوة ما يجلي هذه الحقيقة.
المقدم: نعم، فلو نظرنا الآن يا شيخ إلى هذه الدعوة وأتباع هذه الدعوة -أتباع النبي عليه الصلاة والسلام- بشكل عام سنجد أن الخصوم أو المخالفين ينظرون في سقطات أتباعهم على أنها منهج عام، والصحيح أن يقولوا: إن المنهج العام للمذهب الفلاني مثلاً هو كذا، إلا أن فلاناً وفلاناً قد خالفوا، وهذا من الإنصاف.
الشيخ: بل هذا هو الموضوعية والإنصاف والعدل، والذي يجب أن تحاكم به أخطاء المنتسبين لهذه الدعوة المباركة، لكن كما قلت: الأمر ينطلق من شهية البحث عن العثرات، والانتقائية في التقاط الزلات، وجعلها منهجاً عاماً، وهذا أمر يحتاج إلى تجلية وإن كان جلياً من قبل كثير من الباحثين وعلماء الدعوة، لكن المشكلة هي إعراض الناس عن البحث عن حقيقة هذه الدعوة من تراثها، الذي هو الوثائق كما سيأتي الإشارة إليه.
الشيخ: في الحقيقة هذه المسألة هي منهجية مهمة جداً في تقويمنا لأخطاء بعضنا، وأيضاً هي مهمة لعموم الأمة المسلمة في نظرة بعضها لبعض في مذاهبها وفرقها، وهي أصول قد اتفق عليها المسلمون، ولا أحسب أن إنساناً يحترم نفسه وعنده شيئاً من العلم إلا ويقر بهذه الأصول؛ لأنها شعار جميع المسلمين، وبالتالي فيجب أن تحكم في أمر الدعوة وما يقال فيها خاصة من المفتريات والبهتان، حتى علماء المبتدعة يقرون بهذه الأصول، والكافر قد لا يقر ببعضها، لكن نستطيع أن نحاكمه إلى بقية الأصول التي نتفق عليها أيضاً، وهذه الأصول التي سأذكرها هي خمسة أصول عامة قد تندرج تحتها أصول كثيرة يتفق معي فيها جميع العقلاء من هذه الأمة.
المقدم: وقد أشرنا لبعض المعالم في المنهجية الصحيحة في التعامل مع الكتاب والسنة والاستدلال في حلقات سابقة.
الشيخ: نعم، لكن الآن سنقف على هذه النقاط بإيجاز.
المقدم: ومما يدل على أهمية وقوة وحضارة هذه الدعوة أن نجداً لم يلتفت إليها إلا بعد قيام الدعوة، وأنها عنصر منافس لانتشار هذا المذهب وانتشار هذه العقيدة، لذلك نجد أن الدولة العثمانية قد حاولت أن تحاصر هذه الدعوة حتى لا تخرج عن هذا الإطار.
الشيخ: نعم، وأشاعوا أنها دولة بدائية، وأنه ليس عندها من مقومات الحضارة ولا من مقومات المدنية، وهذا كله خلاف الواقع إذا قارناها بالسابق، وقارناها ببيئتها الجغرافية والزمانية.
إذاً فأقول: إن الاعتدال والمنهج الوسط لعموم أتباع هذه الدعوة، من دولة ومجتمع ومشايخ وعلماء وطلاب علم ومراكز بحث وجامعات يعتبر كياناً موجوداً في هذه الدولة المباركة، لكن مع الأسف هناك نوع -كما قلت- من الانتقائية، والآن خصومنا سواء من الكفار أو من أهل الأهواء أو البدع يحسبون علينا هذه الشذوذات والتجاوزات، ومن هنا تأتي الإشكالية، فهم لا ينصفون ولا يأخذون بقواعد العدل والموضوعية، بل ولا بالديمقراطية التي ينادون بها.
المقدم: ممن صدرت؟
الشيخ: من يهود ونصارى وأدباء ومؤرخين ومستشرقين وفئام من الناس، وشهادتهم موجودة الآن كوثائق.
وقد جمع كثير منها، وأنا قد أشرت إلى كثير منها كما أشار غيري إلى ذلك.
المقدم: إذاً شيخ ناصر هي دعوة لإنصاف هذه الدعوة من خلال هذه المنطلقات التي ذكرتها، سواء كانت من الكتاب أو واقعة في السابق أو في هذه اللحظات، أو من خلال التاريخ، أو من خلال شهادات المنصفين الذين أنصفوا فعلاً هذه الدعوة ممن لا ينتسبون إليها، أو أحياناً قد لا ينتسبون للإسلام في حقبة سابقة كما ذكرت.
الشيخ: حتى يكون الأمر واضحاً فلا بد أن نضع النقاط على الحروف، بمعنى: أننا سنذكر ما قاله الشيخ الإمام: محمد بن عبد الوهاب في إحدى رسائله من خلال عرضه لأبرز الشبهات والمفتريات في وقته، وكيفية رده عليها.
ثم لعلنا نتناول بعض النقاط كنماذج من هذه المفتريات، والشيخ: محمد قد أثيرت عليه مفتريات من قبل خصومه، ذكرها في إحدى رسائله وذكرها الخصوم، وسأذكرها من خلال رسالة له يقول فيها: منها قوله: -يعني: أن خصماً من الخصوم قد جمع المفتريات والاتهامات من كذب وتلبيس.. وغير ذلك على الدعوة- إني مبطل كتب المذاهب الأربعة. وهذه ليست قول واحد من الخصوم، لكن أراد الشيخ محمد بن عبد الوهاب أن يرد على واحد ليوثق أن هذه المقالة لم يسمعها من عامة الناس، بل إنما سمعها من واحد يدعي العلم، وهي السائدة في وقته ليس فقط في مجتمع الإمام: محمد بن عبد الوهاب ، بل السائدة في عموم جزيرة العرب، كما انتقلت هذه الشبهات إلى دول المغرب وإلى الشام وهو حي، فهو أجاب على واحدة منها، كتب هذه الشبهات أحد خصومه.
وقال الشيخ يذكر كلام الخصم: وإني أقول: إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء.
المقدم: يقصد أنهم كفار.
الشيخ: نعم، ثم قال: ثالثاً: وإني لا أدعي الاجتهاد. فتأمل ورع الشيخ، وكيف أن خصومه يعترفون له بدرجة الاجتهاد وهو ينفي عن نفسه ذلك، وكون الخلق يعترفون له بالاجتهاد، فهذا فضل من الله عز وجل، لكنه يقول: أنا لا أدعي الاجتهاد.
ثم رابعاً: يقول: وإني خارج عن التقليد. يعني: عن الاتباع والاهتداء بأئمة سابقين، فهم قالوا: إن الشيخ ليس له سلف ولا يعترف بالعلماء السابقين ولا المعاصرين، وبالمناسبة قبل أن أذكر جواب الشيخ، العجيب أني قد وجدت أن أقوى رسائل الشيخ هي للعلماء المعاصرين له في كل مكان يصل إليه، فكان يحترمهم ويجلهم بخلاف ما يزعم هؤلاء الخصوم من أن الشيخ ودعوة الإمام تتقوقع على أهلها، فقد كتب لأئمة اليمن رسائل في مدحهم والثناء عليهم، والاعتراف لهم بالفضل والعلم، هذه الرسائل تكتب بماء الذهب، وكذلك كتب إلى علماء الشام وعلماء العراق وعلماء المغرب يعترف لهم بالعلم والإمامة، ومن هنا أنبه على دعوة الكذبة الذين كذبوا علينا -من الذين ينتسبون للدعوة ومن خصومها- فقالوا: إن منابذة العلماء من منهج الشيخ الإمام: محمد بن عبد الوهاب !
والعكس صحيح، فالشيخ: محمد يحترم ويجل العلماء، حتى الذين يخالفونه، ودليل ذلك ما حصل منه من مراسلة العلماء في عصره.
خامساً: وإني أقول: إن اختلاف العلماء نقمة، يقولون هذا كذب علي.
سادساً: أني أكفر من توسل بالصالحين.
وسابعاً -والترقيم من عندي-: وإني أكفر البوصيري في قوله: يا أكرم الخلق.
وثامناً: وإني أقول: لو أقدر على هدم قبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهدمتها.
وتاسعاً: ولو أقدر على الكعبة لأخذت ميزابها وجعلت لها ميزاباً من خشب.
وعاشراً: وإني أحرم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم.
والحادي عشر: وإني أنكر زيارة قبر الوالدين.. وغيرهما.
والثاني عشر: وإني أكفر من حلف بغير الله، وكل هذه اتهامات اتهمني بها الخصم.
المقدم: وفيها شيء من التلبيس.
الشيخ: والثالث عشر: إني أكفر ابن الفارض وابن عربي.
والرابع عشر: أني أحرق (دلائل خيرات) و(روض الرياحين)، وأسميه: (روض الشياطين).
فهذه نماذج ما ثبت عن الشيخ؛ لأنه وثقها بكتابته، والخصوم لم ينكروا ما يقولونه، بل جادلوه فيها في عدة رسائل، ورده على الرسائل موجودة، مع العلم أن هناك أعظم من ذلك، مثل دعواهم أنه يبغض النبي صلى الله عليه وسلم!
تأمل إلى الجواب الموجز، فقد نسف هذه المفتريات بسطرين، ولم يرد عليها واحدة واحدة، مع أنه في رسائل أخرى رد على بعضها بشيء من التفصيل، وفي رسائل أخرى كفاه العلماء في وقته بالرد، وهو منشغل بالتأصيل والتأسيس وانطلاق الدعوة، ثم قال: جوابي عن هذه المسائل أن أقول: سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ [النور:16].
يعني: أن كل ما قيل عليه تبرأ منه، وطبعاً سيستثني المسائل التي فيها لبس، وقبله وجد من بهت محمداً صلى الله عليه وسلم بأنه يسب عيسى بن مريم ويسب الصالحين، فتشابهت قلوبهم بافتراء الكذب وقول الزور.
ثم ذكر قوله عز وجل: إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ [النحل:105]، وبهتوا النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يقول: إن الملائكة وعيسى وعزيراً في النار، فأنزل الله في ذلك: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ [الأنبياء:101].
ثم فصل بعض التفصيل في بعض المسائل التفصيل المنهجي العلمي الموضوعي.
ثم قال رحمه الله تعالى: وأما المسائل الأخرى وهي أني أقول: لا يتم إسلام الإنسان حتى يعرف لا إله إلا الله، أو معنى لا إله إلا الله، وأني أعرف من يأتيني بمعناها، وأني أكفر الناذر إذا أراد بنذره التقرب لغير الله. والنذر عبادة، وأخذ النذر لأجل ذلك، وأن الذبح لغير الله كفر والذبيحة حرام، فهذه مسائل حق، وأنا قائل بها ولي عليها دلائل من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ومن أقوال العلماء المتبعين كالأئمة الأربعة.
وهناك تفصيلات أخرى، وأتباعه فصلوا أقوال الأئمة الأربعة في ذلك، بل العجيب أن الأئمة الأربعة قد كفروا أناساً تورع الشيخ عن تكفيرهم، وخاصة الأحناف، فتجد مثلاً جمهور السلف من أهل السنة والجماعة يكفرون ابن عربي لمقالاته وابن الفارض ، بينما هو قال: لا أكفر هؤلاء؛ لأني لا أعرف على أي حال ماتوا، فهو لا يكفرهم؛ لأنه لا يرى أن أقوالهم كفر.
فهذا تورع من الشيخ رحمه الله تعالى، ثم قال: وإذا سهل الله تعالى بسطت الجواب عليها في رسالة مستقلة إن شاء الله، وبسط الجواب على كثير من المسائل في عدة رسائل.
الشيخ: نعم، فمنذ وقته وإلى يومنا هذا نجد أن أغلب الشبهات والبهتان والمفتريات التي أثيرت في وقتها على الشيخ تكرر بأساليب حسب العصر وحسب المصطلح.
المقدم: من هذه المفتريات أو الشبه التي نسمعها والتي تحتاج إلى شيء من الإيضاح، قولهم: أنتم يا من اتبعتم دعوة الشيخ: محمد بن عبد الوهاب لا تحبون النبي عليه الصلاة والسلام والأولياء الصالحين! بدليل أنكم لا تعملون مولد النبي عليه الصلاة والسلام، ولا تتوسلون بالأولياء، فهل هذا فيه شيء من عدم حب النبي عليه الصلاة والسلام والأولياء الصالحين؟
الشيخ: عندما توسعت الدعوة وصار لها كيان سياسي أحب أن أشير بإيجاز أو أذكر لمحة بسيطة حول قضية يثيرها الخصوم: وهي أن الدعوة حينما قويت أو توسعت وصار لها كان سياسي لم تبدأ بقتال، وهذه هي الحقيقة التاريخية التي لا محيد عنها.
كما أنه قد اعتدي عليها، وحرمت من بعض الشعائر التعبدية كالحج، فقد منع أتباع الدعوة من الحج سنين، وما ذاك إلا محاصرة للدعوة ولأفرادها، مع أن الإسلام يأمر أتباعه بالدفاع عن أنفسهم إن حصل عليهم اعتداء، بل وأصحاب العقول السليمة يقولون بذلك، والمهم أنه في وسط أو آخر عهد الدولة السعودية الأولى بدأت الدولة تصدر ما يشبه النظام الذي تتبناه ومنهجها تجاه الآخرين، وأقول هذا لأن فيه جزءاً من الجواب عن الذي سألت عنه.
وقد دخل الإمام: عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب على الملك سعود بن عبد العزيز في مكة وعرض عليه أصولهم ومبادئهم علناً أمام الناس، وكان ذلك بمثابة دستور واضح.
يقول: وأما ما يكذب علينا ستراً للحق وتلبيساً على الخلق بأنا نفسر القرآن برأينا، ونأخذ من الحديث ما وافق فهمنا من دون مراجعة شرح ولا معول على شيخ، وأنا نضع -أي: نقلل- من رتبة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بقولنا: إن النبي رم في قبره هكذا زعموا، وعصا أحدنا أنفع له منه، وليس له شفاعة، يعني: النبي صلى الله عليه وسلم كما زعموا، وأن زيارته غير مندوبة، وأنه كان عليه الصلاة والسلام -انظر إلى هذا البهتان والكذب على أئمة الدعوة- لا يعرف معنى لا إله إلا الله حتى أُنزل عليه: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ [محمد:19]، مع كون الآية مدنية! فانظر اللفتة العجيبة في ذلك.
ثم قال رحمه الله تعالى: وأننا لا نعتمد على أقوال العلماء، وأننا نتلف مؤلفات أهل المذاهب لكون فيها الحق والباطل، وأننا مجسمة، وأننا نكفر الناس على الإطلاق من أهل زماننا ومن بعد الستمائة، فانظر تجد أنها هي نفس الشبهة التي قيلت للشيخ.
ثم قال رحمه الله: إلا من هو على ما نحن عليه، ومن فروع ذلك: أننا لا نقبل بيعة أحد إلا بعد التقرير عليه بأنه كان مشركاً، وأن أبويه قد ماتا على الإشراك، وأننا ننهى عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ونحرم زيارة القبور المشروعة مطلقاً، وأن من دان بما نحن عليه سقط عنه جميع التبعات حتى الديون.
المقدم: إذاً: فما الفرق بين هذا الدين وبين دين المشركين في عهد النبي عليه الصلاة والسلام؟
الشيخ: نعم، فانظر البهتان. ثم قال: وأننا لا نرى حقاً لأهل البيت رضوان الله عليهم، وأننا نجبرهم على تزويج غير الكفء لهم، وأننا نجبر بعض الشيوخ على فراق زوجته الشابة لتنكح شاباً إذا ترافعوا إلينا، فلا وجه لذلك، وذكر في أول الحديث أن بعض علماء مكة والحجاز استفهموا عن حقيقة هذه الأمور، وأن أئمة الدعوة والعلماء والإمام سعود، وهو الذي يعتبر ملكاً ومع ذلك كان عالماً فقيهاً، تولى الرد على هذه الشبهات مع الشيخ: عبد الله.
يقول: فكان جوابنا في كل مسألة من ذلك: سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ [النور:16]، فمن روى عنا شيئاً من ذلك أو نسبه إلينا فقد كذب علينا وافترى.
المقدم: إذاً: دعنا يا شيخ في صلب هذه الشبهة، يعني: أنهم لا يحبون النبي عليه الصلاة والسلام بدعوى أنهم لا يحتفلون مثلاً بمولده، ولا يحتفلون بالإسراء والمعراج، ولا يدعون إلى زيارة قبره، فهل هذا المنع من هذه الاحتفالات ناتج عن دليل صحيح؟
الشيخ: أحياناً هم يجعلون الحق باطلاً، يعني: أن الدعوة قد قامت على السنة ومحو البدعة، مع أن كثيراً من المسلمين قد ابتلي ببدع كثيرة لا يقرها الشرع، وأغلب البدع تتعلق بممارسات تجاه النبي صلى الله عليه وسلم، مثل: الموالد، والتوسل البدعي، ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم من دون الله، ودعاء الأولياء أو الطغاة في قبورهم أو التوجه إليهم بالتوسلات البدعية، فهذه لا شك أنها من البدع المنكرة وقد منعتها الدعوة، وذلك لما تمكنت الدعوة وصارت لها دولة متمثلة في الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة، فأزالت هذه البدع بما تملك من قوة السلطان، ومعلوم أن الخصوم حينما يدينون بهذه البدع يعتبرون إزالتها استهدافاً للنبي صلى الله عليه وسلم، ويعتبرون إنكار هذه البدع أو الشركيات إهانة له عليه الصلاة والسلام، وهذا هو المقلوب والعجيب.
وكذلك يعتبرون إزالة الأضرحة عن الأولياء، وإزالة البدع من حول قبورهم نوع من الإهانة لهم، ونحن لا نقرهم على ذلك. يقول رحمه الله تعالى: لما أثيرت الدعوة أنهم يبغضون النبي صلى الله عليه وسلم أو ينتقصون قدره قال: -هذا كلام عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب مع الإمام سعود بن عبد العزيز - والذي نعتقده أن رتبة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أعلى مراتب المخلوقين على الإطلاق -بعض المخالفين يفصلون-، وأنه عليه الصلاة والسلام أفضل الخلق على الإطلاق، وليس فقط على البشر، بل حتى من الملائكة، وهذا الذي ندين به، ثم قال: ونعتقد أنه حي في قبره حياة برزخية أبلغ من حياة الشهداء المنصوص عليها في التنزيل.
كان عليه الصلاة والسلام أفضل الخلق بلا ريب، ونعتقد أنه يسمع سلام المسلم إذا سلم عليه، وأنه صلى الله عليه وسلم تسن زيارته، إلا أنه لا يشد الرحل إلا لزيارة المسجد والصلاة فيه، وهذا مبني على أحاديث جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد)، وإذا قصد مع ذلك، يعني: الزائر، المسجد وزيارة النبي صلى الله عليه وسلم فلا بأس، ومن أنفق نفيس أوقاته بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الواردة عنه فقد فاز بسعادة الدارين، وكفي همه وغمه كما جاء في الحديث عنه.
المقدم: إذاً: هم يحبون النبي عليه الصلاة والسلام بناء على الأدلة الشرعية، كما يعطون النبي عليه الصلاة والسلام مكانته التي أعطاها الله عز وجل إياها، وذلك بلا غلو أو جفاء.
الشيخ: دعنا الآن نعرج على موضوع الأولياء، فهم يزعمون أننا منذ قامت دعوة الشيخ: محمد بن عبد الوهاب -يسموننا بالوهابية- نبغض الأولياء.
المقدم: ما مقصودهم بالأولياء؟
الشيخ: الأولياء هم: الصالحون وأهل الخير من الذين يموتون على الصلاح والاستقامة، وفي الحقيقة فالمسألة معضلة، فهم يعتقدون أن الولاية تكون من أهل البدع والأهواء، فقد يكون رأس ضلالة، لكن دعنا من هذا، فنحن نجتمع وإياهم على حب الصالحين، ويبقى حقيقة قولهم: إننا نبغض الأولياء، ودعنا أيضاً ننقل كلام الأئمة أنفسهم: ولا ننكر كرامات الأولياء، ونعترف لهم بالحق، وأنهم على هدى من ربهم مهما ساروا على الطريقة الشرعية والقوانين المرئية، إلا أنهم لا يستحقون شيئاً من أنواع العبادات التي يمارسها الجهلة، لا حال الحياة ولا بعد الممات، بل يطلب من أحدهم الدعاء في حال حياته، بل ومن كل مسلم.
ثم قال: بأن هذا أمر نقره. أي: طلب الدعوة من الإنسان الحي المسلم القادر، لكن دعاء الغائبين والأولياء من الشرك، ومن هنا نهى عنه أتباع الدعوة.
المقدم: إذاً: هم يوالون أولياء الله عز وجل ويحبونهم، إلا أنهم لا يصرفون لهم شيئاً من أنواع العبادة، وإذا صرفوا لهم شيئاً من أنواع العبادة فقد طعنوا في الخالق سبحانه وتعالى، وأخذوا بعض الأمور التي هي من حق الله عز وجل، وأعطوها لعباد الله الضعفاء.
الشيخ: نعم، فهذه أيضاً من الأمور التي لا تزال مع الأسف تثار حتى عند بعض من ينتسبون للعلم، وعند من زاروا هذه البلاد خاصة، وذلك بعد هذا الانفتاح وظهور المؤسسات العلمية، كالجامعات ومراكز البحوث والمؤتمرات والمجمعات والمجامع التي جمعت علماء المسلمين في هذه البلاد.. وغير هذه البلاد، والذين عرفوا فعلاً أننا لسنا مذهباً خامساً، ومع ذلك لا تزال هذه الشبهة تقال، ودعني أيضاً أوثق هذا من كلام أئمة الدعوة.
يقول: ولا نفتش على أحد في مذهبه -هم اتهموا بأنهم يرغمون الناس ألا يقبلوا غير مذهبهم- ولا نعترض عليه إلا إذا اطلعنا على نص جلي مخالف لمذهب أحد الأئمة، وكانت المسألة مما يحصل بها شعار ظاهر كإمامة الصلاة، فنأمر الحنفي والمالكي مثلاً بالمحافظة على الطمأنينة والاعتدال؛ لأنه لا يعقل أن الإمام أبا حنيفة لا يرى الطمأنينة والاعتدال، فهذه اجتهادات جاءت عن أصحابها، ونحن ننكر ما يخل بالصلاة مثلاً، والجلوس بين السجدتين؛ لوضوح دليل ذلك، بخلاف جهر الإمام الشافعي بالبسملة فلا نأمره بالإسرار، فإذا عرفنا أن مذهبه شافعي ما ننكر عليه لماذا تجهر، ولا نلزمه بالإسرار قال: وشتان ما بين مسألتين، قال: فإذا قوي الدليل أرشدناهم بالنص وإن خالف المذهب، وذلك يكون نادراً جداً، ولا مانع من الاجتهاد في بعض المسائل دون بعض فلا مناقضة لعدم دعوى الاجتهاد، وقد سبق جمع من أئمة المذاهب الأربعة إلى اختيارات لهم فيها بعض المسائل مخالفين المذهب المتزن.
ثم يقول: ثم إنا نستعين على فهم كتاب الله بالتفاسير المتداولة المعتبرة، ومن أجلها لدينا تفسير ابن جرير ومختصره لـابن كثير والشافعي وكذا البغوي والبيضاوي والخازن والحداد والجلالين.. وغيرهم. لكن مع التحفظ على بعض الأخطاء الموجودة في هذه الكتب.
قال: وعلى فهم الحديث بشروح الأئمة المبرزين كـالعسقلاني أو القسطلاني على البخاري والنووي على مسلم والمناوي على الجامع الصحيح. بمعنى: أن هؤلاء يمثلون عدة مذاهب ومدارس، وعليه فنعول على كتبهم ونرجع إليها في ذلك الوقت، أي: في أول قيام الدعوة قبل ما يسمى بالانفتاح.
يقول: ونحرص على كتب الحديث خصوصاً الأمهات الست وعلى شروحها، ونعتني بسائر الكتب في سائر الفنون أصولاً وفروعاً وقواعد وسيراً ونحواً وصرفاً وجميع علوم الأمة.
ثم قال: ولا نأمر بإتلاف شيء من المؤلفات أصلاً، إلا ما اشتمل على ما يوقع الناس في الشرك.
ثم قال: وما يفعله بعض الجهلة نتبرأ منه.
المقدم: إذاً: مذهب الشيخ: محمد بن عبد الوهاب هو لا ينفك عن المذاهب الأربعة الفقهية، وإن كان رحمه الله يعتمد على الدليل وصحة الدليل، سواء وافق المذهب أم لم يوافق.
الشيخ: قبل أن أوثق من كلامهم عليهم رحمة الله تعالى لابد من مقدمة يسيرة فأقول: أولاً: لنعرف أنهم ينطلقون من الكتاب والسنة، ومن الأدلة الصحيحة الصريحة، فهم يكفرون من أهل الملل من لم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله؛ لأن الله هو الذي كفرهم لا هم، وبقية أهل الملة الذين يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فالإمام: محمد بن عبد الوهاب وأتباعه إلى يومنا هذا من أكثر الناس تورعاً عن تكفير الأعيان، وعن تكفير الناس جملة وتفصيلاً، حتى إنهم لم يكفروا المخالفين من الفرق، بل هم يتفقون على أن الفرق الإسلامية التي لم تخرج عن الملة لها حق الإسلام، وهي من أهل القبلة.
ثانياً: أنه قد يوجد من بعض المجتهدين من علماء هذه الدعوة ومن أتباعها من يخطئ فيكفر من ليس بكافر، لكن ليس هذا هو المنهج.
ومن هنا فإن كثيراً من المفتونين مع الأسف الآن، وبعضهم قد يكون من أبناء جلدتنا، لكنهم فتنوا، فيذهبون إلى الدروس السنية لأئمة الدعوة، فيلتقطون بعض العبارات التي تشعر بالتكفير فينسبونها إلى الدعوة.
إذاً: أعود فأقول: دع الشيخ يدفع هذه الدعوى الباطلة.
المقدم: دعوى التكفير أم التشدد؟
الشيخ: التكفير والتشدد مصطلحان لا انفصال بينهما.
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب : ولا أكفر أحداً من المسلمين بذنب، ولا أخرجه عن دائرة الإسلام. ثم قال في هذه الرسالة أيضاً: أما المسائل الأخرى وهي أني أقول: لا يتم إسلام الإنسان حتى يعرف معنى لا إله إلا الله، هذه سبق الكلام عنها.
ثم قال طالباً من الذين يرددون هذه الشبهات والأقاويل أو ترد إليهم: ثم اعلموا وتدبروا قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا [الحجرات:6]. أي: يقولون لكم: إني أكفر بكذا وكذا، فهلا أثبتم عليَّ ذلك، وقد أرسل إليه أحد علماء اليمن رسالة يقول: بلغني عنك أنك تقول كذا وكذا، ذكر من ذلك أنك تقول بالتكفير؛ ولأنه عالم في اليمن قال: أنا لا أصدق الناس -انظر ما شاء الله متثبت- أنك تكفر بالعموم ولا تريد الصالحين، ولا تعمل بكتب المتأخرين.. إلى آخر كلامه. همنا موضوع التكفير.
قال: وأما الكذب والبهتان فمثل قولهم: إنا نكفر بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وأنا نكفر من لم يكفر ومن لم يقاتل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه، فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله.
المقدم: إذاً: يا شيخ هناك فعلاً شبهات وافتراءات على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، وهذه دعوة منك إلى جميع الناس في أقطار العالم أن يراجعوا دعوة الشيخ من منابعها الأصلية، وألا يكتفوا بأحكام الآخرين أو انطباعاتهم.
وفي ختام هذه الحلقة ضمن سلسلة حلقات حراسة العقيدة، نشكر الشيخ: ناصر بن عبد الكريم العقل أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام: محمد بن سعود الإسلامية.
والشكر موصول لكم مشاهدي الكرام على متابعتكم لسلسلة حلقات حراسة العقيدة، وهذه هي آخر حلقة من برنامجكم حراسة العقيدة.
إلى أن نلتقي بكم في حلقة قادمة نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر