اللهم إنا نسألك لأمتنا قائداً ربانياً، نسألك لأمة محمد في مشارق الأرض ومغاربها قائداً ربانياً يسمع كلام الله ويسمعها، وينقاد إلى الله ويقودها، ويحكم بكتاب الله وتحرسه، ويرفع راية لا إله إلا الله، ويجاهد في سبيل الله تحت صيحة (الله أكبر الله أكبر) فيجعل شتات أمة محمد دولةً، وخوفها أمناً، ويأسها رجاءً، وقنوطها رحمةً، وذلها عزاً، وفقرها غنىً، وسخطها رضاً، وخوفها أمناً.
اللهم إنا نسألك هذا الخليفة الرباني الذي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، فكم من أعراض مسلوبة، وأموالٍ منهوبة، ودماء مسكوبةٍ، وشعوب منكوبة ليس لها إلا الله.
عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3] .. وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً [النساء:9]
أحبتي في الله: الإنسان بين الستر والفضيحة عند الله، يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه ينادى يوم القيامة والخلائق مجتمعة: ادن يا عبد الله! فيقوم عبد الله يدنيه ربه، يرخي عليه ستره ثم يحاسبه، فإن كان من الموحدين الصالحين ألمَّ ببعض الذنوب والمعاصي ولم يجاهر بها كان حساب الله عليه يسيراً فهو حساب العرض وليس حساب النقاش، فمن نوقش الحساب عذب، يقرره ربه بنعمه وأول ما يسأل الإنسان يوم القيامة عن الماء البارد، يقول الله له: ألم أبرده لك؟ ألم أهنئه؟ ألم أمرئه؟ ويبدأ يقرره الله ويعرض عليه نعمه نعمة نعمة، ثم يعرض عليه صغار الذنوب ذنباً ذنباً حتى يرى أنه من الهالكين، وهو من الكبائر مشفق عندها، فيقول الله له: أي عبدي! سترتك في دنياي وأسترك في آخرتي، خذ كتابك بيمينك، بدلوا سيئاته حسنات، فهنا العبد يذكر الكبائر التي خاف منها حتى تبدل حسنات.
وإذا كان من الأشقياء، فضحه الله على رءوس الخلائق، جاءته أعماله ويحشر في أمته التي أجرم معها، شركاء الجريمة كلهم، كبيرهم وصغيرهم في الموضوع الواحد يجمعهم الله ويأتي بأعمالهم تعرض عليهم مجسمة ثم محمولة على الظهور ثم تحيط بهم وتحاصرهم من كل جانب، ثم تعرض النار عليهم عرضاً بمواقعها وبجميع أنواع عذابها، ثم هم يعرضون عليها لتنتقي منهم -فالنار تنتقي بعنق يخرج منها له عينان ولسان- أول ما ينتقي: أين الجبارون؟ أين الملوك؟ أين المتكبرون؟ وهم كهيئة الذر -أي: النمل- تحت أقدام الخلائق.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ [الجاثية:27]إعلان عام: يوم تقوم الساعة كل مبطل مع باطله فهو خاسر: وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً [الجاثية:28] قال صلى الله عليه وسلم لأمته: (وإنكم لموفون سبعين أمة يوم القيامة) سبعون أمة جاثية، وعليك أن تتخيل وتتوهم الأعداد الهائلة من الخلائق وهي حفاة عراة جاثية على الركب يلتصق بعضهم ببعض ويموج بعضهم ببعض ينتظرون كتابهم ونبيهم وأمر الله فيهم وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا [الجاثية:28] وهذا كتاب عام، من معاني هذه الآية: أن كل أمة تدعى إلى كتابها الذي أنزل فيها، اليهود يدعون إلى التوراة، والنصارى يدعون إلى الإنجيل، والمسلمون يدعون إلى القرآن -اللهم اجعلنا من أهل القرآن- لكي يكون كتابهم حجة لهم أو عليهم.
ومعنى آخر: أن كل أمة يحضر كتابها الذي كتبته الملائكة عليها في سجل عام يجمع الأمة كلها، ما أضخم هذا السفْر العظيم الذي يسميه الله في آية الإسراء بالإمام: يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ [الإسراء:71] أي: الكتاب العظيم الضخم.
ومعنى ثالث: أن كل مجموعة تسمى أمة اشتركت في جريمة معينة يجمعها الله وكتابها: كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا [الجاثية:28] ثم بعد ذلك يبدأ التفصيل فرداً فرداً، وشخصاً شخصاً، ذكراً وأنثى، كل أحد منهم يمد يده، فإن كان من أهل اليمين أخذه باليمين، وإن كان من أهل الشمال أخذه بالشمال، وإن كان من أهل الشمال المتعنتين الصادين عن دين الله التصق في ظهره فلا يصل إليه حتى يدخل يده في صدره ويخرجه من ظهره، وعليك أن تتخيل! ولنأخذ على سبيل المثال الكتاب الذي سيحضر لأمة تآمرت على الأقصى بيت الله الذي تشد إليه الرحال: كل أمة تدعى إلى كتابها أحضروا المتآمرين على الأقصى وفلسطين، يأتي الكتاب يوم القيامة تحمله الملائكة الموضوع: المسجد الأقصى، المتآمرون: فلان وفلان وفلان وفلان وفلان، يحضرون بالأغلال والسلاسل: نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ [السجدة:12].
ويحضر الذين دافعوا عن الأقصى وعلى رأسهم الفاروق عمر رضي الله عنه، يوم أن دخله حافي القدمين خلفه خادمه يركب على البعير، ثيابه فيها بضعة عشر رقعة، وأبى أن يصلي في كنيسة النصارى حتى لا تتخذ مسجداً، ثم يأتي بعد ذلك صلاح الدين الذي حرر الأقصى بعد أسرٍ دام إحدى وتسعين عاماً، ثم يأتي بعد ذلك الذين دافعوا عنه.
وفي عصرنا يأتي السلطان عبد الحميد يوم أن جاءه اليهود وقالوا له: إن عليك ديوناً ودولتك فقيرة وضعيفة، ونحن قادرون بأموالنا أن نفك ديونك ونجعل لك ميزانية خاصة ولأسرتك، ننشئ لك الجامعات، ونعبِّدُ لك الطرق، ونفتح لك ونعمل بشرط أن تعطينا قطعة في أرض فلسطين ، فقال السلطان عبد الحميد : إن أرض فلسطين فتحها المسلمون بدمائهم، ولا يحل لي أن أبيعكم شبراً واحداً من أرض فلسطين حتى تسيروا على جسدي هذا، قالوا: إذاً نطيح بملكك وسلطانك، فقال: إذا أطحتم بملكي وسلطاني افعلوا ما تشاءون.
وتأتي العصابة المتآمرة يوم أن نادى بلفور بوعده المشئوم للوطن القومي لليهود، وقام الحلفاء وقام الإنجليز بتنفيذ هذا المخطط فاستولوا على فلسطين وسلموا سلاحهم لليهود ونظموهم وجيشوهم وثار الشعب الفلسطيني الأبي، وخرج الفلاح بمسحاته، وخرجت الأم بسكينها، وخرج الشاب بمخالبه وببنادق أخذوها من يد أعدائهم أو اشتروها بدمائهم وبأموالهم ومدخراتهم وثاروا ثورة رجل واحد جهاداً في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، وقام عز الدين القسام والحسيني وقتلوا اليهود وشردوهم ومزقوهم وحاربوا الإنجليز وحققوا النصر، وكادت تفتح فلسطين، ثم بعد ذلك تآمر حكام العرب عليها.
سيأتي ربنا بكل هؤلاء المتآمرين الذين أذاعوا على الفلسطينيين: نحن حكامكم، نحن الأشراف، نحن السلاطين، نحن الملوك، ألقوا السلاح، جيوشنا كبيرة، أسلحتنا قوية، نحن نكفل لكم عودة فلسطين، وجردوا الشعب الأبي من سلاحه ثم ماذا فعلوا؟ ذبحوا كل مخلص، وأكدوا ولاءهم للإنجليز بمقابل ثبات كل واحد منهم على كرسيه وعرشه، وصدرت الأوامر للجيوش الصادقة المخلصة التي وصلت عند الأقصى، الجنود الذين كانوا يطلقون صيحة (الله أكبر) صدرت الأوامر عليهم وبعضهم يمسك السكين يذبح اليهودي وقائده يقول: ارفع السكين وأطلقه، هذه هي الأوامر، أو أطلق الرصاصة على رأسك؛ وانسحبت الجيوش، فالخير في أمة محمد صلى الله عليه وسلم وإن خانت القيادة، وبعضهم أبى الانسحاب وواصل حتى أحاطوا به وعرضوه للإبادة، واستمرت المؤامرة، والتفتوا إلى الإخوان المسلمين في أرض سيناء وهم يطاردون اليهود من خندق إلى خندق وألقوا عليهم القبض، وجردوهم من السلاح وأودعوهم في السجون والمعتقلات، وقتلوا قائدهم.
واستمرت المؤامرة ورأوا أن المسلم الصادق هو الذي سيحرر الأقصى فعرضوه إلى وجبات ذبح جماعي، وعلقت مشانق الشهداء، وقوافل الشهداء عاماً بعد عام بأنفاس الضباط الأحرار الذين يقيمون معارك ما هي إلا مسرحيات ذهب على إثرها القنيطرة والجولان وأرض سيناء وكثير من ديار المسلمين.
ثم التفتوا بعد ذلك إلى من يحمل السلاح فأعلنوا أنفسهم أنهم دول صمود وتصدي، وإذا هو ليس تصدي لليهود، إنما هو تصدٍ لكل من يحمل السلاح ضد اليهود، فنصبوا أنفسهم حدوداً آمنة محاطة بالحرس الشديد الذي لا تغيب عنه غائبة من الفدائيين إلا من شاء الله سبحانه، وأخذوا يعرضون هذا الشعب إلى مذابح، مذبحة أيلول وتل الزعتر وبيروت وصيدا وصبرا وشاتيلا والنهر البارد ... إلخ المذابح التي تعرضوا إليها ولا تزال مستمرة حتى الآن.
كل أولئك سيجمعهم الله يوم القيامة ويحضر كتابهم كتب عليه: المسجد الأقصى والمتآمرون عليه: كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ [الجاثية:82-30] انظر إلى الستر الإلهي للمؤمنين! اللهم اجعلنا منهم: فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ * وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا [الجاثية:30-31] وهنا وقفة للتأمل والاعتبار والتدبر، ماذا لهم؟ أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ [الجاثية:31]خطاب مباشر من الله: أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْماً مُجْرِمِينَ * وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنَّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ * وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ * وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ * ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ * فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [الجاثية:31-37] العزيز الذي لا يغلبه غالب، والحكيم الذي يحكم كل شيء، ولا يضع شيئاً إلا بحكمة لا إله إلا هو.
اللهم أرنا في المتآمرين على الأقصى عجائب قدرتك في الدنيا والآخرة، اللهم اشف غيظ قلوبنا، اللهم رحماك بالقلوب المنكسرة من اليتامى والأرامل والمساكين، اللهم إنا نسألك نصراً مؤزراً، اللهم ارزقنا في الأقصى صلاة طيبة مباركة غير خائفين ولا وجلين إلا من رب العالمين برحمتك يا أرحم الراحمين!
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
اللهم ألف على الخير قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور.
أما بعد :
عباد الله: وتكون قمة الفضيحة يوم القيامة يوم أن تأتي أعضاء الإنسان تشهد عليه، وإذا كل إنسان دائرة مخابرات، هؤلاء المساكين الذين يسلطون جلاوزتهم على المؤمنين الصادقين زوار الفجر، المخبر الصادق، والله لا مخبر صدق إلا العين واليد والسمع والجلد عند الله يوم القيامة، أين يذهبون من أنفسهم؟
استمع ماذا يقول الله عن هذا الموقف: وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ [فصلت:19]يوزعون: يجمعون، كل أحد منهم يسمع أنه في سجل ناري فيهرب يمنة ويسرة، ويحيص يميناً وشمالاً، ولكن لا مفر، يجمعون مثل الغنم المشتتة تضرب فتجمع: وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [فصلت:19-21].
يوم أن تأتي الأيدي التي تمتد إلى ثروات الأمة وتسرق تقول: أخذت كذا وكذا .. درهماً درهماً ودولاراً دولاراً، ويوم أن تأتي العيون والأسماع والجلود المترفة الناعمة التي من الحرام تأكل وتلبس وتستمتع وتشهد بكل صغيرة وكبيرة، ويتحول كل مخلوق منه إلى ضجيج صاخب من الشهادة، العين تقول: زنيت، والأذن تقول: سمعت، والجلد يقول: فعلت، والرجل تقول: مشيت، واليد تقول: سرقت، ضجيج هائل يحار معه العقل ويطير معه اللب! يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ * فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا نَاصِرٍ [الطارق:9-10]
اللهم استرنا فوق الأرض، واسترنا تحت الأرض، واسترنا يوم العرض: يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:88-89] اللهم إنا نسألك الستر يوم القيامة، اللهم لا تفضحنا بأعمالنا فإن الذنب كبير، اللهم استرنا يوم نعرض عليك، وأظلنا في ظل عرشك برفقة محمد صلى الله عليه وسلم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
اللهم إنا نسألك يا أرحم الراحمين الأمن يوم الفزع، والصبر يوم الجزع، والصدق يوم الكذب، والتوحيد يوم لا ينفع الإنسان إلا توحيده، ونسألك اللهم علماً نافعاً، ورزقاً واسعاً، وشفاءً من كل داء، نسألك العافية في الجسد، والإصلاح في الولد، والأمن في البلد برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل بلدنا هذا وسائر بلاد المسلمين سخاءً رخاءً أمناً وإيماناً، اللهم من أراد بنا سوءاً فأشغله في نفسه، ومن كادنا فكده، اللهم من فجر النفط ففجره، اللهم من زعزع الأمن فزعزع أمنه، اللهم عليك بأعدائنا اكشفهم وافضحهم يا رب العالمين! أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا.
اللهم منزل الكتاب، ومنشئ السحاب، ومجري الحساب، وهازم الأحزاب، اهزم أحزاب الباطل وانصر حزب الحق يا رب العالمين! هذا الدعاء ومنك الإجابة، وهذا الجهد وعليك التكلان، اللهم انصر إخواننا في أفغانستان فلسطين الفلبين وفي كل أرض يجاهد فيها، اللهم سدد رميهم، واجبر كسرهم، وفك أسرهم، ووحد صفهم، واغفر ذنبهم، وارم واقتل عنهم يا أرحم الراحمين!
اللهم حقق بالصالحات آمالنا وآمالهم، واختم بالطاعات أعمالنا وأعمالهم، اللهم أكرم الشهداء وثبت الغرباء، وأطلق السجناء والمأسورين من المخلصين وانصر المجاهدين.
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي؛ يعظكم لعلكم تذكرون، اذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر